سلطان حمود المتروك / حروف باسمة / عبدالعزيز الشاهين نجم في رحاب التربية الخاصة

تصغير
تكبير

التربية الخاصة هي مضمار من مضامير التربية في هذه الديرة الحبيبة، والذي بدأ ركبها يسير منذ الخمسينات من القرن الماضي، إذ قاد محملها الاستاذ عبدالعزيز الشاهين بافتتاح معهد النور في منطقة الشرق، وبدأت الأساليب التربوية تترى بشكل متواضع وتدفقت المعاهد المتخصصة شيئاً فشيئاً بافتتاح معاهد الأمل ثم الشلل، ثم التربية، ومضت هذه المسيرة بتجارب متواضعة بشكل جمعي للإعاقات، وشمر الاستاذ الشاهين يرحمه الله عن ساعدي الجد في تقنين الإعاقات وفصلها ووضع معاهد متخصصة لكل اعاقة على حدة، وفصل البنين عن البنات في معاهد خاصة لكل نوع ولكل إعاقة، واهتم اهتماماً شديدا بتوفير المستلزمات الضرورية لتلك الاعاقات واعتنى بالمعلمين المتخصصين وشجع الكويتيين منهم وعمل على ضرورة انخراطهم في مضمار التخصصات المختلفة، وبذل جهداً طيباً في تشجيعهم. والذي يطل على مفكرة الشاهين يلاحظ أمرين مهمين: هما الاهتمام بالمناهج الدراسية وتقنين الاعاقات وتصنيفها ووضع أهداف خاصة لكل إعاقة، وكذلك تعريف محدد لتلك الإعاقات من متخصصين لهم فكرهم في هذا الصدد، وذلك عن طريق اللجنة العليا لتطوير المناهج بوزارة التربية، والتي كانت تضم في تشكيلها جميع موجهي العموم، وكذلك المتخصصون في التربية الخاصة من معلمين ومراقبين ونظار المدارس وموجهي الاعاقة وذلك برئاسة وكيل وزارة التربية في ذلك الحين، ما أعطى هذا المضمار خصوصيته وسماته وصفاته المميزة المبنية على الثقافة العلمية والمهنية للتربية الخاصة، والأمر الثاني هو تكريس نشاطه رحمه الله في التفكير بالاهتمام بالجوانب التربوية والعلمية والمهنية للأبناء من ذوي الاحتياجات الخاصة، فنرى جميع الرؤساء الذين يحلون ضيوفاً على الوطن لا يحرمون من مشاهد الطرق الفريدة للتربية الخاصة في ذلك الوقت الذي يتصف بمحدودية الطرق وقلة المستلزمات في هذا المجال.

رحم الله الاستاذ عبدالعزيز الشاهين مؤسس التربية الخاصة في وطني الذي أعطى من حرصه وفكره ووقته وجهده واجتهاده الوقت الأوفر لاسعاد أبناء الوطن. وسأسلط الضوء في المقالة المقبلة إذا أذن الله على شخصية تربوية رائدة في هذا المضمار، وهي الاستاذة عائشة عبدالعزيز حمادة، والتي تعتبرمن نجوم التربية الخاصة في وطني.


سلطان حمود المتروك


كاتب كويتي

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي