حاضر ضمن فعاليات «المقهى الثقافي» المصاحبة لمعرض الكويت الدولي للكتاب
يوسف زيدان: العرب لن يموتوا ... ومأساتنا في انفصال الفكر عن السياسة
يوسف زيدان مع ليلى العثمان في الندوة الفكرية (تصوير جلال معوض)
أثار الكاتب الدكتور يوسف زيدان الكثير من القضايا المتعلقة بالأزمات العربية المتلاحقة، في ظل ما تشهده المرحلة الراهنة من إخفاقات وتحديات، كما اعترض على فكرة موت العرب التي ذكرها الشاعر نزار قباني في قصيدته الشهيرة «متى تعلنون وفاة العرب»، وذلك خلال ندوة فكرية أقيمت في المقهى الثقافي ضمن الفعاليات والأنشطة المصاحبة لمعرض الكويت الدولي للكتاب في دورته الـ40.
والندوة أدارتها الروائية ليلى العثمان، وتحاورت في مستهلها مع زيدان في ما يخص مشاريعه الروائية، والآلية التي ينظر من خلالها إلى المشهد الثقافي العربي ونظرته إلى القصة القصيرة وغيرها. وأوضح زيدان أنه يسعى في كتاباته إلى تحريك شخصياته الروائية من خلال الإحساس بها، موضحا أن القصة القصيرة تتميز بالتكثيف ولغتها قريبة إلى أسلوب «الفلاش» ... ومن ثم أفضى إلى أن كتابة الرواية بالنسبة له هي الهوى الأول.
وحينما طرحت العثمان على زيدان سؤالها المحور حول نظرته للأوضاع العربية الراهنة، قرأ - من محفوظاته - قصيدة قباني التي أراد الإعلان فيها عن موت العرب، معترضا على فكرتها وقال: لن يموت العرب أبدا ... لأن المجتمع الذي يكتب ويدوّن لا يموت، وتاريخ الإنسانية يشير إلى ذلك، فلا توجد جماعة بشرية اختفت ولديها كتاباتها، فمجتمعات الهنود الحمر وسكان استراليا الأصليين والمغول اختفت لأنها لم تكتب، وهناك مجموعة نحيلة (صغيرة) صمدت مثل اليهود لأنها تكتب، مستدركا أن العرب فقط يمرون بالأزمات والإخفاقات ولكنهم لن يموتوا أو تختفي آثارهم من الوجود.
وأشار زيدان إلى أزمات العرب التي رصدها التاريخ أيام المغول والتي لا تقل ضراوة وشدة عما نعيش هذه الأيام في ظل أزمة داعش، وأن ما يفعل داعش مع الازيديين، لا يقل همجية مما فعله هولاكو وما حدث من تناحر على السواحل العربية على أيدي الصليبيين وتداعيات الأندلس وغيرها.
وأوضح أن مصر في هذه الحقبة المظلمة من التاريخ العربي استطاعت إعادة تدوين التراث العربي مثل السيوطي الذي كتب في كافة المجالات وغيره.
وكشف أن العرب يعيشون أزمة طاحنة حينما يرى العربي عربيا آخر يغرق أو يقتل ثم يمارس حياته الاعتيادية من دون أن يترك ذلك في نفسه أي انطباع أو أثر محزن ... ونفسه تقول له «وأنا مالي»، وهو لا يعرف أن انهيار سورية أو ليبيا أو مصر أو اليمن هو انهيار له شخصيا، كما أن تدمير حضارة تدمر على أيدي داعش هو تدمير للحضارة العربية الأم، منوها إلى أن اختلاف الرؤى والمناهل لا يمنع من توحد المصير العربي، وأن الثقافة واحدة، ويرى أن مأساة السوريين الفارين من ويلات الصراعات يمكن حلها عن طريق رجال الأعمال العرب وذلك توفير المشاريع.
وتحدث زيدان عن بعض المآسي، التي تعاني منها المجتمعات العربية، ومنها اللغة التي من المفترض أن يتمسك بالحديث بها كل عربي، مستشهدا بقصيدة «أنا لغتي» للشاعر محمد درويش، رافضا فكرة أن يكون في كل بلد عربي مجمع للغة العربية، لأن اللغة واحدة والموروث مشترك.
وأشار زيدان إلى مأساة عربية أخرى ... وتتمثل في الانفصال التام بين السياسي والفكري، ضاربا المثل ببعض التجارب في فرنسا حينما كان الفكر بكل اشكاله مرتبطا بالسياسة، وله القدرة على تحريكها ومعارضتها والتأثير عليها، طارحا سؤاله: أين المفكر والمتفلسف في البلدان العربية من السياسة؟!
ووضع زيدان حلين لهذه المآسي أولهما الشفافية والوضوح والثاني عن طريق معالجة الضد بالضد ... فمثلا لو تحدثنا عن مشكلة انفصال السياسة عن الفكر فعلينا أن نقربهما ... وقال: «عندما ننظر إلى مآسينا العربية على اعتبار أنها جزء منا ... بالتأكيد سنجد لها الحلول».
والندوة أدارتها الروائية ليلى العثمان، وتحاورت في مستهلها مع زيدان في ما يخص مشاريعه الروائية، والآلية التي ينظر من خلالها إلى المشهد الثقافي العربي ونظرته إلى القصة القصيرة وغيرها. وأوضح زيدان أنه يسعى في كتاباته إلى تحريك شخصياته الروائية من خلال الإحساس بها، موضحا أن القصة القصيرة تتميز بالتكثيف ولغتها قريبة إلى أسلوب «الفلاش» ... ومن ثم أفضى إلى أن كتابة الرواية بالنسبة له هي الهوى الأول.
وحينما طرحت العثمان على زيدان سؤالها المحور حول نظرته للأوضاع العربية الراهنة، قرأ - من محفوظاته - قصيدة قباني التي أراد الإعلان فيها عن موت العرب، معترضا على فكرتها وقال: لن يموت العرب أبدا ... لأن المجتمع الذي يكتب ويدوّن لا يموت، وتاريخ الإنسانية يشير إلى ذلك، فلا توجد جماعة بشرية اختفت ولديها كتاباتها، فمجتمعات الهنود الحمر وسكان استراليا الأصليين والمغول اختفت لأنها لم تكتب، وهناك مجموعة نحيلة (صغيرة) صمدت مثل اليهود لأنها تكتب، مستدركا أن العرب فقط يمرون بالأزمات والإخفاقات ولكنهم لن يموتوا أو تختفي آثارهم من الوجود.
وأشار زيدان إلى أزمات العرب التي رصدها التاريخ أيام المغول والتي لا تقل ضراوة وشدة عما نعيش هذه الأيام في ظل أزمة داعش، وأن ما يفعل داعش مع الازيديين، لا يقل همجية مما فعله هولاكو وما حدث من تناحر على السواحل العربية على أيدي الصليبيين وتداعيات الأندلس وغيرها.
وأوضح أن مصر في هذه الحقبة المظلمة من التاريخ العربي استطاعت إعادة تدوين التراث العربي مثل السيوطي الذي كتب في كافة المجالات وغيره.
وكشف أن العرب يعيشون أزمة طاحنة حينما يرى العربي عربيا آخر يغرق أو يقتل ثم يمارس حياته الاعتيادية من دون أن يترك ذلك في نفسه أي انطباع أو أثر محزن ... ونفسه تقول له «وأنا مالي»، وهو لا يعرف أن انهيار سورية أو ليبيا أو مصر أو اليمن هو انهيار له شخصيا، كما أن تدمير حضارة تدمر على أيدي داعش هو تدمير للحضارة العربية الأم، منوها إلى أن اختلاف الرؤى والمناهل لا يمنع من توحد المصير العربي، وأن الثقافة واحدة، ويرى أن مأساة السوريين الفارين من ويلات الصراعات يمكن حلها عن طريق رجال الأعمال العرب وذلك توفير المشاريع.
وتحدث زيدان عن بعض المآسي، التي تعاني منها المجتمعات العربية، ومنها اللغة التي من المفترض أن يتمسك بالحديث بها كل عربي، مستشهدا بقصيدة «أنا لغتي» للشاعر محمد درويش، رافضا فكرة أن يكون في كل بلد عربي مجمع للغة العربية، لأن اللغة واحدة والموروث مشترك.
وأشار زيدان إلى مأساة عربية أخرى ... وتتمثل في الانفصال التام بين السياسي والفكري، ضاربا المثل ببعض التجارب في فرنسا حينما كان الفكر بكل اشكاله مرتبطا بالسياسة، وله القدرة على تحريكها ومعارضتها والتأثير عليها، طارحا سؤاله: أين المفكر والمتفلسف في البلدان العربية من السياسة؟!
ووضع زيدان حلين لهذه المآسي أولهما الشفافية والوضوح والثاني عن طريق معالجة الضد بالضد ... فمثلا لو تحدثنا عن مشكلة انفصال السياسة عن الفكر فعلينا أن نقربهما ... وقال: «عندما ننظر إلى مآسينا العربية على اعتبار أنها جزء منا ... بالتأكيد سنجد لها الحلول».