وجع الحروف

الغباء العاطفي...!

تصغير
تكبير
أكثر من باحث وناشط في علوم الإدارة له صلة بالعلم الإداري الحديث قدم ما لديه من أبحاث حول أثر «الذكاء العاطفي» من خلال دراسة مستواه المعروف بـ IQ وكيف أنه يعدّ من أحد عوامل التفوق والتميز الوظيفي لا سيما لدى أصحاب القرار.

الملفت للنظر أن تقدم العمر يؤدي في طبيعته الفطرية إلي التميّز في «النضوج الانفعالي» خاصة في إدارة الأزمات.


أنا هنا ومع بالغ العذر للعمر الذي تجاوز الخمسين عاما أتقدم بالشكر والأسف على حد سواء لكل من أدلى بدلوه في هذا الجانب، على الرغم من عدم تطرقهم للجانب المعاكس الذي لم يبحث فيه إلى الآن وهو «الغباء العاطفي» لأسباب كشفتها الأيام «الخوالي» أمضيناها بين أبحاث قرأت فيها مواضيع مرتبطة بموضوع «الذكاء العاطفي» آخذا بعين الإعتبار نقاط تحّولٍ حدثت في مجال إدارتنا للأزمات وبين ملفات فتحت على مصراعيها ولم تغلق!

دون يا تاريخ...إذا كنا نتحدث عن جامعة ثانية منذ عام1986 ولم نرها إلى الآن? إذا كنا نتحدث عن مستشفى جديد منذ عام 1986 ولم نره إلى الآن? إذا كنا نتحدث عن محسابة فاسد منذ عقودٍ ولم نجد واحدا خلف القضبان محكوماً بحكم تنص أحد بنوده على استرداد ما تم اختلاسه وإذا كنا نقرأ ونسمع عن فساد وسلوكيات في منظومتنا الإدارية كان آخرها «الطبيب المزيف» ولم يحاسب أحد... فما يعني هذا؟

ربما أكون مخطئاً في الكتابة وإن كنت عاشقا لها ولا أعلم عن سرّ عشقي لها سوى الجانب الأخلاقي ويبدو لي أنه سبب في وقوعي في جانب «الغباء العاطفي» دون رغبة مني!

تصفح ما نشرته «الراي» حول الكثير من أوجه الفساد في البلدية التي لا يحمل فسادها «البعارين» وتضخم الفساد لدينا بحجم قياسي لن يستطيع حمله «مترو الأنفاق» الذي كثر الحديث عنه عام 2008 و...«طخوا الجماعة»!

أعتقد بأن مستوى «الذكاء العاطفي» لدينا منخفض جدا لدرجة أوصلتنا إلى القاع عند حد «الغباء العاطفي» بشكل لا شعوري وإن كانت دورة عقارب الساعة سريعة ولها علاقة بتدني مستوى الذكاء العاطفي لدينا لأنه عندما تقبّلنا «السكوت» رغم كل ما يثار، جعلنا نقبل بهذا الوصف.

من يحمينا من إفرازات الأنفس؟ من يعيننا على القضاء على آفة الفساد؟ هل نحن مشتركون في ضعف مستوى الذكاء العاطفي؟

وإذا كنا كذلك? فهل من وسيلة علمية ترفع من مستوى الذكاء العاطفي لدينا وبالتالي تتحسن طريقة إدارة الأزمات وتحسن السلوك الوظيفي على كافة المستويات؟

إن ما نشاهده فقط تراكمات قذفتها على عاتقنا هموم تصورات بالية مثل «سنقضي? سنحارب? سنفعل و...هذا ولدنا» وغيره من الانطباعات التي لمسها ويلمسها كل من لديه شعور بالغيرة عند مقارنة مستوانا بالدول المجاورة.

لنكتفي بهذا القدر من إعلان النوايا الإصلاحية وليتحرك تقرير المصير المختزل في عقولنا إلى حيز «الأفعال» فنحن نكتب وغيرنا يكتب ويعرض لكن واقع الحال يقول «إنفخ يا شريم... قال ما من برطم» والله المستعان !

[email protected]

@Terki_ALazmi
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي