تتويج الفائزة مسبقاً كان «أوّل الخيط» للمشكّكين

ملابسات «ملتبسة» وضعت انتخاب ملكة جمال لبنان في قفص الاتهامات بـ «التسريب» و... التعليب

تصغير
تكبير
منذ انطلاقتها بحلّتها الجديدة على شاشة تلفزيون LBCI قبل عشرين عاماً، لم تسْلم مسابقة ملكة جمال لبنان من موجات التشكيك التي غالباً ما رافقت كل دورة لتتحوّل سريعاً «زوبعة في فنجان» إما لاعتبارها «سلاح تشهيرٍ» من محطات محلية منافِسة تعترض على وضْع هذا الحدَث الجمالي الأبرز في العالم العربي في عهدة «المؤسسة اللبنانية للإرسال»، وإما لكونها من تجليات «تشويش الغيرة» الذي تعتمده مشتركات خسرن اللقب و... العرش.

إلا أن انتخابات 2015 التي جرت يوم الاثنين الماضي وانتهت الى تتويج فاليري


أبو شقرا (23 عاماً)، وجدتْ نفسها أمام حملة تشكيك بدأت تتحوّل «كرة ثلج» على وقع ملابساتٍ، بعضها ملتبس وبعضها الآخر «ثابت»، وضعت هذا الاستحقاق الجمالي في قفص اتهاماتٍ راوحت بين التسريب المسبق لاسم الملكة على مواقع التواصل من بعض الإعلاميين وبين «تعليب» النتيجة... المحسومة سلفاً.

وجاء أول خيط «عاصفة التشكيك» مع نشْر الصحافية هنادي عيسى تغريدة عشية الحفل أعلنت فيه عن «سكوب» تضمّن أسماء اربع مرشحات للقب ملكة جمال لبنان ووصيفاتها وهنّ فاليري ابو شقرا، نور نصر الله، ماريانا سبيتي وسينتيا صموئيل، لتكشف قبيل بدء الحفل (عند التاسعة إلا ربع مساء الاثنين) ان ابو شقرا هي التي ستفوز، قبل ان يزفّ الإعلامي رودولف هلال (يطلّ في برامج على شاشة lbci) قبالة العاشرة من ليل الاثنين اي خلال المنافسة وقبل أكثر من ساعة من اعلان نتيجة المسابقة ان فاليري هي الملكة، وبارك لها فوزها، بعدما كان اشار قبل نحو اربعين دقيقة في تغريدة أخرى الى ان المنافسة محتدمة بينها وبين نور نصر الله.

وأكمل برنامج ET بالعربي مسار التسريب عبر كشْفه قبل حفل الانتخاب أسماء المرشحات الاربع للقب، فيما اعلن الاعلامي جان نخول ان هذا البرنامج الذي تبثه مجموعة mbc كشف اسم الملكة قبل ساعات من تتويجها.

وجاءت وقائع حفل الانتخاب لتزيد علامات الاستفهام لدى المشكّكين في ظلّ مفارقتين، الاولى تسجيل سابقة حصول مشتركتين على لقب الوصيفة الاولى نتيجة تعادُلهما الكامل في النقاط كما اعلنت مقدمة الحفل الاعلامية ديما صادق، وهما: ن سينتيا صاموئيل وجوسلين مصلح فيما حلّت نور نصر الله وصيفة ثالثة.

والثانية ان ابو شقرا انفجرت بالبكاء قبل اعلان النتيجة وفيما كانت ديما صادق تقول انه نتيجة وجود فائزتين بلقب الوصيفة الاولى ستعلن مباشرة اسم الملكة، لتبادر صادق الى سؤالها «فاليري هل تبكين لانك فزتِ باللقب»؟.

وفيما اعتبر المشككون ان ردّ فعل فاليري بالبكاء المبكر كان «دليلاً» على علمها المسبق بالنتيجة، رأى آخرون ان الأمر مردّه الى تأثُّرها لدى رؤية شقيقتها التي تعاني الشلل بعد نجاتها من حادث سير وهي تشجّعها وكأنّها تحاول الوقوف لدعمها.

ولم تتأخّر احدى المشتركات اللواتي لم يفزن باللقب في الكلام عن تلاعب بالنتيجة لضمان تتويج ابو شقرا. وتم التداول بتسجيل صوتي لإحدى المشتركات (تتحفظ «الراي» عن ذكر اسمها) وهي تقول لإحدى صديقاتها عن وقائع الحفل: «انت لا تعرفين ما الذي حصل. في أخر خمس دقائق وقبل ان يتم اختيارنا توب 5 ونقف امام اللجنة، تم تبديل الأوراق التي بيد المقدمة، وأخذ أحدهم فاليري الى الـ back stage وتحدّثوا معها حول الجواب، وكانت كارثة it was a disaster( كل شي فات ببعضو)، ولا يمكنك تخيُّل كم كان الموقف بشعاً. لم نستطع ان نقول شيئاً لاننا كنا على الهواء، ولكن كان الأمر واضحاً واصبنا جميعاً بالذهول، اذ ما هذه اللعبة، ومتى كان يتم اختيار صبيتين للقب الوصيفة الاولى؟ كان هناك شيء بشع جداً، حتى ان احد أفراد فريق العمل قال لي يجب ان تطلّي عبر برنامج طوني خليفة لتفضحي كل شيء».

وفي حين اعتبر كثيرون ان ابو شقرا هي الأكثر استحقاقاً بين المشتركات للفوز بتاج الجمال بدليل التأييد الكبير لها على مواقع التواصل الاجتماعي، لم تنجح «الراي» في الاتصال بأيّ من القيمين على مسابقة ملكة جمال لبنان ولا بوزير السياحة الذي كان في اجتماعات متلاحقة، وذلك للردّ على مناخ التشكيك الذي رافق المسابقة هذه السنة والإضاءة على المصادفات اللافتة التي لم تسْلم من الانتقادات اللاذعة على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما اكتفت المنتجة المنفّذة للحفل السيدة رولا سعد بالردّ على سؤال لـ ET بالعربي عن وجود تسريبات بالقول: «اين التسريبات؟ ليأتوني بها».

أما الملكة المتوَّجة، فقالت لتلفزيون lbci: «شعرتُ بأنه لو مهما كانت النتيجة فبمجرد وصولي الى الـ TOP 3 كان امراً رائعاً. وخلال وقوفي على المسرح قبيل إعلان النتيجة النهائية كنت أنظر الى اهلي وكيف هم متحمّسون ويشجعونني ويهتفون باسمي، ولاسيما شقيقتي الصغرى التي تعاني الشلل والتي كانت تحاول ان تقوم بردة فعل قوية محاولة رفع يديها الى الأعلى، فشعرت للحظة بأنها ومن شدة انفعالها ستقوم عن الكرسي وتقف على رجليها، وحينها تأثرت كثيراً وحاولت ان اخفي ذلك الا ان دموعي انهمرت لوحدها»، لافتة الى ان سبب المشاركة في مسابقة ملكة جمال لبنان «هو من اجل عائلتي وشقيقتي الصغرى».

وعن رسالتها ومشروعها بعد نيْلها اللقب قالت فاليري: «سأركّز على مشروع العناية بالمرضى، وبأي شخص يتعرض لحادث ما. وأتمنى ان اكون قادرة على الوقوف الى جانب هؤلاء، فالدعم المعنوي هو الذي يوصل الفرحة والراحة الى قلوب الناس».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي