مبدعون شباب اقتحموا قمة «COP21» وقدموا مشروعاتهم الجريئة

الكويت «تلألأت» في عاصمة النور

تصغير
تكبير
• «لؤلؤة الكويت» مشروع قدمه فيصل السبتي وفاتن الفودري وهو واحة طاقتها شمسية

• محمد ياسين: المشروع محاولة واعدة لتحقيق أمن الغذاء والطاقة بطريقة مستدامة

• مريم عبدالرحمن: «إيدامي نباتي» حملة صحية بيئية فريدة في الكويت للتقليل من اللحوم

• أسماء العنزي: جئنا لنطلع على الجديد في قضية التقليل من الانبعاثات الكربونية
على الرغم من الأحداث الإرهابية المؤسفة التي ضربت فرنسا منتصف الشهر الماضي، وإعلانها حالة الطوارئ، إلا أنها نجحت في استضافة قمة تعتبر الأكبر على مستوى العالم بمشاركة نحو 195 دولة، هي قمة التغير المناخي، التي أسفرت ولأول مرة على تعهد جميع دول العالم بالحد من الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري للحيلولة دون ارتفاع درجات حرارة الأرض إلى مستويات كارثية، ورافقها تواجد شبابي كويتي حرص على تقديم رؤى جديدة في قضية المناخ.

صاحبت المؤتمر فعاليات وأنشطة جانبية عديدة، من مؤتمرات وورش عمل لم تقتصر على الحكومات المشاركة فقط، بل شارك فيها الكثير من المنظمات الشعبية غير الحكومية وبعض الأفراد من نحو 200 دولة حول العالم.


«الراي» جالت الفعاليات المصاحبة للمؤتمر العالمي في العاصمة باريس التي زخمت بالمشاركات والمبادرات من هذه الدول، ولاحظت ان فئة الشباب من الجنسين هي التي هيمنت على هذه الفعاليات من معظم الدول غير العربية ما عدا القليل، وفي مقدمتها الكويت التي لم تغب طاقاتها الشبابية وأفكارهم عن هذا الحدث العالمي. فالحضور الكويتي الشبابي في هذا المؤتمر تميز وشهد الكثير من الإشادات من مختلف المنظمات المشاركة التي أبدى بعضهم اعجابهم الشديد بما حمله شباب الكويت من مبادرات وأفكار ومشاريع لمعالجة آثار التغير المناخي.

لؤلؤة الكويت

من أجمل المبادرات والمشاريع الكويتية كانت فكرة إنشاء واحة بعنوان «لؤلؤة الكويت» اشترك بها فيصل السبتي طالب المحاسبة في جامعة الخليج مع المهندسة الصناعية فاتن الفودري اللذين قالا لـ«الراي» انهما سعيا كممثلين للمجتمع المدني الكويتي الى ابراز صورة مشرفة لدولتنا الحبيبة من خلال مشاركتهما بالمشروع.

وأضافا انهما قاما بمقابلة الرابطة اليابانية للطاقة الشمسية وناقشا التكنولوجيا المستخدمة في الخلايا الشمسية والتي من الممكن تطبيقها في مشروعهما، مبينين أن اليابانيين ابدوا اهتماماً ملحوظاً واستغراباً في نفس الوقت من هذا المشروع كوننا ننتمي لدولة نفطية.

ولفتا إلى ان اهتمام ووعي المجتمع الكويتي البيئي بأهمية تغير المناخ وتأثيراته كان له صدى رائع لدى الكثير من المشاركين الذين قاموا بإسداء النصائح والاستشارات في كل ما يخص اختيار الخلايا الشمسية المناسبة بناء على خبراتهم السابقة ومشاريعهم في كل من اليابان، وكينيا والعديد من الدول الاخرى والتي تتوافر بها الظروف البيئية المناسبة.

وتابعا انهما قاما أيضا بمقابلة مجموعة من الطلبة والاساتذة من مدرسة تنمية التصميم SDS الخاصة ايضاً بالابتكار في التصميم، وهي تعد الاولى من نوعها في فرنسا، لأنها تتخذ من التنمية المستدامة منهجا للتدريس بالمرحلة الجامعية.

وأوضحا أن مشروعهم «لؤلؤة الكويت» هو واحة اصطناعية مستدامة متكاملة تضم منشآت صناعية لإنتاج الطاقة المتجددة وتحلية المياه وتدوير النفايات والإنتاج الغذائي الزراعي والحيواني المستدام.

وتعتبر الواحة مركزا بحثيا علميا ذا جدوى اقتصادية واجتماعية وبيئية متخصص في أبحاث الاستدامة في البيئة الصحراوية. وستضم الواحة ركنا للزوار يعنى بالتعريف بالكائنات الحية في دولة الكويت وطرق المحافظة عليها، وأنشطة لمحبي المعرفة والاطلاع العلمي. وقد فاز المشروع بمسابقة وطنية نظمتها جامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا بالتعاون مع المركز الفرنسي في الكويت تحت مسمى «إجراءات مناخية» والتي تهدف إلى تحريك وتوعية المجتمع المدني الكويتي للتخفيف من أسباب وآثار الاحتباس الحراري.

ومن جانبه، علق منظم المسابقة الدكتور محمد ياسين من جامعة الخليج أن مشروع «لؤلؤة الكويت» يعد محاولة واعدة وحقيقية لتحقيق الأمن الغذائي والمائي وأمن الطاقة في الكويت بطريقة متكاملة ومستدامة.

وأوضح أن المشروع يحقق الرؤية التي أطلقها سمو الأمير في المحافل الدولية في أكثر من مناسبة اتجاه مستقبل وطني مستدام وآمن. وقال د. ياسين الذي تبنى شخصيا فكرة المشروع ويشرف على تطويرها إلى جانب الرابحين «بالفعل أن مشروع لؤلؤة الكويت يجسد أصالة وعراقة الآباء ويسعى إلى تأمين مستقبل مستدام للأجيال القادمة في آن واحد». ولفت إلى أن ما يحتاجه هؤلاء المبادرون إلى احتضان وطني لضمان تنفيذ هذا الحلم.

إيدامي نباتي

كما التقت «الراي» مع رئيسة قسم التغذية والإطعام بمركز الكويت لمكافحة السرطان مؤسسة حملة «إيدامي نباتي» في الكويت مريم عبدالرحمن، والتي أوضحت أن «إيدامي نباتي» حملة صحية بيئية فريدة من نوعها في الكويت وهي متبناة من حملة عالمية تحمل عنوان «إثنين بلا لحوم» وتهدف إلى توعية الأفراد إلى أهمية تقليل استهلاك اللحوم.

وأضافت ان هذه الحملة العالمية بدأت في عام 2003 في الولايات المتحدة الأميركية و هي مبادرة غير ربحية مبنية على أسس علمية و أبحاث من جامعة جونز هوبكنز العريقة، و تحمل هذه الحملة رسالة بسيطة «ليوم واحد في الأسبوع، امتنعوا عن تناول اللحوم».

و تابعت: لقد تبنى هذه الحملة 36 دولة من أنحاء العالم و انضمت الكويت لها في مهم 2014 لتصبح أول دولة عربية تتبنى هذه الحملة العالمية لنشر الوعي البيئي و الصحي.

وقدمت شرحها عن الفوائد الصحية لتقليل تناول اللحوم وأهمها تقليل خطر الإصابة بأمراض السرطان و القلب و داء السكري و محاربة السمنة، فيما تتمثل الفوائد البيئية لتقليل استهلاك اللحوم في تقليل بصمة الكربون حيث أن انتاج 1 كجم من اللحوم البقرية يؤدي إلى انبعاث 30 كجم من الغازات الدفيئة فيما يؤدي انتاج 1 كجم من الخضار أو العيش إلى انبعاث 0.5-1.5 كجم من الغازات الدفيئة، كما يؤدي تقليل تناول اللحوم إلى تقليل استهلاك الماء حيث يستهلك انتاح 1/2 كجم من اللحوم البقرية 1850 غالونا من الماء فيما انتاج 1/2 كجم من الخضار يستهلك 39 غالونا من الماء فقط، و أيضا من الفوائد البيئية هي تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري و ذلك لأن انتاج 1 كيلوكالوري من البروتين الحيواني يستهلك كمية من الطاقة بقدر 25 كيلوكالوري من الوقود الأحفوري و لكن انتاج 1 كيلوكالوري من البروتين النباتي يستهلك فقط 2.2 كيلوكالوري طاقة من الوقود الأحفوري. و لذلك فإن تقليل استهلاك اللحوم له أهمية كبيرة و خاصة لأن الكويت تعتبر من أعلى الدول في معدل استهلاك اللحوم حيث إن منظمة الأغذية و الزراعة التابعة للأمم المتحدة صنفت الكويت الـ 12 عالميا في معدل استهلاك اللحوم و هي الأعلى عربيا و خليجيا، كما تعتبر الكويت من أعلى الدول في معدل الإصابة بأمراض القلب و أيضا في معدل الانبعاثات الكربونية. وتواجدت حملة إيدامي نباتي في مؤتمر باريس للتغير المناخي حيث أقامت فعالية لنشر الوعي بأهمية تقليل استهلاك اللحوم لتحقيق الهدف البيئي العالمي للحد من التغير المناخي و آثاره، و قد شاركت عضوة الحملة نور النصرالله الحملات العالمية التابعة لمبادرة «إثنين بلا لحوم» في الحلقة النقاشية التي أقيمت في مسرح نيلسون مانديلا لتوصيل رسالة الحملة «Less Meat Less Heat»

وكانت هناك مشاركات كويتية فردية للاستفادة من هذا المؤتمر، حيث أكدت المهندسة الكويتية أسماء العنزي ان مشاركتها بمعرض التغير المناخي في باريس كان للإطلاع على كل جديد في العالم حول قضية التقليل من الانبعاثات الكربونية ونقل التجارب الناجحة إلى دولتها وكذلك لتطوير مشاريعها البيئية التي تشاركها حاليا مع لجنة شؤون البيئة بجمعية المهندسين ووزارات الدولة كما أوضحت انها تستعد حاليا لعمل حملة اعلامية تطوعية توعوية مع الجهات الحكومية والخاصة لنشر التوعية البيئية بالمجتمع الكويتي.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي