مراكز التزلّج تتهيأ لموسم واعد

لبنان يتنعم بـ «الذهب الأبيض» ... وبانتظار الخليجيين

تصغير
تكبير
قد يكون «فلاديمير» تأخّر بعض الشيء، لكن العاصفة الآتية من روسيا حلّت أخيراً عشية السنة الجديدة لتُلبس جبال لبنان زيّها الشتويّ الأبيض، وتترك على منحدراته لوحات خلابة يغلب عليها بياض الثلج، وهو ما يتوقع معه إيلي بطيش مدير أحد المطاعم بأن يكون جاذباً للزبائن وهواة التزلج، لاسيما من دول الخليج.

فلبنان الذي طال عطش حقوله هذا الشتاء للمطر، شهد عشية الانحسار المرتقب للعاصفة الثلجية، أياماً من البرد القارس لفّه من أقصاه إلى أقصاه وسط تَساقُط أمطار شبه متواصل ودرجات حرارة متدنية عرفت معها البلاد ظاهرة غير مألوفة تمثلت في «المطر الجليدي» الذي أعاق الحركة على العديد من الطرق المتوسطة الارتفاع.


وعلى مدى أيام انهمر فيها الثلج على المرتفعات كندف القطن، غطى الزائر الأبيض الحقول وكلّل قرميد البيوت وقطع الطرق الجبلية وحاصر سيارات مئات المواطنين، وجمع العوائل حول المواقد طلباً للدفء، من الشمال الى الجنوب مروراً بالجبل والبقاع.

البعض من سكان المناطق التي وصل إليها «فلاديمير» بأمطاره ثم ثلوجه، كان أعدّ العدّة مسبقاً للضيف البارد، فاشترى مؤونة تكفيه لأيام وتعفيه من الخروج من المنزل لشراء الحاجيات من طعام وشراب، فيما اضطر البعض الآخر لمجابهة الرياح ومواجهة البرودة القاسية لتأمين قوت اليوم.

آخرون تدثروا بما يلزم درءاً للبرد وخرجوا من المنازل لممارسة طقوس الاحتفاء بالجنرال الأبيض من خلال اللعب بالثلج والتراشق بكراته، أو تحَدّي البرودة التي تصطك لها الأسنان بعصا «السلفي» لالتقاط صور فردية وجماعية يتم نشرها على مواقع التواصل الإجتماعي.

رجل الثلج كان الحاضر الأكبر، وهو إن تبدّلت ملامحه بين منطقة وأخرى وازداد عرضاً أو طولاً هنا وهناك، فقد كانت له مكانة خاصة اذ حلّ ضيفاً محبباً حيثما كان الثلج وتَجمْهر محبّوه حوله.

عطلة الميلاد ورأس السنة سمحت لعدد من اللبنانيين بالتوجّه إلى الشاليهات والفنادق الجبلية لقضاء أوقات دافئة وسط الأجواء الباردة. لكن العواصف دفعت آخرين إلى تفضيل منازلهم الآمنة والدافئة على ارتياد أماكن السهر في «عزّ» البرد ومع اشتداد «فلاديمير».

بدورها المطاعم الجبلية لم تستفد من حلول الثلوج تزامناً مع العيد، فالعاصفة شلّت الحركة واحتجزت اللبنانيين في المنازل والسيارات وحالت دون توجههم نحو المناطق الجبلية في الأماكن السياحية المعهودة ككفردبيان واللقلوق وفاريا. إيلي بطيش مدير مطعم «Rikky’z» في فاريا أكد لـ «الراي» أن حركة إشغال المطعم كانت خفيفة في فترة عيد رأس السنة التي تزامنت مع تساقط الثلوج، موضحاً أن «الإقبال كان خفيفاً في البدء قبل حلول العاصفة بسبب غياب الثلج، وعند حلولها في فترة العيد أقفلت الطرق فجاء الإقبال خفيفاً أيضاً». وأضاف: «النتيجة إذاً جاءت عكسية، فحتى تعمل المطاعم كثيراً ويتوافد الزبائن إليها بكثرة لا بد أن يتساقط الثلج قبل الأعياد، أما إذا تساقط الثلج في خضم الأعياد يتخوّف حينها الزبائن من انقطاع الطرق عند توجههم إلى المطاعم واحتجازهم داخل سياراتهم، ولذا فإن الحركة تخفّ».

لكن بطيش يتوقع أن «يكون الشغل منيح» في الفترة التي تلي تساقط الثلج. عشّاق التزلج أيضاً كانوا بانتظار انتهاء العاصفة، فلهؤلاء الحصة الأكبر بعد أفول الرياح وانسحاب الرعود وتَراجُع «فلاديمير» عن الأراضي اللبنانية. فالثلوج التي غطت الجبال هي بمثابة «الذهب الابيض» للمتزلجين الذين يتهيأون للتوجه إلى المنتجعات والنوادي التي تفتح أبوابها للبنانيين والسياح هذا الموسم كما في كل المواسم مع تجديد وتطوير دائم في خدماتها مواكبةً لتطلعات الزبائن من لبنانيين وعرب وأجانب.

ميشال عتيق من «Zaarour Club» أكد أن النادي (اعالي المتن الشمالي) على أتمّ الاستعداد لاستقبال المتزلجين خلال هذا الموسم، لافتاً إلى أن «النادي استقبل الأحد رواده لأول يوم في هذا الموسم، بعدما توجهوا إليه بحماسة دون دعاية أو إعلان أو حتى الاتصال مسبقاً لمعرفة إذا كانت الأبواب فُتحت أم بعد».

وأضاف: «في هذا الموسم زدنا عدد الـ télésièges، كما زدنا عدد مضامير التزلج بحيث بات عددها ستة منها أربعة للكبار واثنان للأولاد».

وأوضح أن «فلاديمير بيّضها» وما تساقط من ثلوج خلال هذه العاصفة «كان كافياً لنفتح أبوابنا أمام رواد التزلج ومحبيه»، لافتاً إلى أن «الثلج الموجود على الأماكن المنخفضة جيد جداً وهو يصبح (أحسن وأحسن) على الأماكن العالية». وإذ كشف أنه سيتم «الأسبوع المقبل افتتاح الفندق والمطاعم في النادي»، أكد أن القيمين على zaarour club متفائلون جداً بنسبة الإقبال في هذا الموسم، مشيراً إلى «خدمات إضافية استُحدثت في هذا الموسم كالفندق الذي سيتم افتتاحه فضلاً عن وجود الشاليهات والمطاعم ومنها مطعم جديد سيفتتح إلى جانب البحيرة». عتيق الذي لفت إلى أن زبائن «الزعرور كلوب» هم أيضاً من الدول العربية ومنها الشقيقة الكويت، أشار إلى أن «غالبية هؤلاء الزبائن يحضرون إلى النادي لتمضية نحو أسبوع، وفي هذا الموسم بات بإمكان مَن لا يملك (شاليه) الإقامة في الفندق والتمتع بالثلج وقضاء(كم يوم حلوين)».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي