اعتاد الدكتور يوسف الزلزلة النائب الحالي والوزير السابق على مهاجمة الحكومة وبشدة، متهماً إياها بالتقصير والعجز عن إيجاد الحلول للمشاكل المالية والاقتصادية، وبدأ أخيراً يقارن بينها وبين المجلس الحالي فيصف الحكومة بأنها مثل السيارة القديمة، وأنا أراها ميني باص، لكثرة من ينزل ويصعد إليها من الوزراء، ويرى المجلس بأنه سيارة سباق، وأنا أراه لا يختلف عن سابقيه من مجالس إلا بشدة تعاونه التام مع الحكومة لحد التوأمة، وغياب جماهيره عن جلساته ما يخفف الضغط الشعبي أثناءها.
وعندما سُئل الدكتور الزلزلة لماذا لا يستخدم حقه الدستوري ويستجوب كل وزير لا يراه أهلاً للمنصب؟ أجاب: سيأتينا وزير أسوأ منه إذا طرحنا به الثقة.
النائب كثير الظهور في قناة المجلس وتصريحاته وصوره تنشر يومياً في جريدة الدستور، فنتمنى عليه أن يضع لنا الآلية والخطوات التي إذا اعتمدها سمو رئيس مجلس الوزراء يشكل لنا حكومة تنال رضا وثقة النائب الزلزلة، وتكون مساوية بالقدر مع المجلس، وتحقق النجاح المطلوب منها.
الدكتور يوسف الزلزلة كان وزيراً له إنجازات وإخفاقات، مثله مثل الوزراء الحاليين والسابقين فهم جميعاً في مستوى مقبول لا ممتاز ولا ضعيف، ويعود ذلك إلى آلية اختيار الوزير في الحكومة الكويتية، فالاختيار شخصي ولا يعتمد على برنامج عمل، ويغيب عنه التضامن الوزاري، وتدخل مجلس الوزراء ومجلس الأمة ومجلس الوكلاء في اختصاصاته ما يجعل نجاح الوزير في عمله محدوداً.
فلذلك نتمنى على السيد يوسف الزلزلة النائب الحالي والوزير السابق ألا يتوقع أن يرى سيارة سباق في مجلس الوزراء مثلما أننا لا نراها في مجلس الأمة، فهما سيان في الأداء والجهد، لطبيعة العمل السياسي في الكويت.