تأبين / «حيطان عالية»... أعلنت عن ميلاد كاتب كبير يملك أسلوباً مميزاً ومختلفاً عن الكتابة السائدة
إدوار الخراط... رحيل الموسوعي والمجدّد
إدوار الخراط
على مدار نحو 60 عاما، لم ينقطع المبدع المصري الراحل إدوار الخراط «1926 - 2015» عن الكتابة والاهتمام بالشأن الثقافي، إلا في السنوات الأخيرة التي تلت ثورة 25 يناير، بعد أن اختطفه المرض وبدأ يشغل حيزا كبيرا من اهتمامه.
عاش الخراط طفولته متنقلا بين مدينة الإسكندرية -محل ميلاده- بكل ما تحمله من تنوع ثقافي ورفاهية في الحياة، وبين صعيد مصر- جذوره- حيث الحياة القاسية والمجتمع المحافظ.
وقد انعكس هذا المزيج على حياته وكتابته، وتظهر مشاهد الحياة في صعيد مصر بقوة في روايته «صخور السماء»، والتي تدور أحداثها عن عائلة قلدس الإسكندرانية ذات الأصول الصعيدية، والتي ألجأتها الحرب العالمية الثانية للسفر إلى مدينة الأب أخميم وبقاء الأب في مدينة الإسكندرية للحفاظ على مصدر رزقه.
درس الخراط في مدرسة «روضة الكرمة القبطية» وبعدها مدرسة «النيل الابتدائية»، حيث تعلق بحب القراءة مبكرا فقرأ مجلة الكواكب والمصور واللطائف ولجورجي زيدان وروكامبول وألف ليلة وليلة وشكسبير ولسلامة موسى ولجبران خليل جبران، الذي يعده الخراط من كتابه المفضلين في قراءاته المبكرة.
وتعد المجموعة القصصية «حيطان عالية» الصادرة العام 1959 أول إنتاج أدبي للخراط، وقد أعلنت هذه المجموعة عن ميلاد كاتب كبير يملك أسلوبا مميزا ومختلفا ومتمردا على الكتابة السائدة، فقد ابتعد الخراط في قصصه عن الواقعية السائدة آنذاك، ثم أكدت مجموعته الثانية «ساعات الكبرياء» هذه النزعة، وتعد روايته الأولى «رامة والتِنِّين» الصادرة عام 1980 خطوة بارزة في التأسيس شكل الكتابة الأدبية الجديدة.
يستمر إدوار في حالة التجريب والتجديد وصولا لأعماله الأخيرة ففي مجموعته القصصية «اختناقات العشق والصباح» الصادرة عام 1983، قرر أن يكتب أحلامه كما حدثت دون أي تدخل منه في هذه الكتابة.
ويقول إدوار عن علاقته بالكتابة ودورها في حياته: «الكتابة كما قلت كثيرا، هي نوع من الاحتجاج المكتوم أو الخفي على الظلم الموجود في الحياة، ليست هذه مجرد غايات، بل هي أيضا دوافع حقيقية، أما ما سبق أن قلته عن النظر في الأشياء وإعادة النظر والاكتشاف من خلال هذه العملية.
فهو يرى أنها عملية ممتعة صحيح، والوصف عندي للأشياء لا يكون مجرد سرد لخصائص الشيء الموصوف بل علاقة تقارب العشق وتصل حد التجربة الصوفية بين الواصف والموصوف، الوصف عندي هو نوع من السرد والدراما، كما يرى أن الكتابة لديه تكون متخيلة ومحمولة في القلب وفي النفس وفي العقل تدفعه المثيرات المحيطة به كهموم الحياة والتفكر والتساؤلات الوجودية كشكل الحياة وطبيعتها ولماذا يعيش الناس ولماذا يموتون، لماذا يفرحون و لماذا يبتئسون».
يعد إدوار الخراط من الكتاب الموسوعيين حيث تنوعت مجالات إبداعه ما بين كتابة القصة والرواية والترجمة، بالإضافة للنقد الأدبي، وتميزت أعماله في متخلف المجالات بالتجديد والتجريب، كما ساهم في صك العديد من المفاهيم والمصطلحات الأدبية المهمة مثل مفهوم «الحساسية الجديدة»، وفي شرح لها يقول الخراط: «كان الكتاب القدامى يضعون الحلم، ولكن بوصفه حلما، كما لو كان شيئا غريبا، أو كما لو كان شيئا مقحما على الحياة الواقعية. الحلم هنا في «الحساسية الجديدة» أصبح جزءا أساسيا من الحياة. وبذلك فإن الفانتازيا دخلت بقوة، و«شطح الخيال» دخل بقوة، ثم استدعى ذلك، للضرورة، تفجير قوالب اللغة وما سمي بتفجير اللغة. طبعا الشرط الضروري لهذا هو الإلمام أولا باللغة إلماما تاما ثم الانطلاق من هذه المعرفة التامة باللغة إلى تجاوزها وإلى تفجيرها وإلى تحطيمها.
عاش الخراط طفولته متنقلا بين مدينة الإسكندرية -محل ميلاده- بكل ما تحمله من تنوع ثقافي ورفاهية في الحياة، وبين صعيد مصر- جذوره- حيث الحياة القاسية والمجتمع المحافظ.
وقد انعكس هذا المزيج على حياته وكتابته، وتظهر مشاهد الحياة في صعيد مصر بقوة في روايته «صخور السماء»، والتي تدور أحداثها عن عائلة قلدس الإسكندرانية ذات الأصول الصعيدية، والتي ألجأتها الحرب العالمية الثانية للسفر إلى مدينة الأب أخميم وبقاء الأب في مدينة الإسكندرية للحفاظ على مصدر رزقه.
درس الخراط في مدرسة «روضة الكرمة القبطية» وبعدها مدرسة «النيل الابتدائية»، حيث تعلق بحب القراءة مبكرا فقرأ مجلة الكواكب والمصور واللطائف ولجورجي زيدان وروكامبول وألف ليلة وليلة وشكسبير ولسلامة موسى ولجبران خليل جبران، الذي يعده الخراط من كتابه المفضلين في قراءاته المبكرة.
وتعد المجموعة القصصية «حيطان عالية» الصادرة العام 1959 أول إنتاج أدبي للخراط، وقد أعلنت هذه المجموعة عن ميلاد كاتب كبير يملك أسلوبا مميزا ومختلفا ومتمردا على الكتابة السائدة، فقد ابتعد الخراط في قصصه عن الواقعية السائدة آنذاك، ثم أكدت مجموعته الثانية «ساعات الكبرياء» هذه النزعة، وتعد روايته الأولى «رامة والتِنِّين» الصادرة عام 1980 خطوة بارزة في التأسيس شكل الكتابة الأدبية الجديدة.
يستمر إدوار في حالة التجريب والتجديد وصولا لأعماله الأخيرة ففي مجموعته القصصية «اختناقات العشق والصباح» الصادرة عام 1983، قرر أن يكتب أحلامه كما حدثت دون أي تدخل منه في هذه الكتابة.
ويقول إدوار عن علاقته بالكتابة ودورها في حياته: «الكتابة كما قلت كثيرا، هي نوع من الاحتجاج المكتوم أو الخفي على الظلم الموجود في الحياة، ليست هذه مجرد غايات، بل هي أيضا دوافع حقيقية، أما ما سبق أن قلته عن النظر في الأشياء وإعادة النظر والاكتشاف من خلال هذه العملية.
فهو يرى أنها عملية ممتعة صحيح، والوصف عندي للأشياء لا يكون مجرد سرد لخصائص الشيء الموصوف بل علاقة تقارب العشق وتصل حد التجربة الصوفية بين الواصف والموصوف، الوصف عندي هو نوع من السرد والدراما، كما يرى أن الكتابة لديه تكون متخيلة ومحمولة في القلب وفي النفس وفي العقل تدفعه المثيرات المحيطة به كهموم الحياة والتفكر والتساؤلات الوجودية كشكل الحياة وطبيعتها ولماذا يعيش الناس ولماذا يموتون، لماذا يفرحون و لماذا يبتئسون».
يعد إدوار الخراط من الكتاب الموسوعيين حيث تنوعت مجالات إبداعه ما بين كتابة القصة والرواية والترجمة، بالإضافة للنقد الأدبي، وتميزت أعماله في متخلف المجالات بالتجديد والتجريب، كما ساهم في صك العديد من المفاهيم والمصطلحات الأدبية المهمة مثل مفهوم «الحساسية الجديدة»، وفي شرح لها يقول الخراط: «كان الكتاب القدامى يضعون الحلم، ولكن بوصفه حلما، كما لو كان شيئا غريبا، أو كما لو كان شيئا مقحما على الحياة الواقعية. الحلم هنا في «الحساسية الجديدة» أصبح جزءا أساسيا من الحياة. وبذلك فإن الفانتازيا دخلت بقوة، و«شطح الخيال» دخل بقوة، ثم استدعى ذلك، للضرورة، تفجير قوالب اللغة وما سمي بتفجير اللغة. طبعا الشرط الضروري لهذا هو الإلمام أولا باللغة إلماما تاما ثم الانطلاق من هذه المعرفة التامة باللغة إلى تجاوزها وإلى تفجيرها وإلى تحطيمها.