نستمع لما يتناقله الجيل الماضي... ننبهر أحياناً، وفي أحيان أخرى نحزن للحال التي نحن بها.
ننسى أننا نحن من نمثل السبب الرئيس لما نحن به الآن.
لم يكن لديهم في الماضي أي صراع طائفي، إلا ما ندر.
لم يكن لديهم من يقلّ أدبه على الطرف الآخر.
كانوا يعيشون بتواضع واحترام.
كل طرف يحترم الطرف الآخر.
نعم، لا ننكر أن هناك شواذ لهذه القاعد على مرّ العصور، ولكن كانت الغالبية تحترم بعضها البعض.
كان آباؤهم يعلمونهم الاحترام وعدم التفريق.
كان تعليمهم عفوياً.
الآن... الوضع لا يسرّ.
الآن، الوضع سيئ.
يجب أن نعترف بأن الوضع سيئ، فمعرفة الحال التي نحن بها والاعتراف بوضعنا سيسهّل لنا العلاج.
نعم، سيسهّل العلاج إن نحن كان لدينا الطموح بالعلاج.
إن أحد العوامل الأساسية لهذا الاحتقان الطائفي هو الاسرة.
الام والأب... وفي الغالب ليس الجد والجدة، لأن الجد والجدة في الغالب ليس لديهما أي تفرقة مذهبية.
إن الأسرة...
الأم والأب هما من في أيديهما الحل بوضعنا الحالي.
لا نضحك على أنفسنا، ونبحث عن بقية الأسباب الثانوية.
الآباء والأمهات، أنتم من في يدكم أن تحلوا هذه العقدة.
أنتم من سيندم أشد الندم عندما تندلع الحرب المذهبية في هذا البلد بسبب سوء تربيتكم.
وأذكّركم بأن وقود هذه الحرب التعيسة سيكون أبناؤكم.
فحسب المعطيات...
فإن الحرب المذهبية البغيضة تطرق الأبواب، ونحن السبب.
نعم، نحن السبب.