تركي العازمي / الرعاية السكنية وسن الثلاثين!

تصغير
تكبير

هناك قفز على اللوائح الإدارية يظهر توجه الدولة المطالب بضخ الدماء الجديدة، وكأنه ضحك على القانون، فبعض الجهات قد قفزت على موج اللوائح واستثنت البعض حتى بعد تجاوزهم السن القانونية.

الكويتي ينتظر إلى ما بعد سن الثلاثين عاماً حتى مشارف الأربعين ليحصل على سكن ملائم، وهذا الانتظار قد مل صبره ودأب على البحث عن قرض يؤمن له قيمة شراء بيت العمر ولو بالمبادلة!

ننتظر حتى ما بعد الأربعين عاماً ومازالت مشكلة غرب هدية قيد البحث، ولم توحِ لنا الدكتورة الفاضلة موضي الحمود ببادرة خير تطوي هذا الملف وركزت على الشعبيات وسكن المرأة ونست القضية الإسكانية وطول الانتظار! كانت تنوي ترشيح الدماء الجديدة للمناصب الشاغرة بهدف ضخ الدماء... وقفزت هي الأخرى على هذا التوجه، فماذا ننتظر ممن أمضوا ثلاثين عاماً في الخدمة؟

إن مناصب الوكلاء المساعدين بحاجة إلى دماء جديدة، فهم من المنظور الإداري قادة استراتيجيات، إن كانت هناك استراتيجيات، بعد منظور الصبيح الإسكاني، وفكر الحميدي، مروراً باللميع الذي فتح الأجواء المغلقة!

هناك أراض شاسعة ولم تستغل المساحات على جنبات الطريق السريع، ومازلنا نبحث عن حل للقضية الإسكانية.

إن المقصد من ضخ الدماء الجديدة يهدف إلى بث الروح في هيكل مؤسسة الرعاية السكنية وغيرها من وزارات ومؤسسات الدولة، ولكن لا حياة لمن تنادي حسب ما هو متبع!

نتمنى من الوزيرة الحمود الاستعجال في حل المشكلة السكانية وضخ دماء جديدة فمن «عشعش» في المؤسسة طوال عقود ثلاثة بفكر إداري ينقل ما يوصل إليه من دون إبداع ولمسة فكرية شابة ولن يفيدها بقاؤه ولن يدعم توجه الوزيرة الحمود، وإنا لها لناصحون. إذاً تبقى الرعاية السكنية وسن الثلاثين قائمة، وهو ما ينذر باستمرار القضية الاسكانية من دون حل مبكر.

ان الدولة بحاجة إلى نفس جديد ودعم من القادة أعلى الهرم من وزراء والحيوية تعني الإنتاجية، وتغيير ثقافة المنشآت الحكومية بات ضرورة، ومن وجهة نظرنا فإن التدوير للأصلح وضخ دماء جديدة سيفيد الدولة، فكثير من الأفكار قد تم طمسها بسبب ركود الحركة الإبداعية ممن جاوزت خدمتهم 30 عاماً.

إنها مسألة قرار يدعم التوجه السائد لدى الغالبية نحو ضخ الدماء والسماح للأوجه الشابة في عرض أفكارها المكبوتة مع قليل من التدريب والتوجيه.

الكويت بحاجة إلى صف شبابي جديد يقود التوجه العام للدولة من منظور إبداعي يحل المعضلات القائمة: فهل نحن مدركون للحاجة الماسة للدماء الجديدة أم أنها أسطوانة يرددها البعض ولا تجد من يطبقها؟ والله المستعان.




تركي العازمي


كاتب ومهندس كويتي

[email protected]

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي