بعد 37 عاماً على عرْضها... مسرحية زياد الرحباني تنتقل إلى شاشة السينما

«بالنسبة لبكرا شو» تعيد اللبنانيين إلى «أمس»... بمذاق «اليوم»!

تصغير
تكبير
مصداقاً لمقولة «التاريخ يعيد نفسه»، شاهد الجمهور «الماضي» ماثلاً بطعم الحاضر!

فوسط سعادة غامرة احتفى اللبنانيون بمسرحية «بالنسبة لبكرا شو» للفنان المتميّز زياد الرحباني، لكن ليس على خشبة المسرح، مثلما عُرضَت قبل 37 عاماً، بل استمتع بها المشاهدون هذه المرة مسجلةً على شاشة السينما.

4 صالات من تجمع «بيروت سيتي» (وسط العاصمة اللبنانية) كانت مكتظة بالكامل. جمهور خاص حضر بموجب دعوات بين صفوفه شخصيات وعناصر فاعلة ومؤثرة في المجتمع من فنانين وإعلاميين وسياسيين ورجال اقتصاد وفاعليات مختلفة من النسيج اللبناني الذي استرجع جانباً من صورة لبنان الأمس التي لم تفاجئ أحداً لأنها هي ذاتها صورة لبنان اليوم كأنما لم يطرأ عليها أي تغيير، حتى في أدق التفاصيل، بما يعني واحداً من أمرين: إما أن زياد قرأ المستقبل وصاغ عمله على أساس أن يعيش ويثبت أن يوم البلد كغده، وحاضره كمستقبله، وإما أن التاريخ يعيد نفسه فإذا كانت الحيثيات لا تتبدّل، نكبر نحن والأيام تعيد نفسها.

أول الأخبار السعيدة أن ما شاهده الحاضرون في هذه الأمسية المسرحية، يمهد لتقديم مسرحية ثانية لزياد على الشاشة الكبيرة هي «فيلم أميركي طويل»، بما يؤكد فرضية التواصل مع النتاج «الذهبي» للرحباني بما هو متوافر بالصورة في ظلّ وجود المسرحية كاملة بالصوت النظيف والواضح جداً. أما مسألة نوعية الصورة غير الواضحة في المسرحية - الفيلم فلها مبررات عدة منها التطور التقني الذي لم يكن متقدماً، كما هي الحال اليوم، حيث تعمد التقنية المتوافرة حالياً إلى إعادة «فلترة» الصوت، وتنظيف ما أمكن من الصورة لجعلها مقبولة مع صوت ممتاز، وبث الحوار واضحاً أسفل الشاشة لمن تفوته عبارةٌ ما سمعها.

المسرحية نفسها كان الجمهور اللبناني شاهدها في العام 1978 على خشبة مسرح «أورلي»، وشكّلت معاودة مشاهدتها الآن نوعاً من «النوستالجيا» التي حرّكت الذكريات الطيبة عن حقبة ثرية بالعطاءات، بالرغم من وحشية الحرب التي شُنّت على اللبنانيين في العام 1975 وما زالت مستمرة بأساليب أخرى إلى اليوم.

العرض الذي قُدّم في 4 صالات يمهّد للعرض الجماهيري في أكبر عدد من صالات لبنان بدءاً من 21 الجاري. وكانت أكثر الصالات اعتذرت من تدفق الناس لحجز أماكن لهم في العروض الأولى، لأن هذا المبدأ أصلاً ليس معتمداً في صالاتنا بفعل كثرة عددها (هناك 25 صالة من الدرجة الأولى تفتتح تباعاً في المناطق بدءاً من النبطية خلال 3 أشهر)، وتوفر الأمكنة مهما بلغ الضغط الجماهيري.

الحضور تناسوا الصورة المتواضعة المستوى وضحكوا من قلوبهم على أحداث المسرحية وعلى أنفسهم، وشاهدوا ما كانوا يسمعونه على مدى 37 عاماً، وتعرفوا على أسماء لم يعرفوا أصحابها في مرحلة الشباب. 24 فناناً لهم حضور وشخصيات على الخشبة أبرزهم: زياد الرحباني (زكريا)، نبيلة زيتوني (ثريا)، الراحل جوزيف صقر (رامز)، بطرس فرح (مسيو أنطوان)، رفيق نجم (نجيب)، فايق حميصي (الأستاذ أسامة) وسامي حواط (رضا).

«بالنسبة لبكرا شو» أنتجتها شركة عيتاني السينمائية، وكان المستشار الفني الشاعر جوزيف حرب، الملابس والديكور غازي قهوجي، وتولّى الهندسة الصوتية: فريد أبو الخير، الراحل زهير سمهون، وعلي مشورب.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي