الكويت تستضيف للسنة السادسة مؤتمر «الشراكة الفعالة وتبادل المعلومات من أجل عمل انساني أفضل»
محمد العبدالله: المساعدات الكويتية لا ترتبط بأسعار النفط
العبدالله مصرحاً
عبدالرحمن المحيلان
عبدالله المعتوق ملقياً كلمته
ستيفن أوبراين
عبداللطيف الزياني
جانب من المعرض المصاحب للمؤتمر
العبدالله متوسطاً الصانع والزياني والمعتوق وأوبراين (تصوير كرم ذياب)
• استضافة الكويت المؤتمر تأتي إيماناً بأهمية التنسيق الفعال للتوصل إلى أفضل استجابة للأزمات الإنسانية
• الأرقام المخيفة لضحايا الأزمة السورية تجعل المجتمع الدولي عاجزاً أمام حجم المأساة
• فخر للكويت حيازة المرتبة الأولى في تقديم المساعدات لعام 2014 وفق تقرير منظمة مبادرة التنمية
• الأرقام المخيفة لضحايا الأزمة السورية تجعل المجتمع الدولي عاجزاً أمام حجم المأساة
• فخر للكويت حيازة المرتبة الأولى في تقديم المساعدات لعام 2014 وفق تقرير منظمة مبادرة التنمية
رغم انخفاض أسعار النفط وما يلقيه من ظلال قاتمة على ميزانيات الدول المنتجة له، أكد وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الكهرباء والماء بالوكالة الشيخ محمد العبدالله أن الكويت «ستبقى في مرتبتها المعهودة في تقديم المساعدات الإنسانية».
ورد العبدالله خلال افتتاح فعاليات المؤتمر السادس «حول الشراكة الفعالة وتبادل المعلومات من أجل عمل إنساني أفضل» على سؤال لـ«الراي» عن إمكانية استمرار الكويت في تقديم مساعداتها الانسانية في ظل تلك الظروف، بالقول: «لا شك أن تأثر ميزانيات دول الخليج والدول التي تتكل على مدخرات النفط تتأثر سلبيا مع انخفاض أسعار النفط، ولكن الخطط وبرامج الميزانيات التي ترصد في أوقات متقدمة تأخذ بعين الاعتبار أسعار البرميل وانخفاضها، ورغم ذلك ان شاء الله تبقى الكويت في مرتبتها المعهودة في تقديم المساعدات الانسانية».
وعن المؤتمر الذي أقيم أمس في فندق الجميرا تحت رعاية النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد وحضور عدد من الوزراء والشيوخ رؤساء منظمات العمل الانساني العالمية، ثمن العبدالله جهود النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد في إقامة هذا الملتقى والمؤتمر العام، مشيرا إلى أن «ما يزيد أهمية هذا المؤتمر هو مستوى الحضور إذ إنه ليس فقط من داخل الكويت والخليج بل به ممثلو رؤساء المنظمات الانسانية»، معربا في الوقت ذاته عن سعادته بـ«الثناء اللا منقطع لدور الكويت وعلى رأسها سيدي صاحب السمو امير البلاد المفدى قائد الانسانية الذي أرسى دعائم العمل الانساني في انحاء العالم وحصل على الاشادة التي يستحقها».
وقال العبدالله في كلمته ممثلا عن راعي المؤتمر «إن هذا المؤتمر المهم يسلط الضوء على قضية بالغة الاهمية وتتطلب منا جميعا عدم ادخار الجهد والعمل سويا لتعزيز آفاق الشراكة الدولية وزيادة التنسيق والتناغم بين مختلف القطاعات الدولية والحكومية وغير الحكومية لضمان تحقيق ما نصبو اليه جميعا من غايات انسانية سامية ونبيلة».
ولفت إلى ان «الكويت إذ تستضيف للسنة السادسة مؤتمر الشراكة الفعالة وتبادل المعلومات من اجل عمل انساني افضل فان ذلك يأتي ايمانا منها بأهمية تعزيز بناء القدرات والتنسيق الفعال للتواصل الى افضل استجابة للازمات الانسانية المتلاحقة التي تعصف بعالمنا اليوم جراء الكوارث الطبيعية او انتاج للنزاعات المسلحة كما نؤكد هنا على ضرورة تشجيع الشراكة بين الدول والوكالات الدولية الفاعلة والسابقة في مجال العمل الانساني وكذلك تعزيز التعاون والشراكة مع المنظمات غير الحكومية والاهلية والقطاع الخاص وخلق فرص اكثر ابتكارا لدعم وتعزيز جهودنا في هذا المجال».
ولفت العبدالله الى ان «الارقام المخيفة لضحايا الازمة السورية التي صنفتها تقارير الامم المتحدة بالازمة الاخطر اثرا واشد وطأة في تاريخ الازمات الانسانية في العالم بعد تجاوز عدد ضحاياها من القتلى 250 ألف قتيل وما يقارب 8 ملايين مشرد و2ر4 مليون لاجئ ليصبح بذلك اكبر مجتمع للاجئين في العالم كل تلك الارقام تجعل من المجتمع الدولي عاجزا امام فداحة الحدث وحجم المأساة لا سيما مع تباين المواقف الدولية داخل مجلس الامن تحديدا للتوصل الى حل سياسي يضع حدا لهذه الازمة الانسانية المفجعة والتي امتد اثرها خلال الاشهر الاخيرة خارج حدود المنطقة ودول الجوار».
و اشار العبدالله الى ان «الكويت لم تدخر جهدا في تقديم يد العون للشعب السوري منذ بداية الازمة حيث استضافت في 3 اعوام سابقة 3 مؤتمرات دولية للمانحين لدعم الوضع الانساني في سورية»، مبينا ان «اجمالي التعهدات المعلنة فيها بلغت اكثر من 7 مليارات دولار كانت مساهمة دولة الكويت منها مليار وثلاثمئة مليون دولار تم تسليم الجزء الاكبر منها لوكالات الامم المتحدة المتخصصة بالشأن الانساني كما تم توزيع بقية هذه المساهمات عن طريق المؤسسات الشعبية الكويتية العاملة في هذا المجال».
وزاد: «ستشارك الكويت في تنظيم وترؤس مؤتمر المانحين الرابع لدعم الوضع الانساني في سورية والمقرر عقده في لندن في شهر فبراير من العام المقبل بجانب كل من المملكة المتحدة ومملكة النرويج وجمهورية ألمانيا الاتحادية ويحدونا الامل في نجاح المؤتمر وان يساهم في تلبية احتياجات المتضررين من الاشقاء في سورية ولتخفيف وطأة الازمة التي يواجهونها»، معربا عن فخره لـ «تصدر الكويت المرتبة الاولى في تقديم المساعدات الانسانية لعام 2014 وفقا لتقرير المساعدات الانسانية العالمي الذي يصدر سنويا عن منظمة مبادرة التنمية لتحقيق اعلى نسبة من بين الدول المانحة في العالم بإجمالي مساعدات بلغ ما نسبته 24ر0 في المئة من الناتج المحلي الاجمالي».
الزياني: نثمّن الدعم الكويتي لمسيرة العمل الخليجي المشترك
ثمن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني للكويت اميراً وحكومة وشعباً «الدعم الذي تقدمه الكويت لمسيرة العمل الخليجي المشترك وما تبذله من جهود ملموسة لتعزيز الترابط والتكامل تحقيقاً لطموحات وآمال مواطني دول مجلس التعاون».
وذكر الزياني خلال مؤتمر «الشراكة...» أنه «للمرة الخامسة على التوالي تقوم الكويت مركز العمل الانساني باستضافة هذا المؤتمر المتميز الذي اصبح اليوم ملتقى مهماً لتبادل الاراء والافكار في شأن السبل الكفيلة بتعزيز الجهود الدولية لتنشيط العمل الانساني لتؤكد الكويت من جديد دورها الرائد والراسخ في دعم الجهود الدولية الرامية الى تعزيز الشراكة الفعالة بين الامم المتحدة والاقاليم العالمية في مجال الاعمال الانسانية».
واشار الى ان «هذا المؤتمر يمضي من نجاح الى نجاح واصبحنا نلمس نتائجه وثمراته في جهود التعاون والتنسيق المشترك بين الدول الاقليمية وبين الامم المتحدة بكافة هيئاتها ومنظماتها العاملة في مجال الرعاية الانسانية وما يبذل من جهد مقدر دعما للمحتاجين وعونا للمتضررين من الحروب والازمات وقسوة الظروف»، مشيرا الى مبادرة الكويت تنظيم مؤتمر دولي بالتعاون مع الامم المتحدة من اجل مساعدة الصومال لتطوير التعليم.
وأكد الزياني ان «دول مجلس التعاون بذلت على كافة المستويات الرسمية والاهلية جهودا كبيرة من اجل مساعدة اللاجئين على تجاوز الظروف الصعبة»، مشيرا الى «استضافة الكويت 3 مؤتمرات دولية للمانحين للشعب السوري بالتعاون مع الامم المتحدة، كما استضافت ثلاثة مؤتمرات للمنظمات والمؤسسات والجمعيات الخيرية بالاضافة الى قوافل اغاثة انسانية توجهت من جميع دول مجلس التعاون الى مناطق اللاجئين في الدول التي لجأوا اليها حيث قامت دول المجلس بانشاء مخيمات ايواء ومدارس ومراكز صحية في الدول المجاورة لسورية في الاردن ولبنان وتركيا والعراق لخدمة اللاجئين».
وعن اليمن قال: «بادرت المملكة العربية السعودية بانشاء مركز الملك سلمان للمساعدات الانسانية لتنسيق جهود الاغاثة الانسانية، ورصدت له ميزانية قدرها مليار ريال سعودي كما نظمت جمعيات الهلال الاحمر والهيئات الخيرية بدول مجلس التعاون حملات اغاثة متواصلة للشعب اليمني غير ان القوى المناوئة للشرعية ما زالت تفرض حصارا على مدينة تعز وتمنع وصول إمدادات الاغاثة الانسانية عن مئات الآلاف من المدنيين المحاصرين الامر الذي يدعو المجتمع الدولي الى التدخل السريع لاجبار تلك القوى على الالتزام بتطبيق القرارات والقوانين الدولية بهذا الشأن».
المعتوق: المؤتمر فرصة لنتشارك في كيفية مواجهة النكبات الدولية
رأى رئيس الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية المستشار في الديوان الاميري وممثل الامين العام للامم المتحدة للشأن الإنساني الدكتور عبدالله المعتوق في المؤتمر السادس «حول الشراكة الفعالة وتبادل المعلومات من اجل عمل انساني افضل» فرصة «لنتشارك في كيفية مواجهة الأزمة السورية التي تزداد حدة وكذلك الأزمة اليمنية التي تزداد اشتعالا والنكبات في ميانمار وافريقيا الوسطى والصومال وقطاع غزة»
وأوضح المعتوق في كلمته بمؤتمر الشراكة أن «هذا المؤتمر الذي تستضيفه الكويت للعام الخامس على التوالي، بالتعاون مع مكتب المساعدات الإنسانية في الأمم المتحدة أوتشا، والذي سبق أن استضافت نسخته الأولى سلطنة عمان عام 2010 يهدف إلى تعزيز قيم الشراكة وبحث سبل التنسيق والتعاون من أجل مواجهة الأزمات الإنسانية بفكر واع وأساليب مدروسة وخبرات مشتركة وأدوات أكثر احترافية وتقدما».
ورفع المعتوق آيات التهاني الى مقام قائد العمل الإنساني سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد بمناسبة اختيار الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2016، مشيدا بجهود وزارة الخارجية الكويتية وأركان السفارات «لتعاونهم الدؤوب مع وفودنا الإغاثية وحرصهم على تذليل كل الصعوبات وتقديم التسهيلات اللازمة لانجاح مهماتها الإنسانية النبيلة»، مثمنا أيضا جهود الشركاء في الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة «لما بذلوه من جهد كبير في الإعداد والتحضير لهذا المؤتمر كما أشكر الإخوة في مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والمنتدى الإنساني العالمي والجمعيات الخيرية الكويتية والخليجية على مشاركاتهم البناءة».
ورأى في المؤتمر فرصة «لنتشارك في كيفية مواجهة الأزمة السورية التي تزداد حدة باستمرار تدفق اللاجئين والنزوح القسري والهجرة إلى دول القارة الأوروبية، وكذلك الأزمة اليمنية التي تزداد اشتعالا يوميا وغيرها من الكوارث والنكبات في ميانمار وافريقيا الوسطى والصومال وقطاع غزة من جراء الصراع والاضطهاد والحصار»، مضيفا: «لقد لمسنا خلال الفترة الماضية العديد من النجاحات التي حققتها جهود الشراكة سواء بين الجمعيات الخيرية الكويتية وبعضها البعض، أو بينها وبين نظيراتها الخليجية والإسلامية والدولية».
«للكويت جهود محمودة في دعم المتضررين في المنطقة والعالم»
ستيفن أوبراين: الخليج ... منطقة العمل الإنساني
وصف وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية منسق الإغاثة في حالات الطوارئ ستيفن أوبراين منطقة الخليج بـ«منطقة العمل الإنساني»، مشيدا بـ«جهود الكويت لدعم الدول المتضررة في المنطقة، علاوة على دورها الإنساني والعمل على التنسيق مع الجهات المانحة».
وأشار أوبراين في كلمة خلال مؤتمر «الشراكة» إلى ان «الكويت تحت رعاية سمو أمير البلاد عملت بشكل كبير على العمل الإنساني، ولقد لاحظنا ذلك على مستوى الشعب الكويتي في تقديم العمل الخيري، فضلاً عن دور الهيئة الاسلامية وجمعية العون المباشر الدائم والمتنامي في هذا المجال»، لافتا الى انها «فرصة مناسبة لتقديم الشكر إلى فاليري آموس التي كانت تشغل منصبه لما قدمته من جهود كبيرة لكي تحفز التشارك وتبادل المعلومات على المستوى العالمي».
وعن رؤيته للجهود الإنسانية لكل دول الخليج، قال أوبراين «لاشك ان منطقة الخليج تشكل نقطة للعمل الإنساني، فهذا العام قامت باستضافة مؤتمر حول القدرات في البحث والإنقاذ، وعملت منظمة التعاون الاسلامي مع (الاوتشا) في بعثة مشتركة تعنى بتقديم عمل انساني أفضل في الشرق»، مضيفا «لقد تعاونّا مع الكويت على مستوى الحكومة ونظمنا الاجتماع الخامس للمانحين في الاول من سبتمبر».
ولفت الى ان «هذه الاجتماعات تنوّه بدور الكويت على المستوى العالمي، فضلاً عن ان دولة الكويت كانت الدولة الوحيدة بغض النظر عن نيويورك وجنيف التي زرتها مرتين في خمسة أشهر، وهذا برهان على دور الكويت في العمل الإنساني، وهذا يشير إلى العمل القيم الذي تقوم به الكويت في فترة قصيرة من اجل تحسين العمل الإنساني، ونعمل مع الجمعيات الخيرية الكويتية لتنظيم المؤتمرات،لاسيما هذا المؤتمر السنوي السادس الذي اصبح أساسيا من حيث الشراكة الفعالة في منطقة الشرق الأوسط والخليج».
وتابع: «نعمل مع مركز الملك سلمان السعودي للاستجابة للحالات الانسانية في المنطقة وبشكل خاص في اليمن، وقد عملنا مع الهيئات الخيرية القطرية في تنظيم اجتماعات دورية أدت الى تعهدات والتزامات من الجمعيات الخيرية القطرية لتقديم استجابة أفضل للمتأثرين في سورية في فصل الشتاء»، مشيرا الى «العمل مع البحرين وعمان للاستجابة الانسانية في اليمن، بما في ذلك الاستجابة للإعصار في جنوب اليمن، وكل الحكومات والمنظمات في قطر والكويت وكل دول الخليج تتبرع بكميات كبيرة استجابة لهذه الحاجات الانسانية بشكل خاص».وكشف أوبراين انه «خلال 2014 /2015 وصلت التبرعات من دول مجلس التعاون الخليجي للكارثة في اليمن وسورية والعراق الى ما يقارب 2.5 مليار دولار».
وذكر ان «في اليمن يوجد اكثر من 2.3 مليون شخص قد نزحوا داخليا، فضلا عن قتل عدد كبير من الأبرياء، بمن فيهم أعداد مرتفعة من الأطفال والنساء وبعضهم فقدوا في الضربات الجوية، وقد تضرر العديد من المدارس والمؤسسات الصحية، وقد عمل الشركاء في الامم المتحدة على الارض لتوفير المساعدات رغم هذه التحديات وانعدام الاستقرار».
المحيلان: التقلبات جرفت العالم إلى مستنقع دم
قال رئيس مجلس إدارة جمعية العون المباشر الدكتور عبدالرحمن المحيلان «إن التقلبات التي يشهدها العالم جرفته إلى مستنقع دم، وأضحت تشكل تحديا في كل حين».
وأوضح المحيلان على هامش مؤتمر «الشراكة...» أن «الكويت ركزت على استثمار العنصر البشري في الدراسات المتخصصة من أجل إيجاد كفاءات محلية تضمن استمرار عجلة العمل الإنساني» الذي يواكب ما ينتج من تلك التقلبات من أضرار يروح ضحيتها الكثير من البشر، مشيرا إلى «حرص الجمعية على أن يستمر العمل الإنساني الذي تصدره الكويت الى العالم أجمع وقارة أفريقيا بشكل خاص».
وذكر أن «الجمعية والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بدأتا التنسيق مع المنظمة العالمية اوتشا»، مشيرا إلى «التقلبات الكبيرة التي جرفت العالم إلى مستنقع الدم والقتل والدمار، وفي منطقة الشرق الأوسط بشكل كبير جدا حتى لا يكاد يمر يوم إلا وتزداد فيه حدة المشاكل التي يعاني منها المتضررون من اللاجئين والنازحين في كل مناطق الصراع المختلفة، مما أصبح يشكل تحديا كبيرا وحقيقيا ومعقدا ومتسارعا يهدد حياة الضحايا في كل حين».
ولفت إلى أن «الأوضاع السياسية المضطربة أصبحت رديفة لهجرة الآلاف ونزوح أمثالهم من السكان ليصبحوا عرضة للتشرد والهدر الاجتماعي والفشل والأمراض مما يحتم على المنظمات الحكومية وغير الحكومية العمل معا على حد سواء»، مشددا على «النظر بشكل مختلف لهذه الأوضاع والتعامل معها وفق أسس غير تقليدية لإعادة بناء المجتمعات المتضررة والتعاطي مع هذه المعضلات بحلول طويلة الأجل تضمن حياة كريمة للضحايا».
ورد العبدالله خلال افتتاح فعاليات المؤتمر السادس «حول الشراكة الفعالة وتبادل المعلومات من أجل عمل إنساني أفضل» على سؤال لـ«الراي» عن إمكانية استمرار الكويت في تقديم مساعداتها الانسانية في ظل تلك الظروف، بالقول: «لا شك أن تأثر ميزانيات دول الخليج والدول التي تتكل على مدخرات النفط تتأثر سلبيا مع انخفاض أسعار النفط، ولكن الخطط وبرامج الميزانيات التي ترصد في أوقات متقدمة تأخذ بعين الاعتبار أسعار البرميل وانخفاضها، ورغم ذلك ان شاء الله تبقى الكويت في مرتبتها المعهودة في تقديم المساعدات الانسانية».
وعن المؤتمر الذي أقيم أمس في فندق الجميرا تحت رعاية النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد وحضور عدد من الوزراء والشيوخ رؤساء منظمات العمل الانساني العالمية، ثمن العبدالله جهود النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد في إقامة هذا الملتقى والمؤتمر العام، مشيرا إلى أن «ما يزيد أهمية هذا المؤتمر هو مستوى الحضور إذ إنه ليس فقط من داخل الكويت والخليج بل به ممثلو رؤساء المنظمات الانسانية»، معربا في الوقت ذاته عن سعادته بـ«الثناء اللا منقطع لدور الكويت وعلى رأسها سيدي صاحب السمو امير البلاد المفدى قائد الانسانية الذي أرسى دعائم العمل الانساني في انحاء العالم وحصل على الاشادة التي يستحقها».
وقال العبدالله في كلمته ممثلا عن راعي المؤتمر «إن هذا المؤتمر المهم يسلط الضوء على قضية بالغة الاهمية وتتطلب منا جميعا عدم ادخار الجهد والعمل سويا لتعزيز آفاق الشراكة الدولية وزيادة التنسيق والتناغم بين مختلف القطاعات الدولية والحكومية وغير الحكومية لضمان تحقيق ما نصبو اليه جميعا من غايات انسانية سامية ونبيلة».
ولفت إلى ان «الكويت إذ تستضيف للسنة السادسة مؤتمر الشراكة الفعالة وتبادل المعلومات من اجل عمل انساني افضل فان ذلك يأتي ايمانا منها بأهمية تعزيز بناء القدرات والتنسيق الفعال للتواصل الى افضل استجابة للازمات الانسانية المتلاحقة التي تعصف بعالمنا اليوم جراء الكوارث الطبيعية او انتاج للنزاعات المسلحة كما نؤكد هنا على ضرورة تشجيع الشراكة بين الدول والوكالات الدولية الفاعلة والسابقة في مجال العمل الانساني وكذلك تعزيز التعاون والشراكة مع المنظمات غير الحكومية والاهلية والقطاع الخاص وخلق فرص اكثر ابتكارا لدعم وتعزيز جهودنا في هذا المجال».
ولفت العبدالله الى ان «الارقام المخيفة لضحايا الازمة السورية التي صنفتها تقارير الامم المتحدة بالازمة الاخطر اثرا واشد وطأة في تاريخ الازمات الانسانية في العالم بعد تجاوز عدد ضحاياها من القتلى 250 ألف قتيل وما يقارب 8 ملايين مشرد و2ر4 مليون لاجئ ليصبح بذلك اكبر مجتمع للاجئين في العالم كل تلك الارقام تجعل من المجتمع الدولي عاجزا امام فداحة الحدث وحجم المأساة لا سيما مع تباين المواقف الدولية داخل مجلس الامن تحديدا للتوصل الى حل سياسي يضع حدا لهذه الازمة الانسانية المفجعة والتي امتد اثرها خلال الاشهر الاخيرة خارج حدود المنطقة ودول الجوار».
و اشار العبدالله الى ان «الكويت لم تدخر جهدا في تقديم يد العون للشعب السوري منذ بداية الازمة حيث استضافت في 3 اعوام سابقة 3 مؤتمرات دولية للمانحين لدعم الوضع الانساني في سورية»، مبينا ان «اجمالي التعهدات المعلنة فيها بلغت اكثر من 7 مليارات دولار كانت مساهمة دولة الكويت منها مليار وثلاثمئة مليون دولار تم تسليم الجزء الاكبر منها لوكالات الامم المتحدة المتخصصة بالشأن الانساني كما تم توزيع بقية هذه المساهمات عن طريق المؤسسات الشعبية الكويتية العاملة في هذا المجال».
وزاد: «ستشارك الكويت في تنظيم وترؤس مؤتمر المانحين الرابع لدعم الوضع الانساني في سورية والمقرر عقده في لندن في شهر فبراير من العام المقبل بجانب كل من المملكة المتحدة ومملكة النرويج وجمهورية ألمانيا الاتحادية ويحدونا الامل في نجاح المؤتمر وان يساهم في تلبية احتياجات المتضررين من الاشقاء في سورية ولتخفيف وطأة الازمة التي يواجهونها»، معربا عن فخره لـ «تصدر الكويت المرتبة الاولى في تقديم المساعدات الانسانية لعام 2014 وفقا لتقرير المساعدات الانسانية العالمي الذي يصدر سنويا عن منظمة مبادرة التنمية لتحقيق اعلى نسبة من بين الدول المانحة في العالم بإجمالي مساعدات بلغ ما نسبته 24ر0 في المئة من الناتج المحلي الاجمالي».
الزياني: نثمّن الدعم الكويتي لمسيرة العمل الخليجي المشترك
ثمن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني للكويت اميراً وحكومة وشعباً «الدعم الذي تقدمه الكويت لمسيرة العمل الخليجي المشترك وما تبذله من جهود ملموسة لتعزيز الترابط والتكامل تحقيقاً لطموحات وآمال مواطني دول مجلس التعاون».
وذكر الزياني خلال مؤتمر «الشراكة...» أنه «للمرة الخامسة على التوالي تقوم الكويت مركز العمل الانساني باستضافة هذا المؤتمر المتميز الذي اصبح اليوم ملتقى مهماً لتبادل الاراء والافكار في شأن السبل الكفيلة بتعزيز الجهود الدولية لتنشيط العمل الانساني لتؤكد الكويت من جديد دورها الرائد والراسخ في دعم الجهود الدولية الرامية الى تعزيز الشراكة الفعالة بين الامم المتحدة والاقاليم العالمية في مجال الاعمال الانسانية».
واشار الى ان «هذا المؤتمر يمضي من نجاح الى نجاح واصبحنا نلمس نتائجه وثمراته في جهود التعاون والتنسيق المشترك بين الدول الاقليمية وبين الامم المتحدة بكافة هيئاتها ومنظماتها العاملة في مجال الرعاية الانسانية وما يبذل من جهد مقدر دعما للمحتاجين وعونا للمتضررين من الحروب والازمات وقسوة الظروف»، مشيرا الى مبادرة الكويت تنظيم مؤتمر دولي بالتعاون مع الامم المتحدة من اجل مساعدة الصومال لتطوير التعليم.
وأكد الزياني ان «دول مجلس التعاون بذلت على كافة المستويات الرسمية والاهلية جهودا كبيرة من اجل مساعدة اللاجئين على تجاوز الظروف الصعبة»، مشيرا الى «استضافة الكويت 3 مؤتمرات دولية للمانحين للشعب السوري بالتعاون مع الامم المتحدة، كما استضافت ثلاثة مؤتمرات للمنظمات والمؤسسات والجمعيات الخيرية بالاضافة الى قوافل اغاثة انسانية توجهت من جميع دول مجلس التعاون الى مناطق اللاجئين في الدول التي لجأوا اليها حيث قامت دول المجلس بانشاء مخيمات ايواء ومدارس ومراكز صحية في الدول المجاورة لسورية في الاردن ولبنان وتركيا والعراق لخدمة اللاجئين».
وعن اليمن قال: «بادرت المملكة العربية السعودية بانشاء مركز الملك سلمان للمساعدات الانسانية لتنسيق جهود الاغاثة الانسانية، ورصدت له ميزانية قدرها مليار ريال سعودي كما نظمت جمعيات الهلال الاحمر والهيئات الخيرية بدول مجلس التعاون حملات اغاثة متواصلة للشعب اليمني غير ان القوى المناوئة للشرعية ما زالت تفرض حصارا على مدينة تعز وتمنع وصول إمدادات الاغاثة الانسانية عن مئات الآلاف من المدنيين المحاصرين الامر الذي يدعو المجتمع الدولي الى التدخل السريع لاجبار تلك القوى على الالتزام بتطبيق القرارات والقوانين الدولية بهذا الشأن».
المعتوق: المؤتمر فرصة لنتشارك في كيفية مواجهة النكبات الدولية
رأى رئيس الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية المستشار في الديوان الاميري وممثل الامين العام للامم المتحدة للشأن الإنساني الدكتور عبدالله المعتوق في المؤتمر السادس «حول الشراكة الفعالة وتبادل المعلومات من اجل عمل انساني افضل» فرصة «لنتشارك في كيفية مواجهة الأزمة السورية التي تزداد حدة وكذلك الأزمة اليمنية التي تزداد اشتعالا والنكبات في ميانمار وافريقيا الوسطى والصومال وقطاع غزة»
وأوضح المعتوق في كلمته بمؤتمر الشراكة أن «هذا المؤتمر الذي تستضيفه الكويت للعام الخامس على التوالي، بالتعاون مع مكتب المساعدات الإنسانية في الأمم المتحدة أوتشا، والذي سبق أن استضافت نسخته الأولى سلطنة عمان عام 2010 يهدف إلى تعزيز قيم الشراكة وبحث سبل التنسيق والتعاون من أجل مواجهة الأزمات الإنسانية بفكر واع وأساليب مدروسة وخبرات مشتركة وأدوات أكثر احترافية وتقدما».
ورفع المعتوق آيات التهاني الى مقام قائد العمل الإنساني سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد بمناسبة اختيار الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2016، مشيدا بجهود وزارة الخارجية الكويتية وأركان السفارات «لتعاونهم الدؤوب مع وفودنا الإغاثية وحرصهم على تذليل كل الصعوبات وتقديم التسهيلات اللازمة لانجاح مهماتها الإنسانية النبيلة»، مثمنا أيضا جهود الشركاء في الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة «لما بذلوه من جهد كبير في الإعداد والتحضير لهذا المؤتمر كما أشكر الإخوة في مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والمنتدى الإنساني العالمي والجمعيات الخيرية الكويتية والخليجية على مشاركاتهم البناءة».
ورأى في المؤتمر فرصة «لنتشارك في كيفية مواجهة الأزمة السورية التي تزداد حدة باستمرار تدفق اللاجئين والنزوح القسري والهجرة إلى دول القارة الأوروبية، وكذلك الأزمة اليمنية التي تزداد اشتعالا يوميا وغيرها من الكوارث والنكبات في ميانمار وافريقيا الوسطى والصومال وقطاع غزة من جراء الصراع والاضطهاد والحصار»، مضيفا: «لقد لمسنا خلال الفترة الماضية العديد من النجاحات التي حققتها جهود الشراكة سواء بين الجمعيات الخيرية الكويتية وبعضها البعض، أو بينها وبين نظيراتها الخليجية والإسلامية والدولية».
«للكويت جهود محمودة في دعم المتضررين في المنطقة والعالم»
ستيفن أوبراين: الخليج ... منطقة العمل الإنساني
وصف وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية منسق الإغاثة في حالات الطوارئ ستيفن أوبراين منطقة الخليج بـ«منطقة العمل الإنساني»، مشيدا بـ«جهود الكويت لدعم الدول المتضررة في المنطقة، علاوة على دورها الإنساني والعمل على التنسيق مع الجهات المانحة».
وأشار أوبراين في كلمة خلال مؤتمر «الشراكة» إلى ان «الكويت تحت رعاية سمو أمير البلاد عملت بشكل كبير على العمل الإنساني، ولقد لاحظنا ذلك على مستوى الشعب الكويتي في تقديم العمل الخيري، فضلاً عن دور الهيئة الاسلامية وجمعية العون المباشر الدائم والمتنامي في هذا المجال»، لافتا الى انها «فرصة مناسبة لتقديم الشكر إلى فاليري آموس التي كانت تشغل منصبه لما قدمته من جهود كبيرة لكي تحفز التشارك وتبادل المعلومات على المستوى العالمي».
وعن رؤيته للجهود الإنسانية لكل دول الخليج، قال أوبراين «لاشك ان منطقة الخليج تشكل نقطة للعمل الإنساني، فهذا العام قامت باستضافة مؤتمر حول القدرات في البحث والإنقاذ، وعملت منظمة التعاون الاسلامي مع (الاوتشا) في بعثة مشتركة تعنى بتقديم عمل انساني أفضل في الشرق»، مضيفا «لقد تعاونّا مع الكويت على مستوى الحكومة ونظمنا الاجتماع الخامس للمانحين في الاول من سبتمبر».
ولفت الى ان «هذه الاجتماعات تنوّه بدور الكويت على المستوى العالمي، فضلاً عن ان دولة الكويت كانت الدولة الوحيدة بغض النظر عن نيويورك وجنيف التي زرتها مرتين في خمسة أشهر، وهذا برهان على دور الكويت في العمل الإنساني، وهذا يشير إلى العمل القيم الذي تقوم به الكويت في فترة قصيرة من اجل تحسين العمل الإنساني، ونعمل مع الجمعيات الخيرية الكويتية لتنظيم المؤتمرات،لاسيما هذا المؤتمر السنوي السادس الذي اصبح أساسيا من حيث الشراكة الفعالة في منطقة الشرق الأوسط والخليج».
وتابع: «نعمل مع مركز الملك سلمان السعودي للاستجابة للحالات الانسانية في المنطقة وبشكل خاص في اليمن، وقد عملنا مع الهيئات الخيرية القطرية في تنظيم اجتماعات دورية أدت الى تعهدات والتزامات من الجمعيات الخيرية القطرية لتقديم استجابة أفضل للمتأثرين في سورية في فصل الشتاء»، مشيرا الى «العمل مع البحرين وعمان للاستجابة الانسانية في اليمن، بما في ذلك الاستجابة للإعصار في جنوب اليمن، وكل الحكومات والمنظمات في قطر والكويت وكل دول الخليج تتبرع بكميات كبيرة استجابة لهذه الحاجات الانسانية بشكل خاص».وكشف أوبراين انه «خلال 2014 /2015 وصلت التبرعات من دول مجلس التعاون الخليجي للكارثة في اليمن وسورية والعراق الى ما يقارب 2.5 مليار دولار».
وذكر ان «في اليمن يوجد اكثر من 2.3 مليون شخص قد نزحوا داخليا، فضلا عن قتل عدد كبير من الأبرياء، بمن فيهم أعداد مرتفعة من الأطفال والنساء وبعضهم فقدوا في الضربات الجوية، وقد تضرر العديد من المدارس والمؤسسات الصحية، وقد عمل الشركاء في الامم المتحدة على الارض لتوفير المساعدات رغم هذه التحديات وانعدام الاستقرار».
المحيلان: التقلبات جرفت العالم إلى مستنقع دم
قال رئيس مجلس إدارة جمعية العون المباشر الدكتور عبدالرحمن المحيلان «إن التقلبات التي يشهدها العالم جرفته إلى مستنقع دم، وأضحت تشكل تحديا في كل حين».
وأوضح المحيلان على هامش مؤتمر «الشراكة...» أن «الكويت ركزت على استثمار العنصر البشري في الدراسات المتخصصة من أجل إيجاد كفاءات محلية تضمن استمرار عجلة العمل الإنساني» الذي يواكب ما ينتج من تلك التقلبات من أضرار يروح ضحيتها الكثير من البشر، مشيرا إلى «حرص الجمعية على أن يستمر العمل الإنساني الذي تصدره الكويت الى العالم أجمع وقارة أفريقيا بشكل خاص».
وذكر أن «الجمعية والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بدأتا التنسيق مع المنظمة العالمية اوتشا»، مشيرا إلى «التقلبات الكبيرة التي جرفت العالم إلى مستنقع الدم والقتل والدمار، وفي منطقة الشرق الأوسط بشكل كبير جدا حتى لا يكاد يمر يوم إلا وتزداد فيه حدة المشاكل التي يعاني منها المتضررون من اللاجئين والنازحين في كل مناطق الصراع المختلفة، مما أصبح يشكل تحديا كبيرا وحقيقيا ومعقدا ومتسارعا يهدد حياة الضحايا في كل حين».
ولفت إلى أن «الأوضاع السياسية المضطربة أصبحت رديفة لهجرة الآلاف ونزوح أمثالهم من السكان ليصبحوا عرضة للتشرد والهدر الاجتماعي والفشل والأمراض مما يحتم على المنظمات الحكومية وغير الحكومية العمل معا على حد سواء»، مشددا على «النظر بشكل مختلف لهذه الأوضاع والتعامل معها وفق أسس غير تقليدية لإعادة بناء المجتمعات المتضررة والتعاطي مع هذه المعضلات بحلول طويلة الأجل تضمن حياة كريمة للضحايا».