بوح صريح

يا وزير التربية ...

تصغير
تكبير
كلما شاهدت صوراً وقرأت أخباراً عن مسؤول تربوي فلاني يفتتح كذا، ومدير جهة تربوية يحتفل بكذا، شعرت بغصة. فكيف نعيش كارثة تربوية ومدرسية فادحة، ولا نزال نرى مسرحية خروج المسؤولين للندوات والمؤتمرات. وتمثيلية ارتداء قناع «كل شي تمام، لا تقلقوا».

والحقيقة أن القلق زاد وتعدى إلى التوبيخ واللوم. فكيف يعقل أن يبدأ العام الدراسي من دون أجهزة تكييف في بعض المدارس، ومن دون طاولات وأثاث مدرسي في مدارس أخرى؟ كيف يعقل في دولة نفطية تتبرع بالملايين لبناء جامعات ومدارس في دول أخرى، ألا تمتلك مدارس وجامعات مجهزة بأحدث الأجهزة المتطورة، ومواقف وخدمات لائقة، أم اننا ندعم التعليم في دول أخرى ونهمله عندنا. ونهتم بالإنسان هناك ونهمله عندنا؟ وتحت أي بند ومفهوم يندرج هذا الاهمال، التجاهل، اللاوطنية، اللامسؤولية؟


وكيف نتوقع نجاح العملية المدرسية، وعملية بناء الانسان، عقله، شخصيته، أخلاقه، إبداعه. مع مدارس لا تتوفر فيها عوامل التجهيز والكفاءة اللائقة بالمواطن المعاصر؟ وكيف يعقل عدم متابعة الإدارة المسؤولة عن صيانة المدارس والجامعات لكل ما تعاني منه من نقص؟ ولماذا لا تنشأ مثلاً إدارة صيانة تابعة لكل منطقة، لمتابعة المدارس التابعة لها، وكل احتياجاتها. ثم رفعها للمسؤولين بالوزارة؟

والأهم، أين الوزير من كل هذا؟ وكيف يقبل بالظهور الإعلامي بالمؤتمرات والندوات داخلياً وخارجياً، وكل هذه الانتقادات موجهة إليه ولإدارته ووزارته في الصحف والمواقع؟ كيف يمكنه كتم كل هذه الأصوات التي تستصرخ وعيه لفعل شيء لإنقاذ المدارس من تهالكها، والطلبة من معاناتهم؟

بعض دول الخليج دخلوا السباق التكنولوجي والإلكتروني، وتم تطبيقه في معظم المدارس، وبعضهم، ألغى الكتب الثقيلة واستبدلها بـ«سي دي» لكل كتاب ومنهج، و«أي باد» بدل الورق والأقلام والسبورة الإلكترونية التي تمسح آليا مع حفظ نسخة مخزنة للاستخدام لاحقاً، ونحن مازلنا نرى أبناءنا يعانون من ثقل حقيبة المدرسة بكتبها العملاقة، فقط حفاظاً على عقود الطباعة والتوزيع لصفقات لا يعلم بها إلا الله سبحانه وتعالى، ومناهج عفا عليها الزمن، ومواد مليئة بالأخطاء.

أبناؤنا أمانة، استودعناكم عقولهم، كيانهم، أخلاقهم. فارحموهم مما تملون عليهم وتلقنونهم من أخطاء وتناقضات، ارحموهم من ثقل الحقيبة.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي