بينما تنشغل السلطات في الدول المتقدمة بالتخطيط لمشاريع مستقبلية وتجري الدراسات لما فيه خير حاضر البلد ومستقبله، ويقوم إعلامها الوطني بإبراز ومناقشة وتقييم هذه الأعمال والإنجازات، حتى تحوز ثقة البرلمان ورضا الشعب، نجد أن الأمر عندنا في الكويت مختلف، فنحن منذ سنوات طويلة والحكومة والبرلمان والإعلام مشغولون بقضايا إما جرائم أمن دولة مثل: تفجير مسجد الصادق، وخلية «حزب الله» الإرهابية، و«قروب الفنطاس» التآمري، وهي الجرائم التي أصابت وحدتنا الوطنية بشدة، أو تعدٍ على المال العام، مثل قضايا: التأمينات، ومكتب استثمارات لندن، وشركة «أدفانتج»، وغيرها من الأمور التي أثارت الخوف على اقتصادنا واستثماراتنا الخارجية.
أما القضايا الرياضية فحدث ولا حرج، فقد مسحت تاريخنا الرياضي، وأضاعت مستقبله، وقضت على الروح الرياضية في ملاعبنا، وحتى الآن والحكومة لم تتخذ أي إجراء عملي في هذه الأمور كي تطمئن الشعب، منتظرة الأحكام، ومجلس 2013 كل ما يفعله هو تشكيل اللجان المؤقتة لحل القضايا، ومن ثم إحالة نتائجها إلى اللجان الدائمة بعد ترجمتها، وهو ما يأخذ وقتاً طويلاً جداً.
أما الإعلام والصحافة والتلفزيون فهي معذورة، فهي تنشر ما يأتيها من تصريحات، والتي تحمل مرة وعوداً معسولة، وأخرى وعيداً بالويل والثبور، ولا حل قريبا ونحن ندور في حلقة مفرغة.
وما يثير الشك والريبة في النفوس لعبة الكراسي الموسيقية التي يلعبها بعض الوزراء، برضاهم أو مرغمين، من إقالة أو استقالة أو تدوير بين الوزارات، عند حدوث أي خلاف مع نواب المجلس، أو محاولة هؤلاء الوزراء ممارسة صلاحياتهم للإصلاح، حتى سمعنا من النواب من يقول لرئيس الوزراء: أنا مستاء من هذا الوزير، ويصرح آخر بتخوين وزير ثانٍ عندما يُعين شخصاً في منصب تابع لوزارته لأنه يحمل فكراً سياسياً يخالف فكر النائب، ويطالب نائب ثالث بتجديد الدماء في المناصب القيادية في وزارات ومؤسسات الدولة، ولا ندري كيف يستطيع وزراؤنا إرضاء 47 نائباً مختلفين في كل شيء من فكر وتوجه ومصلحة؟!
لقد تصدعت وحدتنا الوطنية، واختفت الروح الرياضية، واهتزت الثقة في مستقبل البلد من هذه الحالة، والله يستر على بلدنا ونحن نرى ونسمع ما يدور في دول الجوار.