لسان حال لاجئيه «شكراً أمير الإنسانية» و«جزاك الله خيراً يا كويت»

«الراي» في مخيم الزعتري ... فيض من المعاناة وقليل من المساعدات

تصغير
تكبير
• لا يخلو متر في المخيم من طفل يحفر الأرض بمعول أو امرأة تغربل التراب أو رجل يبني الأحجار

• في «الشانزليزيه» يشغّل أردنيون لاجئين في محلات متنوعة بأجر لا يتعدى «ديناراً» باليوم
«مرحبا بكم في مخيم الزعتري للاجئين السوريين»... لافتة كبيرة تستقبلك على بعد 80 كلم شمال العاصمة الأردنية عمان، قبل الدخول إلى عالم من المعاناة يعيشها زهاء 80 الف لاجئ سوري، على مساحة 15 كليومترا مربعا.

26 ألف كوخ «كرفانة» تبرعت بها الكويت مع بداية العام الحالي، يعيش بها اللاجئون الهاربون من جحيم الحرب والمآسي في سورية، 80 في المئة منهم من درعا التي تبعد 20 كيلومترا عن الحدود الأردنية-السورية و40 عن مدخل المخيم، ويقسمونها بين غرف للنوم والغسيل والحمامات.


مع دخولك إلى المخيم، في جولة صحافية نظمتها منظمة اليونيسيف لوفد صحافي كويتي، لا تنفك تنظر يمينا أو شمالا حتى ترى أطفالا يلهون بما تيسر لهم من ألعاب بدائية، ونسوة يتبادلن بينهن الاحاديث، الغالب عليها النقص الموجود في الاحتياجات، وانعدام القدرة على شرائها لغلاء ثمنها من جهة، وعدم توافر المبلغ الكافي لها من جهة أخرى.

الرجال من جهتهم تجدهم يتجمعون في ساحة ترابية خلف موقد للتدفئة، يضربون يدا بيد على الأحوال التي وصلوا إليها، يخفون الدمعة لعجزهم عن تأمين حاجيات أسرهم، وانتظارهم للكوبونات في نهاية كل شهر لشراء القليل من كثير يحتاجونه من مأكل ومشرب وملبس، ولا يصدقون سطوع نور الشمس للهرب من المنزل لساعات طويلة خوفا من طلبات أطفالهم المحقة، وتقديم الوعود الكاذبة لهم لعدم إشعارهم بالعجز والعوز.

تكاد لا تمشي مترا داخل المخيم إلا وترى طفلا يحمل معولا للحفر في الأرض، أو امرأة تغربل التراب، أو رجلا يبني الأحجار لتأمين مساحة صغيرة تستخدم كمساعد للصلاة أو حمامات للضوء.

وبعد التغلغل في قلب المخيم تصل إلى شارع الشانزليزيه الذي يحوي محلات تجارية لأردنيين يشغلون بعض اللاجئين في حرف كالحلاقة أو إصلاح الهواتف أو خياطة الثياب مقابل النزر النذير من الأموال والتي لا تتعدى دينارا أردنيا عن كل يوم.

منظمة اليونيسيف للتعليم والعشرات غيرها من المنظمات العالمية تعمل على الأرض مع قوات الأمن الأردنية بغية المساعدة على تأمين الحد الأدنى من المساعدات الصحية والتعليمية والغذائية والأمنية لسكان المخيم، وتعمل على بناء المدارس، وتوزيع كوبونات بقيمة 20 دينارا أردنيا شهريا لكل لاجئ سوري «نحو 35 دولارا»، وتقيم نشاطات للأطفال على مدار اليوم، سعيا منها لإبعاد شبح الحرب عن ذاكرة أطفال عايش الكثير منهم هدم منازلهم وقراهم كاملة، وتجيب عن أسئلة تخطر على بالهم لعل أقلها لماذا أنا هنا؟ ومتى أعود إلى بلدي؟ وهل سأجد ألعابي وغرفتي عند عودتي؟ وهل سألعب مع جاري؟ بكلمات بسيطة تنسيهم أحزانهم للحظات.

غيض من فيض مشاهد تعيشها خلال الزيارة إلى أكبر المخيمات الأردنية للاجئين السوريين، تجعلك تقول في قرارة نفسك «من يرى مصيبة غيره تهون عليه مصيبته».

ولا شك أن من يرى الواقع يقدر الجهود الكبيرة التي تبذلها الدول المستضيفة للاجئين والمنظمات الدولية من اليونيسيف والصليب الأحمر الدولي والاتحاد الأوروبي وغيرها لتخفيف المعاناة الإنسانية عنهم.

كما أن من يزر مخيم الزعتري يرَ الجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومة الكويتية، والشراكات الكبيرة التي أبرمتها مع المنظمات العالمية، بحيث يتفق الجميع على مقولة «جزاك الله خيرا يا كويت» تصاحبها مقولة «الله معك يا أمير الكويت، الله معك يا أمير الإنسانية» من قبل اللاجئين السوريين أنفسهم ومن قبل القيمين على المنظمات الإنسانية من جهة أخرى الذين يشيدون بأن الكويت وأميرها من اول المبادرين لتقديم الدعم والمساعدات على كل من يقيم في المخيم.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي