«سعر النفط من أسباب خفض التبادل التجاري مع فرنسا من 1.8 مليار يورو إلى 400 مليون»
السفير الكويتي في باريس لـ«الراي»: الرئيس الفرنسي يزور الكويت العام المقبل
السفير سامي السليمان
السفير السليمان مع الزميل خالد الشرقاوي
• لن ننسى الموقف المشرّف لفرنسا بدعمها الشرعية الكويتية
• نحو 660 كويتياً يتلقون علاجهم في فرنسا خلافا للطلبة والمتدربين العسكريين
• الكويت تحرص على تنويع مصادر التسلّح دفعا للأخطار الخارجية
• الفرنسيون أبدوا استعدادهم لتقديم المشورة الأمنية الفنية للكويت
• فرنسا الدولة الأكثر دعماً لكل القضايا العربية ... والإرهاب يضر الإسلام قبل غيره
• العلاقات الاقتصاية الكويتية - الفرنسية جيدة لكنها لم ترقَ إلى مستوى الطموح
• نحو 660 كويتياً يتلقون علاجهم في فرنسا خلافا للطلبة والمتدربين العسكريين
• الكويت تحرص على تنويع مصادر التسلّح دفعا للأخطار الخارجية
• الفرنسيون أبدوا استعدادهم لتقديم المشورة الأمنية الفنية للكويت
• فرنسا الدولة الأكثر دعماً لكل القضايا العربية ... والإرهاب يضر الإسلام قبل غيره
• العلاقات الاقتصاية الكويتية - الفرنسية جيدة لكنها لم ترقَ إلى مستوى الطموح
في أول لقاء يجريه مع صحيفة كويتية منذ توليه منصبه في فرنسا، كشف السفير الكويتي في باريس سامي السليمان لـ «الراي» عن زيارة مرتقبة للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند للكويت في النصف الأول من العام المقبل.
وأوضح السليمان خلال اللقاء أن العلاقات الاقتصاية الكويتية - الفرنسية «جيدة ولكنها لم ترق الى الطموح»، متوقعا ان يكون هناك «المزيد من الاستثمارات الفرنسية في الكويت في عدة مجالات منها انشاء فرع لجامعة السوربون في الكويت ومستشفى متخصص في امراض السرطان كفرع لمستشفى كوستاف روسي، بالاضافة إلى مشاريع لتحلية المياه».
وأشار إلى ان «الكويت كانت سباقة في إدانة اعتداءات 13 نوفمبر الإرهابية التي ضربت باريس وبادرت إلى إدانتها والوقوف إلى جانب أصدقائنا الفرنسيين وقد سلمت شخصيا رسميا رسالة سمو أمير البلاد إلى الرئيس الفرنسي بعد ساعات من الاعتداءات والتي عبر سموه فيها عن ادانته واستنكاره لهذا الحادث الاجرامي».
ووجه نصائح للكويتيين الراغبين في زيارة فرنسا للعلاج أو للدراسة أو للسياحة، مؤكدا أن «السفارة على استعداد تام لتلقي أي شكوى او استفسار أو حل اي ضائقة يتعرض لها المواطنون في فرنسا لا سيما وأن هناك ارقاما للطوارئ تعمل على مدار الساعة وزملاء في السفارة يسعدهم تلبية اي طلب لأي مواطن».
وتطرق السليمان إلى فترة السنوات الستة التي قضاها سفيرا للكويت لدى الهند قبيل توجهه لفرنسا قبل شهرين ملخصا وصفه للهند بكلمة واحدة هي «Incredible India»
وفي ما يلي النص الكامل للحوار:
? كيف ترى العلاقات الكويتية - الفرنسية؟
- علاقاتنا مع فرنسا قديمة ومتجددة تأخذ في الاعتبار القرارات والمصالح المشتركة وحرص البلدين على تعميقها وتمتينها، ونحن نستذكر الموقف المشرف لفرنسا بوقوفها بجانب الشرعية الكويتية ابان الاحتلال الصدامي الغادر، وقد سبقت هذا الموقف وأعقبته أيضا محطات جيدة من العلاقات بين البلدين الصديقين في كل المجالات وعلى كل المستويات.
? ماذا عن الزيارات الرسمية بين البلدين؟
- هناك زيارات على اعلى المستويات حصلت بين مسؤولي البلدين أخيراً فقد استقبلت فرنسا أخيراً سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك مترئسا وفدا رفيعا يضم النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ خالد الجراح، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية أنس الصالح، بالاضافة لعدد كبير من رجال الأعمال الذين التقوا نظراءهم الفرنسيين، وأسفرت هذه الزيارة عن توقيع جملة من الاتفاقيات التي تنظم وتدفع العلاقات الكويتية - الفرنسية إلى مستويات أعلى وأرحب في التعاون العسكري والثقافي والاقتصادي وأيضا في مجال البحث العلمي
كما التقى رجال الأعمال الكويتيون خلال هذه الزيارة بنظرائهم في اتحاد أرباب العمل الفرنسيين ما أسفر عن توقيع العديد من العقود بين الجانبين برعاية ووجود نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية أنس الصالح.
وقد استقبل الرئيس الفرنسي سمو رئيس مجلس الوزراء في قصر الاليزيه وكان لقاء حميما اكد خلاله على ثوابت السياسة الفرنسية تجاه أمن منطقة الخليج.
? ما الذي تمثله فرنسا للكويت؟
- هناك استثمارات كويتية كبيرة في فرنسا كما انها وجهة طبية للكثير من المرضى الكويتيين، فلدينا نحو 660 كويتيا يتلقون علاجهم في فرنسا، كما ان لدينا عددا كبيرا من الطلبة الكويتيين الذين يدرسون في الجامعات والمعاهد الفرنسية وهناك متدربون عسكريون في الاكاديميات العسكرية الفرنسية.
? وما تقييمكم للعلاقات الثقافية؟
- الكويت أبدت حرصها على إظهار دعمها للحركة الثقافية المتنوعة والمشهودة في فرنسا، فباريس عاصمة الثقافة، وهناك دعم كويتي لمعهد العالم العربي وسبق ان تبرعت الكويت بأربعة ملايين دولار لدعم الأنشطة فيه، كما كان هناك تبرع سخي من سمو أمير البلاد لجناح العالم الاسلامي في متحف اللوفر.
? هل هناك تطورات في شأن الاتفاقيات العسكرية والأمنية بين البلدين؟
- تم أخيراً التوقيع على صفقة بيع طائرات الكركال الفرنسية للكويت التي تحرص على تنويع مصادر تسلحها لتأمينها من الأخطار الخارجية، وهناك دراسات قامت بها الكويت قبل اتمام هذه الصفقة وأثبتت جدوى هذه الأسلحة، كما ان فرنسا استقبلت أخيراً وكيل وزارة الداخلية الفريق سليمان الفهد وتبادل الطرفان سبل المضي في تعاون البلدين في المجال الأمني حيث ان الكويت تحرص على تبادل الخبرات ليس مع فرنسا وحسب بل مع جميع دول العالم، والفرنسيون أبدوا استعدادهم لتقديم المشورة الأمنية الفنية للكويت.
? كيف ترى العمليات الارهابية التي ضربت فرنسا أخيراً؟
- ان اعتداءات 13 نوفمبر كانت ارهابية دموية آثمة نحن في الكويت كنا سباقين إلى إدانتها والوقوف إلى جانب أصدقائنا الفرنسيين وقد سلمت شخصيا رسميا رسالة سمو أمير البلاد إلى الرئيس الفرنسي في يوم السبت بعد ساعات من الاعتداءات والتي عبر سموه فيها عن ادانته واستنكاره لهذا الحادث الاجرامي ووقوف الكويت الى جانب فرنسا، فهي احداث تم تجريمها على مستوى العالم، فرنسا كانت مستهدفة رغم انها بلد التسامح والوئام والتعدد الفكري والثقافي وهي الدولة الأقرب في دعم كافة القضايا العربية، ونحن حاليا نتشاور على مستوى السفراء الخليجيين والعرب مع المسؤولين الفرنسيين ونتبادل معهم المعلومات عن الجهود التي تقوم بها فرنسا على المستوى الدولي لايجاد وتأسيس تحالف دولي موحد ضد الارهاب الدولي، ونحن كنا في الكويت عرضة للارهاب عندما حاولوا استهداف التناغم الديني في الكويت، بالتالي يهمنا ان ننضم لهذه الجهود الدولية في سبيل محاربة هذا الخطر.
? ما الدورالذي تقومون به كسفارات لاظهار الوجه المتسامح للاسلام؟
- اود حقيقة أن أشير وأشيد بخطاب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بعد وقوع اعتداءات 13 نوفمبر الآثمة عندما قال انه ليس هناك صراع حضارات والاسلام بريء من هذه الجريمة حتى ان قام بها أشخاص قد ينتمون لجنسيات عربية أو مسلمون، فالارهاب لا دين له وبشع ويتلون بكل صورة وكل دين وبالتالي هناك جهود دولية لاحتوائه ومحاربته، فهذا الارهاب موجه ضد الاسلام قبل ان يوجه الى دين آخر، وبالتالي هناك جهود تقوم بها الدول الاسلامية والدول الصديقة وجهود عالمية، وما يميز فرنسا التنوع الكبير في الطوائف والثقافات ولذلك لم تقع أحداث شغب من فئة ضد أخرى وعلى العكس فان هناك التزاما فرنسيا وتأكيدا على ان فرنسا معنية بالحفاظ على قيم التسامح والتعايش بين جميع أطياف شعبها، كما هي الكويت فهي معنية بتوفير الرفاه والأمن لجميع من يعيش على أرض الكويت بغض النظر عن الدين او الثقافة.
? هل هناك زيارات مخطط لها لمسؤولي البلدين؟
- بعد الزيارة الناجحة لسمو رئيس مجلس الوزراء والتي سلم بها سموه رسالة من سمو أمير البلاد للرئيس الفرنسي تحمل دعوة له لزيارة الكويت وستكون خلال النصف الأول من العام 2016، كما سيذهب رئيس الوزراء الفرنسي الكويت قريبا في زيارة عمل ونحن نعمل حاليا على أجندة العام المقبل التي تتضمن زيارات من مختلف المستويات.
? ماذا عن التبادل التجاري بين البلدين؟
- هناك علاقات اقتصاية جيدة بين البلدين ولكنها لم ترق الى الطموح ونتوقع ان يكون هناك المزيد من الاستثمارات الفرنسية في الكويت في عدة مجالات وأيضا مشاركة للشركات الفرنسية في الخطة التنموية في الكويت، فهناك اهتمام فرنسي بذلك وسيتم انشاء فرع لجامعة السوربون في الكويت وسيكون هناك مستشفى متخصص بامراض السرطان كفرع لمستشفى كوستاف روسي، بالاضافة لمشاريع لتحلية المياه وقد تم توقيع الاتفاقيات بشأنها بين معهد الكويت للأبحاث العلمية وشركات فرنسية معنية، في المقابل هناك استثمارات كويتية في شركات فرنسية كبيرة وقد بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين في عام 2012 نحو مليار يورو وفي عام 2013 وصل الى 1.8 مليار يورو ولكن في عام 2014 نزل الى نحو 400 مليون فقط وهو نزول مقلق وقد أشرنا خلال اجتماعاتنا المشتركة الى اهمية تعزيز تبادلنا التجاري.
? وما سبب هذا النزول الحاد في حجم التبادل؟
- هذا الانخفاض جاء لعدة اسباب منها الأوضاع الاقتصادية السيئة التي تعاني منها القارة الاوروبية وتباطؤ النمو وايضا انخفاض أسعار البترول ونأمل ان تنصلح الأوضاع الاقتصادية في اوروبا.
? ما النصيحة التي تودون توجيهها للكويتيين الراغبين في الحضور إلى فرنسا؟
- نصيحتي للكويتيين الذين يأتون لفرنسا للعلاج بأن يلتزموا بلوائح العلاج التي يقدمها لهم المكتب الصحي ومتابعة صلاحية تأشيراتهم قبل نهايتها والعمل على تمديدها، وإلى من يأتي للتعليم ان يلتزم بقوانين البعثات وان يكونوا خير سفراء للكويت وأنصحهم بتكريس وقتهم للعلم والاستفادة دون الدخول في حوارات عقيمة ربما تنعكس سلبا عليهم، وأما من يأتي للسياحة فنتمنى أن يقدموا المظهر المشرق للكويت أمام الفرنسيين وألا يكونوا طرفا في اي نزاع في الفنادق أو المطاعم، ونحن في السفارة على استعداد تام لتلقي أي شكوى او استفسار أو حل أي ضائقة يتعرض رعايانا في فرنسا ولدينا ارقام طوارئ تعمل على مدار الساعة وزملاء متواجدون في السفارة يسعدهم تلبية اي طلب لأي كويتي.
الهند Incredible
بسؤال السفير السليمان عن المحطات الديبلوماسية التي مر بها، قال «إن محطتي الأولى كسفير كانت السويد وبعدها انتقلت الى الهند لمدة ست سنوات مثمرات ناجحات سعيدات»، واصفا الحياة في الهند بكلمة واحدة «هي Incredible India، فالهند بلد يتطلع لان يكون له دور على المسرح الدولي وأعتقد انها تستحق هذا الدور».
وذكر ان «الهند دولة حيوية استطاعت تحقيق معدلات نمو اقتصادي جيدة وهي تسعى لتكون في مصاف الدول المتقدمة اقتصاديا وهي ماضية في الطريق الصحيح وهي بالنسبة للكويت شريك استراتيجي في المجال الاقتصادي ووقفت مع الكويت ودول الخليج في قضايا كثيرة ونحن نصدر للهند نحو 70 في المئة من احتياجاتها للطاقة والهند هي ثاني مستورد للبترول الكويتي وحجم التبادل بينها وبين الكويت وصل الى 17.2 مليار دولارنهاية العام الماضي، كما انها كانت خامس دولة تعترف باستقلال الكويت وهذا لن ننساه».
وأوضح السليمان خلال اللقاء أن العلاقات الاقتصاية الكويتية - الفرنسية «جيدة ولكنها لم ترق الى الطموح»، متوقعا ان يكون هناك «المزيد من الاستثمارات الفرنسية في الكويت في عدة مجالات منها انشاء فرع لجامعة السوربون في الكويت ومستشفى متخصص في امراض السرطان كفرع لمستشفى كوستاف روسي، بالاضافة إلى مشاريع لتحلية المياه».
وأشار إلى ان «الكويت كانت سباقة في إدانة اعتداءات 13 نوفمبر الإرهابية التي ضربت باريس وبادرت إلى إدانتها والوقوف إلى جانب أصدقائنا الفرنسيين وقد سلمت شخصيا رسميا رسالة سمو أمير البلاد إلى الرئيس الفرنسي بعد ساعات من الاعتداءات والتي عبر سموه فيها عن ادانته واستنكاره لهذا الحادث الاجرامي».
ووجه نصائح للكويتيين الراغبين في زيارة فرنسا للعلاج أو للدراسة أو للسياحة، مؤكدا أن «السفارة على استعداد تام لتلقي أي شكوى او استفسار أو حل اي ضائقة يتعرض لها المواطنون في فرنسا لا سيما وأن هناك ارقاما للطوارئ تعمل على مدار الساعة وزملاء في السفارة يسعدهم تلبية اي طلب لأي مواطن».
وتطرق السليمان إلى فترة السنوات الستة التي قضاها سفيرا للكويت لدى الهند قبيل توجهه لفرنسا قبل شهرين ملخصا وصفه للهند بكلمة واحدة هي «Incredible India»
وفي ما يلي النص الكامل للحوار:
? كيف ترى العلاقات الكويتية - الفرنسية؟
- علاقاتنا مع فرنسا قديمة ومتجددة تأخذ في الاعتبار القرارات والمصالح المشتركة وحرص البلدين على تعميقها وتمتينها، ونحن نستذكر الموقف المشرف لفرنسا بوقوفها بجانب الشرعية الكويتية ابان الاحتلال الصدامي الغادر، وقد سبقت هذا الموقف وأعقبته أيضا محطات جيدة من العلاقات بين البلدين الصديقين في كل المجالات وعلى كل المستويات.
? ماذا عن الزيارات الرسمية بين البلدين؟
- هناك زيارات على اعلى المستويات حصلت بين مسؤولي البلدين أخيراً فقد استقبلت فرنسا أخيراً سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك مترئسا وفدا رفيعا يضم النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ خالد الجراح، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية أنس الصالح، بالاضافة لعدد كبير من رجال الأعمال الذين التقوا نظراءهم الفرنسيين، وأسفرت هذه الزيارة عن توقيع جملة من الاتفاقيات التي تنظم وتدفع العلاقات الكويتية - الفرنسية إلى مستويات أعلى وأرحب في التعاون العسكري والثقافي والاقتصادي وأيضا في مجال البحث العلمي
كما التقى رجال الأعمال الكويتيون خلال هذه الزيارة بنظرائهم في اتحاد أرباب العمل الفرنسيين ما أسفر عن توقيع العديد من العقود بين الجانبين برعاية ووجود نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية أنس الصالح.
وقد استقبل الرئيس الفرنسي سمو رئيس مجلس الوزراء في قصر الاليزيه وكان لقاء حميما اكد خلاله على ثوابت السياسة الفرنسية تجاه أمن منطقة الخليج.
? ما الذي تمثله فرنسا للكويت؟
- هناك استثمارات كويتية كبيرة في فرنسا كما انها وجهة طبية للكثير من المرضى الكويتيين، فلدينا نحو 660 كويتيا يتلقون علاجهم في فرنسا، كما ان لدينا عددا كبيرا من الطلبة الكويتيين الذين يدرسون في الجامعات والمعاهد الفرنسية وهناك متدربون عسكريون في الاكاديميات العسكرية الفرنسية.
? وما تقييمكم للعلاقات الثقافية؟
- الكويت أبدت حرصها على إظهار دعمها للحركة الثقافية المتنوعة والمشهودة في فرنسا، فباريس عاصمة الثقافة، وهناك دعم كويتي لمعهد العالم العربي وسبق ان تبرعت الكويت بأربعة ملايين دولار لدعم الأنشطة فيه، كما كان هناك تبرع سخي من سمو أمير البلاد لجناح العالم الاسلامي في متحف اللوفر.
? هل هناك تطورات في شأن الاتفاقيات العسكرية والأمنية بين البلدين؟
- تم أخيراً التوقيع على صفقة بيع طائرات الكركال الفرنسية للكويت التي تحرص على تنويع مصادر تسلحها لتأمينها من الأخطار الخارجية، وهناك دراسات قامت بها الكويت قبل اتمام هذه الصفقة وأثبتت جدوى هذه الأسلحة، كما ان فرنسا استقبلت أخيراً وكيل وزارة الداخلية الفريق سليمان الفهد وتبادل الطرفان سبل المضي في تعاون البلدين في المجال الأمني حيث ان الكويت تحرص على تبادل الخبرات ليس مع فرنسا وحسب بل مع جميع دول العالم، والفرنسيون أبدوا استعدادهم لتقديم المشورة الأمنية الفنية للكويت.
? كيف ترى العمليات الارهابية التي ضربت فرنسا أخيراً؟
- ان اعتداءات 13 نوفمبر كانت ارهابية دموية آثمة نحن في الكويت كنا سباقين إلى إدانتها والوقوف إلى جانب أصدقائنا الفرنسيين وقد سلمت شخصيا رسميا رسالة سمو أمير البلاد إلى الرئيس الفرنسي في يوم السبت بعد ساعات من الاعتداءات والتي عبر سموه فيها عن ادانته واستنكاره لهذا الحادث الاجرامي ووقوف الكويت الى جانب فرنسا، فهي احداث تم تجريمها على مستوى العالم، فرنسا كانت مستهدفة رغم انها بلد التسامح والوئام والتعدد الفكري والثقافي وهي الدولة الأقرب في دعم كافة القضايا العربية، ونحن حاليا نتشاور على مستوى السفراء الخليجيين والعرب مع المسؤولين الفرنسيين ونتبادل معهم المعلومات عن الجهود التي تقوم بها فرنسا على المستوى الدولي لايجاد وتأسيس تحالف دولي موحد ضد الارهاب الدولي، ونحن كنا في الكويت عرضة للارهاب عندما حاولوا استهداف التناغم الديني في الكويت، بالتالي يهمنا ان ننضم لهذه الجهود الدولية في سبيل محاربة هذا الخطر.
? ما الدورالذي تقومون به كسفارات لاظهار الوجه المتسامح للاسلام؟
- اود حقيقة أن أشير وأشيد بخطاب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بعد وقوع اعتداءات 13 نوفمبر الآثمة عندما قال انه ليس هناك صراع حضارات والاسلام بريء من هذه الجريمة حتى ان قام بها أشخاص قد ينتمون لجنسيات عربية أو مسلمون، فالارهاب لا دين له وبشع ويتلون بكل صورة وكل دين وبالتالي هناك جهود دولية لاحتوائه ومحاربته، فهذا الارهاب موجه ضد الاسلام قبل ان يوجه الى دين آخر، وبالتالي هناك جهود تقوم بها الدول الاسلامية والدول الصديقة وجهود عالمية، وما يميز فرنسا التنوع الكبير في الطوائف والثقافات ولذلك لم تقع أحداث شغب من فئة ضد أخرى وعلى العكس فان هناك التزاما فرنسيا وتأكيدا على ان فرنسا معنية بالحفاظ على قيم التسامح والتعايش بين جميع أطياف شعبها، كما هي الكويت فهي معنية بتوفير الرفاه والأمن لجميع من يعيش على أرض الكويت بغض النظر عن الدين او الثقافة.
? هل هناك زيارات مخطط لها لمسؤولي البلدين؟
- بعد الزيارة الناجحة لسمو رئيس مجلس الوزراء والتي سلم بها سموه رسالة من سمو أمير البلاد للرئيس الفرنسي تحمل دعوة له لزيارة الكويت وستكون خلال النصف الأول من العام 2016، كما سيذهب رئيس الوزراء الفرنسي الكويت قريبا في زيارة عمل ونحن نعمل حاليا على أجندة العام المقبل التي تتضمن زيارات من مختلف المستويات.
? ماذا عن التبادل التجاري بين البلدين؟
- هناك علاقات اقتصاية جيدة بين البلدين ولكنها لم ترق الى الطموح ونتوقع ان يكون هناك المزيد من الاستثمارات الفرنسية في الكويت في عدة مجالات وأيضا مشاركة للشركات الفرنسية في الخطة التنموية في الكويت، فهناك اهتمام فرنسي بذلك وسيتم انشاء فرع لجامعة السوربون في الكويت وسيكون هناك مستشفى متخصص بامراض السرطان كفرع لمستشفى كوستاف روسي، بالاضافة لمشاريع لتحلية المياه وقد تم توقيع الاتفاقيات بشأنها بين معهد الكويت للأبحاث العلمية وشركات فرنسية معنية، في المقابل هناك استثمارات كويتية في شركات فرنسية كبيرة وقد بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين في عام 2012 نحو مليار يورو وفي عام 2013 وصل الى 1.8 مليار يورو ولكن في عام 2014 نزل الى نحو 400 مليون فقط وهو نزول مقلق وقد أشرنا خلال اجتماعاتنا المشتركة الى اهمية تعزيز تبادلنا التجاري.
? وما سبب هذا النزول الحاد في حجم التبادل؟
- هذا الانخفاض جاء لعدة اسباب منها الأوضاع الاقتصادية السيئة التي تعاني منها القارة الاوروبية وتباطؤ النمو وايضا انخفاض أسعار البترول ونأمل ان تنصلح الأوضاع الاقتصادية في اوروبا.
? ما النصيحة التي تودون توجيهها للكويتيين الراغبين في الحضور إلى فرنسا؟
- نصيحتي للكويتيين الذين يأتون لفرنسا للعلاج بأن يلتزموا بلوائح العلاج التي يقدمها لهم المكتب الصحي ومتابعة صلاحية تأشيراتهم قبل نهايتها والعمل على تمديدها، وإلى من يأتي للتعليم ان يلتزم بقوانين البعثات وان يكونوا خير سفراء للكويت وأنصحهم بتكريس وقتهم للعلم والاستفادة دون الدخول في حوارات عقيمة ربما تنعكس سلبا عليهم، وأما من يأتي للسياحة فنتمنى أن يقدموا المظهر المشرق للكويت أمام الفرنسيين وألا يكونوا طرفا في اي نزاع في الفنادق أو المطاعم، ونحن في السفارة على استعداد تام لتلقي أي شكوى او استفسار أو حل أي ضائقة يتعرض رعايانا في فرنسا ولدينا ارقام طوارئ تعمل على مدار الساعة وزملاء متواجدون في السفارة يسعدهم تلبية اي طلب لأي كويتي.
الهند Incredible
بسؤال السفير السليمان عن المحطات الديبلوماسية التي مر بها، قال «إن محطتي الأولى كسفير كانت السويد وبعدها انتقلت الى الهند لمدة ست سنوات مثمرات ناجحات سعيدات»، واصفا الحياة في الهند بكلمة واحدة «هي Incredible India، فالهند بلد يتطلع لان يكون له دور على المسرح الدولي وأعتقد انها تستحق هذا الدور».
وذكر ان «الهند دولة حيوية استطاعت تحقيق معدلات نمو اقتصادي جيدة وهي تسعى لتكون في مصاف الدول المتقدمة اقتصاديا وهي ماضية في الطريق الصحيح وهي بالنسبة للكويت شريك استراتيجي في المجال الاقتصادي ووقفت مع الكويت ودول الخليج في قضايا كثيرة ونحن نصدر للهند نحو 70 في المئة من احتياجاتها للطاقة والهند هي ثاني مستورد للبترول الكويتي وحجم التبادل بينها وبين الكويت وصل الى 17.2 مليار دولارنهاية العام الماضي، كما انها كانت خامس دولة تعترف باستقلال الكويت وهذا لن ننساه».