2016 سنة قاسية على التنظيم أو ما تبقّى منه
تقرير / «داعش» يمتلك سلاح دمار شامل... ضدّ نفسه
مع انتهاء العام 2015، ما هي خريطة تواجد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) وإنجازاته على أرض المعركة وإمكان استمراره؟
من خلال مراقبة حركة التنظيم والتخاطب مع أفراده خلال العاميْن الماضييْن، أثبت أنه استطاع اختراق النسيج الاجتماعي حيثما يوجد مسلمون في أنحاء العالم، إلا ان وجوده جرَّ الويلات والخراب على المجتمع الاسلامي ولا سيما على الطائفة السنّية.
ففي العراق مثلاً، ومنذ إنشاء التنظيم، فقد خسر جرف الصخر والمحمودية والمدافن ومناطق ابو غريب. وها هي عاصمة الأنبار سقطت من يده بعدما دُمّرت بنسبة تفوق 80 في المئة وهُجر سكاّنها جميعاً. كما خسر بعقوبة والمقدادية وجلولاء شرق العراق، والخالص والضلوعية وبلد والدجيل وسامراء والدور والعوجة وتكريت (التي ايضاً اصابها دمار شامل) وبيجي المصفاة والمدينة وكذلك آمرلي وطوزخرماتو ومناطق غرب كركوك. وآخر الخسائر ايضاً مدينة سنجار الحدودية، ما يجعل لائحة الاراضي التي لا يزال هذا التنظيم يسيطر عليها أقصر من لائحة المناطق التي خسرها، إلا انه سبّب الخسائر الفادحة، البشرية والمادية، بعد خروجه او إخراجه منها.
نعم، يستطيع «داعش» أخذ المبادرة واحتلال أراض في العراق وسورية، إلا انه يفشل في تثبيت انتصاراته، ما يؤكد ان همّ التنظيم هو الدخول الى بلدة او مدينة وتصوير وجوده فيها ليعطي الدفع اللازم لمناصريه المنتشرين حول العالم، ولا سيما الشباب منهم، ليتغنّوا بـ «بطولاته وملاحمه»، رافضين اي نظرية، مثل ان هذا التنظيم يخسر او ينسحب «انسحاباً تكتياً» من المناطق التي احتلّها.
وأصبح «داعش» أسير شعاره «باقية وتتمدّد» وانه «دولة» لا تنظيم، إلا انه لم يلتفت لأبسط الأمور التي تخصّ اي دولة، وهي الحدود المعترف بها، او حتى غير المعترف بها. فحدود مناطق سيطرة التنظيم في العراق في انكماش متواصل، وكذلك في سورية، وخصوصاً في الشمال، حيث التقدم الكردي نحو منبج، ورغم أن عمليات القتل والذبح التي ارتكبها «داعش» ونشرها على شاشات التواصل الاجتماعي أخذت مفعولها في الأشهر الأولى للمعارك، إلا أنها لم تعد تجدي، فكل وسائل القتل ذبحاً وشنقاً وغرقاً وبالمتفجرات والتقطيع استُنزفت، حتى أصبح التنظيم يتآكل داخلياً، ويقتل والياً هنا ومجاهدين هناك داخل أراضيه ويصوّر حدّ الحرابة وتقطيع اليدين ليجذب الإعلام الذي ابتعد كثيراً عن مغرياته الاعلامية وأصبح أكثر حساسية حيال تناقُل إصداراته التي أصبح من الممكن التنبؤ بها.
واستطاعت «الراي» الحصول على بعض المراسلات بين أفراد التنظيم الموجودين داخل أسوار سيطرته، والتي تدلّ على انه يعاني مشاكل داخلية وانخفاضاً حاداً في عدد المقاتلين المهاجرين إليه، وكذلك في الإمدادات اللوجستية، ولا سيما الطبية، حيث أصبحت الإصابات المتوسطة والخطرة كلها مميتة لعدم وجود طاقم طبي في أرض المعركة، بل اقتصر التداوي على أفراد التنظيم الذي أكملوا دورات إسعاف حربي، ما جعل إصابات الأوردة او الرئة او العين او الأرجل تُعد من الخطرة جداً بسبب نقص الخبرات المطلوبة في المكان المناسب.
اذاً، نعم «داعش» يملك سلاح دمار شامل ضد نفسه، وضد المسلحين، حيثما يوجد او يدخل، فهو يسجل بعض الانتصارات الموقتة في أماكن مثل جنوب حلب او قرية مهين المفتوحة، من دون ان يفكر بإمداد قواته او حتى بأي أفق لأي هجوم يقوم به، وانتقل من الهجوم على كل المحاور الى الدفاع عما تبقّى له من أماكن، ما عدا بعض ردات الفعل الإعلامية ذات الافق التكتيكي، التي يعود ويخسرها من جديد، تماماً كما حصل في مهين. وكل هذه الوقائع تشير إلى ان «داعش» لا أفق لديه، ومن الواضح ان 2016 ستكون سنة قاسية جداً عليه أو على ما سيتبقّى منه.
من خلال مراقبة حركة التنظيم والتخاطب مع أفراده خلال العاميْن الماضييْن، أثبت أنه استطاع اختراق النسيج الاجتماعي حيثما يوجد مسلمون في أنحاء العالم، إلا ان وجوده جرَّ الويلات والخراب على المجتمع الاسلامي ولا سيما على الطائفة السنّية.
ففي العراق مثلاً، ومنذ إنشاء التنظيم، فقد خسر جرف الصخر والمحمودية والمدافن ومناطق ابو غريب. وها هي عاصمة الأنبار سقطت من يده بعدما دُمّرت بنسبة تفوق 80 في المئة وهُجر سكاّنها جميعاً. كما خسر بعقوبة والمقدادية وجلولاء شرق العراق، والخالص والضلوعية وبلد والدجيل وسامراء والدور والعوجة وتكريت (التي ايضاً اصابها دمار شامل) وبيجي المصفاة والمدينة وكذلك آمرلي وطوزخرماتو ومناطق غرب كركوك. وآخر الخسائر ايضاً مدينة سنجار الحدودية، ما يجعل لائحة الاراضي التي لا يزال هذا التنظيم يسيطر عليها أقصر من لائحة المناطق التي خسرها، إلا انه سبّب الخسائر الفادحة، البشرية والمادية، بعد خروجه او إخراجه منها.
نعم، يستطيع «داعش» أخذ المبادرة واحتلال أراض في العراق وسورية، إلا انه يفشل في تثبيت انتصاراته، ما يؤكد ان همّ التنظيم هو الدخول الى بلدة او مدينة وتصوير وجوده فيها ليعطي الدفع اللازم لمناصريه المنتشرين حول العالم، ولا سيما الشباب منهم، ليتغنّوا بـ «بطولاته وملاحمه»، رافضين اي نظرية، مثل ان هذا التنظيم يخسر او ينسحب «انسحاباً تكتياً» من المناطق التي احتلّها.
وأصبح «داعش» أسير شعاره «باقية وتتمدّد» وانه «دولة» لا تنظيم، إلا انه لم يلتفت لأبسط الأمور التي تخصّ اي دولة، وهي الحدود المعترف بها، او حتى غير المعترف بها. فحدود مناطق سيطرة التنظيم في العراق في انكماش متواصل، وكذلك في سورية، وخصوصاً في الشمال، حيث التقدم الكردي نحو منبج، ورغم أن عمليات القتل والذبح التي ارتكبها «داعش» ونشرها على شاشات التواصل الاجتماعي أخذت مفعولها في الأشهر الأولى للمعارك، إلا أنها لم تعد تجدي، فكل وسائل القتل ذبحاً وشنقاً وغرقاً وبالمتفجرات والتقطيع استُنزفت، حتى أصبح التنظيم يتآكل داخلياً، ويقتل والياً هنا ومجاهدين هناك داخل أراضيه ويصوّر حدّ الحرابة وتقطيع اليدين ليجذب الإعلام الذي ابتعد كثيراً عن مغرياته الاعلامية وأصبح أكثر حساسية حيال تناقُل إصداراته التي أصبح من الممكن التنبؤ بها.
واستطاعت «الراي» الحصول على بعض المراسلات بين أفراد التنظيم الموجودين داخل أسوار سيطرته، والتي تدلّ على انه يعاني مشاكل داخلية وانخفاضاً حاداً في عدد المقاتلين المهاجرين إليه، وكذلك في الإمدادات اللوجستية، ولا سيما الطبية، حيث أصبحت الإصابات المتوسطة والخطرة كلها مميتة لعدم وجود طاقم طبي في أرض المعركة، بل اقتصر التداوي على أفراد التنظيم الذي أكملوا دورات إسعاف حربي، ما جعل إصابات الأوردة او الرئة او العين او الأرجل تُعد من الخطرة جداً بسبب نقص الخبرات المطلوبة في المكان المناسب.
اذاً، نعم «داعش» يملك سلاح دمار شامل ضد نفسه، وضد المسلحين، حيثما يوجد او يدخل، فهو يسجل بعض الانتصارات الموقتة في أماكن مثل جنوب حلب او قرية مهين المفتوحة، من دون ان يفكر بإمداد قواته او حتى بأي أفق لأي هجوم يقوم به، وانتقل من الهجوم على كل المحاور الى الدفاع عما تبقّى له من أماكن، ما عدا بعض ردات الفعل الإعلامية ذات الافق التكتيكي، التي يعود ويخسرها من جديد، تماماً كما حصل في مهين. وكل هذه الوقائع تشير إلى ان «داعش» لا أفق لديه، ومن الواضح ان 2016 ستكون سنة قاسية جداً عليه أو على ما سيتبقّى منه.