مشكلة الطلاق
يتساءل الكثير عن نسبة الطلاق في الكويت خصوصاً في الدول العربية والإسلامية عامة، و تبين الإحصاءات و الأرقام معدل ارتفاع نسبة الطلاق في محاكم الكويت بشكل يجعلنا نبحث عن الأسباب الحقيقية لتلك الظاهرة خصوصا بين حديثي الزواج من الشباب، بل أصبح الكثير يعزفون عن الزواج بحجة عدم استمرار الزواج لفترة طويلة و كثرة المشاكل من بداية الحياة الزوجية و عدم الاستقرار، و هذا العزوف عن الزواج و الشعور بعدم الرغبة في الزواج له أسباب، ومن أهم هذه الأسباب بل أولها هو عدم معرفة الطرفين بالحقوق و الواجبات الشرعية و الجهل التام بتلك الحقوق و الواجبات التي على أساسها تقوم العلاقة الزوجية، كل من الطرفين يأتي من بيئة تختلف عن بيئة الآخر من ناحية الثقافة و السلوك و التعامل و التفاوت الفكري و العلمي وحتى بالالتزام الديني، و هذا يجعل فجوة بينهما لعدم تقبل الطرفين لبعضهما وإن كان هذا الأمر فيه شيء من المعقول و لكن من المفترض أن يكون السؤال عما ذكرت من أشياء قبل الزواج حتى يكون كلا الطرفين على إلمام و دراية بسلوك و ظروف الآخر خصوصا الحقوق و الواجبات الشرعية لأنها من وجهة نظري هي أساس العلاقة الزوجية، و ذلك لأنها تذلل الكثير من الصعوبات و المشاكل التي قد تنتج عن تمسك كل طرف برأيه واعتقاده بأنه هو صاحب الحق في ما يبدو، وكذلك معرفة ما هو حق الزوجة تجاه زوجها و حق الزوج تجاه زوجته من المسؤوليات، وإن كنت أرى أن للأسرة دورا كبيرا في تعريف و توضيح هذه الواجبات لكل من الطرفين قبل الزواج، كما أن للمؤسسات الحكومية والأهلية الدور الكبير في توعية المجتمع بالواجبات و الحقوق من خلال وضع منهج دراسي في مرحلة دراسية تواكب أعمار الدارسين في وزارة التربية، وكذلك وزارة الأوقاف ووزارة العدل و كذلك وزارة الإعلام لكل منها دور توعوي كبير ومؤثر من خلال المحاضرات و الدورات و الدروس و الخطب، و ذلك لأن للدعاة دوراً فعالاً في توصيل كثير من الأمور الإيجابية التي تخص الحياة الزوجية و المنهج الإيماني للأسرة التي علمنا بها سيد البشر رسولنا الكريم – صلى الله عليه و سلم – والسلف الصالح، و أنا على يقين بأن مَنْ يعمل و يتحلى بذلك المنهج تكون حياته سعيدة بإذن الله تعالى، لأنها تجمع الزوجين على طاعة الله – عز وجل – و سنة النبي الكريم – صلى الله عليه وسلم - وبالتالي يتم الحب التجانس والتقارب والرحمة بين الزوجين، و يسود التفاهم و التعامل الراقي بعيدا عن التشنجات و التوتر في العلاقة، لأن الشيطان له حظ كبير في تفريق الزوجين عن بعضهما، بل هو أحب الأعمال الشيطانية، و بالتالي يجب على الطرفين الصبر و التغافل عن الأخطاء و الزلات و عدم التصيد للأخطاء و الزلات و إحسان الظن، لأن ذلك من أخلاق المسلم، و يجب عليهما النظر إلى الإيجابيات و ترك السلبيات لأن ليس من أحد معصوم من الأخطاء، و الكمال لله تعالى، فالتغافل و التسامح أمر ضروري في تعامل الزوجين بل هو من السلوك الاجتماعي في الإسلام.
أسأل الله العلي القدير أن يديم المودة و الرحمة و الحب بين الأزواج، لأن العلاقة بين الزوجين بالنهاية تعكس كل تصرف حميد و إيجابي على الأولاد، و أسأل الله التوفيق للجميع.
* ناشط في مجال التوعية بأضرار المخدرات
أسأل الله العلي القدير أن يديم المودة و الرحمة و الحب بين الأزواج، لأن العلاقة بين الزوجين بالنهاية تعكس كل تصرف حميد و إيجابي على الأولاد، و أسأل الله التوفيق للجميع.
* ناشط في مجال التوعية بأضرار المخدرات