ولي رأي

عمر السلبية ما فادت

تصغير
تكبير
لقد شاركتُ في جميع انتخابات مجلسي الأمة والبلدي منذ بلغت السن القانونية للمشاركة، لقناعتي بأن ذلك واجب وطني، فالمقاطعة لا تؤدي إلا إلى سوء الاختيار، والنتيجة ما نراه في بعض نواب المجلس الحالي الذين تنقصهم الخبرة السياسية والمعرفة الكافية لمواد الدستور.

وإن كان من وجهة نظري وجود مجلس على أي حال أحسن من عدمه، فالرقابة الشعبية يجب أن تكون في كل الأوقات، ولقد حقق هذا المجلس مكاسب سياسية، ومنع أزمات سياسية وطائفية كثيرة، ومع بداية نهاية العمر الافتراضي لهذا المجلس هبت هذه الأيام هجمة استجوابية استعراضية لبعض الوزراء، أراها نوعاً من الدعاية الانتخابية من نواب يريدون تلميع أنفسهم للانتخابات المقبلة. كما هلّت علينا في الدواوين طائفة من المرشحين منهم من قاطع الانتخابات السابقة.


وأتمنى على الكتلة السياسية ذات الثقل والشخصيات الوطنية ذات التاريخ السياسي المشرف المشاركة في الانتخابات المقبلة، لتحقق ما تريد تحت قبة عبد الله السالم، وأن تطرح هذه التغييرات في برامجها الانتخابية لإعطائها الشرعية الشعبية.

إن المقاطعة إن استمرت قد تعطينا مجلساً متخلفاً يجعلنا نطالب بالتخلي عن الديموقراطية، وأتمنى أيضاً على الجماهير حضور جلسات مجلس الأمة الحالي المتبقية لتقييم النواب الحاليين لتجديد الثقة فيمن يستحقون ذلك، وإسقاط تجار السياسة من متسلقين وانتهازيين، ومن يتكسبون على القضايا العنصرية والطائفية.

وفي المجلس الحالي العديد من رجال صدقوا في وعودهم للناس، وحاولوا ما استطاعوا تحقيقها لكنهم لم يأخذوا الفرصة الكافية لإظهار جهدهم وسط إعلام غير محايد.

أنا لا أعيب على هذا المجلس رئاسة وأعضاء، فالكمال لله، ولكن غابت عنه خبرة رجال مخضرمين عركوا السياسة وعركتهم، كما واجه هذا المجلس هجوماً شرساً من خصوم الصوت الواحد جعلهم دائماً في موقع الدفاع عنه، وعن شرعيته الدستورية، حدّت من دوره في تحقيق الرقابة والمحاسبة بما يكفي، ونتمنى أن يكون المجلس المقبل كامل المواصفات فيه من يستحق شرف تمثيل هذا الشعب الذي اعتاد على الديموقراطية منذ نشأة دولته.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي