في السابق كانت الهيئة تقبل حتى ما دون 17 عاماً متدربين في معاهد الهيئة العامة للتعليم التطبيقي بدورات يتخرج منها شباب الكويت بقدرات فنية تحتاج لها مؤسسات الدولة الفنية.
إن هذا العمر، 16 - 17 عاماً، لو تم تأهيله فنياً بالشكل المطلوب، خصوصاً وان من في هذه السن العمرية مؤهلون لتلقي المعلومة بشكل أفضل، وأصبح بالإمكان صقل مواهبهم وإخراج الجانب الإبداعي الفني إلى حيز الوجود، وبالتالي تعود الفائدة إلى القطاعات الفنية بالدولة.
كان هذا في الأمس القريب، واليوم منعت هذه الفئة العمرية من القبول ليضيع عام كامل عليهم، وما أصعب وقت الفراغ الذي يرى كثيرون من علماء الاجتماع والنفس أنه سبب انحراف الشباب إلا من رحم الله.
لقد نادت الكويت قبل أعوام بوجوب الإحلال لتعتمد الكويت على أبنائها من الشباب، خصوصاً في الحقل الفني الذي تشغله عمالة رديئة، وقد يكون ولاؤها ضعيفاً مقارنة بابن الوطن الذي لو تم غرس مفاهيم معينة في ذهنه لكان أكثر حرصاً وخوفاً على منشآت الدولة الفنية. الكويت بحاجة إلى جيل فني شاب مدرب والبقاء فيه للأصلح منهم ولا «واسطة للنجاح»!
قد يكون الاخوة في إدارة التعليم التطبيقي والتدريب لديهم معايير معينة بُني عليها قرارهم هذا، ولكن، حتى وإن كان هناك سبب قائم، لماذا لا يتم قبول أفراد هذه الفئة العمرية والعمل على تأهيلهم وتشجيعهم، كي يباشروا العمل في مؤسسات الدولة، وهم في عمر العشرين، وهو عمر تكون فيها الطاقة الإنتاجية أكثر ومتهيئة للصقل.
إن الشاب حينما يباشر عمله في سن مبكرة، ويتم تدريبه على الأنظمة الفنية يستطيع الإسهام في ترسية منهج الإحلال الذي دعت إليه الدولة من قبل.
على الدولة دعم الشباب وفتح المجال أمامهم للالتحاق بدورات التعليم التطبيقي، فالاستثمار بالجانب البشري، وتحديداً في الحقل الفني يمنح الدولة مردوداً طيباً على المستويين الاجتماعي من خلال حفظ الشباب من كارثة وقت الفراغ والتسكع والتشغيلي، ويتم حصده فنياً من خلال توافر خامات شابة تبحث عن العطاء والرقي بالبلد ومنشآته... والله المستعان.
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
[email protected]