«الراي» رصدت بالصور معاناة الموظفين من سوء المبنى وافتقاره لبيئة العمل الصحية

إدارة عمل حولي... خارج نطاق «الشؤون» !

تصغير
تكبير
• بالرغم من كل الشكاوى فإنها لم تلقَ أي تجاوب من المسؤولين في «الجابرية»

• المبنى متهالك ويفتقر لكل التجهيزات والمرافق الضرورية ليؤدي الموظف واجبه بالشكل المطلوب

• أجهزة التكييف خارج الصيانة ما يضطر الموظفين لدفع مصاريف الصيانة من أموالهم الخاصة

• عجز العنصر البشري يدفع الموظفين للعمل في وظائف وأعمال غير مسؤولين عنها لسد النقص

• ثلاجة قديمة تسد جزءاً من البوابة الرئيسية وأثاث قديم يتكدس على جوانبها
من أساسيات أي عمل تأمين بيئة مناسبة للموظف كي يعمل، هذه البيئة التي توفر له الجو النفسي والحافز المعنوي ليعمل وينجر، ولذلك تهتم الدول المتقدمة بأن تجعل مرافق المؤسسات ومواقع العمل بيئات جاذبة للموظف وحاضنة لإبداعه.

لكن ذلك كله بعيد عن الجابرية، وبالتحديد عن إدارة عمل حولي، التي وصلت إلى حالة من التهالك جعلت الموظفين يضيقون ذرعا بالمكان والعمل في الظروف التي تحيط بهم. ولعل ما يثير المفارقة تلك التصريحات الصادرة من مسؤولي الهيئة العامة للقوى العاملة الذين يؤكدون حرص الهيئة على الارتقاء بسوق العمل من خلال سن افضل القرارات التنظيمية والاجرائية وتقديم افضل الخدمات التي تساهم في تسهيل انجاز العمل والمعاملات الخاصة بالمراجعين، ولكن من يتمعن بتلك التصريحات يجد ان العنصر المفقود دائما في تلك المعادلة هو الموظف، الذي اذا ذكر اسمه يكون دائما مرتبطا فقط بعملية المحاسبة والوعيد في حالة التقصير.


«الراي» رصدت بالصورة من خلال هذا التحقيق الميداني في ادارة العمل محافظة حولي معاناة الموظفين، وتعمل على إيصال صوتهم المغيب إلى المسؤولين في الجابرية، بهدف تسليط الضوء على معاناتهم والمشاكل التي يواجهونها اثناء تأدية عملهم. فإدارة العمل في محافظة حولي التي تضم اكثر من 80 ألف ملف والمسؤولة عن الكثير من شركات ومؤسسات القطاع الاهلي، تعتبر الاكثر تضررا في هذا الشأن، كما انها تضم عددا من الادارات مثل التفتيش وتقدير الاحتياج، وهي الادارة الوحيدة التي لاتزال تعمل في مبنى متهالك وقديم جدا يفتقر لكل الوسائل والتجهيزات والمرافق الفنية والصحية الضرورية واللازمة التي تمكن الموظفين من القيام بواجباتهم الوظيفية علي اكمل وجه او تكفل توفير سبل الراحة لهم، بالرغم من كل الشكاوى الا انها لم تلق اي تجاوب من المسؤولين في الجابرية.

وتعاني الادارة من جملة من المشاكل المتعلقة بالخدمات منها عدم خضوع معظم اجهزة التكيف والتبريد والمرافق الصحية لاي نوع من انواع الصيانة، وهذا ما دفع الكثير من الموظفين لدفع مصاريف صيانة اجهزة التبريد والتكييف عن طريق اموالهم خاصة وخصوصا خلال فترة الصيف وشهر رمضان الماضي، علاوة على وجود نقص كبير بالتجهيزات والادوات المكتبية والتكميلية، كما ان هناك ادارات يقوم موظفوها بالعمل في عدة وظائف واعمال مختلفة هم غير مسؤولين عنها من اجل سد النقص وضمان انجاز العمل.

المبنى بشكل عام لا يحتوي على اي شيء صحيح وسليم يمكن ان يكون مقبولا لمن يعيش في دولة غنية مثل الكويت، واول ما يصادفه المراجع عند دخوله للبوابة الرئيسية للمبنى وجود ثلاجة قديمة لا يعرف احد سببا لوجودها علاوة على الاثاث القديم المتراكم والمتكدس على اطراف البوابة، كما ان جميع الممرات الداخلية المؤدية الى مكاتب الموظفين بهت لونها نتيجة لمرور الزمن وتغير صبغها وغطت اطرافها وزواياها بقع الاوساخ السوداء، وفي المقابل غصت صالات العمل بمئات المراجعين وتكدسوا امام شبابيك الموظفين بشكل فوضوي وغير منظم.

اما المشهد الاكثر لفتا للنظر فهو المطبخ الخاص بالموظفين في احدى الادارات وهو عبارة عن مخزن تغطيه الاتربة والاثاث المتهالك والذي لا يمكن ان يكون موجودا حتى في افقر البلاد، وهذا مادفع بعض الموظفين لجعل مكاتبهم التي هي بالاساس قديمة لتكون مطابخ خاصة بهم لاعداد القهوة والشاي، في حين ان هناك فقط عددا من المرافق الصحية «الحمامات» التي لاتزال تعمل بنصف مرافقها، اما الباقي فلا يمكن وصفها سوى بالخرابة التي لاتصلح لاستخدام البشر!
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي