عصر التقشّف: دول الخليج «in»... إيران «out»

u0628u062eu0644u0627u0641 u0646u0638u064au0631u0627u062au0647u0627 u0627u0644u062eu0644u064au062cu064au0629u060c u0623u0646u0647u062a u0628u0648u0631u0635u0629 u0637u0647u0631u0627u0646 u0644u0644u0623u0648u0631u0627u0642 u0627u0644u0645u0627u0644u064au0629 u062au0639u0627u0645u0644u0627u062au0647u0627 u0628u0627u0631u062au0641u0627u0639 u0643u0628u064au0631 u0641u064a u0627u0644u0645u0624u0634u0631 u0627u0644u0631u0626u064au0633u064a.rnrnu0648u0623u0641u0627u062fu062a u0648u0643u0627u0644u0629 u00abu0641u0627u0631u0633u00bb u0627u0644u0625u064au0631u0627u0646u064au0629 u0623u0646 u062du062cu0645 u0627u0644u0623u0633u0647u0645 u0627u0644u0645u062au062fu0627u0648u0644u0629 u0628u0644u063a 1.179 u0645u0644u064au0627u0631 u0633u0647u0645 u0628u0642u064au0645u0629 u0633u0648u0642u064au0629 u062au062eu0637u062a 2.26 u062au0631u064au0644u064au0648u0646 u062au0648u0645u0627u0646.rnrn(u0631u0648u064au062au0631u0632)
بخلاف نظيراتها الخليجية، أنهت بورصة طهران للأوراق المالية تعاملاتها بارتفاع كبير في المؤشر الرئيسي. وأفادت وكالة «فارس» الإيرانية أن حجم الأسهم المتداولة بلغ 1.179 مليار سهم بقيمة سوقية تخطت 2.26 تريليون تومان. (رويترز)
تصغير
تكبير
دول «التعاون» تشدّ أحزمة الإنفاق لمواجهة تداعيات انهيار أسعار النفط

الغرب أفرج عن مليارات طهران المحتجزة ... والعجز بدأ يلتهم أصول الخليج الضخمة

واشنطن «الشيطان الأكبر»
تمنح الاقتصاد الإيراني ...
«قبلة الحياة»

رياح «الاتفاق النووي»
جاءت بما لا تشتهي سفن المعركة النفطية
في الوقت الذي بدأت فيه دول مجلس التعاون (متأخرة) شدّ أحزمة الإنفاق، بغية مواجهة تداعيات انهيار أسعار النفط، تستعد إيران للخروج من عصر «التقشف»... ودخول زمن «البحبوحة».

بين ليلة وضحاها، وبجرة قلم واحدة، انقلب المشهد والأمور رأساً على عقب. أفرج الغرب عن عشرات مليارات الدولارات المحتجزة في خزائن بنوكه، لصالح طهران، بينما بدأ العجز الذي تشهده غالبية الدول الخليجية، يلتهم أصولها الضخمة في الخارج.


فقدت المملكة العربية السعودية وحدها ما يزيد على 150 مليار دولار دفعة واحدة خلال فترة زمنية قياسية، في حين تستعد دول أخرى، بينها الكويت وقطر لتسييل بعض الأصول بهدف تجاوز المرحلة الصعبة، أما الجزء الآخر من بلدان مجلس التعاون، وهو الأقل قدرة على تحمّل تداعيات المحنة، فقد بدأ فعلياً بالاستدانة على غرار ما فعلت سلطنة عُمان، ومملكة البحرين.

على النقيض من مشهد البهجة والفرح واحتفالات الإيرانيين (حكومة وشعباً) بتطبيق آخر بنود الاتفاق النووي، والذي يقضي برفع العقوبات الغربية المفروضة على بلادهم منذ زمن طويل، يشعر الخليجيون، كل الخليجيين بخيبة أمل في ظل التغييرات الجوهرية والبنوية التي باتت تطول أدق تفاصيل حياتهم اليومية، مع تواتر القرارات والمراسيم الخاصة بزيادة أسعار الوقود والبنزين والكهرباء والطاقة، والتي من المتوقع أن تليها في مرحلة لاحقة (قد لا تكون بعيدة) قطاعات أخرى ستكون أكثر حساسية بلا أدنى شك.

قبل عام ونصف العام تقريباً، دخلت دول المنطقة في حرب نفطية ضروس، قيل في مرحلة أولى إنها ترمي لكبح جماح الخطر، والتهديد الذي يشكّله النفط الصخري الآتي من الولايات المتحدة الأميركية، وقيل في المرحلة الثانية إنه موجه ضد الاقتصادين الإيراني ومن خلفه الروسي، وذلك على خلفية الاشتباك السياسي المباشر و(العسكري غير المباشر بين المحورين، والذي لا تخطئه عين.

كادت الاستراتيجية الخليجية تنجح، فالميزانية الإيرانية، ومن خلفها الروسية بدأتا تواجهان ضغوطاً جمة، في وقت فقد كل من التومان الإيراني والروبل الروسي، أكثر من نصف قيمتيهما، ولكن وفي اللحظات الأخيرة، بدا أن رياح الاتفاق النووي، والإصرار على رفع العقوبات عن طهران بأي ثمن، جاءت بما لا تشتهي سفن المعركة النفطية المحتدمة.

منحت واشنطن (الحليفة التاريخية لدول مجلس التعاون الخليجي) بحسب ما يرى متابعون «قبلة الحياة» لاقتصاد إيران، التي وللمفارقة كانت حتى الأمس القريب عدوة «الشيطان الأكبر»، والعكس صحيح. يذهب هؤلاء (المتابعون) إلى أبعد من ذلك، إذ يؤكدون أن هذه «القبلة»، ستمكّن طهران من تجاوز تداعيات انخفاض أسعار النفط، التي تقترب من القاع، مستندين في رؤيتهم على تنوّع وغنى موارد الاقتصاد الإيراني، فالنفط يشكل محوراً مهماً فيه، ولكنه جزءاً فقط، وليس الكل، بخلاف دول الخليج، التي يشكّل «الذهب الأسود» العامود الفقري لاقتصاداتها.

رفع العقوبات عن طهران، سيمكّنها بطبيعة الحال من زيادة إنتاجها النفطي، ولكن بعيداً عن النفط، سيساعدها بالدرجة الأولى على استقرار قيمة عملتها (التومان)، وتعزيز تجارتها الداخلية، ورفع حجم مبادلاتها التجارية الخارجية إلى مستويات غير مسبوقة، فضلاً عن أنه سيتيح لها استقدام وفتح فروع للشركات الأجنبية الضخمة في مختلف القطاعات والصناعات الإنتاجية، ناهيك عن تسهيل مهمة بناء المصانع الجديدة مع فتح باب استيراد الآلات والمعدات التكنولوجية على مصراعيه، وفوق كل هذا وذاك إنعاش قطاعها الزراعي، إلى جانب قطاعها السياحي والخدماتي (الهائل) مع الزيادة المرتقبة والمتوقعة لعديد رحلات الطيران من وإلى... طهران.

إذاً، ستغادر طهران بمساعدة «عدوتها اللدودة» الولايات المتحدة الأميركية، وأوروبا، زمن التقشف... لتدخل عصر «البحبوحة»، فيما سيفعل الخليجيون العكس!
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي