مقاربة سينمائية لنص «هاملت» في المكتب الثقافي المصري

فاروق عبدالعزيز: بعد أربعة قرون لا يزال شكسبير ملهماً للعالم

تصغير
تكبير
أقام المكتب الثقافي المصري أمسية جديدة من أمسيات ديوان القراءة تحت عنوان «كتاب وفيلم»، وهي سلسلة ندوات جديدة كانت باكورتها تللك الليلة التي شارك فيها الناقد المصري فاروق عبد العزيز، في مناقشة لنص هاملت لشكسبير.

ورحب الدكتور نبيل بهجت، الملحق الثقافي، بالحضور، وبضيف الأمسية فاروق عبد العزيز، مقدرا الدور المهم الذي تقدمه الثقافة في هذه المرحلة من تاريخنا المعاصر مؤكدا أنه في مقابل ظهور كل داعشي يكون هناك مثقف قد قصر في أداء دوره تجاه المجتمع.

وأعرب الكاتب إبراهيم فرغلي عن سعادته بهذا النشاط الجديد لديوان القراءة، كما قدم سيرة ذاتية للناقد فاروق عبد العزيز الذي يعد واحدا من أبرز نقاد السينما العرب إضافة إلى نشاطه البارز في الترجمة وفي إخراج الأفلام الوثائقية، إضافة إلى تاريخه الطويل كأحد من عملوا بجدية على نشر الثقافة السينمائية في الكويت في التلفزيون وفي الصحف. إضافة إلى أنه التقى عددا من ابرز مخرجي ونجوم السينما في العالم وقدمهم في برنامجه الشهير نادي السينما في التلفزيون الكويتي.

كما قدم فرغلي نص شكسبير، وقرأ بعض تعليقات الشاعر والمترجم والروائي الراحل جبرا إبراهيم جبرا، الذي قدم للعربية المسرحيات الكبرى لشكسبير، وأهميته بالنسبة للقراء في العالم ومدى إلهامه للممثلين والمخرجين في العالم.

وتحدث الفاروق عبدالعزيز عن نص هاملت لشكسبير، موضحا أن اهتمام النص الشعري المبهر المكون مما يزيد عن 4000 بيت شعري، بالجوانب الإنسانية العميقة في النفس البشرية، وموضحا أن هذا البحث العميق الذي قدمه شكسبير عبر هذا العمل الفني الفذ بين مسرحياته الفريدة الأخرى، جعلت الاهتمام بها يستمر رغم أن النص قد كتب قبل نحو 400 عاما مضت.

وقال ان قصة المسرحية نفسها بسيطة لا تتجاوز فكرة أن يقوم ابن الأخ بالانتقام والثأر لمقتل أبيه وانتقاما من عمه الذي تزوج أمه بعد مقتل الأب، لكن المعالجة الفنية الرفيعة للقيم التي تضمنتها الأحداث جعل الاهتمام بالمسرحية وشخصية هاملت مستمرا لعقود.

وقدم عبد العزيز جولة واسعة في أبرز محاولات السينما العالمية في استلهام نص هاملت لتحويله إلى فيلم سينمائي، حيث أشار إلى أن أولى هذه المحاولات تعود إلى بداية القرن حيث قدمت الفنانة الألمانية الأصل سارة برنار فيلما لا تزيد مدته عن ثلاث دقائق مستلهما من أحد مشاهد المسرحية. ثم عرج على التجارب السينمائية البارزة في هذا الصدد مشيرا إلى تجربة لورانس أوليفييه في العام 1948.

وتوقف فاروق عبد العزيز مطولا عند التجربة الروسية التي استلهمت هاملت في السينما وهي تجربة المخرج Grigori Mikhaylovich Kozintsev جريجوري ميخايلوفيتش كوزينتسيف، بطولة الممثل ستونفسكي. التي أنتجت عام 1964 واعتبر عبد العزيز أن النسخة الروسية للفيلم المأخوذة عن ترجمة بوريس باسترناك في تقديره هي أفضل نسخة سينمائية للمسرحية لقدرتها على تقديم الصراع الداخلي للبطل هاملت في مشاعره المتناقضة تجاه أمه وتجاه عمه الذي قتل أبيه، وكذلك في علاقته الملتبسة بحبيبته أوفيليا.

واستعرض أيضا بعض التجارب السينمائية الأخرى التي تناولت هاملت مثل تجربة المخرج والممثل البريطاني كينيث بارناغ، الذي لعب دور هاملت، بينما لعبت كين وينسليت دور أوفيليا، لكن هذه النسخة بلغ وقت عرضها أربع ساعات مما صعب من إتاحة الفرصة لعرضها في دور العرض ما اضطر براناج لعمل نسخة مختصرة من الفيلم.

وفي النهاية وعقب عرض الفيلم دارت مناقشة بين الناقد فاروق عبد العزيز والحضور حول الاختلافات بين النص المسرحي والمعالجة السينمائية، وعبر عن إعجابه بأداء دور العم (آلان باتس) والملكة الأم (آلان بيتس)، بينما أوضح ضعف أداء هيلينا بونام كارتر، في أداء دور أوفيليا، ووعد الفاروق بتقديم بعض أبرز مسرحيات شكسبير التي قدمتها السينما العالمية بين أنشطة المكتب الثقافي المصري.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي