«البحرين تتسوّق» يحفّز الاقتصاد ... ويجذب السيّاح من دول مجلس التعاون كافة

المنامة ... لم تعد ترغب بالنوم: مهرجانات وعروض تسويقية وحفلات على مدار العام

تصغير
تكبير
8 ملايين سائح زاروا المملكة خلال 2014

السعوديون في المقدمة ... يليهم الكويتيون

المهرجان يتضمن عدداً من أروع العروض الترفيهية والترويجية

قيمة الحملة الإعلانية والإعلامية للمهرجان بلغت مليوناً ونصف المليون دينار بحريني

المهرجان يساعد في تنمية السياحة ومختلف القطاعات الاقتصادية
في زمن هبوط أسعار النفط، تعزف غالبية دول الخليج على وتر واحد ... ضبط النفقات، ورفع الإيرادات.

قد يكون ضبط النفقات أمراً مقدوراً عليه إلى حد بعيد، ولو بنسب متفاوتة بين دولة وأخرى، إلا أن زيادة الإيرادات تبقى مسألة شائكة ومعقدة، تخضع لحسابات أكثر تعقيداً، في اقتصاديات يشكّل «الذهب الأسود» عامودها الفقري.

بعيداً عن رفع الدعم عن مشتقات الطاقة، تبحث دول الخليج عن علاج سريع يساهم في رفد ميزانياتها بمردود مقبول، يساعدها على تجاوز المحنة الراهنة.

وبما أن الوقت الضيق لا يتسع لعقد الاجتماعات، ووضع الخطط الاستراتيجية لتنويع الاقتصاد بعد كل هذه العقود من «الأحادية» الاقتصادية القاتلة، تبقى الخيارات محدودة جداً، ويبقى أقصرها، درب السياحة، بما يشمل من فتح للأجواء، وإقامة المهرجانات، ومواسم العروض التسويقية والخصومات، والمعارض الفنية والموسيقية التي لا تنتهي على مدار العام. لاشكّ أن دبي قطعت شوطاً كبيراً في هذا المجال، وهي بعيدة تماماًَ عن أي منافسة إقليمية وربما عالمية، ولكن هذا الأمر لم يمنع مملكة البحرين من المضي قدماً على الدرب نفسه.

فالعاصمة البحرينية، المنامة، لم تعد ترغب بالنوم في هذه الأيام، فهي باتت تكتسي طيلة أشهر السنة، حلة المهرجانات التسويقية الضخمة، بهدف جذب السياح الخليجيين، على أن يطال هذا الجذب، السياح الأجانب في المرحلة المقبلة. ومن أبرز المشاريع والأفكار التي أطلقتها البحرين بهدف تعزيز مكانتها الإقليمية كوجهة سياحية بارزة، مهرجان «البحرين تتسوق» في نسخته الثانية.

وتبين الأرقام أن قيمة الحملة الإعلانية والإعلامية المرافقة لانطلاق المهرجان، الذي يستمر حتى 23 الجاري، بلغت مليونا ونصف المليون دينار بحريني.

وفي هذا السياق، يؤكد مدير المهرجان نواف الكوهجي، أن المهرجان يتضمن عدداً من أروع العروض الترفيهية العالمية، إضافة للفعاليات الترويجية الباهرة.

ويشير إلى أن الهدف من إطلاق المهرجان، هو تحفيز الاقتصاد الوطني، وجذب السياح من الدول المجاورة، موضحاً أن النسخة الثانية من المهرجان هي استمرار للنجاح القياسي الذي حققته النسخة الأولى، مشدداً على أن اللجنة المنظمة، سخرت كافة جهودها لضمان نجاح نسخة هذا العام. وأفاد الكوهجي في دردشة مع الصحافيين على هامش فعاليات المهرجان، أن «البحرين تتسوق» هو الحدث الأبرز في المملكة، مضيفاً أن مهرجان العام الماضي شارك فيه أكثر من 2000 متجر للتجزئة، فيما بلغت القيمة التقديرية لعائدات القطاع الخاص بـ 18 مليون دينار بحريني. وأكد أن مهرجان هذا العام سيكون أكبر وأفضل، لأنه سيعكس مكانة البحرين كوجهة عائلية ومرحبة بالزائرين، يميزها موقعها الجغرافي الذي يسهل وصول الخليجين إليها من خلال جسر الملك فهد أو مطار البحرين الدولي.

ولفت إلى أن المهرجان يقدم تجربة تسوّق متنوعة وشيقة من خلال مشاركة كافة المجمعات التجارية والمتاجر الراقية والأسواق الشعبية المشاركة في تقديم أفضل العروض والخصومات المغرية، لافتاً إلى أن المملكة تطمح لزيادة عدد السياح الذين وصولوا إلى 8 ملايين في العام 2014، مبيناً «يأتي في مقدمة زوار المملكة، السعوديون يليهم الكويتيون».

ويرى مدير «البحرين تتسوق»، أن المهرجان يساعد في تنمية القطاعات الاقتصادية المختلفة، إلى جانب تنشيط السياحة البيئية بين أبناء دول مجلس التعاون، فضلاً عن أنه يرفع نسبة المبيعات لأسواق التجزئة، ونسبة عدد الزوار إلى مملكة البحرين، خصوصاً لأنه يأتي متزامناً مع إعلان البحرين كعاصمة للسياحة للعام 2016. وأشار إلى أن «الإقبال المتوقع من قبل الخليجيين، سينعكس إيجابياً على مبيعات التجزئة، ونسب الإشغال في الفنادق والطيران والعديد من الخدمات الأخرى»، مشدداً على أن المهرجان الضخم ومختلف الفعاليات الأخرى التي ترافقه، تساهم في جعل مملكة البحرين وجهة سياحية.

من جهته، أكد الرئيس التنفيذي لشركة «فيفا البحرين»، عليان الوتيد، أن «فيفا» تعد الشريك الاستراتيجي لمهرجان «البحرين تتسوق»، والذي يهدف إلى مبادرة وطنية لتعزيز الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص لأجل تحفيز قطاعي التجزئة والسياحة في المملكة من خلال العديد من الفعاليات والأنشطة التي تعمل على جذب المتسوقين من المنطقة، والدول المجاورة، وذلك للاستفادة من عروض التسوق ولقضاء عروض جذابة خلال المهرجان.

وأوضح الوتيد أن «فيفا» ستعمل على جذب أكبر عدد من الزوار من خلال العروض، مضيفاً أن «فيفا» كشريك استراتيجي لأكبر مهرجان تسوق في مملكة البحرين، ستكون منصة مناسبة لتقديم الدعم لهذا الحدث على مستوى البحرين، والذي من شأنه خلق منافع اقتصادية وتجارية للبحرين.

بدورها، ترعى «طيران الخليج» (الناقل الوطني لمملكة البحرين) وللعام الثاني على التوالي مهرجان «البحرين تتسوق» في شراكة تهدف لدعم لتنمية الاقتصادية في مملكة البحرين، حيث تؤكد الشركة أن رعايتها للمهرجان تتماشى مع استراتيجيتها التي تهدف لمواصلة تعزيز مملكة البحرين على المستوى الاقليمي والعالمي.

العصفور

من جهتها، تؤكد مدير التسويق والإعلام لمهرجان «البحرين تتسوق»، سناء العصفور، حاجة المملكة لمثل هذه المشاريع التي تستقطب السياح من دول مجلس التعاون الخليجي، بما يسهم في خلق فرصة لنمو اقتصادي حقيقي، والذي ينعكس إيجاباً على الحياة المعيشية للمواطن.

ولفتت العصفور إلى أن من شأن هذه المبادرات أن تعزز فرص العمل للشباب البحريني، بما يساعدهم على تنمية مهاراتهم في مختلف المجالات، لاسيما وأن فعاليات المهرجان تطال العديد من الأنشطة التجارية والاقتصادية المتنوعة.

وأكدت العصفور حرص منظمي المهرجان على مد يد المساعدة لمختلف الفئات العمرية، ولجميع المواهب بما يتيح لهم اكتساب الخبرة اللازمة، التي تمكنهم في بعد من تنفيذ مشاريعهم الصغيرة والمتوسطة.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي