قبل الجراحة

أكمل الفراغ

تصغير
تكبير
جاسم لديه سؤال مثير للحيرة...

سؤال يحاول أن يجد له إجابة!


قرر أن يتجه إلى ديوانية في منطقة (...).

هناك وجه السؤال إلى روّاد الديوانية: «إذا اكتشف موظف بسيط سرقة للمال العام في إحدى المناقصات التي هو مسؤول عنها مسؤولية غير مباشرة، ولكنه بحكم عمله يستطيع الاطلاع على أوراق هذه المناقصة... هل يبلغ عن هذه السرقة؟!... أم يصور الأوراق وينشرها؟!... أم أنه يسكت وكأنه لم يرَ أي شيء؟!».

رواد الديوانية كان ردهم قاطعاً: «بالطبع يسكت وكأنه لم يرَ شيئاً!»...

اتجه بسؤاله إلى ديوانية أخرى في منطقة (...).

كان رد روادها مشابهاً لرد رواد الديوانية الأولى، وإن زادوا على ذلك أنه «يستحسن أن يأخذ إجازة مرضية ويذهب للعمرة»!

في الديوانية الثالثة في منطقة (...)....

كان الرد أنه «يجب أن يسكت ولا يفضح أهل البلد، فقد يكون السارق من أقرباء أحد أصدقائه... والمحافظة على صداقته أهم من المحافظة على أموال البلد».

... وفي الديوانية الرابعة في منطقة (...)...

أتاه الرد واضحاً: «يصوّر الأوراق ويعطيها لأحد ليقوم بنشرها والتشهير بمن استسهل سرقة المال العام!

في الديوانية الخامسة في منطقة (...)، وعندما وجه السؤال لروادها، طلبوا منه أن يشاهد«أبو عماد»، واتجهوا بنظرهم إليه!

شاهده جاسم، فإذا به شخص تبدو على وجهه الحسرة، وتشعّ من عينيه نظرات الندم، وملبسه يدل على البؤس!

تكلّم«أبو عماد»وقال:«أنا من قام بالتبليغ عن سرقة المال العام... وهذا مصيري بعد التحقيق معي... الفصل من العمل مع التوصية بعدم السماح لي بالعمل أبداً»!

وأجهش بالبكاء«أبو عماد»...
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي