إضاءات / الأطفال والناشئة في الكويت

| u062f. u0635u0628u0627u062d u0627u0644u0633u0648u064au0641u0627u0646* |
| د. صباح السويفان* |
تصغير
تكبير
من المعروف أن الكويت دولة فتية... بمعنى أن الشباب والناشئة والأطفال يمثلون فيها أكبر نسبة من تعداد سكانها، وهذا أمر يبشر بالخير، ومؤشر حقيقي إلى أن المستقبل يضم حشدا من المواطنين لا يستهان به، ومن خلال هذه الحقيقة يجب على كافة مؤسسات الدولة المعنية الاعتناء بهذه الشريحة الفتية، من أجل أن نضمن للكويت مستقبلا مأمولا.

وتحدثنا في مقالات سابقة عن ضرورة الاعتناء بشباب الكويت، من خلال توفير منافذ للثقافة والمعرفة، وصقل المواهب بما يضمن تكريس مجهوداتهم في ما يخدم المستقبل المرتقب.

وفي هذه المساحة سيكون حديثنا عن أطفال الكويت، الذين تتشكل مداركهم، وبالتالي فهم بحاجة إلى مضاعفة الجهد، والتفكير السليم في الطريقة التي من خلالها يمكن تنشئتهم التنشئة الصحيحة، والتي من أهمها تنمية قدراتهم الإبداعية، وزرع روح الابتكار والتجديد في نفوسهم.

وتتقاسم هذه المسؤولية جهات عدة أولها وأهمها الأسرة، التي من المفترض ألا تعود الطفل على أن يكون اتكاليا على أبويه في تصريف أمور حياته، ومن ثم تعويده منذ الصغر على تحمل مسؤولية نفسه، ولو بقدر ضئيل، وتحفيزه على أن يكون فضوليا في مسألة التعرف على محيطه الخارجي، لأن ذلك سيؤثر بشكل إيجابي على مستواه الفكري، وسيجعله يجتهد في الفهم، ولا يمرر كبيرة أو صغيرة إلا وكانت في مرمى تفكيره وملاحظته، والبعد عن العقاب الجسدي بقدر المستطاع لآنه سيؤدي إلى نتائج عكسية، واستخدام أساليب تربوية ناجحة مثل الحرمان من مشاهد التلفزيون مثلا كعقاب على عدم تأديته الواجب الدراسي، والصبر على مشاكساته، بالهدوء والمعالجة العقلانية بعيدا عن استخدام أسلوب الضرب.

ثم يأتي الدور التربوي في المدرسة من خلال اختيار معلمين أكفاء لديهم معرفة وافية بالأساليب التربوية، مع التأكيد على أن معلم مرحلة الروضة أهم بكثير من معلم المراحل الأخرى، لأن شخصية الطفل ستتشكل على يديه، وحبه أو كرهه للدراسة سيكون تحت سيطرته، وكلما قلّت المرحلة التعليمية احتجنا إلى معلمين ومعلمات أكثر خبرة وكفاءة، وليس العكس.

في ما يقع العبء الأكبر على الجهات الرسمية المعنية، والتي تتحمل مسؤولية توفير المناخ الصحي السليم، والذي من خلاله يتمكن أطفالنا من التفاعل مع محيطهم، والتعامل معه من منطلق ثقافي ومعرفي سليم، وهذا العبء يتمثل في إقامة الأنشطة الثقافية والفنية التي تخدم أفكار صغارنا، وتجعلهم قادرين على تحمل المسؤولية في ما بعد.

ومن خلال متابعتنا للأنشطة الموجهة للأطفال في الكويت، ربما نرى أنها قليلة جدا ولا تفي بالغرض، فيكفي أن الطفل في الكويت، لم يخصص له إلا مراقبة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب تقع عليها مسؤولية إقامة أنشطة موسمية محدودة مثل «صيف ثقافي متميز»|، وبعض المعارض التشكيلية، في ما يظل الطفل البقية المتبقية من العام من دون ذكر أو اهتمام.

ألا يستحق طفل الكويت أن يكرس له مثلا (مجلس أعلى)، يهتم بأنشطته، وينظم له برامج يدخل فيها الترفيه مع المعرفة والثقافة، كما هو معمول به في بعض البلدان العربية، أو حتى إدارة تتبع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، تعتني به على مدار العام.

* كاتب وأكاديمي في جامعة الكويت

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي