جديد كريم دكروب الساحر جاء مصحوباً بمشهدية خلاّبة

«يا قمر ضوّي عالناس»... الرهان على المستقبل

u00abu064au0627 u0642u0645u0631 u0636u0648u0651u064a u0639 u0627u0644u0646u0627u0633u00bb
«يا قمر ضوّي ع الناس»
تصغير
تكبير
على خشبة دوار الشمس، ووسط حضور حاشد من الصغار والكبار، افتتح المخرج اللبناني المبدع في مجال الدمى كريم دكروب مسرحيته الجديدة «يا قمر ضوّي عالناس»، على أن يقدّم العمل أسبوعياً في محاولة لإيجاد مسرح دائم للأطفال، يكون بمثابة صندوق فرجة يبهر الصغير كما الكبير.

يعيد العرض إلى الأذهان أمتع الصور المختزنة من أعمال دكروب السابقة ومنها «ألف وردة ووردة»، «فراس العطاس»، «شو صار بكفرمنخار»، «يللا ينام مرجان»، «كراكيب»، حيث يضاعف «ياقمر ضوّي عالناس» نسبة الفرح. ففي قالب شاعري يروي الذئب قصته مع الصيد كمصدر عيش وفرح له ولأولاده، ويذكر تلك الليلة القاتمة حيث وقع في فخ نصبه رجال قلوبهم حجر وفكرهم ظلام، هذا المناخ يهيمن على بداية المسرحية الذي يتسم بمشهدية آسرة للقمر والزاحفين بالتوازي مع صورته إلى مناطق الغلال الحلال، حيث المشكلة هي في الإنسان الذي لا تغادر صورة وحشيته الأذهان.

هنا يستعين الفنان دكروب بقصة النبي يوسف الواردة في القرآن الكريم، وقسوة إخوته الذين إتفقوا على التخلص منه ورميه في بئر عميقة حسداً وكراهية، ورغبة في التخلص ممن هو أفضل منهم ولا شيء غير ذلك، بينما الرهان على المستقبل ممثلاً في الجيل المقبل جيل الأطفال الذي لم يتأثر بعد بفساد الكبار وسلبيات النوايا في أدمغتهم منتهية الصلاحية.

كل هذا جاء مصحوباً بمشهدية خلابة، الحركة الخاصة بالدمى على الخشبة متصاعدة في تعبيرها عن السياق الكلامي، الذي رصد الحالة البشرية غير المبشرة بالخير أبداً، مع مجموعة محرّكين محترفين وصانعي دمى مميزين «وليد دكروب (سينوغرافيا أيضاً)، محمد العماري، سمر ضاهر، فاطمة إسماعيل، صبا كوراني، وأليسا شمالي»، يندفعون بثقة وفهم ودراية كاملة لنطاق النص الذي يضبط الحركة بدقة على الخشبة، فإذا الدببة وقد تأنسنت حركاتها بشكل يتواكب مع موسيقى جاذبة مؤثرة صاغها الفنان أحمد قعبور ووزّعها مازن سبليني. تستمر مع مدة المسرحية 48 دقيقة مكثفة المشاهد والمؤثرات التي تتدخل فيها الأنغام كما الدم أو العصب في الأوردة الآدمية، ونجد مشاركة من الممثل فؤاد يمين كمساعد مخرج، ونعمة نعمة كإعداد فيديو وإليسا رعد في مشهدية المناظر الطبيعية والإدارة العامة لـ جمعية خيال للتربية والفن. للموسيقى والأغاني حيز خاص جداً في كل أعمال دكروب، وهي دائماً مولجة بالفنان قعبور سيد هذا النوع من الموسيقى والألحان.

«في كل عمل لا بد من جديد في الفكرة في الشكل في المعالجة وصولاً إلى المشهدية التي هي جزء أصيل من اللعبة المسرحية العادية، فكيف إذا ما تعلق الأمر بنوع الدمى»

هذا ما قاله لنا المخرج دكروب وأضاف: «أردنا في (يا قمر ضوّي عالناس)، القول إن وحشية الإنسان باتت أقسى من وحشية الحيوانات، لاحظوا القتل والتدمير تحت مليون سبب وكله من صنع الإنسان».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي