محطة / العصف بالكتاب في ظل رقابة متوجّسة

معرض الكويت الدولي للكتاب... واستسهال المنع

تصغير
تكبير
معرض الكويت الدولي للكتاب... وبعد مرور اربعين عاما على انطلاقه- منذ عام 1975 حتى الآن- لا يزال يحظى بالاهتمام الذي يليق بالكويت ثقافيا ومعرفيا وإبداعا، وهذا الاهتمام لا يعكر صفوه- في حقيقة الأمر- سوى الرقابة التي تزداد ضراوة وشراسة بمرور الوقت، فالعارفون والمتابعون لهذا المعرض منذ انطلاقه يشهدون أن بدايته- على الأقل لثلاث دورات متتالية- لم يدخل في منظومته مفهوم الرقابة، وإن الرقابة حينما عرفت طريقها إليه عرفتها على استحياء وخجل، كي تكشف وجهها بتقدم العمر، وتسعى في المنع والمصادرة والتفنن في أذية الكتاب وصاحبه، ودار النشر أيضا. وبين الأمس واليوم... لا يمكننا أن نعقد المقارنه في ما يخص الرقابة، لأنها تتراجع، وتعصف عصفا بالكتب، وتتخوف من كلمة أو جملة في متن كتاب ما، ربما لا يستطيع «الرقابيون» تصنيفها أو تضمينها أو تفسيرها، وبالتالي يأتي المنع والمصادرة كأداة سهل لإراحة الذهن من التفكير، وبالتالي الهروب المسبق من المساءلة.

إذاً الرقابة... أداة لإراحة الذهن من التفكير في مضمون مفردة عصية، أو فكرة أدبية أبداعية، يرى «الرقابيون» أنها قد تؤدي إلى الصداع، والحل الأسلم... المنع!

وهناك 220 عنوان كتاب تمت مصادرته حسب التصريحات الرسمية، من أصل 10 ألف عنوان جديد... ربما يرى المسؤولون أنها عناوين قليلة، ونحن نراها كثيرة، لأن الناشر المشارك في المعرض- ومن خلال تجاره المسبقة الطويلة مع المعرض، أسس في نفسه رقيبا ذاتيا، جعله يفكر جديا في أي كتاب يصطحبه معه إلى المعرض، وانه لو تشكك- مجرد التشكك- في عنوان أي كتاب ورأى أن محتواه ربما يتعرض للمصادرة، أو مساءلة الرقيب، تجده في الحال يستبعده من المشاركة، ولا يهم وقتها أن القارئ في انتظاره، أو أنه سيؤثر على سوق الكتب، من خلال امتناعه عن احضار كتاب مهم وضروري يثري مكتبة القراء.

ومع ذلك فقد كثرت الشكوى من دور النشر... ليس من خلال التنظيم الذي نشهد بدقته، أو الخدمات المتميزة، فالشكوى من التعسف في منع الكتب، وعدم تفهم طبيعة الإبداع والفكر.

وفي تصريح سابق رفض وزير الإعلام وزير سلمان الحمود فكرة التخلي عن الرقابة على الكتب، كي لا يتم تسريب كتاب في الكويت، ربما يسيء إلى دولة شقيقة أو صديقة، وأنه مع الرقابة الواعية الحريصة على مصلحة الوطن والمواطنين.

والأمين العام المساعد في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور بدر الدويش يرى أن المعرض فرصة للتلاقي مع دور النشر من أجل بناء المعرفة، في ما أوضح أن الرقابة جهة تتبع وزارة الإعلام، وتتعامل مع الكتب وفق قانون المطبوعات والنشر.

وللزميلة الناقدة سعاد العنزي رأيها الذي نشرته على صفحتها في «الفيس بوك» وتقول فيه: «إذا كانت الرقابة تريد منع الفكر الجاد من الوصول فكان الأولى بها منع وصول المنابع الفكرية الحقيقية، والكتاب الجادين في العالم العربي والغربي... أبدأ بالقلق من الرقابة إذا تم منع كتب فوكو وإدوارد سعيد ودريدا وتشومسكي».

في ما يرى الكاتب عبد الله خلف أن معايير الرقابة في التالي:

1 ــ التعرض لسياسة الدولة، او دول الخليج العربية للحفاظ على تماسك وامن دول مجلس التعاون.

2 ــ التعرض للمذاهب، او تكفير اتباع أي مذهب.

3 ــ المساس بالذات الالهية أو الانبياء والرسل.

4 ــ نشر صور الانبياء والصحابة، حتى لو كان بهدف نشر الدعوة الاسلامية.

5 ــ المساس بشرائح المجتمع.

والزميل الكاتب ابراهيم المليفي نراه مدافعا عن الكتاب وحرية التعبير في كل جولاته النقدية والإبداعية والسياسية، ودائما ما يصرح بقوله: انتهى مفعول الرقابة التي تريد حجب الكتب التنويرية والإبداعية. ومن ثم يتوجه الأدباء والكتاب في تساؤلاتهم عن انفلات المعايير حينما تتفتق رقابة مسبقة على المؤلف الكويتي الذي يجنح إلى طباعة كتابه خارج حدود الكويت، «في ما إذا طبعه داخل الكويت فلن يتعرض لرقابة مسبقة.

منشورات «دار الأمير»

شاركت دار الأمير في بجناح خاص في معرض الكويت الدولي للكتاب في دورته الـ 40، والذي يشهد إقبالاً كثيفاً على منشورات

الدار، سيما مؤلفات الدكتور علي شريعتي، وغيرها من الكتب الفكرية والأدبية ومنشورات توكيلاتها في مركز الحضارة ودار الصفوة.

وتشارك دار الأمير في كافة المعارض العربية والأجنبية، من خلال إصداراتها الجديدة لكبار المؤلفين والكتاب والمفكرين.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي