هزيمة «الكويت» تدعو إلى التفاؤل!

ليلة نال فيها السلماوية ... «كريم المأكل»

u00abu0639u0646u0627u0642 u0627u0644u0627u0646u062au0635u0627u0631u00bb u0628u064au0646 u0631u0626u064au0633 u0627u0644u0646u0627u062fu064a u062au0631u0643u064a u0627u0644u064au0648u0633u0641 u0648u0635u0627u062du0628 u0647u062fu0641 u0627u0644u0641u0648u0632 u0641u064au0635u0644 u0627u0644u0639u0646u0632u064a
«عناق الانتصار» بين رئيس النادي تركي اليوسف وصاحب هدف الفوز فيصل العنزي
تصغير
تكبير
«ولقدْ أبيتُ على الطوى وأظلّهُ حتى أنالُ به كريمَ المأكلِ».

جسّد هذا البيت الخالد من إحدى قصائد الشاعر الفارس عنترة بن شداد حال فريق كرة القدم بنادي السالمية وجماهيره وأجهزته الإدارية والفنية الليلة قبل الماضية.

في مايو من العام المنصرم، خسر «السماوي» كأس الأمير الغائبة عن خزائنه منذ العام 2001 امام القادسية وبهدف من ركلة جزاء «قاتلة» جاءت في الأنفاس الأخيرة من عمر المباراة.

يومها، تحسر «السلماوية» على الفرص الثمينة التي أهدروها وعلى النهائي الرابع في جميع البطولات المحلية الذي يخسرونه منذ آخر تتويج، كما تعاطف الكثيرون مع الفريق الكبير الساعي للعودة إلى الواجهة بعد غياب.

لم يكن يدور في خلد «السلماوية» ان فرحة أكبر كانت تنتظرهم بعد أقل من 7 اشهر، فرحة التتويج بأول لقب محلي يشهده استاد جابر الدولي بعد افتتاحه رسمياً.

للموسم الثاني على التوالي، كانت هناك قناعة بين متابعي الشأن الكروي بأن فريقاً مثل السالمية يستحق أن يخرج بلقب واحد على الأقل عطفاً على المستويات التي يقدمها في المسابقات المحلية وعودته القوية إلى المنافسة.

في مواجهة مايو الماضي، بدا الإنهاك على لاعبي السالمية مع نهاية موسم طويل، وظهر تأثرهم بضغوط المباريات النهائية فكانت النتيجة مستوى باهتاً وخطورة مفقودة وخسارة لقب كان في المتناول.

في ليلة الأربعاء المشهودة على استاد جابر، كان الوضع مختلفاً، فالفريق الذي وطئت أقدامه أرض الملعب كان مختلفاً ليس على صعيد الأسماء - كان وجود مساعد ندا أبرز التغييرات في التشكيلة التي خاضت نهائي الموسم الماضي - بل على صعيد التركيز والحضور الذهني.

خاض «السماوي» النهائي هذه المرة كفريق كبير ومن دون عقدة نقص، وأكمل مسيرة ناجحة في المسابقة بدأها بالإطاحة بالعربي حامل اللقب قبل أن يُلحق به كاظمة وأخيراً «الكويت» متصدر الدوري وحامل لقبه.

في مسابقات الكؤوس من النادر ان تواجه 3 أبطال سابقين في 3 مواجهات متتالية، هؤلاء الأبطال أسقطهم السالمية تباعاً، سالكاً المسار الأصعب في البطولة ونجح في بلوغ نهايته السعيدة بدرجة إمتياز.

أظهرت إدارة السالمية التي يغلب عليها العنصر الشاب (رئيس النادي الشيخ تركي اليوسف لم يتجاوز عمره الـ31 عاماً) نضجاً واضحاً في التعامل مع الفريق بعد نهاية الموسم الماضي، بدءاً من تصريح الرئيس بعد نهائي كأس سمو الامير والذي لم يلق فيه باللائمة على الحكم الذي كان جريئاً باحتساب ركلة جزاء ومبدياً رضاه عما قدم فريقه «الذي لم يخض مباريات نهائية منذ مواسم عدة وافتقد الخبرة المطلوبة في مثل هذه المناسبات».

بعد نهاية الموسم، شرعت الإدارة برصد احتياجات الفريق وكان أول القرارات المحافظة على استقرار المجموعة التي أعادت لـ«القميص السماوي» هيبته، من خلال استمرار المحترفين الثلاثة العاجيين إبراهيما كيتا وجمعة سعيد والأردني عدي الصيفي.

لاحظت الإدارة افتقاد الفريق لعنصر القيادة في الخط الخلفي بعكس الوسط الذي يتواجد فيه كيتا، فكان الخيار استعارة مدافع القادسية الخبير مساعد ندا العائد من رحلة احترافية مع العروبة السعودي.

وعكس التعاقد مع المدرب الألماني فولفغانغ رولف ومن ثم إقالته في وقت حساس قبل المباراة النهائية لكأس ولي العهد، حالة من عدم التوافق بين المدرب والإدارة التي كانت جريئة بقرار التخلي عن رولف وتكليف مساعده الوطني سلمان عواد بالمهمة.

بهذا القرار اختارت الإدارة «الحل الأصعب» للمحافظة على استقرار الفريق والنأي باللاعبين عن خلافها مع المدرب، ولعل ما قامت به كان له الأثر الملموس في الصورة التي ظهر عليها «السماوي» أمام «الكويت» من الناحيتين الذهنية والنفسية وليس الفنية بالضرورة.

عودة السالمية إلى منصات التتويج من شأنها أن تعيد الى مسابقاتنا المحلية بريقها المفقود، وكل الأندية باتت تحلم بأن يضاء استاد جابر الدولي بألوانها كما تزين باللون السماوي الليلة قبل الماضية.

... السالمية حظي بـ«كريم المأكل» بعد أن بات على الطوى 5377 ليلة.

تساؤل مشروع

هل يمكن ان تكون خسارة فريق «الكويت» لكأس ولي العهد للمرة الثانية على التوالي مدعاة للتفاؤل بين القائمين على الفريق ولاعبيه؟

ربما يكون هذا التساؤل مشروعاً لمن تابع مسيرة «العميد» في الموسمين الماضي والحالي بقيادة المدير الفني محمد إبراهيم، ففي حالتي الهزيمة في النهائي تشابه كبير قد يصل إلى التطابق.

في الموسم الماضي، واجه «الكويت» في النهائي العربي المدعوم بجماهيره والمتحمس لاستعادة الوصل مع الألقاب بعد غياب، وخسر نتيجة المباراة بعد ان خسر رهان المستوى الفني قبل ذلك.

في ذلك الوقت، كان «الكويت» قد فقد لقبه كبطل لكأس الاتحاد الآسيوي بطريقة دراماتيكية أمام بيرسيبورا جايابورا الأندونيسي مما ترتب عليه اتخاذ الإدارة عدداً من القرارات أبرزها تعيين محمد إبراهيم مديراً فنياً خلفاً لعبدالعزيز حمادة.

هذا الموسم، تكرر فقدان الفريق فرصة استعادة لقبه لكن «من خارج الملعب» بعد ان قرر الاتحاد الآسيوي استبعاده والقادسية من خوض لقاءي اياب الدور نصف النهائي للمسابقة تطبيقاً لقرار الاتحاد الدولي بتعليق المشاركات الخارجية للاندية والمنتخبات الكويتية.

في ديسمبر2014 الذي شهد إقامة نهائي كأس ولي العهد بين «الكويت» والعربي، كان «الأبيض» يعاني من تراجع في مستوى محترفيه البرازيليين رافائيل باستوس وليوناردو دوس ماكيليلي والإيراني رضا قوتشنجاد، وكانت الادارة تنتظر فتح باب الانتقالات الشتوية في يناير للتخلي عنهم واستعادة البرازيلي روجيريو دي اسيس كوتينيو من الشباب السعودي وضم العمانيين عبدالسلام عامر وعبدالعزيز المقبالي.

اليوم يمر الفريق بنفس الوضعية، مستوى المحترفين البرازيليين «روجيرو وفينيسيوس سيلفا» لا يرضي الجهازين الاداري والفني، وثمة توجه قوي لإعارة الاول والاستغناء عن الثاني.

في الموسم المنصرم، اضطر محمد إبراهيم الى الاعتماد على العنصر المحلي في المنافسة الطاحنة على لقب الدوري مع العربي، ونجح في رهانه فكان الأثر والتأثير في التتويج بالدرع للمحليين.

في نهائي كأس ولي العهد الليلة قبل الماضية، لم يظهر «العميد» بمستواه، وهذا الأمر بات معتاداً منذ ما بعد تتويجه بكأس السوبر على حساب القادسية مطلع الموسم.

كان الفريق يحقق الفوز من دون إبهار وبمستوى بعيد عما اعتادت منه جماهيره وبدا ان هناك قناعة بأن «إنتصاراً بلا مستوى أفضل من خسارة مع إشادة»، بيد أن ثمة فارقاً عن الموسم الماضي يتمثل في أن حجم تأثير العنصر المحلي تراجع نسبياً، إما بسبب الإصابات أو تراجع المستوى.

من شأن هزيمة «العميد» ليلة الأربعاء أن تمثل منعطفاً مهماً للفريق في منتصف الموسم، ولعلها جاءت في وقت مناسب، فالفريق ما زال يتصدر الدوري بسجل خال من الهزائم، ولن يكون منشغلاً بمشاركة خارجية كما هو الحال في المواسم الماضية، فضلاً عن أن الباب لا يزال مشرعاً لإجراء تعديلات على قائمة المحترفين بالاستغناء والاستقطاب.

لن يكون صعباً على «العميد» لا إدارة ولا جهازا فنيا أو لاعبين استعادة توازنه، إذ سبق للفريق ان مر بظروف مماثلة خرج منها أقوى مما كان، ولمن اراد الاستفادة من دروس الماضي عليه فقط أن يعود بالذاكرة إلى عام واحد فقط.


العنزي لم يتوقع التسجيل

كشف مهاجم فريق السالمية فيصل العنزي انه لم يكن يتوقع التسجيل في النهائي.وقال: «لم اتوقع ان أسجل، كان التركيز يتمثل في تحقيق الفوز، لم يكن المهم من سيسجل، الغاية كانت الكأس وحققناها».

واضاف ان الهدف جاء نتاج جهد كبير من لاعبي السالمية، مشيدا بتحركات العاجي جمعة سعيد، ما ساعده على التسديد دون مضايقة.

واكد استمراره مع السالمية، وقال: «لن اعود الى القادسية، انا مرتاح ولا يوجد سبب يجبرني على الرحيل».

المكافآت تنهال على البطل

انهالت المكافآت على لاعبي السالمية بعد الفوز بكأس ولي العهد.

فقط خصصت عائلة اليوسف مبلغ 10 آلاف دينار للفريق، كما اعلن د. محمد حمود الجبري تبرعه بـ10 آلاف دولار اميركي، وهو المبلغ نفسه الذي قدمه عضو الجمعية العمومية في النادي خالد الجاسم.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي