حوار / يلتقي جمهورَه بصحبة الحملي في «فيتامين واو»

داود حسين لـ «الراي»: كلُّ من امتلك «محمولاً»... انتقد الفنانين!

تصغير
تكبير
• الفنان الحملي يشبه لاعب المنتخب بدر المطوَّع... طاقة استثنائية وإخلاص في العمل

• رفع القضايا على الفنان صار أسهل من استخدام «الريموت كنترول»

• أشارك في أعمال مصرية... لأن الأجواء الفنية هناك ليست معقَّدة!
«كل من امتلك هاتفاً محمولاً صار يلاحق الفنانين وينتقدهم»!

هكذا، وغاضباً ممن وصفهم «بأنهم يستسهلون مهاجمة أهل الفن»، شكا الفنان المرموق داود حسين من جرأة من يصبون «جام انتقاداتهم» على ظهور الفنانين، ويتعقبونهم بدعاوى قضائية، معتبراً «أن هذا الأمر صار أسهل عند البعض من استخدام الريموت كنترول»! حسين تحدث إلى «الراي» بصراحته المعهودة، التي لم تقلل من ابتسامته المرحة، موضحاً أنه ابتعد عن المنوعات في السنوات الأخيرة، لأن الأجواء في المنطقة متوترة، كما أن كثيراً من الناس لم يعودوا يحتملون، مكملاً: «بعض المواقف التي كنا نعرضها في أعمالنا في السبعينات والثمانينات للإضحاك، قد تحولت إلى واقع في هذه الأيام»، ومذكراً بعمله القديم «على الدنيا السلام»! داود حسين أشاد بالفنان محمد الحملي، الذي يشاركه بطولة مسرحيته الجديدة «فيتامين واو» التي تحارب «الواسطة»، واصفاً إياه «بصاحب الموهبة الاستثنائية، شأن لاعب المنتخب بدر المطوع»، معرِّجاً على سفره المتكرر إلى مصر للمشاركة في أعمال سينمائية، بسبب ما يجده هناك من أجواء بسيطة تخلو من التعقيد، عكس ما يلاقيه في «الديرة»! بين طبعه الكوميدي وغضبه الجاد طرح داود حسين، أثناء حديثه هذا مع «الراي»، قضايا وآراء عدة يتعين الوقوف عندها... أما التفاصيل فنسردها في هذه السطور:


• سبق أن صرَّحت منذ سنوات بأنك ستتوقف عن برامج المنوعات فترةً ثم تعود، لكن الملاحظ أنك طوَّلت الغياب... ما السبب؟

- سأتحدث معك بشفافية، وسأكون صريحاً معك.

• هذا ما نعرفه عنك... فقد عهدنا فيك الصراحة؟

- إلى الآن لم أجد الشيء الذي أرجع من أجله إلى المنوعات، ولا تزال المنطقة متوترةً، والوضع مشحوناً في كل القطاعات سياسياً وفنياً، وأقولها لك بكل أمانة: الوضع والناس هم السبب... فلا أحد يتحمّل أحداً... والزعل صار سريعاً عند الناس، وإن قدَّمتَ أي شيء فستفاجَأ بأن هذا سوف يرفع عليك قضية والآخر يشتمك، وأضف عندك أن الطريق إلى المحاكم والقضايا صار أسهل من الطريق إلى «الريموت كنترول».

• هل تقصد أن فهم الناس صار أمراً صعباً؟

- بالفعل... دخلنا في «حانة ومانة»... وأنا في الحقيقة أحاول الابتعاد عن المهاترات والكلام الفارغ، واليوم لم تعد هناك حرية، بل أصبحنا مقيدين في ظل وجود وانتشار وسائل الإعلام الاجتماعي.

• هل ترى أن هذه الوسائل صارت عبئاً على الفنان؟

- صح... ولا تحسب إن النقد مقتصر على الصحافة، كما ظل طوال الزمن الماضي... بل أنتم - كصحافيين - صار يزاحمكم الآن أناس لا دخل لهم بالقضايا الفنية، وصار كل إنسان يمتلك هاتفاً نقالاً يصنع من نفسه ناقداً - مع الأسف - ويصب جام انتقاده على ظهور الفنانين!

• إذاً ما رأيك في كثرة الصفحات «الإلكترونية» التي يعتقد أصحابها أنهم نقاد، ويتعرضون للفن والفنانين... ألا تراه إيجابياً؟

- بالعكس، بل هو أمر سلبي للغاية. وسأعطيك مثالاً: قبل أيام كنت أطالع «أكاونت» واحد من الناس يقول: «أفا هالممثل يدخن؟ منذ متى القرد هذا يدخن؟». وأنا أتساءل: ما هذا الأسلوب؟ وما هذه الكلمة؟ مع كل احترامي للقراء... ليش نغلط؟ معنى هذا أن الهاتف النقال أصبح بيد كل من «هب ودب»، وكل شخص أصبح في إمكانه أن يلاحق الفنانين، ليجد الفنان نفسه اليوم مقيداً، وصار الوضع كحال الطبيب الذي يعطي أدوية مسكنةً للألم لكنها لا تعالج.

• بمناسبة الطبيب... ذكّرتني بدورك «الدكتور شرقان» في مسلسل «على الدنيا السلام» في العام 1987. هل ترى أنه آن الأوان لكي نقول «على الدنيا السلام»؟

- (ضاحكاً): نعم، تقريباً... على الدنيا السلام... لا بد أن نواكب الأمور الحاصلة، وأنا في انتظار دور اجتماعي جميل أقدمه لجمهوري، لم يأتِ الدور بعد... لستُ مستعجلاً، ولا أحتاج إلى أحد، وأيضا أتذكر أعمالنا المسرحية والتلفزيونية القديمة التي قدَّمناها قبل سنوات، والتي تتكلم عما يحصل «الحين».

• هل تقصد أن الماضي هو ذاته الحاضر والمستقبل؟

- الأعمال التي قدمها الأساتذة في السبعينات والثمانينات أصبحت واقعاً، كنا وقت ذاك نضحك عليها، واليوم نعيشها. مثلاً في مسرحيتنا «باي باي لندن» هناك مقولات موجودة الآن... شكان يقول الفنان الراحل غانم الصالح؟ قال في إحدى لوحات المسرحية: «إحنا لا بغينا نحارب نحارب بعضنا بعض... نضرب بعضنا بعض». هذه الجملة موجودة في الواقع حالياً.

• هل تشتاق إلى التمثيل، بعد الغيبة التي طالت؟

- كي أبتعد عن الحوسة هنا... ذهبت إلى مصر وعملت فيلماً سينمائياً، وصورته، وهو يحمل عنوان «الأوردر كنغر».

• هل رأيتَ اختلافاً في العمل بين الكويت ومصر؟

- على الأقل هناك في مصر، هم أعدوا كل العناصر وجاهزون للتصوير، والنص مجاز وكل شيء على أهبة الاستعداد، ودوري أذهب هناك للتصوير أؤدي مشاهدي وأعود، لكنك هنا إن أردت أن تجيز نصاً ما فلا بد أن «تحوس»، وتذهب إلى أكثر من مكان، لتحصل على عدد كبير من التوقيعات!

• خمسون توقيعاً في البداية، وفي الأخير تُلاقون نقداً لاذعاً؟

- صحيح، هذا ما يحصل... فهذا يتذمر وذاك يتأخر في إنهاء الأمور، وهناك توجهات حتى في المحطات المختلفة، وأنا لستُ من النوع الذي يحب أن يسير وفقاً لإرادة أحد، بل أختار ما أريد بما يتفق مع رغبتي أنا.

• نريد أن نعرف شيئاً عن وجودك ضمن مسرحيات مهرجان فنون الكويت الذي يقدمه محمد الحملي حالياً؟

- أول شيء لا بد أن يكون المرء مقدراً بإمكانات من يعمل معه، والفنان محمد الحملي أشبه ما يكون باللاعب بدر المطوع في المنتخب... لأن هذه الطاقات الاستثنائية قلما نراها، ونحتاج إلى الكثير منها لدى الشباب سواء في التمثيل والإخراج.

• والإنتاج أيضاً؟

- صحيح... إلى جانب الطموح والحب والشوق إلى العمل، واستطاع الحملي أن يحول مكاناً مهجوراً إلى مسرح كبير، وهذا معناه أنه فنان محب ومخلص لعمله، أعطني أنت اسم ممثل واحد يعمل بشكل متواصل منذ الصباح إلى الحادية عشرة ليلاً، هذا الإصرار أجده مع محمد الحملي.

• أنتَ تشاركه في مسرحية «فيتامين واو»؟

- نعم، لم أتردد لحظة في مشاركتهم، ومتأكد من أنه سيظهرني بالشكل اللائق، والمسرحية تتحدث عن ظاهرة الواسطة التي تفشت في مجتمعنا كثيراً.

•صارت آفة متغلغلةً في أوساط المجتمع؟

- نعم يا أخي، أغلب الأمور صارت بـ «الواسطة»، وهذه الأخيرة صارت تتحكم في كثير من أمور حياتنا، وأقول للناس وأوصل رسالة: نحن ضحكنا وسولفنا وبكينا على مدار ثلاثين سنة متواصلة، واليوم آن الأوان لكي نقدم للناس شيئاً ممتعاً، وأحافظ - في الوقت ذاته - على حب الناس لي، لأنهم يأتون ليقضوا وقتاً أُسرياً معنا، وكلنا أهل وأصدقاء، أريد أن أقدم عملاً على خشبة المسرح يكون سهرة خفيفة مع الناس، فضحكتهم تساوي الدنيا بعيني... وهذا سيحدث بإذن الله في عرض «فيتامين واو» الذي نقدمه بطابع كوميدي، وهو تأليف عبدالعزيز عطية وإخراج محمد الحملي، ويشاركني في التمثيل هبة الدري ومحمد الحملي وعبدالله الخضر وجمال الشطي وهاني الطباخ وسلطان الفرج وآخرون.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي