«الأوقاف» عمّمت الخطبة للاستفادة من الدروس الواردة في خطاب الأمير

النطق السامي موضوع خطبة الجمعة... دعوة للتكاتف وإيقاف الهدر والإسراف

تصغير
تكبير
• سمو الأمير سطر أروع الكلمات وأعذبها وأجملها من والد محب لأبنائه

• حذر مما تعيشه الدول المجاورة من حروب ثائرة وشرور متطايرة
تفاعلت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية مع النطق السامي الذي ألقاه سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد في افتتاح الفصل التشريعي بتخصيص خطبة الجمعة غدا لتتناول الدروس والعبر من خطاب سموه، وعممته على مساجد الكويت.

وبينت الوزارة أن الخطاب السامي حض على اهمية التعاون والبعد عن اسباب العداوة وما يحمل على الكراهية والشحناء وما يثير الاحقاد وضغائن القلوب، والتحذير الشديد من اثارة الطائفية البغيضة لتبقى بلادنا في أمن وأمان، مشيرة إلى أنه حذر مما تعيشه الدول المجاورة من حروب ثائرة وشرور متطايرة وفتن تدمي لها القلوب وتنفطر لها الاكباد وتقشعر لها الابدان.


وبينت أن الخطاب الأبوي الحاني من سمو الأمير يدعو إلى التكاتف وأن يقوم الجميع بواجبهم لمراجعة مواطن التقصير وبذل الاصلاح وايقاف مسلسل الهدر والترف والسرف، وتعزيز ثقافة الاستهلاك والاقتصاد، فالإصلاح صادر عن ايمان راسخ وعقيدة صادقة واستشعار بعظم المسؤولية وهذه المهمة لا تعرف الفتور ولا يعجز بل الحكمة والحنكة والصبر في الاوضاع الحاضرة.

وفي ما يلي جل ما جاء في نص الخطبة:

إن أغلى ما يملك المرء دينه ووطنه، وما من إنسان إلا ويعتز بوطنه، لأنه مهد صباه ومدرج خطاه ومرتع طفولته، وملجأ كهولته، ومنبع ذكرياته،وموطن آبائه وأجداده، ومأوى أبنائه وأحفاده، حتى الحيوانات لا ترضى بغير وطنها بديلا ومن أجله تضحي بكل غال ونفيس، فالكل يحب وطنه؛ فإذا كانت هذه سنة الله في المخلوقات فقد جعلها الله في فطرة الإنسان، لذلك كان من الحقوق والواجبات الاجتماعية في الإسلام والتي غرسها في فطرة الإنسان: حقوق الوطن والأرض التي يعيش فيها ويأكل من خيرها ويعبد الله تحت سمائها، وأول هذه الحقوق الحب الصادق لهذا الوطن ولقيادته.

لقد حث الخطاب السامي على أهمية التناصر والتعاون والبعد عن أسباب العداوة والبغضاء وما يحمل على الكراهية والشحناء، وما يثير الأحقاد وضغائن القلوب، والتحذير الشديد من إثارة الطائفية البغيضة لتبقى بلادنا في أمن وأمان.ولا شك أن هذه النصيحة هي أصل أصيل من أصول هذا الدين العظيم، ولقد عني النبي في بناء المجتمع المسلم من داخله بهذا الأصل عناية عظيمة ليكون بناء محكما قويا قائما على الألفة والمحبة ووحدة الكلمة واجتماع القلوب، وكان من أولويات عمله حين وطئت قدمه المدينة: المؤاخاة بين أصحابه، تلك المؤاخاة التي لم يشهد التاريخ لها نظيرا حين نقلت أصحابه من التباغض في الجاهلية إلى التحابب في الإسلام، وجعلت غرباء الدار إخوة للأنصار، يقاسمونهم دورهم وأموالهم وضياعهم، وكان من سياسة النبي مع أصحابه أنه يقضي على أي بادرة اختلاف بينهم في مهدها، ويطفئ فتيلها قبل اشتعالها، ولا يتهاون في ذلك أبدا، بل نجده وهو الرفيق الرحيم يغلظ المقال في هذا المقام أكثر من غيره؛ لعلمه أن نار الخلاف والفرقة والفتنة إذا توقدت فمن العسير إطفاؤها.

لقد حذر الأب أبناءه مما تعيشه الدول المجاورة من حروب ثائرة وشرور متطايرة وفتن تدمى لها القلوب، وتتفطر لها الأكباد، وتقشعر لها الأبدان، تلك الحروب تجعلنا دوما في يقظة واعتبار واتعاظ من سرطان الإرهاب في التفجير والتخزين للأسلحة وإثارة الفتن وإذكائها، والمحاولات اليائسة لزعزعة الأمن والإخلال به، واستهداف الدماء المعصومة، وهي جرائم لا يرضاها دين، ولا يقرها عقل، وتأباها الأعراف والفطر السليمة.

لقد أبرز الخطاب الأبوي لأبنائه أهمية استمرار التعاون بين دول مجلس الخليج العربية لوجود تهديد حقيقي يستهدف دول المجلس وعليها تداعت الدول لدفعه والتعاون لدحره، فأي تهديد لأي دولة خليجية هو تهديد لأمننا لأن المصير واحد، فيجب إقالة العثرات، واليقظة ضد تلك المخاطر المتربصة بدولنا.

إن صدق الانتماء إلى البلاد يتطلب منا جميعا حماية أمنها وصون وحدتها والذود عنها، لقد جاء في الخطاب الأبوي أهمية التأمل في الحال والواقع لمعرفة حجم التحديات وتأمين المتطلبات لمواجهتها وتجاوزها بإذن الله عز وجل، ومحاسبة النفس على التقصير والتفريط في جنب الله، وإصلاح مواطن الخلل في النفس والمجتمع، فإنه ما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة صادقة إلى الله عز وجل، إن الثبات على الإسلام وعقيدته في صف واحد مجتمعين على كلمة واحدة خلف قيادة واحدة يعزز من قوتنا وصلابة موقفنا.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي