«جنة بورغاس» هدية «رمسيس» للصيف المقبل (2من3)

نِيسيبار... «درّة البحار»

تصغير
تكبير
جزيرة نِيسيبار...أنشودة التاريخ،وعبير الأزمنة، وعطر الأمكنة،آية الإبداع في الدنيا، فهي فوق البحر زهرة، تذوب لهمسة مسكونة بالحسن والفرح النبيل، والارض نحوها تمد يديها كالظامئ الى عوالم خيالها فتقطف منه البريق والسحر الذي على صدر السهول الوارفة والزهورالباسمة التي يتعدد فيها الجمال وتتمازج الالوان ومن اجل هذا من يصل اليها يعش حالة لا حزن فيها ولاوجوم ولا تعب.

جزيرة نِيسيبار...عصفورة عشقت الماء فسكنت في بحره، يحيطها من كل جانب هيامه الازرق ووهج ضحاه وشعاع همسه الذي يلاحق على سطحها العبير والندى في اجمل حدائقها الغناء التي تكونت بساحل المدى.

نِيسيبار... جزيرة من الصفاء والحسن والسحر وكأنها مقطع يجيء من قصائد الايام ساطعاً كالصبح من ضوء الشموس، ومن رحيق الامكان الممزوج بالحلم والشهد والعبيروالبريق الذي فتح كنوز السندس بهمسة سكبت نسائم غسلت الدواخل بالعبق.

جزيرة نِيسيبار...حُبلى بأسرار الأيام والفنون وبيوت السحر المعتق والزهور، فعليها ازهرت الحقول واومأت الفصول وغلفت دنياها احلام السنين فغاص البحر في عينيها من الجوى ورنا على افق اشتهائها فارتوى.

نِيسيبار...جزيرة تعتلي كل الجسور من عصر الخرافة الى عصرالاستفاقة، فهي

من أقدم المدن الأوروبية، فقد تأسست منذ 3200 سنة. في العصور القديمة كانت تدعى «ميسامبريا» وفي القرون الوسطى «ميسيمفريا» ومن بعد ذلك «نيسيبار»، ويشهد تاريخها الطويل كثرة اللقى الأثرية التي يمكن مشاهدة جزء كبير منها في المتحف الأثري للمدينة الموجود في بداية الجزيرة حيث تتابع قاعات المتحف المختلفة تطورها عبر الازمنة والحضارات من التراقيين وعصري الإمبراطوريتين الرومانية والبيزنطية وأيام الدولة البلغارية.

وتتحدث صخور نيسيبار عن كل العصور الجيولوجية القديمة، لتنوعها الحيوي الفريد، كما تحتوي على انواع من النباتات النادرة، والتي أدرج عدد منها في الكتاب الأحمر للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة على أنها نادرة جداً... و 20 نوعا من الطيور، 5 منها ليس لها مثيل في العالم، فضلاً عن أنواع نادرة من الأسماك، والأحياء الفطرية.

نيسيبار...كانت عبر كل اوراق الزمن محاطة بأسوار ما زالت آثارها قائمة إلى يومنا هذا. فقد بنى أولها التراقيون في القرن الثامن ق. م.، ومن بعدهم شيد المستوطنون الإغريق فيها استحكامات في القرن الخامس ق. م.، كما استخدم الرومان هم الآخرون الأسوار بعد استيلائهم على المدينة. وتتميز الفترة التي كانت فيها المدينة تحت حكم الإمبراطورية البيزنطية بنشاط بنائي مكثف (القرن الخامس الميلادي)، حيث يرجع إلى هذه الفترة بناء السور المحافظ عليه إلى درجة كبرى وهو السور المحيط ببوّابة المدينة. كما تم في أوائل العصر البيزنطي تشييد السور على الشاطئ الجنوبي الغربي الذي ما زال قائماً إلى اليوم.

ونيسيبار لم تتخذ صورتها الحالية التي فتنت ملايين السياح إلا من خلال عصر النهضة البلغارية، فخلال القرن الثامن عشر كانت المدينة تزدهر اقتصاديا وثقافيا ووجدت الأحلام المتراكمة خلال القرون تعبيرا لها في إحداث طراز البيت التقليدي الخاص ذي الجمال طبيعي لا يتميز مظهره بكثرة عناصر الزينة، لكنه يتميز في نفس الوقت بإيلاء الاهتمام اللائق لترتيب وتزيين الداخل.

وتقع نيسيبار على بعد 36 كم شمال شرقي مدينة بورغاس البلغارية على شواطئ البحر الأسود،وتبعد عن مدينة فارنا الساحلية بنحو 169 كما تبعد عن العاصمة صوفيا نحو 340 كم، وعلى مقربة مباشرة منها يقع منتجع «سلانتشِف برياغ»ومعنى اسمه بالبلغارية «الشاطئ المشمس».

ويبلغ طول نيسيبار 850 متراً وعرضها 350 متراً، وتتميز بمناخ قارّي رطب، حيث يصل متوسط درجة الحرارة فيها 23،1 درجة مئوية في شهر يوليو و2 درجة مئوية في شهر يناير. وتبلغ كمّيات الأمطار أقصى مستوياتها في سبتمبر وأما شهر يوليو وأغسطس فيتميّزان عادة بالجفاف.

وتحظى نيسيبار بإعجاب السياح القادمين من كل أنحاء العالم الذين يعيدون اكتشافها على خارطة السياحة التاريخية والثقافية،لكثرة وروعة معالمها الأثرية العائدة إلى حقب تاريخية عدة ومن اجل هذا أدرجت في قائمة التراث الثقافي العالمي لليونسكو في عام 1983.

ومن أجل هذا ايضا كان اختيار شركة رمسيس للسياحة والسفر برئاسة رئيس مجلس ادارتها خلف الفيلكاوي ومديرها العام أحمد مصطفى أبوشنب ومدير السياحة في أوروبا الشرقية باسل عبدالكريم الجزيرة لتكون من ضمن برامجها للصيف المقبل 2016.

أثناء التجوّل في أرجاء المدينة بإمكان السياح رؤية آثار حمامات عائدة إلى أوائل العصر البيزنطي وبالتحديد إلى القرن السادس، حيث كانت تستخدم لغرضها الأصلي إلى القرن الثامن أما بعد ذلك فقد خضعت لإعادة الهيكلة وأصبحت تستخدم لأغراض سكنية واقتصادية. وبالقرب منها تماماً كنيسة أخرى مكرّسة للقديسة باراسكيفا. وقد بنيت في القرنين الثالث عشر والرابع عشر وتتميز بطرازها المعماري اللافت.

وفي بداية الجزيرة بإمكان السياح معرفة تاريخ المدينة وتطورها في المتحف التاريخي الموجود بالقرب من بوابتها، يحتوي على بعض اللقى المعثور عليها عند الحفريات الأثرية منذ العصور الغابرة في كل مكان، في إطار المدينة القديمة. وعدد كبير من البيوت في نيسيبار يرجع إلى عصر النهضة البلغارية (القرنين الثامن عشر والتاسع عشر)، يلفت من بينها الانتباه بطرازه المعماري ومنها بيت موسكوياني الذي يحتضن معروضات عن ثقافة ونمط حياة أهلها إذ عرضت فيه الكثير من لوازم الحياة اليومية والأزياء التقليدية.

في الصيف يتم في المسرح القديم لنيسيبار القديمة إجراء الحفلات وغيرها من أنواع الفعاليات. ووراء المسرح ميناء المدينة حيث بإمكان زوّارها في موسم الصيف أن يروا في أحيان كثيرة سفناً للرحلات جاءته لزيارة مدينة اليونيسكو.

أما الممر الذي يربطها بالارض فهو يتعدى وظيفة الربط إلى كونه مكاناً محبباً للجولات فهناك ممشيان على جانبيه قريبان من البحر، أما الطاحونة الهوائية الموجودة في وسطه فهي أحد رموز الجزيرة، والجزء الجديد لنيسيبار يقدم أيضاً فرصاً متنوعة للإقامة، فهناك مباني الإدارة وغيرها من المؤسسات.

وفي امكان زائريها القيام بجولة فوق الجزيرة على متن طائرة عمودية، كما تقدم على البلاجات جولات بالزوارق وشتى أنواع الرياضات المائية.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي