نسمات

وصية الحسين رضي الله عنه: حاربوا الظلم أينما كان!

تصغير
تكبير
في هذه الأيام المباركة يستذكر العالم قصة جريمة بشعة تجرأ مجرمون حاقدون على ارتكابها، وظل التاريخ يرددها بكامل تفاصيلها وأحداثها، إنها قصة مقتل سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وحبّه، الحسين بن علي رضي الله عنه الذي قتل ظلماً، ومع أن أحداً من المسلمين المؤمنين لا يرضى عن هذه الفعلة الشنيعة أو يباركها، لكن الواجب هو أن نأخذ الدروس والعبر من تلك القصة وأهمها هو رفض الظلم مهما كانت أشكاله وأسبابه، فالظلم ظلمات يوم القيامة، وما من ذنب أجدر أن يعجل الله عقوبته في الدنيا من الظلم!!

اليوم نشاهد مظاهر الظلم في كل بقعة من بقاع الأرض لا سيما في بلادنا العربية والاسلامية، فما يمارسه «داعش» باسم الاسلام من جرائم بحق المسلمين وغير المسلمين من أعظم الظلم، حتى وإن رفعوا شعارات الدولة الإسلامية والخلافة، فهم أعظم جرماً من الخوارج الذين قتلوا خليفة المسلمين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وأعاثوا الفساد في الأرض طوال الأزمان!!


والحمد لله أن المسلمين جميعاً إلا من شذ منهم قد أعلنوا رفضهم لهؤلاء المجرمين والأمر بقتالهم، كذلك فإن النظام المجرم في سورية يعتبر من أعتى المجرمين الذين نشروا الفساد في الأرض واستباحوا دماء أهلها وأعراضهم لا لشيء إلا لأن الشعب السوري أراد أن يحصل على حريته التي فقدها أكثر من أربعين عاماً في سجون النظام ومعتقلاته وكبته لأنفاسهم، والذي رد على تحيته بقتل نصف مليون منهم من النساء والأطفال والشيوخ، وقصف منازلهم وممارسة أبشع أنواع التعذيب بحقهم!!

إن ما يجري اليوم في سورية هو أكبر جريمة في التاريخ المعاصر بحق شعب مسلم أعزل!!

إن كل مسلم يؤمن بالله تعالى ويحزن لمقتل الحسين رضي الله عنه - ويبكي على مقتله لابد له من رفض تلك الجرائم التي ترتكب باسم الدين والإنسانية وأن يعلن رأيه بوضوح أمام الناس، ولابد له من استنكار ما يفعله المجرمون الذين يدافعون عن تلك الأنظمة الهالكة باسم الدين والملة، فكيف بمن يرفع مقام المجرم بشار الأسد إلى منزلة الأنبياء؟!

مفيش فايدة!!

سأل الإعلام المصري رئيس نادي قضاة مصر عن الانتخابات المصرية، فأجاب إجابة واضحة: «لم تشهد الانتخابات المصرية أي خروقات ولا تجاوزات ولا ناخبين!!».

إن الشعوب تبين رفضها لواقعها بطرق مختلفة إذا ما تم منعها من التعبير عن رأيها، والشعب المصري قد بين رفضه للواقع المصري بهذه الطريقة التي تعبر عن استنكاره دون أن يقف أحد وراءهم ليدفعهم لرفض تلك الانتخابات واستنكارها!!

بالطبع فإن الجماعات المنظمة وأصحاب المصالح هم من سيخطف فوزاً سهلاً في الانتخابات ليتسنى لهم التحكم بمقدرات البلاد باسم الشعب!! لكننا نشجع كل من يشارك في الانتخابات من أجل الإصلاح ومنع هيمنة الفساد، فلا شك أن الإنسان مجزي على عمله إن كان هدفه فعل الخير والإصلاح.

سألت أحد المصريين في الكويت السبت الماضي عن سبب عدم ذهابه للإدلاء بصوته في الانتخابات البرلمانية فأجابني: «مفيش فايدة، شبعنا من الكلام ومازلنا نبحث عن لقمة الخبز، والأسعار تتضاعف يومياً حتى أصبح همّ أحدنا كيف يحفظ أسرته ويعيش يومه!!».

د. وائل الحساوي
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي