حوار / «أهوى الثقافة... وأتأسف لغياب برامجها على شاشات التلفزة»!

نادين صيداني لـ «الراي»:مسيرتي الإعلامية حافلة بـ... الأشواك

تصغير
تكبير
• ورثت عن والديّ العناد الشديد والطيبة المفرطة!

• قدّمتُ «صباح الخير يا كويت» 21 عاماً... فترة ثرية في حياتي

• أنا حالياً في «استراحة محارب»... ومنشغلة بإعادة ترتيب أوراقي

• أعتزم تقديم خطوة مغايرة على الشاشة... امتداداً لمسيرتي السابقة

• ابني كريم فنان وشقيقته سيلين فارسة... وأرفض أن يعملا في الإعلام
«مسيرتي الإعلامية حافلة بالأشواك»!

هذه خلاصة التجربة الطويلة التي خاضتها مقدمة البرامج المعروفة نادين صيداني، التي أطلت على جمهور التلفزيون في العديد من البرامج الشهيرة، بينها «صباح الخير يا كويت» و«ليلة خميس» و«دليل التلفزيون» و«ألوان» وغيرها.


«الراي» التقت صيداني، التي تعتز بمشوارها على الشاشة، وبقدرتها على تخطي العقبات التي واجهتها، لكنها في المقابل ترفض أن يعمل ابناها في الإعلام إشفاقا عليهما من صعوبة التجربة ووعورة الطريق!

صيداني استدعت ذكريات عمرها سنوات طوالاً، وعددت برامج رافقت خلالها زميلات لا تزال تبادلهن التقدير، وتعتز بجمهور حرصت دوماً على مودته واحترامه.

كشفت صيداني عن أنها تعتبر نفسها حالياً في «استراحة محارب»، موضحةً: «أنا محبة للثقافة ومؤمنة بتأثيرها الإيجابي»، ومعربةً عن أسفها لما تراه «غياباً للبرامج الثقافية من خارطة القنوات التلفزيونية»، ومتسائلةً «إن كان الجمهور قد تغير عن قبل»! وفي حين عبّرت صيداني عن أسفها لعدم تمكنها أخيراً من حضور مؤتمر برلين الدولي الأخير للأدب، لكن إضراب عمال الطيران في ألمانيا حال دون سفرها، حضّت المذيعة المرموقة الجميع على «استثمار ساعة كل يوم في الانفتاح على عالم الثقافة، بعيداً عن التشويش الذي تثيره وسائل الميديا الاجتماعية»، وداعيةً إلى «التأسي بالغرب في تمسكه بثقافته، وحرصه على توصيلها للأجيال الجديدة». نادين صيداني ألقت الضوء على قضايا عدة إعلامية وشخصية، جعلت من حديثها مع «الراي» محطةً يجب التوقف عندها... والتفاصيل تأتي في هذه السطور:

• فلنبدأ بالحديث عن الآتي ثم نعود إلى الماضي... لديك رحلتان إحداهما إلى أميركا والثانية إلى مدينة برلين، ماذا عنهما؟

- برلين كانت عبارة عن رحلة ومؤتمر ثقافي كبير، لكنني اعتذرت بسبب الإضراب الأخير الذي نفذه موظفو الخطوط الجوية الألمانية، وعلى إثره توقفت جميع الرحلات... وتقدمت بكتاب اعتذار من إدارة المهرجان التي وجهت إلي دعوة خاصة. وللأمانة، هم وجهوا لي دعوات عدة في الفترات الماضية، لكنني كنت أعتذر بحكم عملي بالبرامج في الكويت، والتي تحول دون مشاركتي هناك، وهو مؤتمر يُعقد لمؤسسة تُعتبر جوهر أوروبا، إلى جانب أنه يُعنَى بجميع المجالات الثقافية في أوروبا، وهناك عدة جهات مسؤولة عن هذا المهرجان، بالإضافة إلى منظمة الحكومات الأوروبية.

• كيف تم اختيارك لتوجيه الدعوة إليك هذه السنوات؟

- لأن لدي علاقة دائمة مع المؤتمر الأدبي في برلين... وكنت أود فعلاً هذه السنة أن ألبي الدعوة، لكن الظروف حالت دون ذلك، وأعتقد أن المؤتمر هذا العام سوف يطرح مواضيع تهمنا جميعاً، وقضايا تنتمي إلى حقول الفكر والأدب والثقافة، والأخيرة سيوليها المهرجان عناية خاصة، إلى جانب ترسيخ الإرث الأوروبي الثقافي للأجيال المقبلة.

• ولماذا أميركا؟

- هي سفرة خاصة أسرية.

• أنتِ حققتِ ظهوراً لافتاً، خصوصاً فترة التسعينات وبداية الألفين، وكنت من أبرز مذيعات تلفزيون الكويت، هل تحدثيننا عن هذه الفترة؟

- كانت فترة غنية بالبرامج التي قدمتُها، كانت لدي برامج عدة منها «الفن السابع» و«ليلة خميس» و«ألوان»، وأنا أعتبر هذه الفترة من أكثر فترات حياتي خصوبةً وثراءٍ.

• هناك أيضاً برنامج «صباح الخير يا كويت» الذي ظللتِ تقدمينه فترة طويلة.

- بالفعل ظللت أقدمه على مدار واحد وعشرين عاماً، والآن أعتبر الفترة الحالية بمنزلة استراحة محارب.. ونستطيع القول إن الإنسان في حاجة إلى أن ينعم بقسط من الراحة، حتى يعاود ترتيب أوراقه، ويحدد قائمة أولوياته من جديد.

• هل نعتبر هذه إجابة ديبلوماسية؟

- لا صدقني.. إنني أحتاج إلى بعض الراحة، قبل أن أعود إلى التلفزيون، لأقدم شيئاً جيداً وجديداً، خصوصاً أنني أتطلع إلى اتخاذ خطوة مغايرة في حياتي الإعلامية.

• نلاحظ أيضاً أن زميلات جيلك قدمن برامج اجتماعية ومنوعة كانت لافتة ولكنها لم تتكرر، بل إن المذيعات أنفسهن اختفين عن الشاشة؟

- كلا.. نحن لا نزال موجودات ، لكن ربما تكون الاهتمامات هي التي تغيرت.

• دعاء عبدالرحمن ونرفانا ونسرين وحنان كمال... ماذا تعني لك هذه الأسماء؟

- إنهن صديقات وزميلات عزيزات جداً جداً، وقد جمعتنا معاً أيام جميلة، والحقيقة أننا كان يربط بيننا نوع من التفاهم الضمني، فنحن كنا نسير على الخط نفسه، ونعتمد نهجاً واحداً.

• نلاحظ هذه الأيام غياب التوافق بين الثنائيات في البرنامج الواحد، وبين الزملاء عموماً.. فهل تشاركيننا الرأي؟

- من اللازم والضروري والمطلوب أن يكون المذيعان اللذان يشكلان ثنائياً متفاهمين، وأن يظهر هذا التفاهم على الهواء مباشرة، فهذا الأمر من قبيل احترام الجمهور، وأنا شخصياً ربما كنتُ في السابق غير متوافقة مع زميل أو زميلة، ومن ثم لا نكون متفاهمين معاً، لكن يظل هذا أمراً شخصياً لا يظهر أبداً على الشاشة، فلا يجوز تحت أي ظرف أن تظهر أي شوائب جانبية من المذيعين للمشاهدين، وهذا الأمر من أساسيات المهنة.

• وماذا كنتِ تفعلين حين تستشعرين شيئاً من عدم التوافق؟

- كنتُ أنسحب، فإذا أحسستُ أن هناك احتمالات لحدوث أمر مزعج أو غير مريح، كنتُ أفضل الانسحاب، وأترك المجال ورائي.

• ألا يأخذكِ الحنين شوقاً إلى الزمن الجميل، وما الذي تتوقين إليه من الماضي تحديداً؟

- بصراحة، أحنُّ إلى البرامج الثقافية، فأنا ألاحظ أنها انحسرت كثيراً، وصارت بعيدةً عن الخارطة، وأعتقد أن الجمهور نفسه لم يعد يتقبل المواضيع الجدية كما كان في السابق، ويميل أكثر للمنوعات، وهذا الأمر لا يقتصر علينا، بل هناك عدة دول وثقافات تعاني آثاره.

• هل تقصدين أن نوعية الجمهور اختلفت، في ظل تزاحم المواقع الإعلامية؟

- أكيد... فالجيل الجديد الآن متأثر كثيراً بوسائل «السوشيال ميديا»، لكن مع الأسف، هذا الأمر لا يبني ثقافة، لأن الإشاعات فيها عادةً ما تكون أكثر من الأخبار الصحيحة، وهذه هي المشكلة، والإعلام اليوم لا يؤدي دوره، بقدر ما يفعل التواصل الاجتماعي المختلف.

• ربما كانت شاشة التلفزيون في الماضي هي أكبرنوع من الترفيه المتاح، ولم تزاحمها بالسابق وسائل ترفيهية كثيرة، كما نشهد اليوم؟

- طيب، حتى لو كان الأمر كذلك، ألسنا - في الحقيقة - نحتاج إلى ساعة من يومنا نغذي فيها أنفسنا ثقافياً؟ فأنا أرى أن التشويش و«العجقة» من حولنا أكبر بكثير من اللازم، ومن ثم نحتاج إلى تنقية عقولنا!

• أعلم أنك في السنوات الأخيرة صرتِ تضعين شروطاً بعينها للموافقة على قبول أي برنامج يقدم لك؟

- لا بد أن يكون البرنامج قريباً مني كثيراً، ويكون بمنزلة مرآة لشخصيتي، وأن يحمل قضية ورسالة.

• حتى إن كان برنامجاً فنياً؟

- نعم لا بد من وجود رسالة تفيدنا وليس مجرد «حشو» كلام فقط، أريد أن يستفيد الناس.. لا أريد ان أظهر وأقدم «سخافة» أو شيئاً واهياً وخالياً من أي مضمون.

• وكيف ترين الأبناء الذين كبروا في الوقت الراهن قبل وقتهم، وصار من الصعب توصيل أفكار معينة إليهم، بصراحة لم يعد شيء يرضيهم؟

- لأكن صريحة بدوري.. أبنائي أتحير كيف أرضيهم بالفعل، صحيح، وأحياناً بالفعل يتفوقون عليّ في التكنولوجيا، ومع ذلك أظل متمسكةً بإرشادهم وتنمية معارفهم.

• ألا يمكنك أن تجاري العصر الذي نحن فيه وتقدمي برنامجاً على نهج «عصر السرعة»؟

- أنا معك، وأنا منذ زمن أعتبر أنني مع الفقرات السريعة في برامجي، وأحب أن أكون مع الرتم السريع، وتجدونني ضد التطويل والإطناب، «أحب كل شي بسرعة»، حتى أجوبة الضيف ليس ضرورياً أن تكون إجابة طويلة كأنها جريدة!

• هل من الممكن أن تأخذي من أبنائك أفكاراً للبرامج المقبلة؟

- نعم بالتأكيد.. ولكن «بيزعلني عن جد» حين أطرح اسم كاتب أو أديب قديم، وأجد أن الجيل الجديد لا يعرفه، أمر مؤسف، وهذا إرثنا وثقافتنا، وأتصور أن الغرب يختلف عنا في هذه النقطة، فهو متشبث بإرثه الثقافي.

• ما أحب البرامج التي قدمتِها إلى قلبك؟

- على رأس اللائحة «صباح الخير يا كويت»، ففترة واحد وعشرين عاماً ليست قليلة على برنامج واحد، و «دليل التلفزيون» له ذكريات، وهو حتى انتشر بدول الخليج، ولا أنسى «ليلة خميس» وأتذكر نجاحه وكان من ضمن الفقرات المحاكمة بيني وبين بسام العثمان، كنا نعمل محاكمة مع ضيوفنا والأجواء محكمة، وضيوفنا من الفن والرياضة، ونحاكمهم على الهواء مباشرة، وأيضا أحب «ألوان» كان برنامجاً خفيفاً.

• هل تعتقدين أن هذه البرامج، لو أُعيد تقديمها حالياً، يمكن أن تحرز صيتها الأول؟

- فقط «دليل التلفزيون»، لأن برامج أخرى تقلده الآن، وكان هذا البرنامج القديم بالنسبة إلي بالتحديد سابقاً لعصره، وكان سريع الإيقاع.

• من المذيعات الحاليات اللاتي تتوسمين فيهن مستقبلاً واعداً؟

- معذرةً، أعتذر عن الإجابة، فأنا لا أريد أن أظلم إحداهن، ولا أريد أن أدخل نفسي في مثل هذه الأمور.

• على رغم مشوارك الإعلامي الطويل نلاحظ قلة مشاركاتك في الإذاعة؟

- قدمتُ برنامجين في السابق، ولكنني أجد نفسي في التلفزيون، وأميل إلى الكاميرا وأحب أن أخاطبها، والإذاعة أجدها جميلة بطبقة صوت معينة، مثل إلقاء الشعر أو معلومات وأمور وثائقية.

• ماذا عن فكرة استكمالك لدراستك، حيث كان هذا من ضمن قراراتك؟

- بالفعل كنت أنوي أن أكمل الماجستير، لكنني انشغلتُ مع أبنائي.

• أنتِ مفرطة في خوفك لابنيكِ كريم وسيلين، وكأنك الفنانة حياة الفهد في مسلسل «خالتي قماشة»؟

- كلامكما صحيح مئة في المئة، ودائماً مشغولة بأن أدفعهما إلى الأفضل.

• وماذا عن ميولهم.. هل لديهم نزوع نحو الإعلام والشاشة الفضية؟

- كريم متذوق وله حس بالكتابة والأدب ورسام وسيلين تميل إلى ركوب الخيل.. أما عن المجال الإعلامي، فلن أوافق على دخولهما، وسأظل أنصحهما بألا يتجها إليه، لأنه مجال متعب.. وطريقي كان مملوءاً بالأشواك والعقبات، والأمور لم تكن سهلة، بل كانت هناك تحديات كثيرة تخطيتها، ولا أريد منهما أن يخوضاها.

• ما الصفة التي تحملينها وتودين التخلص منها؟

- العناد، فأنا عنيدة جداً.

• وصفة تتمسكين بها في شخصيتك؟

- الطيبة المفرطة.

• كيف كونت هذه الصفات المتناقضة: العناد والطيبة؟

- بصراحة ورثتهما من أمي وأبي.

•هل من كلمه أخيرة؟

-أوجه تحياتي لجريدة «الراي» لاهتمامها بي، وأعادتني إلى حوار عفوي بعد سنوات.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي