«السعودية لديها أكثر من 150 ألف مبتعث وإنفاقها يصل إلى أضعاف ما ننفقه»
جاسم المضف لـ «الراي»: نراهن على وعي أنس الصالح وخلفيته العلمية برفض توصيات تقليص البعثات للخارج
جاسم المضف
الزميل إبراهيم موسى محاوراً الدكتور جاسم المضف
• الإنفاق على التعليم مهما بلغ حجمه ليس هدراً أو أموالاً ضائعة وإنما استثمار بعيد المدى
•تجربة السعودية في الابتعاث لا تنطبق على الكويت ... ولا يجوز الاقتداء بها
• الطالب المبتعث يتثقف بالثقافة العلمية المستنيرة مع الحفاظ على الهوية الإسلامية العربية
• كيف نكتفي من الابتعاث والأمم المتقدمة لا تزال تتبع السياسة بحثا عن المعرفة؟
• الإمارات لم تقتصر على أبنائها فقط بل ابتعثت وافديها النوابغ للاستفادة من عقولهم
• لو كنت صاحب قرار فسأضاعف عدد البعثات الدراسية بعد هيكلة برنامجها وعناصرها
• تسكين عمادة كليات الجامعة أرجئ لنظرة رئاستها التي ترى الأنسب للمصلحة العامة
•تجربة السعودية في الابتعاث لا تنطبق على الكويت ... ولا يجوز الاقتداء بها
• الطالب المبتعث يتثقف بالثقافة العلمية المستنيرة مع الحفاظ على الهوية الإسلامية العربية
• كيف نكتفي من الابتعاث والأمم المتقدمة لا تزال تتبع السياسة بحثا عن المعرفة؟
• الإمارات لم تقتصر على أبنائها فقط بل ابتعثت وافديها النوابغ للاستفادة من عقولهم
• لو كنت صاحب قرار فسأضاعف عدد البعثات الدراسية بعد هيكلة برنامجها وعناصرها
• تسكين عمادة كليات الجامعة أرجئ لنظرة رئاستها التي ترى الأنسب للمصلحة العامة
رأى القائم بأعمال عميد كلية العلوم الإدارية الدكتور جاسم المضف أن التجربة السعودية في سياسة ابتعاث الطلبة للدراسة في الخارج تختلف عن منهج البعثات العامة لدى دول الخليج عموماً والكويت بشكل خاص، وبالتالي لا يمكن تطبيق تلك التجربة وذلك المنهج لخصوصيته التي تتعلق بواقع المملكة من حيث تعداد الطلبة والسكان وقيمة الإنفاق على الابتعاث.
وقال المضف في لقاء مع «الراي» إن السعودية انفاقها اضعاف ما تنفقه الكويت،وسكانها يفوقون عدد الكويتيين عشرات الاضعاف، مبيناً ان «عدد المبتعثين السعوديين وصل 150 الف طالب واستاذ ودارس ماجستير». وبالتالي «لا يجوز للحكومة الكويتية الاقتداء بتقليص المملكة العربية السعودية للبعثات الدراسية، لخصوصية التجربة السعودية وتميز جامعتها وتعددها التي يمكن الاعتماد عليها الآن في تعليم ابنائها، والامارات العربية لديها المنهج السعودي نفسه في البعثات لذلك اصبحت الامارات الآن لديها التصنيع الحربي والصناعة المالية والعقارية، كما ان الامارات تميزت في كافة المجالات الصناعية والفكرية والتكنولوجية والاستثمارية والسياحية بسواعد ابنائها المميزين».
وعبر المضف عن ثقته في علم ووعي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية انس الصالح الذي تعلم في اعرق الجامعات العالمية وادراكه لاهمية العلم والبعثات الدراسية للخارج، بعدم قبول التوصيات التي قدمها تقرير مستشار وزارة المالية «أرنست أند يونغ» بتقليص البعثات الدراسية وتخفيض الدعوم.
وقال المضف ان «الانفاق على التعليم مهما بلغ حجمه ليس هدرا او اموالا ضائعة وانما هو استثمار بعيد المدى، وعوائده عملاقة ومذهلة ولكنها مستقبلية وليست وقتية»، مضيفاً ان «وزير المالية رجل صاحب عقلية مستنيرة، ولا اعتقد اطلاقاً انه ممكن ان يمس مستقبل الكويت او يضر به من خلال تقليص البعثات الدراسية من اجل التوفير المزعوم». وفي ما يلي تفاصيل اللقاء:
• هل صحيح أن البعثات العلمية تعمل على تغريب المجتمع كما يزعم البعض؟
- الطالب المبتعث يتثقف بالثقافة العلمية المستنيرة مع الحفاظ على الهوية الاسلامية العربية. ومن يزعم ان المبتعث يتحول إلى غربي الهوى والفكر مخطئ وواهم. فنحن مجتمع شرقي عربي اسلامي والاختلاط بالثقافات الاخرى ضروري لنا مع الحفاظ على هويتنا وهذا ما تفعله الكويت وطلابها المبتعثون إلى الولايات المتحدة واوروبا والدول العربية الشقيقة.
فالمبتعث ينقل للكويت آخر ما توصل اليه العلم وافكارا جديدة من خلال تعلمه في الجامعات الاجنبية ما يؤثر بالايجاب على حياتنا العملية والعلمية. فكيف لو تقلص الابتعاث او ألغي فمن سيقوم بهذا الدور المهم والضروري؟، ومثال ذلك أنا شخصيا حين تخرجت واساتذة كلية العلوم الادارية الحاليون العائدون من الابتعاث حديثاً، استفادتنا منهم واستفادت الكلية وجامعة الكويت.
قديماً حسب ما تعلمت انا كنا «اساتذة الجامعة» نعطي طلابنا الواجبات المدرسية للحل،، ثم بعد يوم او اكثر يعودون لنا بها ثم نصححها لهم ونعطيهم الدرجات وذلك كان فيه اهدار للوقت، اما الآن طلابنا بالامس زملاؤنا اليوم عادوا الينا من بعثاتهم بحديث العلم وطوروا لنا المناهج والفكر، فالآن الطالب يتلقى واجبه الكترونياً وفي الوقت نفسه يتابعه استاذه ويصحح له اخطاءه ويعطيه درجته، وكل ذلك لا يستغرق 30 دقيقة. ولولا البعثات العلمية وطلاب الديرة النبهاء ما تعلمنا تلك الطرق الحديثة.
• المملكة العربية السعودية قلصت بعثاتها الدراسية ورفعت الدعم بعد انخفاض اسعار النفط، هل تعتقد ان الكويت ستقوم بخطوة مشابهة للمملكة؟
- المملكة العربية السعودية انتهجت منهجاً مختلفاً عن منهج البعثات العامة لدى دول الخليج عموماً والكويت خصوصا، حرصت الادارة السعودية من عشرات السنين على الابتعاث العلمي لابنائها بل كانت تبعث كل من ترى فيه النبوغ او الحاصل على درجات عالية ومتفوق، علماً بان الجامعات السعودية متميزة اقليمياً وعالمياً والمملكة لديها اكثر من جامعة حكومية والعديد من الجامعات الخاصة.
والسعودية انفاقها اضعاف انفاقنا وسكانها يفوق عدد سكان الكويت عشرات الاضعاف، طريق واحد بالسعودية طوله يوازي طول كل طرق الكويت فكيف تقارن الكويت نفسها بالسعودية في الانفاق. والادارة السعودية لم تقتصر البعثات العلمية على الطلبة فقط بل حرصت على ابتعاث طلبة الدراسات العليا واساتذة الجامعة لاطلاعهم على كل ما هو جديد في العلم واحتكاكهم بالثقافات الاخرى»، مبيناً ان «عدد المبتعثين السعوديين وصل 150 الف طالب واستاذ ودارس ماجستير».
محليا الحكومة الكويتية لا يجوز لها الاقتداء بتقليص المملكة العربية السعودية للبعثات الدراسية لخصوصية التجربة السعودية وتميز جامعاتها وتعددها التي يمكن الاعتماد عليها الآن في تعليم ابنائها، والامارات العربية لديها المنهج السعودي نفسه في البعثات لذلك اصبحت الامارات الآن لديها التصنيع الحربي والصناعة المالية والعقارية، كما ان الامارات تميزت في كافة المجالات الصناعية والفكرية والتكنولوجية والاستثمارية والسياحية بسواعد ابنائها المميزين. الامارات لم تقتصر البعثات الدراسية على ابنائها فقط بل ابتعثت وافديها النوابغ من عرب واجانب للخارج للاستفادة من العلم، ولم تفكر الامارات يوماً في تقليص البعثات الدراسية فكيف للكويت الا تقتدي باشقائها.
• الآن وبعد تعلم أجيال عدة كويتية في الخارج ألا يمكن اعتماد الكويت على نفسها في التعليم؟
- الولايات المتحدة الأميركية قائمة على العلم والعلماء، وغالبية العلماء باميركا ليسوا اميركيين بل من شتى بقاع الارض، وتجد عددا كبيرا منهم من العرب المصريين تحديداً، فكيف وصل اخواننا المصريون إلى اميركا ونبغوا وتعلموا فيها وعملوا لديها؟ أليس بفضل البعثات؟. لو طالعنا عالمياً لوجدنا ان «ابو علم المحاسبة» وعلم الطب وعلم الذرة وعلم الهندسة لوجدناه عربيا مصريا، خصوصاً في اميركا واوروبا، ومع ذلك لم توقف اميركا البعثات الدراسية.
• ماذا تفعل في شأن البعثات الدراسية لو كنت صاحب قرار؟
- لو انا صاحب قرار لكنت سأضاعف عدد البعثات الدراسية ولكن بعد عمل اعادة هيكلة لبرنامج البعثات واختيار المبتعثين، وما على الحكومة الآن الا فلترة اختيار المبتعثين ووقف الوساطة والمحسوبية في عملية الاختيار للطلبة المبتعثين.
• ما أسباب ريادة وتميز كلية العلوم الادارية اكاديمياً على مستوى الجامعة وعلى مستوى المنطقة والعالم؟
- كلية العلوم الادارية (التجارة) تفرض نفسها بقوة من خلال تخصصاتها التي يحتاجها البلد وكل البلدان في العالم، ولا يمكن لاي عمل الاستغناء عما تقدمه كلية العلوم الادارية.
فالكويت ليست لديها سوى الاستثمار «التجارة» ولا تملك ديرتنا جوا ملائما للسياحة او الزراعة او الصناعة ولا جبالا او انهارا، وحتى قنوات الاستثمار في الكويت ضعيفة جداً باستثناء العقار والاسهم، فبيئة الكويت غير جاذبة للاستثمار، والديرة لا تستفيد من الاستثمار لعدم وجود ضرائب على الارباح والدخل. وكلية العلوم الادارية بها التخصصات المهمة والحيوية من محاسبة إلى تموين واقتصاد وطرق كمية «الاحصاء» واخيراً تخصص الادارة العامة التي تخدم الحكومة ومن هنا تأتي اهمية كليتنا حتى بقية المجالات العملية لا يمكن ان تستغني عن تخصصات العلوم الادارية فالطبيب والمهندس والمدرس والمؤسسات التعليمية والزراعة والصناعة وغيرهم بحاجة للتسويق والادارة والمحاسبة.
مكانة كلية العلوم الادارية في جامعة الكويت وحصولها على الاعتماد الاكاديمي ووصفها بالكلية العملاقة جاء من تميز اساتذتها التي تحرص الكلية على انتقائهم والبعثات العلمية لطلبة العلوم الادارية ومدرسيها إلى اعرق الجامعات الاميركية والعالمية، موضحاً ان «العلوم الادارية لا تقبل للعمل فيها سوى المتميزين علمياً واكاديمياً ومن لهم باع كبير في البحث العلمي... نحن لا نقبل بالاستاذ الا بعد التأكد من شهادته ومكان تخرجه وابحاثه العلمية المتميزة». كما أن قسم المحاسبة في الكلية لا يقبل استاذا للعمل فيه الا من خريجي الجامعات الأميركية العملاقة والمميزة او الجامعات البريطانية المميزة علمياً، كما ان الكلية تحرص على بعث طلابها وطلاب الدراسات العليا والدكتوراه إلى الجامعات الاميركية والعالمية العريقة والمميزة.
• لا نستطيع ان نغفل دور الدكتور يوسف الابراهيم في حصول كلية العلوم الادارية على الاعتماد الاكاديمي.
- الاعتماد الاكاديمي لدى الكثير مفهوم غلط فهو ليس شهادة تعلق بالحصول على الاعتماد، وانما هو بحث علمي، وجهد، ومادة علمية، والمشاركات العلمية، وورش العمل المستمرة، وسلوكيات الاستاذ في الكلية، والمادة العلمية، والامتحانات، وطرق التدريس.
في السابق كان ينظر للقيمة العلمية بالسن والاعتقاد السائد قديماً بان الاستاذ الكبير في العمر اكثر علما ومعرفة من غيره، ولكن بعد حصولنا على الاعتماد الاكاديمي اختلفت وجهة النظر وبعد ان توليت عمادة الكلية اعتمدنا على الاساتذة الشباب نظراً لحيويتهم وقدرتهم على العطاء واطلاعهم على كل ما هو جديد. وكلية العلوم الادارية الآن تملك برنامج (سودونا) المختص بالشؤون العلمية والمرتبط من خلال الشبكة العنكبوتية بكل الجامعات العلمية وعلى البرنامج كل السير الذاتية للاساتذة.
• بعض الأساتذة في جامعة الكويت يشتكون من زحام جدولهم الدراسي ما يؤثر بالسلب على البحث العلمي فكيف تعالجون الامر هذا في العلوم الادارية؟
- «اللي في قلبه الصلاة ما تطوفه». لا يمكن الا يمتلك استاذ الجامعة في الكويت ساعتين او 3 في الاسبوع يمكن ان يستغلها في ابحاثه العلمية، كما ان كلية العلوم الادارية تمنح اساتذتها الوقت والمال لتحض الاساتذة على البحث العلمي، كما انه الآن الاستاذ لا يحتاج في بحثه للوقت كون انه من الممكن اعتماده على مساعدين في بحثه.
ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي لها جهد كبير في دعم الاساتذة بالبحث العلمي من خلال التمويل المادي لابحاث الاساتذة. واوصي بوجود صلاحيات عامة لادارة الجامعة تعطي الحق بمنح الاساتذة الجامعيين او حرمانهم امتيازات مالية لتشجيعهم على البحث العلمي، حيث انه الآن لا توجد اي صلاحية للادارة على الاستاذ تتعلق بالبحث العلمي.
• وماذا عن تسكين منصب عميد كلية العلوم الادارية الذي تشغله بالوكالة؟
- قرار تعيين العمداء وتسكين الشواغر في يد إدارة الجامعة وهي التي ترى بعينها ما هو اصلح لجامعة الكويت وكلياتها، ولجنة اختيار العمداء شكلت وانتهت من عملها وقدمت تقريرها لادارة الجامعة وهي الآن المعنية بالأمر.
وقال المضف في لقاء مع «الراي» إن السعودية انفاقها اضعاف ما تنفقه الكويت،وسكانها يفوقون عدد الكويتيين عشرات الاضعاف، مبيناً ان «عدد المبتعثين السعوديين وصل 150 الف طالب واستاذ ودارس ماجستير». وبالتالي «لا يجوز للحكومة الكويتية الاقتداء بتقليص المملكة العربية السعودية للبعثات الدراسية، لخصوصية التجربة السعودية وتميز جامعتها وتعددها التي يمكن الاعتماد عليها الآن في تعليم ابنائها، والامارات العربية لديها المنهج السعودي نفسه في البعثات لذلك اصبحت الامارات الآن لديها التصنيع الحربي والصناعة المالية والعقارية، كما ان الامارات تميزت في كافة المجالات الصناعية والفكرية والتكنولوجية والاستثمارية والسياحية بسواعد ابنائها المميزين».
وعبر المضف عن ثقته في علم ووعي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية انس الصالح الذي تعلم في اعرق الجامعات العالمية وادراكه لاهمية العلم والبعثات الدراسية للخارج، بعدم قبول التوصيات التي قدمها تقرير مستشار وزارة المالية «أرنست أند يونغ» بتقليص البعثات الدراسية وتخفيض الدعوم.
وقال المضف ان «الانفاق على التعليم مهما بلغ حجمه ليس هدرا او اموالا ضائعة وانما هو استثمار بعيد المدى، وعوائده عملاقة ومذهلة ولكنها مستقبلية وليست وقتية»، مضيفاً ان «وزير المالية رجل صاحب عقلية مستنيرة، ولا اعتقد اطلاقاً انه ممكن ان يمس مستقبل الكويت او يضر به من خلال تقليص البعثات الدراسية من اجل التوفير المزعوم». وفي ما يلي تفاصيل اللقاء:
• هل صحيح أن البعثات العلمية تعمل على تغريب المجتمع كما يزعم البعض؟
- الطالب المبتعث يتثقف بالثقافة العلمية المستنيرة مع الحفاظ على الهوية الاسلامية العربية. ومن يزعم ان المبتعث يتحول إلى غربي الهوى والفكر مخطئ وواهم. فنحن مجتمع شرقي عربي اسلامي والاختلاط بالثقافات الاخرى ضروري لنا مع الحفاظ على هويتنا وهذا ما تفعله الكويت وطلابها المبتعثون إلى الولايات المتحدة واوروبا والدول العربية الشقيقة.
فالمبتعث ينقل للكويت آخر ما توصل اليه العلم وافكارا جديدة من خلال تعلمه في الجامعات الاجنبية ما يؤثر بالايجاب على حياتنا العملية والعلمية. فكيف لو تقلص الابتعاث او ألغي فمن سيقوم بهذا الدور المهم والضروري؟، ومثال ذلك أنا شخصيا حين تخرجت واساتذة كلية العلوم الادارية الحاليون العائدون من الابتعاث حديثاً، استفادتنا منهم واستفادت الكلية وجامعة الكويت.
قديماً حسب ما تعلمت انا كنا «اساتذة الجامعة» نعطي طلابنا الواجبات المدرسية للحل،، ثم بعد يوم او اكثر يعودون لنا بها ثم نصححها لهم ونعطيهم الدرجات وذلك كان فيه اهدار للوقت، اما الآن طلابنا بالامس زملاؤنا اليوم عادوا الينا من بعثاتهم بحديث العلم وطوروا لنا المناهج والفكر، فالآن الطالب يتلقى واجبه الكترونياً وفي الوقت نفسه يتابعه استاذه ويصحح له اخطاءه ويعطيه درجته، وكل ذلك لا يستغرق 30 دقيقة. ولولا البعثات العلمية وطلاب الديرة النبهاء ما تعلمنا تلك الطرق الحديثة.
• المملكة العربية السعودية قلصت بعثاتها الدراسية ورفعت الدعم بعد انخفاض اسعار النفط، هل تعتقد ان الكويت ستقوم بخطوة مشابهة للمملكة؟
- المملكة العربية السعودية انتهجت منهجاً مختلفاً عن منهج البعثات العامة لدى دول الخليج عموماً والكويت خصوصا، حرصت الادارة السعودية من عشرات السنين على الابتعاث العلمي لابنائها بل كانت تبعث كل من ترى فيه النبوغ او الحاصل على درجات عالية ومتفوق، علماً بان الجامعات السعودية متميزة اقليمياً وعالمياً والمملكة لديها اكثر من جامعة حكومية والعديد من الجامعات الخاصة.
والسعودية انفاقها اضعاف انفاقنا وسكانها يفوق عدد سكان الكويت عشرات الاضعاف، طريق واحد بالسعودية طوله يوازي طول كل طرق الكويت فكيف تقارن الكويت نفسها بالسعودية في الانفاق. والادارة السعودية لم تقتصر البعثات العلمية على الطلبة فقط بل حرصت على ابتعاث طلبة الدراسات العليا واساتذة الجامعة لاطلاعهم على كل ما هو جديد في العلم واحتكاكهم بالثقافات الاخرى»، مبيناً ان «عدد المبتعثين السعوديين وصل 150 الف طالب واستاذ ودارس ماجستير».
محليا الحكومة الكويتية لا يجوز لها الاقتداء بتقليص المملكة العربية السعودية للبعثات الدراسية لخصوصية التجربة السعودية وتميز جامعاتها وتعددها التي يمكن الاعتماد عليها الآن في تعليم ابنائها، والامارات العربية لديها المنهج السعودي نفسه في البعثات لذلك اصبحت الامارات الآن لديها التصنيع الحربي والصناعة المالية والعقارية، كما ان الامارات تميزت في كافة المجالات الصناعية والفكرية والتكنولوجية والاستثمارية والسياحية بسواعد ابنائها المميزين. الامارات لم تقتصر البعثات الدراسية على ابنائها فقط بل ابتعثت وافديها النوابغ من عرب واجانب للخارج للاستفادة من العلم، ولم تفكر الامارات يوماً في تقليص البعثات الدراسية فكيف للكويت الا تقتدي باشقائها.
• الآن وبعد تعلم أجيال عدة كويتية في الخارج ألا يمكن اعتماد الكويت على نفسها في التعليم؟
- الولايات المتحدة الأميركية قائمة على العلم والعلماء، وغالبية العلماء باميركا ليسوا اميركيين بل من شتى بقاع الارض، وتجد عددا كبيرا منهم من العرب المصريين تحديداً، فكيف وصل اخواننا المصريون إلى اميركا ونبغوا وتعلموا فيها وعملوا لديها؟ أليس بفضل البعثات؟. لو طالعنا عالمياً لوجدنا ان «ابو علم المحاسبة» وعلم الطب وعلم الذرة وعلم الهندسة لوجدناه عربيا مصريا، خصوصاً في اميركا واوروبا، ومع ذلك لم توقف اميركا البعثات الدراسية.
• ماذا تفعل في شأن البعثات الدراسية لو كنت صاحب قرار؟
- لو انا صاحب قرار لكنت سأضاعف عدد البعثات الدراسية ولكن بعد عمل اعادة هيكلة لبرنامج البعثات واختيار المبتعثين، وما على الحكومة الآن الا فلترة اختيار المبتعثين ووقف الوساطة والمحسوبية في عملية الاختيار للطلبة المبتعثين.
• ما أسباب ريادة وتميز كلية العلوم الادارية اكاديمياً على مستوى الجامعة وعلى مستوى المنطقة والعالم؟
- كلية العلوم الادارية (التجارة) تفرض نفسها بقوة من خلال تخصصاتها التي يحتاجها البلد وكل البلدان في العالم، ولا يمكن لاي عمل الاستغناء عما تقدمه كلية العلوم الادارية.
فالكويت ليست لديها سوى الاستثمار «التجارة» ولا تملك ديرتنا جوا ملائما للسياحة او الزراعة او الصناعة ولا جبالا او انهارا، وحتى قنوات الاستثمار في الكويت ضعيفة جداً باستثناء العقار والاسهم، فبيئة الكويت غير جاذبة للاستثمار، والديرة لا تستفيد من الاستثمار لعدم وجود ضرائب على الارباح والدخل. وكلية العلوم الادارية بها التخصصات المهمة والحيوية من محاسبة إلى تموين واقتصاد وطرق كمية «الاحصاء» واخيراً تخصص الادارة العامة التي تخدم الحكومة ومن هنا تأتي اهمية كليتنا حتى بقية المجالات العملية لا يمكن ان تستغني عن تخصصات العلوم الادارية فالطبيب والمهندس والمدرس والمؤسسات التعليمية والزراعة والصناعة وغيرهم بحاجة للتسويق والادارة والمحاسبة.
مكانة كلية العلوم الادارية في جامعة الكويت وحصولها على الاعتماد الاكاديمي ووصفها بالكلية العملاقة جاء من تميز اساتذتها التي تحرص الكلية على انتقائهم والبعثات العلمية لطلبة العلوم الادارية ومدرسيها إلى اعرق الجامعات الاميركية والعالمية، موضحاً ان «العلوم الادارية لا تقبل للعمل فيها سوى المتميزين علمياً واكاديمياً ومن لهم باع كبير في البحث العلمي... نحن لا نقبل بالاستاذ الا بعد التأكد من شهادته ومكان تخرجه وابحاثه العلمية المتميزة». كما أن قسم المحاسبة في الكلية لا يقبل استاذا للعمل فيه الا من خريجي الجامعات الأميركية العملاقة والمميزة او الجامعات البريطانية المميزة علمياً، كما ان الكلية تحرص على بعث طلابها وطلاب الدراسات العليا والدكتوراه إلى الجامعات الاميركية والعالمية العريقة والمميزة.
• لا نستطيع ان نغفل دور الدكتور يوسف الابراهيم في حصول كلية العلوم الادارية على الاعتماد الاكاديمي.
- الاعتماد الاكاديمي لدى الكثير مفهوم غلط فهو ليس شهادة تعلق بالحصول على الاعتماد، وانما هو بحث علمي، وجهد، ومادة علمية، والمشاركات العلمية، وورش العمل المستمرة، وسلوكيات الاستاذ في الكلية، والمادة العلمية، والامتحانات، وطرق التدريس.
في السابق كان ينظر للقيمة العلمية بالسن والاعتقاد السائد قديماً بان الاستاذ الكبير في العمر اكثر علما ومعرفة من غيره، ولكن بعد حصولنا على الاعتماد الاكاديمي اختلفت وجهة النظر وبعد ان توليت عمادة الكلية اعتمدنا على الاساتذة الشباب نظراً لحيويتهم وقدرتهم على العطاء واطلاعهم على كل ما هو جديد. وكلية العلوم الادارية الآن تملك برنامج (سودونا) المختص بالشؤون العلمية والمرتبط من خلال الشبكة العنكبوتية بكل الجامعات العلمية وعلى البرنامج كل السير الذاتية للاساتذة.
• بعض الأساتذة في جامعة الكويت يشتكون من زحام جدولهم الدراسي ما يؤثر بالسلب على البحث العلمي فكيف تعالجون الامر هذا في العلوم الادارية؟
- «اللي في قلبه الصلاة ما تطوفه». لا يمكن الا يمتلك استاذ الجامعة في الكويت ساعتين او 3 في الاسبوع يمكن ان يستغلها في ابحاثه العلمية، كما ان كلية العلوم الادارية تمنح اساتذتها الوقت والمال لتحض الاساتذة على البحث العلمي، كما انه الآن الاستاذ لا يحتاج في بحثه للوقت كون انه من الممكن اعتماده على مساعدين في بحثه.
ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي لها جهد كبير في دعم الاساتذة بالبحث العلمي من خلال التمويل المادي لابحاث الاساتذة. واوصي بوجود صلاحيات عامة لادارة الجامعة تعطي الحق بمنح الاساتذة الجامعيين او حرمانهم امتيازات مالية لتشجيعهم على البحث العلمي، حيث انه الآن لا توجد اي صلاحية للادارة على الاستاذ تتعلق بالبحث العلمي.
• وماذا عن تسكين منصب عميد كلية العلوم الادارية الذي تشغله بالوكالة؟
- قرار تعيين العمداء وتسكين الشواغر في يد إدارة الجامعة وهي التي ترى بعينها ما هو اصلح لجامعة الكويت وكلياتها، ولجنة اختيار العمداء شكلت وانتهت من عملها وقدمت تقريرها لادارة الجامعة وهي الآن المعنية بالأمر.