وجع الحروف

أسبوع الآمال... و«التصريحات الجميلة»!

تصغير
تكبير
لم يتصل بي الشيخ محمد العبدالله كما توقع زميل عزيز بعد مقال كتبته عن «كاراكتره الخاص».. وأجمل ما جاء في تصريحه الذي ذكرت في المقال هو «لدى الحكومة إرادة جادة وقوية في القضاء على الفساد والمحسوبية وتسهيل المعاملات»، وبعدها بأيام تصريح حول فرض غرامة مالية على كل من يلقي القمامة في غير الأماكن المخصصة لها (مع أن مركبات نقل القمامة تترك بعض القمامة منثورة تتلاقطها القطط السمان).. وبعدها في ختام الأسبوع صرح الوزير الصانع لـ«الراي» بأن «اتفاقية تبادل المجرمين مع بريطانيا ستشمل فهد الرجعان ونأمل ذلك في القريب العاجل»، وأيضا تصريح «500 دينار غرامة الشواءعلى الشواطىء»!

الحمد لله أننا نشوي إما في مزرعة أو في حديقة منزل أو في جاخور أو مخيم أو شاليه وألتمس العذر لمن (وأنا من ضمنهم) ليس لديهم لا شاليه ولا مزرعة ولا جاخور.. ولله الحمد وعسى الله يرزقنا بمزرعة أو جاخور أو شاليه!


المهم... ماذا يريد المواطن الكويتي في ختام الأسبوع من آمال تحققها التصريحات الجميلة؟

أعتقد ان المواطن يريد مثلاً أن يصل إلى مقر عمله في الوقت المناسب.. يريد أن يحدد موعده مع طبيب الأسنان وهو جالس في منزله وأن ينهي معاملاته كافة عن بعد.

يحق للمواطن أن يبوح بهذه الآمال ونحن نعيش الثورة التكنولوجية وهي متاحة، لكن تطبيقها يبدو أن له صلة بالموروث الاجتماعي الإداري حيث لدى بعض قياديينا قراءة للتطلعات لكن بالمقلوب!

كل هذه التصريحات جميلة وزد عليها تصريح وزير التربية حول مستوى التعليم بالكويت بأنه ما بين 20 إلى 30 بين الدول العربية التي عددها 23 دولة ولا عزاء للسبع الباقية!... أما حكاية «التابلت» والتعهد الذي وقعه أولياء الأمور فهو ليس تصريحاً بل واقع مؤلم.

كيف لنا تحقيق العيش في رخاء من دون ميزات خاصة بالمواطن... أخبروني برد شافٍ لعلي أكون مخطئاً وأعتذر لكل من قرأ هذا المقال فرداً فرداً.

أحياناً أشعر بأننا نبعد عن تطبيقات المنظومات الإدارية الحديثة بعد السماء عن الأرض، وأحياناً قليلة جداً أجد تطور بعض الجهات وهي بحاجة للدعم والشكر وأن تكون مثالاً يُحتذى به.

بين تطبيق الآمال وواقع الحال علاقة غريبة فهي ليست بالنظرية كي ندرس جوانبها ولا هي بالعملية الممكن تطبيقها لغياب العوامل المحفزة للتطبيق من رجال دولة ونظام وقانون يلزم المعنيين بالتطبيق.

إننا نعيش حالة رمادية مع احترامي الكامل للكذب «الرمادي»... فكل ما نريده نتفوه به ونصرح، وفي اليوم التالي نبحث النتيجة ونعود لنصرح مرة أخرى وهكذا الحال... والبعض من مسؤولينا ننصحه بعدم التصريح!

لربما وهذا ما أتمنى أن أكون أنا وكثير من المواطنين على خطأ في التقدير وتفعلها الحكومة وتحقق لنا أمانينا التي ذكرناها أعلاه.

مختصر القول... إن أي تصريح إيجابي يفترض أن نقابله بحسن النوايا ونكرم قائله عندما يتطابق قوله مع فعله وعلى أحبتنا أصحاب القرار معرفة ما يتابعه المواطن وما يلتمسه على أرض الواقع من تحقيق الآمال من التصريحات الجميلة وهي كثر ولله الحمد.

الزبدة الكويت بحاجة إلى إعادة أسلوب العمل إدارياً من خلال مقارنة التصريحات وما تبعها من أفعال وأن تحاول «غربلة» المنظومة الإدارية على الفور وأن تفعل مبدأ الثواب والعقاب لتصل إلى مستوى الرضا من منظور المواطن البسيط... والله المستعان!

[email protected] Twitter: @Terki_ALazmi
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي