حوار / يتوق إلى تقمُّص شخصيتي السادات وطه حسين... ويؤمن بـ «تسليم الراية» للشباب

أحمد عبدالعزيز لـ «الراي»: لن أشارك في أفلام «المقاولات» ... ولو اضطررت إلى الجلوس في البيت!

u0623u062du0645u062f u0639u0628u062fu0627u0644u0639u0632u064au0632
أحمد عبدالعزيز
تصغير
تكبير
• السبكي هو المنتج الوحيد الذي غامر بأمواله في السينما عندما هرب الجميع!

• تجمعني كيمياء خاصّة بندى بسيوني!

• لستُ نادماً على التعاون مع السبكي... وجيلي تعرّض للظلم بسبب «الشللية»

• المنتجون يضيِّعون ميزانية العمل على البطل... ويهملون بقية العناصر!

• البطولة الجماعية تعزِّز المنافسة... وتجعل الدراما أكثر ثراءً وتشعّباً!

• لا أحسِّن صورة الشرطة في «حق ميت»... وشهادتي مجروحة في حسن الرداد

• برامج المقالب «قِلّة قيمة»... ويسعدني التعاون مع تلفزيون بلدي
على الرغم من أنه امتطى صهوة «البطولة الأولى» عقوداً، فإنه يعلن - حالياً - رضاه بالترجل عنها، وقبوله بالأدوار الثانية، انصياعاً لسُنة الحياة وتعاقب مراحلها وتحولاتها!

إنه الفنان المصري أحمد عبدالعزيز الذي يملك رصيداً يُقدَّر بعشرات الأفلام السينمائية ترك في أغلبها بصمات مميزة، لكنه يعترف بأنه مدين في نجوميته للتلفزيون، الذي يعتبره بالنسبة إليه بمنزلة «البيت الكبير».


«الراي» تحاورت مع أحمد عبد العزيز ابن الإسكندرية الذي جذبه التمثيل من الأرقام والحسابات المالية التي درسها في كلية التجارة، لينال شهرةً كبيرة بأدواره المميزة وأدائه المتفرد في أطياف الدراما على شاشتي التلفزيون والسينما على حد سواء!

«الفنان الحقيقي لا يعاند سُنة الحياة»، يقول عبدالعزيز: «فقد تسلمنا الراية من أساتذة سبقونا، وعلينا أن نتعامل بالمثل»، معبراً عن تصالحه مع نفسه، حتى عندما قبل بالبطولة الثانية في مسلسل «حق ميت» الذي عُرض في رمضان الماضي، مفسحاً طريق البطولة الأولى للممثل الشاب حسن الرداد، واصفاً هذا الأخير بـ «الفنان الواعد الذي يبشر بنجم كبير».

ونفى عبدالعزيز، في ثنايا حديثه، أن يكون تعمد تحسين صورة رجال الشرطة في مسلسل «حق ميت»، بينما أثنى على المنتج محمد السبكي، ممتدحاً «مغامرته بوضع أمواله في صناعة السينما، في حين هرب الآخرون»، ومرحباً «بأي تعامل معه شريطة جودة الدور»، وكاشفاً عن حرصه على اجتناب المشاركة في «سينما المقاولات»، ولو أدى إلى جلوسه في بيته!

عبدالعزيز تحدث عن الكيمياء الخاصة التي تربطه بالفنانة ندى بسيوني، منتقداً برامج المقالب، وقارن بين البطولتين المطلقة والجماعية، متطرقاً إلى قضايا متعددة والتفاصيل في هذه السطور:

? بعدما كنتَ تقدم أعمالاً من بطولتك، كيف هو شعورك وأنت تجسد الأدوار الثانية، ألم تتردد في قبول الدور الثاني في مسلسلك الأخير «حق ميت» الذي يُعتبر بطولة مطلقة لحسن الرداد؟

- هذه سُنة الحياة، فمنذ سنوات طويلة وأنا أعلم تماماً قانون هذه المهنة، وأدرك أن أي بطل سيأتيه وقت ويدخل في مرحلة عمرية تحتاج إلى أن يُغيِّر من أدواره، فأنا عندما دخلت الفن كان يسبقني أساتذة مثل محمود ياسين ومحمود عبدالعزيز ويحيى الفخراني وأحمد زكي، وهؤلاء سلمونا الراية، وهذا الأمر يحدث معي الآن، ويقتضي أن أعمل نقطة تحول في حياتي، وأعتقد أن أعمالاً مثل «أريد رجلا» و«حق ميت»، وقبلهما فيلم «حديد»، تمثل نقطة التحول إلى مرحلة فنية جديدة في مشواري، وأترك الفرصة للجيل الصاعد كي يأخذوا حظهم. فالعاقل هو من لا يقف أمام سنة الحياة ويعاند قوانينها، والحمد لله أنا أعيش حالة مصالحة مع النفس، ولا أفعل مثلما يفعل فنانون يعيشون خارج الزمن ويظنون أن عقرب الساعة توقف عند مرحلة شبابهم فقط، وهم بذلك يضحكون على أنفسهم.

? وكيف وجدتَ التعاون مع حسن الرداد؟ وهل تعتبره امتداداً لك في فترة شبابك؟

- شهادتي في حسن ستكون مجروحة، فهو من الفنانين الشباب الواعدين، ومن قبل أن أتعاون معه في «حق ميت» وأنا معجب باختياراته وأتوقع له مستقبلاً فنياً مزدهراً. أما كونه امتداداً لي فهذا ليس صحيحاً، والواقع أنه ليس هناك فنان يعد امتداداً لآخر، فكل واحد له شخصيته وقدراته واختياراته.

? وكيف استقبلت ردود الأفعال حول دورك والتجربة بشكل عام؟

- الحمد لله، ردود الأفعال جاءت مُرضية تماماً لي ولفريق العمل على السواء، و«حق ميت» لقي استحسان الجميع، والحقيقة أن هذا العمل مكتوب بحرفية شديدة، والمؤلف باهر دويدار اختار موضوعا واقعياً من قلب الشارع، وهذا ما دفعني إلى الموافقة عليه، وأنا جسدتُ من خلاله نموذجاً إيجابيا لرجل شرطة، وهو اللواء عادل هلال رئيس مباحث العاصمة، وهو رجل منضبط في عمله ويراعي ضميره في كل شيء، ولا يستغل منصبه في أي مصلحة شخصية. وفي الوقت الذي يصاب فيه بأزمة قلبية ويقرر الأطباء ضرورة إجرائه عملية في قلبه، يكلفه رؤساؤه بالتحقيق مع سفاح متهم بقتل 4 سيدات، فيدخل في صراع معه للوصول للحقيقة.

? هناك من اتهم العمل بأنه قصد تحسين صورة رجل الشرطة؟

- لا أظن أن المؤلف قصد ذلك، فالمسلسل اجتماعي بوليسي، ويقدم الخلفية الاجتماعية لكل الشخصيات الموجودة في العمل، سواء ضابط الشرطة أو المحامي السفاح الذي يجسده بطل المسلسل حسن الرداد والدكتور والمذيعة، ويلقي الضوء على الجوانب الاجتماعية ومدى تأثيرها في حياة كل هؤلاء الاشخاص.

? وماذا عن مسلسل «أريد رجلاً»؟

- هو ينتمي إلى نوعية الأعمال الاجتماعية التي تناقش طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة، وأنا أجسد من خلاله شخصية عزت، وهو رجل يعمل مصححاً لغوياً في إحدى الصحف، وكانت له محاولات فاشلة في الكتابة الأدبية، ومتزوج من صحافية ناجحة ومشهورة، ما يجعله يشعر أمامها بفشله، فينتابه إحباط يؤثر في علاقته بزوجته التي تجسد شخصيتها الفنانة ندى بسيوني، والمسلسل يضم مجموعة كبيرة من الفنانين على رأسهم إياد نصار، وهو من تأليف شهيرة سلام.

? وكيف وجدتَ لقاءك مع الفنانة ندى بسيوني بعد سنوات عدة من التعاون بينكما؟

- ندى بسيوني فنانة أشعر معها بكيمياء فنية خاصة، وسبق أن قدمنا على مدى سنوات مجموعة من الأعمال الناجحة، وأعتقد أن المشاهد سيشعر بهذه الكيمياء على الشاشة.

? هناك وجود قوي لأعمال البطولات الجماعية. كيف ترى هذا الأمر؟

- انتشار أعمال البطولة الجماعية أخيراً شيء إيجابي، فأنا أعتقد أن فشل 90 في المئة من البطولات المطلقة يرجع إلى أن المنتجين يضيعون معظم الميزانية على أجر البطل، ويهملون بقية عناصر العمل الأخرى، وأرى أن البطولات الجماعية تكون أكثر نجاحاً، وتخلق نوعاً من المنافسة العالية بين أبطال العمل، إذ يريد كل واحد فيهم أن يقدم أفضل ما عنده، بجانب أن الدراما فيه تكون أكثر ثراءً وتشعباً، لأنها لا تركز على شخص واحد.

? ما تقييمك للمنافسة الرمضانية؟ وهل اختلفت عن السنوات العشر الماضية؟

- هي منافسة شرسة للغاية، وأنا بصراحة - بسبب انشغالي في التصوير - لم أتمكن من متابعة أي مسلسل في رمضان الفائت، وبالنسبة إلى المنافسة بالتأكيد اختلفت من ناحيتي الكم أو الكيف على السواء، والاختلاف له جانب إيجابي وآخر سلبي، فمن ناحية تقنيات الصورة والصوت تطورت بشكل كبير وأصبحت أكثر إبهاراً، وأيضاً عدد المسلسلات زاد، لكن في المقابل أصبح هناك نوع من الاستسهال في جودة الأعمال، وطغى الاهتمام بالصورة عن الأوقات السابقة.

? هناك الكثير من الفنانين أصبحوا يهربون من التعاون مع التلفزيون المصري بسبب كثرة أزماته المالية، فهل أنت مع هذا الرأي؟

- إطلاقا، بالعكس لا بد أن نشجع تلفزيون بلدنا، ونقف إلى جانبه في محنته، وأنا شخصياً مدين بفضله عليّ، وأعتبره بمنزلة «البيت الكبير»، وهو الذي صنع نجوميتي، وقدمت معه معظم الأعمال التي صنعت تاريخي، ويشرفني العمل من إنتاجه، وقد كان من المفترض أن أقوم ببطولة عمل من إنتاج التلفزيون المصري بعنوان «رنين الصمت»، لكنه أُجِّل لضخامة ميزانيته، وهو عمل مخابراتي يتناول الحديث عن أهل سيناء وحياتهم وعلاقتهم بالمخابرات، ودورهم في حماية الأمن القومي للبلاد، وأتمنى أن يُكتب له الخروج إلى النور خلال الأيام المقبلة إن شاء الله.

? هل ترى أن جيلك قد تعرض لظلم ما؟

- نعم، هذا الأمر صحيح، وأسباب الظلم متعددة، أهمها «الشللية» وظهور سينما المقاولات التي هدمت السينما في فترة التسعينات.

? تعاونتَ مع المنتج محمد السبكي من خلال فيلم «حديد». هل من الممكن أن يتكرر هذا التعاون؟

- ولمِ لا؟ فأنا تعاونتُ مع السبكي عندما وجدتُ الدور الجيد الذي يناسبني ولا يقلل من قيمتي، ولابد أن نضع في الاعتبار أن السبكي هو الوحيد الذي أقدم على المغامرة بوضع أمواله في السينما في وقت كان الكل يهرب فيه بسبب الظروف الصعبة التي مرت بها مصر، وهذا أمر يجب أن نحسبه في رصيده، لذلك أرى أن التعاون معه أمر وارد، ويحكمه الدور الجيد، وأنا سبق أن أخذت قراراً بعدم العمل في سينما المقاولات حتى لو جلست في البيت.

? وماذا عن أعمالك المسرحية؟

- المسرح هو بيتي، وأتمنى أن أعود إلى خشبته في أقرب وقت، وبالفعل هناك مسرحية كوميدية أحضر لها في الفترة المقبلة، وأنا سعيد بها فتجربتي مع الأعمال الكوميدية كانت ناجحة.

? وكيف ترى حال المسرح في الفترة المقبلة؟

- بعد سنوات من الهبوط، هناك طفرة أراها مقبلة في المسرح، في ظل حالة الاستقرار التي بدأنا نشعر بها. ففي عهود سابقة قبل ثورة 25 يناير، شهد المسرح المصري حالة من الانحدار والهبوط المتعمد، وقد شعرت بقدر كبير من التفاؤل من خلال نوعية العروض المسرحية المقدمة من الشباب، ما يبشرنا بعودة الروح إلى المسرح المصري.

? لماذا يبدو أنك تتجنب الظهور في البرامج التلفزيونية؟

- لا أحب الظهور على الشاشة بلا مبرر، أو لمجرد الظهور والثرثرة، وعندما يكون هناك عمل أتحدث عنه لا أمانع في الحديث.

? وما رأيك في برامج «المقالب»؟

- الحياة مش ناقصة مقالب و«قلة قيمة»، خاصة أنها تكون مؤذية للفنان وتضعه في مواقف محرجة أمام الجمهور، والحمد لله أنني لم أقع في براثن هذه البرامج إلا مرة واحدة، وكان مقلباً بسيطاً لم أستشعر أذى منه.

? وهل هناك سِيَر ذاتية تتمنى تقديمها؟

- هناك شخصيتان، أتوق إلى أن أقدمهما على الشاشة، الأولى هي الرئيس الأسبق السادات، وأتمنى تقديمها في مسلسل تلفزيوني، حتى تكون هناك فرصة لأن أُبرز التفاصيل الخاصة بحياة السادات منذ ان كان طفلاً وحتى وفاته، فسيرته غنية بالتفاصيل، صحيح أنا قدمت السادات في فيلم «حكمت فهمي» مع نادية الجندي، لكن مساحة الدور كانت صغيرة وكان التركيز على فترة الأربعينات فقط.

أما الشخصية الثانية فهي عميد الأدب العربي طه حسين، ذلك الرجل الأسطورة.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي