"السيرة الذاتية" لجورج بوش الأب تكشف جهوده في تحرير الكويت

تصغير
تكبير
(القدر والسلطة: ملحمة أميركية لجورج هربرت ووكر بوش) كتاب لجون ميتشام تناول فيه سيرة الرئيس الـ41 للولايات المتحدة متضمنا في كثير من فصوله الجهود المبذوله من قبل الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الأب في سبيل تحرير دولة الكويت من الاحتلال العراقي الغاشم عام 1991 والإطاحة بصدام حسين.

فبعد غزو صدام حسين الكويت في أغسطس 1990 حاولت إدارة الرئيس جورج دبليو بوش أن تقرر كيف ترد على هذه الخطوة.

وأعلن الرئيس الأميركي جورج بوش بعد عودته من المنتجع الرئاسي في كامب ديفيد الى البيت الأبيض بعد ظهر الأحد الموافق الخامس من أغسطس 1990 "إن هذا الوضع لن يستمر.. هذا الوضع لن يستمر.. هذا عدوان ضد الكويت".
وقد فاجأ هذا البيان القوي مستشاري بوش المقربين حيث سأله مستشاره للأمن القومي برنت سكوكروفت من أين حصلت على ذلك "هذا الوضع لن يستمر؟" فأجاب بوش "هذا أمر يخصني.. هذا هو ما أشعر به".

وقد تم الكشف عن هذا الحوار في كتاب جون ميتشام الذي كشف كذلك عن مساعي بوش الأب للحصول على تفويض من الكونغرس الأميركي لحرب الخليج الأولى.
وقال ميتشام في كتابه إن بوش الأب أعرب في مذكراته خمس مرات عن قلقه من أنه سيتم عزله إذا تحرك إلى الأمام دون تفويض، كما أعرب عن تصميمه على المضي قدما حتى لو لم يمنحه الكونغرس هذا التفويض كما يكشف الكتاب.
وقال بوش لنائب مستشار الأمن القومي الأميركي حينها روبرت غيتس يوما ما بالبيت الابيض "إذا لم أحصل على الأصوات اللازمة في الكونغرس للحرب فإنني ذاهب للقيام بذلك على أي حال.. وإذا ما تم عزلي فليكن" كما يقول الكتاب.

وفي أواخر نوفمبر 1990 فيما كان يتأمل السيناريو الذي يفتقر خلاله إلى قرار صريح من الكونغرس حول الموافقة على الغزو أملى بوش: "إنها الولايات المتحدة فقط التي يمكن أن تفعل ما يجب القيام به.. كنت آمل أن يفهم صدام الرسالة ولكن إذا لم يفعل فإن علينا اتخاذ هذا الإجراء وإذا كان ما أتى ثماره في غضون أيام قليلة واستسلم أو قتل أو خرج سوف يقول الكونغرس: فعلنا ذلك.. عمل رائع، وإذا استمر لفترة وكانت هناك خسائر كبيرة عندها سأفقد سلطتي ولكن لا مشكلة - ففي بعض الأحيان في الحياة عليك أن تفعل ما عليك القيام به".

كما أن وزير الخارجية حينها جيمس بيكر كافح من أجل صدور قرار مجلس الأمن رقم 678 والذي حدد 15 يناير 1991 موعدا نهائيا لسحب صدام قواته من الكويت حيث تم اتخاذ القرار بأغلبية 12 صوتا مقابل صوتين - وهو أول تفويض من نوعه منذ الحرب الكورية قبل 40 عاما.
ويقول الكتاب إن بوش أصيب بالاكتئاب بعد الحرب حيث قال مساعده مارلين فيتز ووتر انه اشتبه في أنه كان بسبب اضطراب الغدة الدرقية.
وأوضح ميتشام في كتابه أن حالة الاكتئاب التي أصيب بها بوش كانت بسبب خيبة الأمل لأن صدام حسين بقي في السلطة وشعوره بأن القضايا الداخلية للولايات المتحدة كانت نوعا من "السعي التافه" وراء طموح قيادة تحالف دولي.

ويشير الكتاب إلى أن بوش لم يتمكن من إخفاء هذا الشعور عن الناخبين الأميركيين، وأنه بذلك أعطى الديموقراطي بيل كلينتون المفتاح الذي تمكن من خلاله من هزيمته وبالتالي حرمانه من الفوز بولاية ثانية في عام 1992.
وفيما يتعلق بقرار جورح بوش الابن بغزو العراق في عام 2003 ألمح ميتشام في كتابه إلى أن الابن استشار والده بشكل أكثر مما اعترف به وأنه خلافا لبعض التقارير أيد بوش الأب قرار ابنه غزو العراق والإطاحة بصدام عسكريا.
ومع ذلك اعتقد بوش الأب أن خطاب ابنه كان قاسيا - بما في ذلك وصفه في عام 2002 لكل من العراق وإيران وكوريا الشمالية بدول "محور الشر" - وفقا لما يقوله الكتاب. وبسبب هذه اللهجة ألقى بوش الأب باللوم إلى حد كبير في ذلك الوقت على نائب الرئيس ديك تشيني الذي كان وزيرا للدفاع في عهد إدارة بوش الأب.

وقال حول دور تشيني خلال إدارة جورج دبليو بوش في الفترة ما بين عامي 2001 و 2009 "ان تشيني كانت له إمبراطورية خاصة به وسار على دقات طبولها" في إشارة إلى أنه عمل بصورة مستقلة عن جورج بوش الابن.
وأضاف "إن الخطأ الكبير الذي حدث هو السماح لتشيني بأن يؤسس ما يشبه وزارة الخارجية في مكتبه في البيت الأبيض".
وأوضح بوش الأب "لكن ليس هذا خطأ تشيني.. هذا خطأ الرئيس"، مشيرا إلى ابنه الرئيس الـ43 للولايات المتحدة.

كما انتقد بوش الأب (91 عاما) وزير الدفاع دونالد رامسفيلد قائلا "إنه خدم الرئيس" (ابنه) جورج دبليو بوش خدمة "سيئة".
وفي تسجيل ينذر بالصراعات السياسية اليوم كتب بوش الأب حول الأصوليين من حزبه الجمهوري وكذلك في يومياته لعام 1988 - وهو العام الذي انتخب للرئاسة ثم نائبا للرئيس "إنهم لا يهتمون بالحزب.. إنهم لا يهتمون بأي شيء وسوف يدمرون هذا الحزب إذا سمح لهم بتولي الأمر".

ويرسم الكتاب صورة لبوش أكثر طموحا وقلقا وعاطفية مما نراه شائعا.
وقال بوش لميتشام "إن هدفي كما تعلمون أن أكون قائدا"،» مضيفا "مهما تكن ظروفك يجب أن تكون في المقدمة".
وقد سمح بوش لميتشام وهو رئيس التحرير التنفيذي في دار نشر (راندوم هاوس) ورئيس التحرير السابق لمجلة (نيوزويك) بالحصول على مذكراته وأفراد أسرته من خلال سلسلة من المقابلات خلال الفترة من عام 2006 الى عام 2015 حتى كتب سيرة ذاتية في كتاب زاد على 800 صفحة.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي