من آداب الدعاء

الثناء على الله

u0625u0650u0646u0651 u0631u064eu0628u0651u0643u064fu0645u0652 u062au064eu0628u064eu0627u0631u064eu0643u064e u0648u062au0639u064eu0627u0644u0649 u062du064eu064au0650u064au0651 u0643u064eu0631u0650u064au0645u064c u064au064eu0633u0652u062au064eu062du0652u064au0650u064a u0645u0650u0646u0652 u0639u064eu0628u0652u062fu0650u0647u0650 u0625u0650u0630u064eu0627 u0631u064eu0641u064eu0639u064e u064au064eu062fu064eu064au0652u0647u0650 u0625u0650u0644u064eu064au0652u0647u0650 u0623u064eu0646u0652 u064au064eu0631u064fu062fu0651u0647u064fu0645u0627 u0635u0650u0641u0652u0631u0627 u062eu0627u0626u0628u062au064au0646
إِنّ رَبّكُمْ تَبَارَكَ وتعَالى حَيِيّ كَرِيمٌ يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَيْهِ أَنْ يَرُدّهُما صِفْرا خائبتين
تصغير
تكبير
• من الثناء على الله عَزّ وَجَلّ ذِكْر عادته تبارك وتعالى مع عِباده وكَرَمِه وجُوده وعظيم فضله وامتنانه عليهم

• يجب على من يتوجه إلى الله بالدعاء أن يُوحّده عَزّ وَجَلّ ويُثني عليه بأنه لا إله إلاّ هو ويذكر تفرّده بالْخَلْق والأمْر
مَن أراد أن يسأل الله شيئا، فليُقدِّم بين يدي مسألته ثناء على الله، وتَمْجيدا، ومَدْحَا، فإن الله عَزّ وَجَلّ يُحبّ الْمَدْح.

قال عليه الصلاة والسلام: لاَ شَخْصَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْمِدْحَة مِنَ اللَّهِ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ وَعَدَ اللَّهُ الْجَنَّةَ. رواه البخاري ومسلم. وفي رواية: ولا أحَد أحبّ إليه الْمِدْحَة من الله، فلذلك مَدَح نفسه، لذا يُشْرَع مدْح الله عزّ وَجَلّ والثناء عليه قبل الدعاء وقبل سؤال الحاجات.

قال ابن مسعود رضي الله عنه: كُنْتُ أُصَلّي والنبيّ صلى الله عليه وسلم وأبُو بكرٍ وعُمَرُ معه، فلما جَلَسْتُ بَدَأْتُ بالثناءِ على الله، ثم الصّلاةِ على النبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ثم دَعوْتُ لنَفْسِي، فقال النبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم: سَلْ تُعْطَهْ. سَلْ تُعْطَهْ. رواه الترمذي، وقال: حسنٌ صحيح. وعن فَضَالَة بن عُبَيْدٍ صَاحِب رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم قال: سَمِعَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم رَجُلاً يَدْعُو في صَلاَتِهِ لَمْ يُمَجّدِ الله وَلَمْ يُصَلّ عَلَى النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: عَجِلَ هَذَا. ثُمّ دَعَاهُ فَقَالَ - لَهُ أوْ لِغَيْرِهِ -: إذا صَلّى أَحْدُكُمْ فَلْيبْدَأْ بِتَمْجِيدِ رَبّهِ وَالثّنَاءِ عَلَيْهِ، ثُمّ يُصَلّي عَلَى النّبيّ صلى الله عليه وسلم، ثُمّ يَدْعُو بَعْدُ بِمَا شاء. رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن خزيمة والحاكم.

الكرم والجود

ومِن الثناء على الله عَزّ وَجَلّ ذِكْر عادته تبارك وتعالى مع عِباده، وكَرَمِه وجُوده، وعظيم فضله وامتنانه عليهم، ولذلك لِمّا دعا زكريا عليه الصلاة والسلام قال: (رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا).

ومِن ذلك: ذِكْر عادة الله تعالى مَع مَن دَعاه مُخلِصا، وأنه لا يَردّ الدّاعي صِفرا خائب اليدين. قال عليه الصلاة والسلام: إِنّ رَبّكُمْ تَبَارَكَ وتعَالى حَيِيّ كَرِيمٌ يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَيْهِ أَنْ يَرُدّهُما صِفْرا خائبتين. رواه أبو داود والترمذي وحسّنه.

وروى ابن أبي الدنيا مِن طريق زافر بن سليمان عن يحيى بن سليم، بَلَغَه أن ملك الموت استأذن ربه أن يُسَلِّم على يعقوب عليه السلام، فأذن له، فأتاه فسلم عليه، فقال له: بالذي خلقك، قبضت روح يوسف؟ قال: لا، قال: أفلا أعلمك كلمات لا تسأل الله شيئا إلا أعطاك ؟ قال: بلى، قال: قُل: يا ذا المعروف الذي لا ينقطع أبدا ولا يحصيه غيره. قال: فَمَا طَلَع الفجر حتى أُتِي بِقَميص يوسف عليه السلام.

إثبات الحمد

وأن يُدْعَى الله عَزّ وَجَلّ بإثبات الحمد له والْمِـنَّة، وأنه تبارك وتعالى ذو الجلال والإكرام. فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دعا أوْ قام مِن الليل ليُصلّي أثنى على الله عزّ وَجَلّ بما هو أهله.

ففي الصحيحين من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَامَ مِنْ اللَّيْلِ يَتَهَجَّدُ قَالَ: اللهم لك الحمد أنت قيّم السماوات والأرض ومن فيهن.ولك الحمد لك ملك السماوات والأرض ومَن فيهن.ولك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومَن فيهن.

ولك الحمد أنت رب السماوات والأرض.ولك الحمد أنت الحق ووعدك الحق ولقاؤك حق وقولك حق والجنة حق والنار حق والنَّبِيُّون حق ومحمد صلى الله عليه وسلم حق والساعة حق.اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكَمْت، فاغفر لي ما قدمت وما أخّرت، وما أسررت وما أعلنت، أنت الْمُقَدِّم وأنت الْمُؤخِّر، لا إله إلا أنت أو لا إله غيرك.

وروى ابن أبي شيبة من طريق عاصم بن ضمرة عن علي رضي الله عنه أنه كان يقول:اللهم تَمّ نُورك فَهَدَيت فَلَكَ الْحَمْد، وعَظُم حِلمك فَعَفَوْت فَلَكَ الْحَمْد، وَبَسَطْتَ يَدك فأعطيت فَلَكَ الْحَمْد، ربنا وَجهك أكْرم الوُجوه، وجَاهك خير الجاه، وعطيتك أفضل العطية وأهنأها، تُطاع ربنا فتَشْكُر، وتُعْصَى ربنا فَتَغْفِر، تُجيب المضطر، وتَكْشِف الضُّرّ، وتَشْفِي السَّقِيم، وتُنَجّي مِن الكَرْب، وتقبل التوبة، وتغفر الذنب لمن شئت، لا يَجزي آلاءك أحد، ولا يُحْصِي نعماءك قول قائل. ودَعَا رَجُل فقال: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم. قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: لقد دعا الله باسمه العظيم الذي إذا دُعي به أجاب، وإذا سُئل به أعْطَى. رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه، وصححه الألباني والأرنؤوط.

توحيد الله

ومِن الثناء على الله تبارك وتعالى أن يُوحَّد الله عَزّ وَجَلّ، ويُثنَى عليه بأنه لا إله إلاّ هو.

فقد دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَسْجِدَ، فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ قَدْ قَضَى صَلاَتَهُ، وَهُوَ يَتَشَهَّدُ وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يَا اللَّهُ الأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ أَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ. فَقَالَ: قَدْ غُفِرَ لَهُ قَدْ غُفِرَ لَهُ. ثَلاَثًا. رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي، وصححه الألباني.

وصح أن رجلا دَعا بهذا الدعاء: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الواحد الأحد الصمد. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد سَألتَ الله باسْمِه الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب، وإذا سُئل به أعْطى. رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه. وصححه الألباني. ودُعاء الكَرْب الذي دعا به يونس عليه الصلاة والسلام متضمِّن لإفراده تعالى بالتوحيد، والإقرار بالذَّنْب.

قال عليه الصلاة والسلام: دَعْوَةُ ذِي النّونِ - إذْ دَعَا وَهُوَ في بَطْنِ الحُوتِ -: لا إلَهَ إلاّ أنْتَ سُبْحَانَكَ إنّي كُنْتُ مِنَ الظّالِمِينَ، فَإِنّهُ لَمْ يَدْعُ بها رَجُلٌ مُسْلِمٌ في شَيْءٍ قَطّ إلاّ اسْتَجَابَ الله لَهُ. رواه الإمام أحمد والترمذي، وصححه الألباني.

وأنه سبحانه وتعالى لا يهتِك السِّتْر، ولا يُؤاخِذ بالجريرة

كَانَ عَلِيُّ بِنُ الحُسَيْن بِمِنى، فَظَهَرَ مِنْ دُعَائِهِ أَنْ قَالَ: «كَمْ مِنْ نِعْمَةٍ أَنْعَمْتَهَا عَلَيَّ قَلَّ لَكَ عِنْدَهَا شُكْرِي، وَكَمْ مِنْ بَلِيَّةٍ ابْتَلَيْتَنِي بِهَا قَلَّ لَكَ عِنْدَهَا صَبْرِي، فَيَا مَنْ قَلَّ شُكْرِي عِنْدَ نِعَمِهِ فَلَمْ يَحْرِمْنِي، وَيَا مَنْ قَلَّ صَبْرِي عِنْدَ بَلائِهِ فَلَمْ يَخْذُلْنِي، وَيَا مَنْ رَآنِي عَلَى الْمَعَاصِي وَالذَّنُوبِ الْعِظَامِ فَلَمْ يَهْتِكْ سِتْرِي، وَيَا ذَا الْمَعْرُوفِ الَّذِي لا يَنْقَضِي، وَيَا ذَا النِّعَمِ الَّتِي لا تَحُولُ وَلا تَزُولُ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا». رواه البيهقي في «شُعب الإيمان».

وقال يُوسُفُ بِنُ الْحُسَيْن: سَمِعْتُ ذَا النُّونِ يَقُولُ فِي مُنَاجَاتِهِ: كَمْ مِنْ لَيْلَةٍ بَارَزْتُكَ يَا سَيِّدِي بِمَا اسْتَوْجَبْتُ مِنْكَ الْحَرَمَانَ، وَأَسْرَفْتُ بِقَبِيحِ فِعَالِي مِنْكَ عَلَى الْخُذْلانِ، فَسَتَرْتَ عُيُوبِي عَنِ الإِخْوَانِ، وَتَرَكْتَنِي مَسْتُورًا بَيْنَ الْجِيرَانِ، لَمْ تَكْأَفُنِي بِجَرِيرَتِي، وَلَمْ تُهَتِّكْني بِسُوءِ سَرِيرَتِي، فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى صِيَانَةِ جَوَارِحِي، وَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى تَرْكِ إِظْهَارِ فَضَائِحِي، فَأَنَا أَقُولُ كَمَا قَالَ الشَّيْخُ الصَّالِحُ: لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ. رواه البيهقي في «شُعب الإيمان».

التفرد بالخلق

ومِن الثناء على الله عَزّ وَجَلّ: ذِكْر تفرّده بالْخَلْق والأمْر.

روى مسلم من طريق سهيل قال: كان أبو صالح يأمُرُنَا إذا أراد أحدنا أن يَنام أن يَضطجع على شِقِّه الأيمن، ثم يقول: اللهم رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء فالق الحب والنوى، ومنْزِل التوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك مِن شَرّ كل شيء أنت آخذ بِنَاصِيَتِه، اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقْضِ عَنّا الدَّيْن وأغْنِنَا من الفقر. وكان يَروى ذلك عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وأنه تبارك وتعالى بيده مقاليد الأمور، وخزائن السماوات والأرض، وأنه أكْرَم الأكرَمِين، وأجوَد الأجودِين، وأن يَمينه سحّاء الليل والنهار لا تغيضها نَفَقة، وأن خزائنه ملأى لا تنفَد. عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ: ألا أعلمك دعاء تدعو به لو كان عليك مثل جبل أُحُدٍ دَيْنًا لأدَّاه الله عنك ؟ قُل يا معاذ: اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء، وتَنْزِع الملك ممن تشاء، وتُعِزّ مَن تشاء، وتُذِلّ من تشاء، بيدك الخير إنك على كل شيء قدير. رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، تُعطيهما من تشاء، وتمنع منهما من تشاء، ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك.

قال المنذري: رواه الطبراني في الصغير بإسناد جيد وقال الألباني: حَسَن.

ويُثْنَى على الله عَزّ وَجَلّ بأنه خالِق السماوات والأرض، وأنه الحيّ القيوم، الذي لا تأخذه سِنة ولا نَوم.وأنه تبارك وتعالى الذي خَلَق العَرْش العظيم، وهو ربّ العرش العظيم،ولهذه المعاني وغيرها كانت آية الكرسي أعظم آية، لتضمّنها هذه المعاني. وكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ عِنْدَ الْكَرْبِ: لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ. رواه البخاري ومسلم.

ودَعَا رَجُل فقال: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم. قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: لقد دعا الله باسمه العظيم الذي إذا دُعي به أجاب، وإذا سُئل به أعْطَى. (سبق تخريجه)
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي