مَنْ هو المدمن ؟
لا يخفى على الجميع الدمار الذي تخلفه المخدرات، تلك السموم التي انتشرت بشكل كبير بين أوساط المراهقين و الشباب، فالكثير من المختصين في مجال المخدرات يقولون إنه مرض، و هناك مَنْ يقول عكس ذلك، ولكن من واقع خبرتي و احتكاكي بالمدمنين عن قرب أقول إن المخدرات شيطان داخل إنسان إن ابتعد الإنسان عن ربه، فيخلو القلب من الإيمان، ثم يسهل دخول الشيطان و يتربع داخله ولا يفارقه فالنفس إذا ما شغلتها بطاعة الله شغلها الشيطان بطاعته، ثم يصبح المدمن أسيراً للمخدرات، فالمدمن إنسان مسلوب الإرادة، لأن المخدر أصبح عضوا رئيسا من جسده، فتجد المدمن إذا خرج المخدر من جسده يصبح كالمجنون ولا يرتاح إلا إذا أخذ الجرعة، لذلك تجد صعوبة في إخراج المخدر، ولا يعيش إلا للمخدر، و هذا أمر طبيعي أراه لكل مَنْ ابتعد عن ربه فيتلقفه الشيطان أينما كان ثم يجبره على معاص كثيرة مثل الزنا و العياذ بالله و غيرها من الذنوب صدق الله عز و جل حين بيّن في كتابه الحكيم «و لا تتبعوا خطوات الشيطان»، وبالفعل تتفتح الأبواب و تزيد الذنوب و المعاصي ومن ثم يزين الشيطان له الباطل و يصبح القلب ميتاً لا يشعر بكبر المعصية أو صغرها هذه حال كل مَنْ ابتعد عن الله تعالى، فلا يستطيع المدمن الفكاك من المخدر إلا بالرجوع إلى الله من ثم يأتي دور الأسرة بالوقوف بجانبه بداية الإقلاع و فترة طويلة حتى يتمكن بإذن الله من التخلص من تلك الآفة المدمرة، لأن نوعية المرض تختلف عن سائر الأمراض، فهو أكثر دمارا من الإيدز و السرطان – عافانا الله تعالى و إياكم – لأنه يدمر المدمن ومَنْ حوله، ولكن مريض السرطان و الإيدز دماره على نفسه، أسأل الله العافية لجميع المسلمين من ذلك الشيطان اللصيق، و أسأله عز و جلّ أن يثبتنا على كل ما أمر و نهى، وأن يحفظنا من كل مكروه.
* ناشط في مجال التوعية بأضرار المخدرات
* ناشط في مجال التوعية بأضرار المخدرات