أكد في ندوة «الكويت بلد الإنسانية» أن البلاد تتجمل منذ ثلاثة قرون بقيم التسامح وقبول الآخرين

عبدالله سهر: الكويتيون سيتغلبون على سموم الطائفية والتطرّف والإرهاب

تصغير
تكبير
• العرادة: اللقب الأممي ترجمة للمعاني والغايات السامية التي تقوم بها الكويت لنشر السلام والتسامح

• الزلزلة: ترسيخ مفاهيم التسامح لدى الشباب لنبذ التطرف والفكر التكفيري

• عمانوئيل: التسامح من أهم صفات وسمات الشعب الكويتي
أكد مدير عام مكتب الانماء الاجتماعي الدكتور عبدالله سهر قدرة الكويتيين على التغلب على ما يواجههم اليوم من رياح صفراء تحمل سموم الطائفية والتطرف والارهاب والتي يحاول مروجوها كسر أغصان شجرة الخير التي علت في أرض الكويت وسيكون مصيرهم كالأخسرين أعمالاً.

وقال سهر خلال كلمة ألقاها صباح أمس في ندوة «الكويت بلد الإنسانية والتسامح» التي نظمها مكتب الإنماء الاجتماعي تحت رعاية وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ محمد العبدالله وذلك بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للتسامح ان الكويت خرجت منذ تكوينها الأول منذ نحو ثلاثة قرون وهي تتجمل بقيم التسامح وقبول الآخرين من خلال التعايش السلمي وانتهاج مسالك التراحم والتكافل والتواضع بالاضافة الى الصفح وطي صفحة الماضي من أجل المستقبل.


ولفت سهر إلى ان تلك القيم النبيلة تألقت بحلة الديموقراطية وأثمرت في زمان ومكان لا نبت فيه ولا ماء، مضيفاً «الكويتيون استطاعوا غرس نباتات التسامح ومعانيها السامية في الوقت التي تدور حولهم كافة أشكال التعصب والنزاعات والنزوات العصبية والدكتاتورية فكان ذلك ابداعاً يزهو بتكوين كويتي أصيل ترتسم ملامحه الجميلة على محيا عروس الخليج».

وبين ان تلك القيم الانسانية النبيلة تجسدت بأبهى صورها في التكوين الأساسي للبلاد حيث وفد إليها كل باحث عن الأمن والعيش الكريم والحرية، حيث انهم أوجدوا مجتمعا خصاله التعايش والحب والابداع والكرامة وعناوينه العريضة هي التواصل والتراحم والتكافل والقبول بالآخر في اطار مجتمع تقوم دعاماته على العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص.

ومن جانبه قال مدير إدارة الخدمات الاستشارية في مكتب الإنماء الاجتماعي بدر العرادة ان اختيار الأمم المتحدة ومنظماتها الانسانية للكويت وسمو الأمير كقائد للعمل الإنساني يعكس مدى تقدير المجتمع الدولي لجهود الكويت وسموه المحبة للسلام والتضامن والتعايش السلمي واشاعة السلام والاستقرار في العالم.

وأضاف ان العاملين بمكتب الإنماء الاجتماعي يدركون ان أعظم مهمة إنسانية هي بناء أفراد يتمتعون بصحة نفسية وينهضون بمهمة التنمية في قطاعات الدولة والوصول بالفرد والمجتمع للشعور بالسعادة والتسامح.

ولفت إلى ان أهداف مكتب الإنماء الاجتماعي تلتقي مع هدف اليوم العالمي للتسامح بأنهما يسعيان لتحقيق سعادة الفرد وللأسرة والمجتمع وترسيخ المبادئ والقيم الانسانية النبيلة الهادفة الى نبذ العنف والكراهية والتعصب.

ومن جهته، أشاد وكيل وزارة الدولة لشؤون مجلس الأمة أحمد المرشد بالجهود التي يبذلها سمو أمير البلاد في العمل الإنساني ومبادراته في حل الكثير من الخلافات بين الدول ورأب الصدع فيها وإصلاح ذات البين.

وأكد المرشد أهمية العمل التطوعي باعتباره إحدى أهم سمات المجتمع الكويتي التي جبل عليها منذ القدم. وأضاف ان المتطوع يتحلى بالتسامح وحب الآخر وتقبله وإذا ما تحلى بغير ذلك فيكون متطوعاً سلبياً ليس ايجابياً.

وقال انه على مر الزمان استطاعت الكويت أن تحجز لنفسها مكاناً في مصاف الدول المستقطبة للناس حيث أصبحت وجهة للكثير من أهل الخليج والعالم لما تتمتع به من سمات وصفات تعزز قيم التسامح وتقبل الآخر.

وبدوره، أكد إمام مسجد الوزان مصطفى الزلزلة على أهمية ترسيخ مفاهيم التسامح واللين وبدء تطبيقها في المجتمع الصغير داخل الأسرة الواحدة والتوسع بها الى النطاق الأوسع المحيط بنا.

ومن جانبه، شدد راعي الكنيسة الانجيلية الوطنية في الكويت القس عمانوئيل الغريب على أهمية التسامح التي تدعو اليها كل الطوائف والأديان، مشيراً إلى انها من أهم صفات وسمات الشعب الكويتي، داعياً في الوقت نفسه إلى ضرورة وأهمية التمسك بهذه الصفات التي تنهض بها الشعوب والأمم.

وبدورها، أكدت رئيس جمعية حماية الطفل الدكتورة سهام الفريح أهمية تطبيق مبادئ الحرية والديموقراطية في حياة الشعوب والتي لا يمكن ان تختل أو تزول مهما مرت بها من عثرات،مؤكدة ان الكويتيين يخرجون دائماً من كل عثرة أكثر صلابة وتماسكاً.

وقالت الفريح ان هناك أهمية في ايجاد قراءة تحليلية للتاريخ تقوم على التحليل الموضوعي بأدوات علمية جديدة وان تتمثل فيها الروح النقدية الواعية المتسمة بالموضوعية لجميع العصور التاريخية، مشددة في الوقت نفسه على ضرورة الوعي بقضايا حقوق الانسان، والنهوض بالتربية والتعليم.

انتقدت ما تشهده البلاد الإسلامية من تناحر

جمعية الإخاء: الكويت أسّست مفهوم التسامح منذ 300 عام

قال رئيس جمعية الإخاء موسى معرفي إن العالم المتحضر يحتفل بيوم التسامح العالمي، في الوقت الذي تعاني منه بلادنا الاسلامية من ويلات الطائفية والتناحر، رغم ان التسامح والتعايش السلمي من ركائز الشريعة السمحة للدين الاسلامي.

وأضاف معرفي في بيان صحافي أنه «اذا كانت الامم المتحدة وضعت يوماً عالمياً للتسامح، فإن شعب الكويت وضع هذا اليوم قبل 300 سنة منذ النشأة، فشعبنا شعب مهاجر من كل أصقاع الارض ومتنوع الثقافات والمذاهب والاديان وعاش المواطنون متحابين متآخين بسلام، ووصلت قوافلهم البرية الى الشام واليمن، ووصلت مراكبهم البحرية الى الهند والسند، وتواصلوا مع العالم الخارجي وكانوا مثالاً للأمانة والاخلاق الكريمة».

وتابع أن «الشعب الكويتي باختلاف مكوناته العقائدية ساهم منذ عقود طويلة ببناء الكويت دون موارد ولا ثروات طبيعية ولكن الارادة الصلبة وروح الانتماء للارض والانسجام الروحي صهر هذا الشعب في عجينة واحدة توحدت للنهوض بهذا البلد وجعلته قادراً على تحدي الظروف والمخاطر في زمن يموج بالحروب والاطماع من كل حدب وصوب» مشيرا إلى ان «الكويت كانت ملتقى لشعوب كثيرة دستورها المحبة والسلام والانسانية، ونمت وازدهرت بهذه السمات والخصائص تحت حكم اسرة اتفق عليها الكويتيون واحبوها واحبتهم وتقاسموا معها الرأي وادارة شؤون الدولة بكل شفافية وفي اطار من العدالة والمساواة، دون تمييز لجنس او طائفة» مستطرداً «نجح الآباء بترسيخ هذه المفاهيم بعد ذلك بصياغة دستور 1962 ليكون وثيقة حضارية تميزت بها الكويت عن محيطها الاقليمي والعربي في ذلك الوقت، ومازالت الكويت وشعبها مثالاً يحتذى به ونموذجاً للتعايش والتسامح والاخاء وممارسة اسلوب ديموقراطي يستمد جوهره من مبادئ حقوق الانسان وديننا الاسلامي الحنيف».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي