التواصل المستمر بين الشعبين جعل «العربية» و«الفارسية» تتبادلان الألفاظ والمعاني
التبادل الإيراني - الكويتي وصل إلى... الاقتراض اللغوي
الفرقة الايرانية التي ستشارك في احتفالات «الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية»
السجاد التبريزي
طبيعة رائعة في إيران
سمير أرشدي
الدكتور علي رضا عنايتي
لم تتوقف حركة التبادل بين ضفتي الخليج العربي على الجانب الاقتصادي، بل تعداه إلى أكثر من صعيد عززت كلها مجتمعة أواصر العلاقة بين إيران وجيرانها العرب على الضفة الأخرى ولاسيما الكويت، التي جاءتها عائلات من إيران منذ اكثر من قرنين واستقرت بها حتى أصبحت اليوم من مواطني دولة الكويت، وامتد التبادل ليشمل مختلف مناحي الحياة، حتى اللغة.
أستاذ الأدب واللغة الفارسية بجامعة الكويت الدكتور سمير ارشدي أكد ان الجالية الايرانية من اوائل الجاليات التي هاجرت من المناطق الجنوبية والساحل الايراني الى الكويت، لافتا إلى انها ساهمت في تطور الكويت.
وأضاف في حوار مع «الراي» ان التعاون والتواصل المستمر بين الشعبين المسلمين الايراني والكويتي على مر القرون ادى الى الاقتراض اللغوي والذي إن دل على شيء فإنما يدل على حيوية اللهجة ومرونتها لاستيعاب مفردات دخيلة الامر الذي ادى الى ظهور لهجة كويتية مستقلة. وأشار أرشدي إلى أن التواصل بين العربية والفارسية يعود الى العصر الجاهلي وان هناك اكثر من خمسين كلمة فارسية الأصل في القرآن الكريم أكد وجودها علماء التفسير والحديث، مبينا ان آخر احصائية لمجمع اللغة الفارسية ذكرت أن 56 في المئة من مفردات الفارسية هي عربية أو ذات اصل عربي فما من لغة في الدنيا لم تطعّم غيرها ولم تتطعم بغيرها. وفي ما يلي نص الحوار:
? كيف تقيمون دور الجالية الايرانية في الكويت؟
الجالية الايرانية من اوائل الجاليات التي هاجرت من المناطق الجنوبية والساحل الايراني الى الكويت وساهمت في التطور العمراني والحضاري حيث ان معظم المهاجرين كانوا من اصحاب المهن والحرف الانشائية كالمعمار والبناء او في النشاطات البحرية كالقلاف والغواص والحداق، وادى هذا الحضور للتبادل والتعاطي الثقافي واللغوي حيث نجد ان العديد من اسماء ادوات البناء والملاحة هي فارسية.
? هل تأثرت اللهجة الكويتية باللهجات الايرانية آنذاك؟
لا شك ان اللهجة الكويتية على الرغم من سماتها العريقة وسيطرة اللغة الفصحى على زمامها باعتبارها اساس التحاور والتخاطب، الا أن خوض مجال التجارة وركوب البحر والغوص اضطر السكان لمخالطة الشعوب الاخرى والتأثر بآدابها، ولاسيما أن تلك الرحلات البحرية تمتد طوال العام الامر الذي ادى لأن تحتضن اللهجة لعدد من مفردات اللغات الاخرى مع محافظتها على كيانها العربي الفصيح.
والتعاون والتواصل المستمر بين الشعبين المسلمين الايراني والكويتي على مر القرون، ووجود جاليات فارسية ساهمت في بناء التطور العمراني والحضاري للبلاد ادى الى الاقتراض اللغوي، والذي إن دل على شيء فإنما يدل على حيوية اللهجة ومرونتها لاستيعاب مفردات دخيلة، الامر الذي ادى الى ظهور لهجة كويتية مستقلة ساهم النشاط المسرحي الكويتي والانتاج الغزير للمسلسلات التلفزيونية الاجتماعية في انتشارها وشهرتها بين الدول العربية الاخرى.
? هل التواصل اللغوي العربي الايراني بدأ من الكويت ام له جذور قديمة؟
التواصل بين العربية والفارسية يعود الى العصر الجاهلي، وهناك اكثر من 50 كلمة فارسية الأصل في القرآن الكريم اكد وجودها علماء التفسير والحديث كجلال الدين السيوطي في كتابه «الاتقان» واحصاها أخيرا الدكتور محمد التونجي الاستاذ بجامعة حلب في كتاب سماه «معجم الالفاظ الفارسية في القرآن الكريم» وبقى هذا التمازج متواصلاً حتى يومنا هذا.
? ما مدى تأثر الفارسية باللغة العربية؟
التبادل اللغوي عامل نهوض ولايضير لغة تأثرها بجارتها ولم يحط ذلك من قدرها. وكان فضل العربية على الفارسية هو فضل اتمام النقص وسد الحاجة بالمفردات التي فرضها المعتقد الجديد وتطلب التشبع بالادب العربي واقتباس الالفاظ التشريعية والقانونية والبلاغية والصرفية. وتبين آخر احصائية لمجمع اللغة الفارسية بأن 56 في المئة من مفردات الفارسية هي عربية أو ذات اصل عربي، فما من لغة في الدنيا لم تطعّم غيرها ولم تتطعم بغيرها واللغة التي لاترفد لغة جافة ضيقة المحيط واهية القدرة.
واخذ العرب من الفارسية كلمات وموضوعات مهمة ترسخت في المعاجم والكتب العلمية على مر العصور ولم تزحمهم كثرتها ولم يعقهم نطقها ومن الحق أن نقول إن للفارسية فضل أب الحاجة الحضارية وسد النقص اللغوي الذي تطلبه العصر الجديد بعد الفتح الاسلامي ومازالت بقايا المفردات الفارسية المعربة والدخيلة في اللغة العربية الفصحى أو اللهجات العامية متداولة. والطريف في الامر أن التبادل والاقتراض اللغوي بين العربية والفارسية وصل الى استخدام العرب اسماء فارسية لمسميات في حين أن الفرس استخدموا اسماءها العربية.
? هل يمكن ان نذكر بعض الأمثلة على هذه الكلمات على سبيل المثال لا الحصر؟
نعم طبعاً، فكلمان أشكره ونوخذه والبشت والبيمه والتخته وعكس وجشمه وجراغي ودروازه ودريشه وديوانيه وخيوط زري وشكردي وشربت وشمعدان وصوغه وطماشه هي كلمات فارسية متداولة اليوم في اللهجة المحكية الشعبية.فنقول «الناس اشكال وارناگ» من جمع كلمة رنگ الفارسية بمعنى الطبع واللون او نقول «الكار مو عار» اي العمل والجهد ليس عيباً.
وهي مفردات جميلة تزين اللهجة الكويتية الدسمة وتزيد من غناها وتبعث في نفس المواطن الحنين والشوق الى الماضي وذكرياته. ان الغزو الثقافي الذي نتعرض له وسط مظاهر التطور التقني وكثرة المصطلحات والكلمات الحديثة الوافدة وازدهار سوقها الرائجة يهدد هذه المفردات بالاندحار ولابد من الحفاظ عليها والحيلولة دون انقراضها ونقل هذه الامانة الى الاجيال الناشئة والا يكون استخدامها والنطق بها حكراً على المسنين والعجائز.
الإيرانيون وتنمية الكويت
| بقلم الدكتور علي رضا عنايتي* |
يعود تاريخ تواجد الايرانيين في الکويت الي القرنين الماضيين، بل إلى ما ابعد منهما، فأجاء الزمان الايرانيين الي جذع البحر والبر، فجاءوا اليها للغوص في الماء بحثا عن اللآلئ وللابحار والاتجار والعيش المدرار من مناطق عدة من ايران من «بر فارس» ومن مدن عدة من بهبهان واشکنان ولار واوز «عوض» وغيرها، من الشيعة والسنة.
استوطنوا الکويت واصبحوا بعوائلهم العريقة من مواطنيها وخدموا بلدهم ولعبوا دورا فاعلا في بنائها قديما وحديثا. واما الکويت فقد احتضنت في تاريخها الحديث عددا کبيرا من الايرانيين طوال العقود الماضية، خاصة عندما کانت تحظي بالموقع التجاري المتميز في الاقليم وکانت ايران والکويت تلعبان دورا تجاريا مهما في الاقليم خاصة في فترة السبعينات.
واليوم نري للايرانيين والکويتيين ذوي الاصول الايرانية دورا مهما في تنمية الکويت وازدهارها. وسرد العناوين يرشدنا الي مجالات عدة اشتغلوا بها من الطب والعقار والهندسة وکذلك التجارة والاقتصاد والسيارات والمواد الغذائية من الرز والشاي والزيوت والخضار واللحوم والسمك، وكذلك الأقمشة والزل والسجاد والذهب والصرافة ولهم يد طولي فيها وفي تصليح السيارات والحدادة وصناعة الفولاذ، الي السكراب والبقالات والمخابز.
واليوم عدد الجالية الايرانية بالکويت لا يتعدي 50 الفا يعيش جزء منهم بعوائلهم ويدرس ابناؤهم في المدرسة الايرانية باشراف ايراني-کويتي. ولا نجافي الحق لو قلنا إن الجالية الايرانية بروحهم السامية وانضباطهم العميق تعد من الجاليات المتميزة والمحترمة وتشير الاحصائيات إلى قلة الملفات الجنائية والقانونية في المحاکم الکويتية، وکذلك عدد المساجين الايرانيين المقيمين لايتعدي 50 شخصا. واما السفارة الايرانية فإنها تفتح الباب علي مصراعيها بان تقدم خدماتها الي الايرانيين بکل يسر وسهولة.
وما قبل الاخير اريد ان اؤکد ان لمواطنينا کلمة موجهة الي السلطات المعنية المحترمة، وهم يطمحون لاصدار التأشيرة لمنسوبيهم من الدرجة الاولي للمجيء الي الکويت لزيارتهم، واما الکلام الاخير فهو الشکرالموجه الي الاشقاء بدولة الکويت لاکرام ضيوفهم واجلالهم وافساح المجال لحضورهم في جميع الاحوال.
* سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الكويت
سمير أرشدي:
• «الإيرانية» من أولى الجاليات التي وصلت الكويت وأسهمت في التطور العمراني
• التبادل الثقافي بين الطرفين جعل العديد من أسماء أدوات البناء والملاحة فارسية
• التداخل اللغوي أوجد لهجة كويتية مستقلة عمل المسرح والمسلسلات
على انتشارها
• القرآن الكريم تضمن أكثر من 50 كلمة فارسية تناولها علماء التفسير
• 56 في المئة من مفردات الفارسية عربية أو ذات
أصل عربي
تبريز ... العاصمة العالمية للسجاد
أعلنت منظمة الامم المتحدة للتربية و العلوم و الثقافة «يونيسكو» مدينة تبريز الايرانية عاصمة عالمية للسجاد اليدوي، وتم تسجيلها ضمن برامج المشاريع الثقافية والتاريخية.
واحتفل ابناء هذه المدينة التاريخية بتكريم اعمالهم الحرفية لاسيما وان تبريز انفردت و تميزت في حياكة السجاد اليدوي باعتبارها المدينة الوحيدة التي تحمل هذا اللقب في العالم. كما رحب مجلس الحرف اليدوية و التقليدية في اقليم آسيا والباسيفيك بهذا الاختيار مُشيداً بحياكة السجاد التبريزي الذي يمتاز بألوانه النباتية الزاهية وتصاميمه الخلابة و خاماته الحريرية التي تروي تاريخ هذه المدينة منذ العصور الموغلة في القدم حيث يبلغ عمر هذا الفن ثلاثة آلاف عام.
واذا كانت كل مدينة تكتب تاريخها بأسلوب خاص و طريقة فريدة، فهناك من ينقشه على جدران الصخور وهناك من يكتبه على الالواح الطينية او يحفره على الخشب، فإن سكان تبريز كتبوا تاريخهم العريق بملايين الخيوط الزاهية فوق أنوال خشبية و بأنامل دقيقة.
يذكر ان من مهام اليونيسكو التعريف بالمواقع التاريخية و المشاريع الثقافية و الحفاظ على الحضارة العالمية و التراث الطبيعي و حماية المظاهر التراثية و ابقاءها سليمة وحية. وتعتبر تبريز ثالث اكبر المدن في ايران و عاصمة محافظة آذربيجان الشرقية و تقع في شمال غرب البلاد.
الاقتراض بين العربية والفارسية
ـ في العربية يسمى التقويم «روزنامه» وهي كلمة فارسية تعني صحيفة اليوم وبياناته، بينما نستعمل في الفارسية كلمة «تقويم».
ـ في العربية تسمى الأنعام المقدمة للعامل أو الخادم «بخشيش» وهي كلمة فارسية بنفس الدلالة، بينما في الفارسية يقولون «أنعام».
ـ الكهرباء كلمة فارسية تعني القدرة المغناطسية الناجمة عن ضرب حجرين ببعضهما، فيجذبا التبن والقش، بينما الفرس يطلقون على هذه الطاقة كلمة عربية هي «برق»
ـ «دستور» كلمة فارسية بمعنى القانون الاساسي للدولة تستعمل في العربية، بينما في ايران تستعمل كلمة «قانون أساسي» بمعنى الدستور.
كلمات فارسية في اللهجة الكويتية
أشكره، نوخذه، البشت، البيمه، التخته، عكس، جشمه، جراغي، دروازه، دريشه، ديوانيه، خيوط زري، شكردي، شربت، شمعدان، صوغه، طماشه
مشاركة إيرانية في احتفالية الكويت عاصمة الثقافة الاسلامية
تشارك الجالية الايرانية في احتفاليات انتخاب الكويت عاصمة الثقافة الاسلامية 2016 حيث سيقوم عدد من الفرق الاستعراضية والموسيقية والفنية الشعبية الايرانية بالمشاركة الفاعلة في نشاطات مهرجان القرين الثقافي في دورته الثانية والعشرين وكذلك في رحاب دارالآثار الاسلامية، ترافقها عروض سينمائية لأحدث افلام الفن السابع، فضلاً عن المشاركة في معرض الكتاب الدولي وبالتنسيق مع المستشارية الثقافية لسفارة الجمهورية الاسلامية الايرانية والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
وتقدم الفرق الايرانية نخبة من الفنون التراثية والشعبية الايرانية التي تعكس التمازج الثقافي والحضاري بين الشعبين الجارين الكويتي والايراني.
أستاذ الأدب واللغة الفارسية بجامعة الكويت الدكتور سمير ارشدي أكد ان الجالية الايرانية من اوائل الجاليات التي هاجرت من المناطق الجنوبية والساحل الايراني الى الكويت، لافتا إلى انها ساهمت في تطور الكويت.
وأضاف في حوار مع «الراي» ان التعاون والتواصل المستمر بين الشعبين المسلمين الايراني والكويتي على مر القرون ادى الى الاقتراض اللغوي والذي إن دل على شيء فإنما يدل على حيوية اللهجة ومرونتها لاستيعاب مفردات دخيلة الامر الذي ادى الى ظهور لهجة كويتية مستقلة. وأشار أرشدي إلى أن التواصل بين العربية والفارسية يعود الى العصر الجاهلي وان هناك اكثر من خمسين كلمة فارسية الأصل في القرآن الكريم أكد وجودها علماء التفسير والحديث، مبينا ان آخر احصائية لمجمع اللغة الفارسية ذكرت أن 56 في المئة من مفردات الفارسية هي عربية أو ذات اصل عربي فما من لغة في الدنيا لم تطعّم غيرها ولم تتطعم بغيرها. وفي ما يلي نص الحوار:
? كيف تقيمون دور الجالية الايرانية في الكويت؟
الجالية الايرانية من اوائل الجاليات التي هاجرت من المناطق الجنوبية والساحل الايراني الى الكويت وساهمت في التطور العمراني والحضاري حيث ان معظم المهاجرين كانوا من اصحاب المهن والحرف الانشائية كالمعمار والبناء او في النشاطات البحرية كالقلاف والغواص والحداق، وادى هذا الحضور للتبادل والتعاطي الثقافي واللغوي حيث نجد ان العديد من اسماء ادوات البناء والملاحة هي فارسية.
? هل تأثرت اللهجة الكويتية باللهجات الايرانية آنذاك؟
لا شك ان اللهجة الكويتية على الرغم من سماتها العريقة وسيطرة اللغة الفصحى على زمامها باعتبارها اساس التحاور والتخاطب، الا أن خوض مجال التجارة وركوب البحر والغوص اضطر السكان لمخالطة الشعوب الاخرى والتأثر بآدابها، ولاسيما أن تلك الرحلات البحرية تمتد طوال العام الامر الذي ادى لأن تحتضن اللهجة لعدد من مفردات اللغات الاخرى مع محافظتها على كيانها العربي الفصيح.
والتعاون والتواصل المستمر بين الشعبين المسلمين الايراني والكويتي على مر القرون، ووجود جاليات فارسية ساهمت في بناء التطور العمراني والحضاري للبلاد ادى الى الاقتراض اللغوي، والذي إن دل على شيء فإنما يدل على حيوية اللهجة ومرونتها لاستيعاب مفردات دخيلة، الامر الذي ادى الى ظهور لهجة كويتية مستقلة ساهم النشاط المسرحي الكويتي والانتاج الغزير للمسلسلات التلفزيونية الاجتماعية في انتشارها وشهرتها بين الدول العربية الاخرى.
? هل التواصل اللغوي العربي الايراني بدأ من الكويت ام له جذور قديمة؟
التواصل بين العربية والفارسية يعود الى العصر الجاهلي، وهناك اكثر من 50 كلمة فارسية الأصل في القرآن الكريم اكد وجودها علماء التفسير والحديث كجلال الدين السيوطي في كتابه «الاتقان» واحصاها أخيرا الدكتور محمد التونجي الاستاذ بجامعة حلب في كتاب سماه «معجم الالفاظ الفارسية في القرآن الكريم» وبقى هذا التمازج متواصلاً حتى يومنا هذا.
? ما مدى تأثر الفارسية باللغة العربية؟
التبادل اللغوي عامل نهوض ولايضير لغة تأثرها بجارتها ولم يحط ذلك من قدرها. وكان فضل العربية على الفارسية هو فضل اتمام النقص وسد الحاجة بالمفردات التي فرضها المعتقد الجديد وتطلب التشبع بالادب العربي واقتباس الالفاظ التشريعية والقانونية والبلاغية والصرفية. وتبين آخر احصائية لمجمع اللغة الفارسية بأن 56 في المئة من مفردات الفارسية هي عربية أو ذات اصل عربي، فما من لغة في الدنيا لم تطعّم غيرها ولم تتطعم بغيرها واللغة التي لاترفد لغة جافة ضيقة المحيط واهية القدرة.
واخذ العرب من الفارسية كلمات وموضوعات مهمة ترسخت في المعاجم والكتب العلمية على مر العصور ولم تزحمهم كثرتها ولم يعقهم نطقها ومن الحق أن نقول إن للفارسية فضل أب الحاجة الحضارية وسد النقص اللغوي الذي تطلبه العصر الجديد بعد الفتح الاسلامي ومازالت بقايا المفردات الفارسية المعربة والدخيلة في اللغة العربية الفصحى أو اللهجات العامية متداولة. والطريف في الامر أن التبادل والاقتراض اللغوي بين العربية والفارسية وصل الى استخدام العرب اسماء فارسية لمسميات في حين أن الفرس استخدموا اسماءها العربية.
? هل يمكن ان نذكر بعض الأمثلة على هذه الكلمات على سبيل المثال لا الحصر؟
نعم طبعاً، فكلمان أشكره ونوخذه والبشت والبيمه والتخته وعكس وجشمه وجراغي ودروازه ودريشه وديوانيه وخيوط زري وشكردي وشربت وشمعدان وصوغه وطماشه هي كلمات فارسية متداولة اليوم في اللهجة المحكية الشعبية.فنقول «الناس اشكال وارناگ» من جمع كلمة رنگ الفارسية بمعنى الطبع واللون او نقول «الكار مو عار» اي العمل والجهد ليس عيباً.
وهي مفردات جميلة تزين اللهجة الكويتية الدسمة وتزيد من غناها وتبعث في نفس المواطن الحنين والشوق الى الماضي وذكرياته. ان الغزو الثقافي الذي نتعرض له وسط مظاهر التطور التقني وكثرة المصطلحات والكلمات الحديثة الوافدة وازدهار سوقها الرائجة يهدد هذه المفردات بالاندحار ولابد من الحفاظ عليها والحيلولة دون انقراضها ونقل هذه الامانة الى الاجيال الناشئة والا يكون استخدامها والنطق بها حكراً على المسنين والعجائز.
الإيرانيون وتنمية الكويت
| بقلم الدكتور علي رضا عنايتي* |
يعود تاريخ تواجد الايرانيين في الکويت الي القرنين الماضيين، بل إلى ما ابعد منهما، فأجاء الزمان الايرانيين الي جذع البحر والبر، فجاءوا اليها للغوص في الماء بحثا عن اللآلئ وللابحار والاتجار والعيش المدرار من مناطق عدة من ايران من «بر فارس» ومن مدن عدة من بهبهان واشکنان ولار واوز «عوض» وغيرها، من الشيعة والسنة.
استوطنوا الکويت واصبحوا بعوائلهم العريقة من مواطنيها وخدموا بلدهم ولعبوا دورا فاعلا في بنائها قديما وحديثا. واما الکويت فقد احتضنت في تاريخها الحديث عددا کبيرا من الايرانيين طوال العقود الماضية، خاصة عندما کانت تحظي بالموقع التجاري المتميز في الاقليم وکانت ايران والکويت تلعبان دورا تجاريا مهما في الاقليم خاصة في فترة السبعينات.
واليوم نري للايرانيين والکويتيين ذوي الاصول الايرانية دورا مهما في تنمية الکويت وازدهارها. وسرد العناوين يرشدنا الي مجالات عدة اشتغلوا بها من الطب والعقار والهندسة وکذلك التجارة والاقتصاد والسيارات والمواد الغذائية من الرز والشاي والزيوت والخضار واللحوم والسمك، وكذلك الأقمشة والزل والسجاد والذهب والصرافة ولهم يد طولي فيها وفي تصليح السيارات والحدادة وصناعة الفولاذ، الي السكراب والبقالات والمخابز.
واليوم عدد الجالية الايرانية بالکويت لا يتعدي 50 الفا يعيش جزء منهم بعوائلهم ويدرس ابناؤهم في المدرسة الايرانية باشراف ايراني-کويتي. ولا نجافي الحق لو قلنا إن الجالية الايرانية بروحهم السامية وانضباطهم العميق تعد من الجاليات المتميزة والمحترمة وتشير الاحصائيات إلى قلة الملفات الجنائية والقانونية في المحاکم الکويتية، وکذلك عدد المساجين الايرانيين المقيمين لايتعدي 50 شخصا. واما السفارة الايرانية فإنها تفتح الباب علي مصراعيها بان تقدم خدماتها الي الايرانيين بکل يسر وسهولة.
وما قبل الاخير اريد ان اؤکد ان لمواطنينا کلمة موجهة الي السلطات المعنية المحترمة، وهم يطمحون لاصدار التأشيرة لمنسوبيهم من الدرجة الاولي للمجيء الي الکويت لزيارتهم، واما الکلام الاخير فهو الشکرالموجه الي الاشقاء بدولة الکويت لاکرام ضيوفهم واجلالهم وافساح المجال لحضورهم في جميع الاحوال.
* سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الكويت
سمير أرشدي:
• «الإيرانية» من أولى الجاليات التي وصلت الكويت وأسهمت في التطور العمراني
• التبادل الثقافي بين الطرفين جعل العديد من أسماء أدوات البناء والملاحة فارسية
• التداخل اللغوي أوجد لهجة كويتية مستقلة عمل المسرح والمسلسلات
على انتشارها
• القرآن الكريم تضمن أكثر من 50 كلمة فارسية تناولها علماء التفسير
• 56 في المئة من مفردات الفارسية عربية أو ذات
أصل عربي
تبريز ... العاصمة العالمية للسجاد
أعلنت منظمة الامم المتحدة للتربية و العلوم و الثقافة «يونيسكو» مدينة تبريز الايرانية عاصمة عالمية للسجاد اليدوي، وتم تسجيلها ضمن برامج المشاريع الثقافية والتاريخية.
واحتفل ابناء هذه المدينة التاريخية بتكريم اعمالهم الحرفية لاسيما وان تبريز انفردت و تميزت في حياكة السجاد اليدوي باعتبارها المدينة الوحيدة التي تحمل هذا اللقب في العالم. كما رحب مجلس الحرف اليدوية و التقليدية في اقليم آسيا والباسيفيك بهذا الاختيار مُشيداً بحياكة السجاد التبريزي الذي يمتاز بألوانه النباتية الزاهية وتصاميمه الخلابة و خاماته الحريرية التي تروي تاريخ هذه المدينة منذ العصور الموغلة في القدم حيث يبلغ عمر هذا الفن ثلاثة آلاف عام.
واذا كانت كل مدينة تكتب تاريخها بأسلوب خاص و طريقة فريدة، فهناك من ينقشه على جدران الصخور وهناك من يكتبه على الالواح الطينية او يحفره على الخشب، فإن سكان تبريز كتبوا تاريخهم العريق بملايين الخيوط الزاهية فوق أنوال خشبية و بأنامل دقيقة.
يذكر ان من مهام اليونيسكو التعريف بالمواقع التاريخية و المشاريع الثقافية و الحفاظ على الحضارة العالمية و التراث الطبيعي و حماية المظاهر التراثية و ابقاءها سليمة وحية. وتعتبر تبريز ثالث اكبر المدن في ايران و عاصمة محافظة آذربيجان الشرقية و تقع في شمال غرب البلاد.
الاقتراض بين العربية والفارسية
ـ في العربية يسمى التقويم «روزنامه» وهي كلمة فارسية تعني صحيفة اليوم وبياناته، بينما نستعمل في الفارسية كلمة «تقويم».
ـ في العربية تسمى الأنعام المقدمة للعامل أو الخادم «بخشيش» وهي كلمة فارسية بنفس الدلالة، بينما في الفارسية يقولون «أنعام».
ـ الكهرباء كلمة فارسية تعني القدرة المغناطسية الناجمة عن ضرب حجرين ببعضهما، فيجذبا التبن والقش، بينما الفرس يطلقون على هذه الطاقة كلمة عربية هي «برق»
ـ «دستور» كلمة فارسية بمعنى القانون الاساسي للدولة تستعمل في العربية، بينما في ايران تستعمل كلمة «قانون أساسي» بمعنى الدستور.
كلمات فارسية في اللهجة الكويتية
أشكره، نوخذه، البشت، البيمه، التخته، عكس، جشمه، جراغي، دروازه، دريشه، ديوانيه، خيوط زري، شكردي، شربت، شمعدان، صوغه، طماشه
مشاركة إيرانية في احتفالية الكويت عاصمة الثقافة الاسلامية
تشارك الجالية الايرانية في احتفاليات انتخاب الكويت عاصمة الثقافة الاسلامية 2016 حيث سيقوم عدد من الفرق الاستعراضية والموسيقية والفنية الشعبية الايرانية بالمشاركة الفاعلة في نشاطات مهرجان القرين الثقافي في دورته الثانية والعشرين وكذلك في رحاب دارالآثار الاسلامية، ترافقها عروض سينمائية لأحدث افلام الفن السابع، فضلاً عن المشاركة في معرض الكتاب الدولي وبالتنسيق مع المستشارية الثقافية لسفارة الجمهورية الاسلامية الايرانية والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
وتقدم الفرق الايرانية نخبة من الفنون التراثية والشعبية الايرانية التي تعكس التمازج الثقافي والحضاري بين الشعبين الجارين الكويتي والايراني.