غيوم ورياح وغبار وأمطار عطّلت الحركة وحجبت الرؤية واستنفرت «الداخلية» و«الإطفاء» و«الصحة»

الكويت... في عين العاصفة

تصغير
تكبير
• سقوط أشجار ومظلات ولوحات إعلانية... وخيمة على معزّين

• فرقة من «الدفاع المدني» لسلامة المقترعين في الانتخابات المصرية

• العاصفة أوقفت الملاحة في ميناءي الشويخ والشعيبة
على حين غرّة، وبينما الناس يتطلعون لزخات المطر التي تنبأت بها جهات الأرصاد الجوية في الكويت، أمست البلاد مع غروب يوم أمس على هجوم كبير لجبال الرمال التي حملتها رياح قوية آتية من الشمال حتى سدت الأفق في منظر مرعب، حبس الانفاس ودفع الناس للجري نحو البيوت والاختباء خلف الجدران وهم يراقبون الضيف الثقيل من وراء النوافذ.

فمع هطول زخات من المطر عصر أمس على منطقة العبدلي وصلت نسبتها وفق مقاييس كميات المطر 33 ملم، استبشر الناس خيرا، ولاسيما ما تنبأ به المتنبئ الجوي عبدالعزيز القراري الذي أكد لـ«الراي» أن الفرصة كانت مهيأة لهطول المزيد من الأمطار نتيجة تكون السحب الركامية الرعدية في سماء الكويت، متوقعا اتساع نطاق المطر ليشمل مناطق عدة في الكويت، وان فرص سقوط الأمطار ستظل قائمة طيلة موسم الوسم الذي بدأ قبل يومين. لكن الطقس تغير وانتشر الغبار الذي حملته الرياح ليعم أرجاء الكويت.


من جانبه قال مدير ادارة الارصاد الجوية السابق محمد كرم ان البلاد تأثرت مساء أمس وتحديدا في السادسة الا ربع بحركة الرياح النشطة التي فاقت سرعتها 45 كيلومتراً في الساعة ما أدى الى اثارة الأتربة والغبار على مناطق الكويت.

بدورهما دعت وزارة الداخلية والادارة العامة للاطفاء المواطنين والمقيمين ولاسيما قائدي المركبات الى توخي الحيطة والحذر نظراً لسوء الأحوال الجوية وانخفاض الرؤية في بعض مناطق الكويت.

وطالبت الادارة العامة للعلاقات والإعلام الأمني بوزارة الداخلية قائدي المركبات بضرورة الانتباه إلى أي عوائق في الطريق نتيجة لشدة الرياح وسرعتها واتباع قواعد السلامة والتأني بالطريق.

وتلقت بدالة وزارة الداخلية (112) أكثر من 2000 اتصال خلال فترة العاصفة تنوعت بين استفسار وطلب مساعدة.

من جهتها دعت الإدارة العامة للاطفاء المواطنين والمقيمين الى توخي الحيطة والحذر نظراً لتقلبات الجو المصحوبة بالأمطار والرياح التي تسود البلاد حاليا.

وقالت إدارة العلاقات العامة والإعلام في الإدارة في بيان مماثل ان جميع مراكز الإطفاء البرية والبحرية على أهبة الاستعداد تحسبا لأي طارئ أو لتقديم اي مساعدة على هاتف الأمان (112). وتشهد البلاد موجة من الغبار الشديد تصحبها موجة من الأمطار ما أدى إلى تدني الرؤية في الطرقات في عدد من المناطق بالكويت.

وكانت إدارة الطوارئ الطبية قد تلقّت عدداّ من البلاغات معظمها عن الاختناقات خاصة في بر العبدلي ومنطقة الجهراء، ولم يتمكن رجال الإسعاف من تأدية واجباتهم الوظيفية في بداية الأمر بسبب انعدام الرؤية لقرابة الـ 20 دقيقة حتى استطاعوا تحريك سيارات الإسعاف لتلبية نداءات المواطنين والمقيمين، حيث تم التعامل مع 25 بلاغا في المحافظات الست، حيث كان رجال إسعاف الجهراء مع 5 حالات ضيق تنفس وحالتي هبوط وحادث تصادم، بينما تعامل رجال إسعاف الفروانية مع 3 حالات ضيق تنفس وحالتي هبوط ضغط وحالة اصطدام، بينما تعامل رجال الإسعاف في العاصمة مع حالة ضيق تنفس لشخص في سيارته و3 حالات هبوط وحادثي تصادم في شارع الخليج والصالحية، كما تم التعامل مع حالتي هبوط وحالة تصادم في مبارك الكبير، إضافة إلى أن إسعاف الأحمدي تعامل مع حالتي ضيق تنفس وهبوط في الضغط في منطقتي الصباحية والفحيحيل، ولم تكن هناك بلاغات غير معتادة سوى حالات الاختناق خاصة لمرضى الربو وتم التعامل مع كل تلك الحالات بعد عودة الأجواء إلى طبيعتها.

وفي السياق ذاته كان لرجال الدفاع المدني الدور الأكبر في عمليات الإنقاذ، حيث تعاملوا مع بلاغ سقوط لوحة إعلانات على رأس مواطن في محافظة حولي وكانت إصابته طفيفة، حيث تم التعامل مع البلاغ ونقل المواطن إلى مستشفى بواسطة سيارة خاصة، كما انطلق رجال الدفاع المدني ورجال الإطفاء إلى أحد المطاعم في منطقة السالمية بعد سقوط ديكور سقف المطعم على العاملين ولم يتأذى أي منهم كون السقف من الديكور الخفيف، إضافة إلى قيام رجال الإطفاء والدفاع المدني بإزاحة شجرة كبيرة أسقطتها شدّة الرياح على أحد الطرق الرئيسية في السالمية وتسببت في إغلاق الطريق لوقت قصير، وكانت أبرز الأحداث التي شهدتها العاصفة أمس سقوط خيمة عزاء في منطقة الصليبية، وتمكن رجال الدفاع المدني والإطفاء من إخراج المعزّين من الخيمة وتبين وجود 5 إصابات بينهم حيث تم نقلها إلى مستشفى الفروانية لتلقي العلاج، وكانت سرعة الاستجابة للبلاغ سبباً في إنقاذ العديد من المعزّين الذين كانوا يقومون بأداء واجب العزاء لحظة دخول العاصفة، ومن ضمن البلاغات التي تعامل معها رجال إدارة الدفاع المدني ورجال الإنقاذ البحري هو بلاغ غرق طراد في البحر وعلى متنه 3 أشخاص، حيث انطلقت زوارق الإنقاذ البحري وتم انتشالهم من البحر دون حدوث إصابات تذكر.

وأفاد المصدر بأن «رجال إدارة الدفاع المدني فرزوا فرقة خاصة لتأمين المقترعين في الانتخابات البرلمانية المصرية لضمان سلامة الوافدين الذين كانوا يدلون بأصواتهم في مقر السفارة، وسارت الأمور بشكل طبيعي ولا توجد أي إصابات بين صفوف المقترعين المصريين.

وقد صرّح الفلكي عادل السعدون حول العاصفة بقوله إن ما حصل كان بسبب منخفض جوّي امتداد لمنخفض سوداني وكان معه غيوم، وتلاقى مع رياح جنوبية شرقية مع جبهة باردة وهطلت الأمطار الغزيرة وفي المقابل حصل اضطراب جوّي ما أثار الغبار وانعدام الرؤية، وكانت سرعة الرياح في بعض المناطق ما بين 50 إلى 60 كيلومتراً في الساعة بينما كانت في مناطق أخرى 45 كيلومتراً في الساعة.

من جهتها عممت وزارة الصحة على المستشفيات والمراكز الصحية برفع درجة الاستعداد لمواجهة أي طارئ واستقبال المراجعين، ولم تسجل اي زيادة في حالات الحوادث خلال فترة المساء أمس وسجلت حالات طبيعية.

من جانبها اعلنت مؤسسة الموانئ الكويتية توقف حركة الملاحة البحرية في ميناءي الشويخ والشعيبة بسبب سوء الاحوال الجوية التي تعرض لها البلاد.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي