نائب ممثل «اليونيسيف» في بيروت أكد أن حل الأزمة لن يعيد السوريين مباشرة إلى ديارهم

لوتشيانو كاليستيني: لن تنتهي قبل العام 2020 أزمة اللجوء السوري في لبنان والدول المجاورة

u0644u0648u062au0634u064au0627u0646u0648 u0643u0627u0644u064au0633u062au064au0646u064a
لوتشيانو كاليستيني
تصغير
تكبير
• نصف المقيمين في لبنان ... لاجئون من سورية وفلسطين والعراق

• الكويت سادس أكبر متبرّع لـ «اليونيسيف» في لبنان ... وأميركا في الصدارة

•«اليونيسيف» تركّز جهودها حالياً على 5 مجالات من أجل النجاح
قد تكون الصراحة التي يتكلم بها ممثلو منظمات الأمم المتحدة في المنطقة، درساً يمنح القيمين على المنطقة فرصة للنظر إلى المستقبل، والتأقلم مع الواقع الجديد الذي سيعيشونه، والذي سيؤثر على الشعوب والمجتمعات والمناطق والبنى التحتية.

نائب ممثل منظمة الأمم المتحدة للأطفال اليونيسيف في لبنان لوتشيانو كاليستيني، رأى أن أزمة اللجوء التي يعاني منها لبنان وغيره من دول المنطقة لن تنتهي قبل حلول العام 2020، موجهاً نصيحة للحكومة والوزراء في لبنان والدول المجاورة قائلا: «تأقلموا مع الواقع الجديد، وكونوا أكيدين أن انتهاء الأزمة السورية اليوم لن يعيد اللاجئين إلى بلد لم يعودوا يملكون فيها شيئاً، والأزمة التي ظنها العالم أجمع بأنها مسألة أيام وتنتهي شارفت على الدخول في عامها الخامس، من دون أي آفاق للحل».

كاليستيني القادم من إيطاليا، رأى أن الحرب التي تعيشها سورية، تحولت إلى كابوس بالنسبة للبنان ولغيره من الدول المجاورة التي استقبلت اللاجئين السوريين، كيف لا ونصف سكان لبنان اليوم باتوا من اللاجئين على اختلاف جنسياتهم من السوريين الذين يشكلون اليوم النسبة الأكبر، وصولاً إلى الفلسطينيين في المخيمات المعترف بها رسمياً، فالعراقيين الهاربين من ويلات الحرب المستمرة منذ 12 عاماً تقريباً على الأراضي العراقية.

نائب ممثل المنظمة الدولية في بيروت، الذي استقبل وفداً صحافياً كويتياً استضافته «اليونيسيف» لمدة يومين في بيروت، في جولة سريعة على «التجمعات غير الشرعية للسوريين» في مناطق قب الياس، وسعدنايل والعمرية في البقاع، لم يخف حزنه على الواقع الذي يعيش به نحو 1.2 مليون لاجئ سوري مسجل رسمياً في العاصمة اللبنانية، معتبراً أن «ما يحصل غير إنساني، وأن الحرب والنزاع في سورية لم يضرا بشكل مباشر إلا المواطن السوري الذي خسر منزله وعمله وسياراته وهجر من بلده وبات يعيش في الخيم على فتات المساعدات المقدمة من المنظمات الدولية، ومن السلطات الرسمية اللبنانية، ومن بعض أفراد الشعب اللبناني»، بعدما كان حتى أمس قريب واحداً من الشعوب القليلة حول العالم التي لديها اكتفاء ذاتي في جميع القطاعات».

كاليستيني الذي يعيش في بيروت، يكاد لا يمر يوم إلا و يخرج في جولة على التجمعات الخاصة باللاجئين السوريين المنتشرة في جميع المناطق اللبنانية، ويبقى على تماس مع الواقع المأسوي الذي يعيشه اللاجئ في الخيم، فالأخير في الصيف يعاني من الحرارة العالية التي تؤدي إلى حصول حرائق في الخيم التي يعيش بها، وفي الشتاء لا يكون وضعه أحسن حالاً خصوصاً في المناطق الجبلية التي تشهد تساقط كميات كبيرة من الأمطار والثلوج تغرق خيمه، وتوقعها، من دون لا حول له ولا قوة في مواجهة الصقيع والبرد القارس والتدني الكبير في درجات الحرارة.

وللأطفال حصة كبيرة من الأزمة السورية بحسب رأي كاليستيني، كيف لا وعدد الأطفال السوريين المحتاجين للمساعدة يصل إلى مليوني طفل داخل سورية من أصل 7 ملايين نازح داخل الأراضي السورية، ومثلهم موزعون على لبنان والأردن وتركيا.

أياد بيضاء للكويت

المسؤول الإيطالي في المنظمة الدولية للطفولة التابعة للأمم المتحدة، أكد في اللقاء أن أيادي الكويت البيضاء كانت لها الفضل في مساعدة عشرات الآلاف من الأطفال السوريين في لبنان للحصول على التعليم والمياه والحماية والنفسي والتدفئة، مبيناً أنها تحتل المرتبة السادسة بين أكبر الداعمين لـ «اليونيسيف» في لبنان، خلف الولايات المتحدة الأميركية التي تأتي في الصدارة، وألمانيا التي باتت قاب قوسين أو أدنى لسرقة الصدارة مع توقيع العقد الجديد وتبرعها بنحو 36 مليون دولار للمنظمة الدولية للأطفال قبل نهاية العام، والاتحاد الأوروبي، وكندا، وبريطانيا، ومنوهاً بأن الفارق شاسع بين الدول الست الأولى وبقية المبادرين الذي يصل عددهم إلى 36 دولة يقدّمون مساعدات دائمة للمنظمة في لبنان والعالم.

ضغوطات الأزمة السورية على «اليونيسيف»

وشدد كاليستيني على أن الأزمة السورية رفعت الضغوطات عن «اليونيسيف» في لبنان، التي تتعامل اليوم مع أطفال لبنانيين يعانون من الفقر المدقع، والأطفال السوريين الذين يصل عددهم إلى 600 ألف في لبنان، والأطفال الفلسطينيين في المخيمات، والعراقيين، والفلسطينيين اللاجئين من المدن السورية.

مجالات عمل «اليونيسيف» في لبنان

كاليستيني يوضح أن نصف المقيمين اليوم في لبنان هم من اللاجئين، ما يزيد الضغوطات على السلطات الرسمية في الدولة اللبنانية من جهة، وعلى المنظمات الإنسانية العاملة في بيروت وعلى رأسها «اليونيسيف» التي اضطرت مع دخول الأزمة السورية عامها الخامس إلى حصر نشاطها بخمسة قطاعات لأجل النجاح في مهامها وهي التعليم، والمياه والصرف الصحي، والحماية، والدعم النفسي، والتغذية والصحة، والشتاء.

وبين أنه في مجال التعليم، هناك 480 طفلا سوريا يحتاجون للذهاب إلى المدارس، وتساهم المنظمة بتعليمهم في المدارس غير النظامية، فضلاً عن تسجيلهم في المدارس الرسمية في لبنان بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي في الدولة، منوهاً بأن هذا الباب يحصل على 60 في المئة من إجمالي الميزانية السنوية.

وأضاف أن المياه والصرف الصحي تستحوذ على 17 في المئة من الميزانية السنوية للمنظمة، خصوصاً أنه في لبنان لا توجد مخيمات رسمية تتيح حصر تقديم الخدمات الأساسية فيها، ما يضطر «اليونيسيف» إلى زيادة جهودها في توفير المياه وتوزيعها على الخيم التي يعيش فيها اللاجئون.

وبين أن المنظمة تلجأ من خلال توفير التعليم إلى زيادة الحماية للأطفال وإبعادهم عن العنف الجسدي والنفسي والأسري، ومنع حالات التحرش الجنسي وعمالة الأطفال في الشوارع، كما تعمل على تقديم خدمات الدعم النفسي للذين فقدوا أهلهم وشهدوا على الدماء وسقوط منازلهم وإصابة أحبائهم خلال الحرب، من خلال دمجهم في برامج ترفيهية تنسيهم الواقع الأليم الذي اتوا منه.

وذكر أنه في مجال الصحة والتغذية، تلجأ المنظمة بالتعاون مع وزارة الصحة إلى فرض اللقاحات على الأطفال عند وصولهم إلى الحدود، إذ يحصل هؤلاء على 10 لقاحات ضد شلل الأطفال والحصبة وغيرها من الأمراض، وذكر أن هناك حملة ستقوم بها «اليونيسيف» لتلقيح مليون طفل سوري بين المسجلين رسمياً والموجودين بشكل غير رسمي بين شهري يناير وفبراير المقبلين.

ونوه بأنه في فصل الشتاء تلجأ «اليونيسيف» إلى تخصيص المناطق الجبلية والمناطق الأكثر فقراً بنحو 12 مليون دولار من أجل توفير الملابس والأحذية الشتوية، فضلاً عن توفير التدفئة لنحو 600 مدرسة تقع على علو 500 متر وأكثر عن سطح البحر، كما تقدم بطاقة بنكية بقيمة 40 دولارا للفرد لشراء الثياب أو الأحذية لمرة واحدة فقط عند بدء فصل الشتاء، كاشفاً أن عدد السوريين الحاصلين على ثياب شتوية أو بطاقات بنكية ناهز 240 ألف طفل تقريباً هذا العام.

التعويض المعنوي... لا غير

ورأى كاليستيني أن الوضع الذي يعيش به السوري اللاجئ اليوم لا يسر أحداً، معتبراً برأيه الشخصي أنه مهما حصل على أموال ومساعدات وهبات فإنها لا تساعده على نسيان الواقع الأليم الذي تعيش به دولته، والذي يعجز أي أحد عن التكهن عن الوقت المطلوب لعودة سورية بجميع مدنها إلى الأمن والأمان وخروجها من قعر الحرب التي دمرت الإنسان فيها قبل الحجر.

2.5 مليار دولار... ميزانية 2016

وقال كاليستيني إن منظمات الأمم المتحدة العاملة في لبنان طلبت مساعدات بقيمة 2.5 مليار دولار للعام المقبل، من بينها 479 مليون دولار لليونيسيف وحدها، كاشفاً أنه في العادة يتم تحصل 70 إلى 80 في المئة من المبلغ المطلوب، قبل توزيعه على شكل مساعدات تحصل الشركات الصغيرة على 30 في المئة منها، مقابل 65 إلى 70 في المئة للجهات الحكومية، والمدارس، والمراكز الصحية وغيرها.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي