هند رستم الشرق ... مارلين مونرو

دخلت التمثيل من الباب الخلفي... وكانت ترى أنها خلقت لتكون فنانة / 1

تصغير
تكبير

| القاهرة - من أغاريد مصطفى |
جميلة الأداء... وناعمة الطلة على الشاشة... استحقت عن جدارة لقب «مارلين مونرو الشرق»، أحبها الجميع لجمالها ورقتها وأدائها الذي يتميز بالبساطة والرقة... بقيت دون غيرها ملكة الإغراء التي أدت الأدوار المثيرة... إلا أن أحدا لم يعترض على أفلامها أو على مشاهد ساخنة كانت طرفا فيها، حيث كانت متميزة في أداء هذه الأدوار، إلى جانب أداء أدوار بنت البلد... حتى الحسناوات في أوج مجدها... كان يقلدنها في حركاتها وملابسها، حتى في لفة «الملاية اللف».
عندما ترى أعمالها على الشاشة ترى أجمل النساء، كانت تمثل وملامحها، فملامحها تتكلم وتتحدث وتعبر عن دورها... ومن هنا أحبها الجمهور وحرصوا على رؤية أفلامها، وعلى الرغم من اعتزالها في السبعينات إلا أنها لاتزال «ملكة الإغراء» ومونرو الشرق وهي الألقاب التي لم ينافسها أحد عليها حتى الآن، فهند رستم... هذه الرقيقة التي أدت أدوار الإغراء ماتزال متربعة على عرشها حتى بعد اعتزالها، وستبقى هكذا سنوات.
قدمت أدوارا متنوعة أكدت فيها قدرتها كممثلة... أثبتت وجودها في عالم الفن ولم تكن تعلم أنها ستتربع على العرش السينمائي بهذه السرعة.
قابلت العقبات في حياتها، إلا أنها جعلتها أقوى من السابق وتفوقت على نفسها واستطاعت أن تؤكد أن الفن الحقيقي لا يعتمد على الإغراء وإنما يعتمد على الموهبة ودراسة الشخصية وإبراز ملامحها حتى ولو بالصمت.
جوانب كثيرة سنتعرف عليها... من حياة هند رستم في هذه الحلقات عبر سطور «الراي»... نقترب كثيرا من سطور، وأسرار وحكايات لنعرف من هي هند رستم عن قرب ونعرف ما بداخلها وكيف استطاعت الوصول لهذه المكانة والحفاظ على لقبها حتى بعد اعتزالها... فابقوا معنا... حلقة بعد أخرى... فلديها الكثير... وهي ليست في اتجاه سيرة ذاتية كاملة، ولكنها محطات وذكريات ووقفات لها معنى.
اسمها بالكامل هند حسين مراد رستم ... ولدت في الاسكندرية، العام 1931 وتحديدا في حيّ محرم بك... بدأت مشوارها الفني بدور صغير، وكان لقب «الملكة» هو اللقب الذي منحته لها السينما المصرية ومملكتها هي الاغراء على الشاشة، ولكن ماذا عن بداية هذه النجمة التي أحبها الجميع وكان يعشق أداءها وأدوارها المتنوعة... لدينا التفاصيل:
لم يكن طريق هند رستم مفروشا بالورود... فلقد دخلت السينما من بابها الخلفي باب الكومبارس وكان والدها ضابط بوليس وكانت أمها رائعة الجمال على حد قولها وتقول: «كنت أنا ثمرة هذا الزواج ونشأت خلافات بين والدي ووالدتي فطلقها وتزوج بأخرى وتركتني أمي هي الأخرى لتتزوج من رجل آخر وواجهت محنة الضياع. فقد انتقلت الى أبي لأعيش مع زوجته التي جربت معي كل أشكال العذاب وكانت تضربني بالسوط ضربا مبرحا يدمي جسدي الصغير وكان أبي دائما يصدق زوجته في كل ما تقوله عني من افتراءات وأصبحت حياتي عذابا. وخطوت بضع خطوات في تعليمي اللغة الفرنسية، وحينما أصبح عمري 15 عاما... بدأت أفكر في أن أنهي بنفسي رحلة العذاب التي أعيشها «دائرة عذاب زوج الأم وزوجة الأب» وكان لديّ شعور داخلي بأنني خلقت لأكون فنانة مثل أولئك الفنانات الكبيرات مثل فاتن حمامة وشادية وماجدة».
وأضافت: «كانت أمي تمانع بشدة في أن أعمل بمجال التمثيل، ولكني أصررت على رأيي لأنني كنت أهوى التمثيل فأصررت على أن أعمل بالفن وبالفعل بدأت من أول السلم... فقد دخلت عالم الفن من الباب الخلفي باب الكومبارس ... حيث كنت أقف أمام الكاميرا فتاة رشيقة شقراء جميلة وأتقاضى جنيهين أو 3 جنيهات، وعشت في غرفة صغيرة أقتات فتات الطعام، ولكن لم أغضب أو أتذمر - فقد كان لدي أمل كبير لم أفقده أبدا وكنت دائما أحلم بالغد المشرق... وبأن أصبح فنانة كبيرة. وبالفعل بدأت مشواري الفني بدور صغير في فيلم «أزهار وأشواك»... في العام 1947 وكان عمري وقتها 16 عاما مع الفنان يحيى شاهين، وكان هذا الفيلم هو فاتحة الخير حيث توالت عليّ الأدوار الصغيرة التي نجحت فيها وأديتها بصورة جيدة جعلت الأنظار تلتفت لي وترى موهبتي التي كنت أثق بها وأثق أنني سأحقق حلمي وأصبح فنانة موهوبة لديها القدرة على تأدية الأدوار الصعبة حتى التقيت بالمخرج حسن رضا الذي تزوجت منه وأنجبت ابنتي بسنت».
الجمال والاثارة
ومن هنا انطلقت الى السينما وعلى يد المخرج الكبير حسن الامام... أصبحت هند رستم أهم وأشهر نجمة اغراء في السينما المصرية من خلال الأدوار البارزة القوية التي لا تخلو من الاثارة، وهو ما جعلها تستحق لقب مارلين مونرو الشرق... حيث انها كانت تتميز بالجمال والرقة والاثارة.
لم تمثل هند رستم في المسرح ولكنها كانت ناجحة وبارعة في السينما فقد حصدت الجوائز عن أفلامها المتميزة وأهمها فيلم «الجبان والحب» الذي قامت بتمثيله العام 1975 وذلك قبل اعتزالها الذي قررته في أواخر السبعينات... حيث قررت الاعتزال وترك مكانتها الكبيرة التي حققتها في عالم السينما وذلك بعد زواجها من الطبيب المعروف محمد فياض... الذي تركت الفن من أجله.
البداية
كانت البداية عندما انتبه المخرج حسن الامام لجمال ورقة هند رستم فعرض عليها أن ترقص في أحد أفلامه، وكان مقتنعا بأن هند رستم ستكون مفاجأة فنية كبيرة سوف يتم تقديمها للجمهور والمهتمين بالفن.
كان على يقين من أن هند رستم ستمثل «قنبلة» في عالم الفن وستطبع اسمها ببصمات بارزة ويصبح اسمها من أشهر الأسماء التي دخلت عالم الفن وكان هذا التوقع صحيحا... حيث انها بالفعل نجحت وأثبتت وجودها وأصبحت ولاتزال ملكة الاغراء الأولى في مصر.
وقد جمع حسن الامام الصحافيين والنقاد والفنانين وقدم المفاجأة التي تحمس لها «هند رستم»، وكان طلب الامام لهند أمام الصحافيين والنقاد والجمع الهائل من الفنانين أن تمثل دورا من نسج خيالها أي دور تريد أن تمثله وكأنها أمام امتحان لابد من خوضه أمام كل هؤلاء.
وما كان من هند بعد أن وجدت نفسها في حيرة عليها الخروج منها فقررت أداء دور فتاة مستهترة، ثم مثلت دورا دراميا باكيا هز قلوب الموجودين وكانت هنا المفارقة، حيث انها برعت في أداء الدورين وبهرت الموجودين الذين رأوا في هند موهبة كبيرة ومفاجأة ستهز الأوساط الفنية بالفعل وهو ما جعلهم يتأكدون من أن نظرة حسن الامام صحيحة.
عالم الأضواء
وعنها قال المخرج المصري الراحل حسن الامام - انها موهبة تستحق التقدير والاحترام، ومن هذه النقطة دخلت عالم الأضواء والشهرة... حيث كانت البداية الفعلية،، هي فيلم «الجسد» وكان هذا الفيلم هو بوابة النجاح لأفلام الاغراء،، حيث ان نجاح هذا الفيلم جعلها تؤكد أنها «هي ممثلة الاغراء الأولى»... فقد نجحت في أداء دورها كممثلة اغراء من الدرجة الأولى وعبرت فيه بصدق ومن دون افتعال وبكل حواسها وهو ما كانت تتميز به هند رستم حيث انها كانت تلقائية كانت تمثل بكل حواسها، وجسدها ومشاعرها كانت توظف نفسها كليا لأداء الأدوار وهو ما جعلها تصعد بسرعة الصاروخ لعالم الشهرة والنجاح والأضواء.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي