في مداخلة لإحدى القنوات المصرية مع القيادي في حزب النور «د. ياسر برهامي» بعد ظهور نتائج الانتخابات المصرية البرلمانية مباشرة، عن سبب فشل حزب النور المريع في الانتخابات، وهل يعتزم الحزب الانسحاب من الجولة الثانية، فكان جوابه بأن الإعلام المصري الرسمي قد صدمهم بسبب هجومه الكاسح على الحزب في معظم وسائل الإعلام مصحوباً بالشتائم المتواصلة ضد الحزب، ناهيك عن المال السياسي الذي تم انفاقه على بعض المرشحين بسخاء لا مثيل له، وشراء آلاف الأصوات.
ونفى برهامي عشرات الشبهات التي أثارها مقدم البرنامج حول تلقيهم مساعدات من دول الخليج والانشقاقات التي عصفت بالحزب، وأبدى تعجبه من ذلك الموقف الرسمي للإعلام في وقت ينادي فيه السيسي باحترام الحزب وتقديره لدوره!! وقال إنه يشتكي السيسي لله بما يفعله وما يفعله إعلامه في الحزب!!
سألت بعض الإخوة المصريين عن جدوى مشاركتهم في الانتخابات البرلمانية وسط تلك الضغوطات عليهم والحرب الإعلامية السافرة، ومنها موقف وزير الثقافة المصري الذي يعتبر حزب النور أسوأ من «داعش»، فأجابوني بأنهم يرون ذلك واجباً دينياً لابد لهم من ممارسته في وجه الانحراف من باب (معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون)!!
لكنني أعتقد بأن غالبية أعضاء ذلك الحزب سيقررون مقاطعة الانتخابات بعد تلك النتائج الكارثية التي لا يمكن أن تدل على مستوى الحزب ولا شعبيته، فهل الهدف هو إبعاد جميع الأحزاب الإسلامية عن الساحة، ومن سيحل محلها؟!
وهل يمكن لتلك الخطوة الغريبة أن توقف انخراط الكثير من المتدينين في أحزاب غير شرعية وتحولهم إلى عصابات «داعش» وغيرها؟!
د. وائل الحساوي