الملك سلمان استقبل جنبلاط في لقاء طوى «سحابة» أكثر من 4 أعوام
لبنان يَغرق في التعطيل وعون يراهن على المعطى الروسي
الملك سلمان لدى استقباله جنبلاط
كيف سيتصرّف رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام بعدما أعلن زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون ان الحكومة باتت رسمياً في حكم «الموت السريري»؟ وهل يملك سلام ان «يقلب الطاولة» في أوّل «حقبة التعطيل» التي أطلقها «الجنرال» فينفّذ ما سبق ان لوّح به مراراً من إمكان الاستقالة؟ أم ان «الاستقالة المقنّعة» تبقى الخيار الأقلّ تكلفة على الواقع اللبناني والذي يمنع سقوط آخر «المكابح» التي تحول دون انزلاق البلاد الى حلبة المواجهة «بلا سقوف» والى مرحلة «المؤتمر التأسيسي»؟
وماذا سيكون تأثير سياسة «التكافل والتضامن» بين عون و«حزب الله» على الحوار الثنائي بين الحزب وتيار «المستقبل» وعلى «ثابتة» ضرورة «المحافظة على انتظام واستمرار عمل المؤسسات الدستورية» التي لطالما شكّلت نقطة التوافق الأبرز بينهما؟
هذه الأسئلة طُرحت في بيروت أمس، بعد ساعات من الإطلالة التلفزيونية لعون، الذي استفاض في تحديد معالم المرحلة المقبلة بعدما انطوت صفحة التسوية المتصلة بإبقاء صهره العميد شامل روكز في الجيش بعد انتهاء خدمته، منتصف ليل أمس.
والأكيد أنه بحسْم عون انه لن يشارك في أيّ جلسة لمجلس الوزراء قبل ان يُعيّن قائد جديد للجيش والمجلس العسكري ومدير عام قوى الأمن الداخلي مع مجلس القيادة، مشترطاً ان يسمّي هو الضابط الذي سيكون قائداً للجيش، فقد فُتح الوضع اللبناني على جولة جديدة من التصعيد السياسي ومن احتدام لعبة «عض الأصابع»، بدا واضحاً معها محاولة قوى«8 آذار» الاستثمار باكراً في المعنى الاستراتيجي للانخراط العسكري الروسي في الحرب السورية ونقل البلاد الى مرحلة الجهوزية لتلقُّف تداعيات هذا التطور، الذي تعتبر هذه القوى انه يصبّ لمصلحتها، او ربما السعي الى «قطْف نتائجه» قبل ان تفرز التطورات على الأرض مفاجآت يمكن ان تُفقد «8 آذار» أفضليّته الاقليمية.
ورغم ان زعيم «التيار الحر» أشار في حديثه الى محطة «أو تي في» (التابعة له) الى انه لن يعرقل جلسة للحكومة لحسم الحلول لقضية النفايات، من دون ان يقفل الباب امام إمكان المشاركة في جلسة الحوار التي دعا اليها رئيس البرلمان نبيه بري في 26 الجاري، إلا أنّ اوساطاً مطلعة ترى ان «عون أطلق من خلال إحكامه الطوق على الحكومة وهجومه العنيف على تيار (المستقبل) والرئيس فؤاد السنيورة الذي وصفه بـ (أخو الشليتة) كما على الرئيس السابق ميشال سليمان و(حزب الكتائب) باعتبارهم المسؤولين عن إفشال تسوية قائد فوج المغاوير، إشارات بارزة الى ان تحرُّره من عبء هذا الملف سيجعله يركّز معركته على الرئاسة، متفلّتاً من الضوابط التي راعاها في فترة المفاوضات، ومراهناً على العامل الروسي في الأزمة السورية وعلى سواعد حليفه (حزب الله) في الداخل، بعدما كان استنهض رافعته الشعبية قبل ايام». علماً ان عون وصف ايضاً مَن مدّد لقائد الجيش بأنه «كاذب وسعدان جاهل»، معتبراً ان وزير الدفاع سمير مقبل «لقيط في السياسة».
وبهذا المعنى، ترى الأوساط المطلعة ان «لبنان تَقدّم خطوة جديدة الى حافة الهاوية، من خلال إعطاء جرعة اضافية للعبة التعطيل دون الوقوع في الفراغ القاتل، ولكن مع إحداث ربْط نزاع مع مرحلة أشد خطورة» عبّر عنها عون بكلامه عن «اننا مزروكين في حالة استثنائية، فلا يمكن الانسحاب من الحكومة، باعتبار اننا لا نستطيع ايقافها لأنها تحلّ مكان رئيس الجمهورية، لكننا نستطيع ان نعطّل بعض الأمور، والموضوع نفسه يتعلق بمجلس النواب»، ملمحاً إلى «اننا قد نصل إلى مرحلة الانسحاب سواء من الحكومة أو من المجلس النيابي، لكن عندها ستتغير العلاقة على الأرض، وقد نصل إلى صدام ونحنا مقاتلين مش قلال»، ومهدّداً بأن «الشيطان في داخلي سيصحو يوماً ما ولا أعرف ماذا سيفعل».
وفي حين تعتبر هذه الأوساط ان «المنحى التصعيدي في لبنان محكوم في النتيجة، أقله حتى الساعة، بالقرار الدولي المستمر بمنْع انهيار الواقع السياسي والأمني ولو من زاوية الحاجة العالمية الى احتواء أزمة النازحين السوريين الذين يستقبل لبنان العدد الأكبر منهم»، فإنها تعبّر عن مخاوف من ان «استمرار الرقص على الحافة يمكن ان يجعل الأمور تفلت من أيدي الجميع ولا سيما وسط عودة المخاوف من استهدافات أمنية خلال أيام عاشوراء او بعدها».
وانطلاقاً من هذا الواقع المشحون، وفيما توقفت اوساط سياسية عند إشادة عون بالنائب وليد جنبلاط، فقد اكتسبت زيارة الأخير للمملكة العربية السعودية أهمية كبيرة في سياق استكشاف التحولات في المنطقة وتأثير الدخول الروسي على الأزمة السورية ومختلف الملفات الساخنة كما على الوضع اللبناني المقفل.
ورغم ان زيارة جنبلاط للرياض التي يرافقه فيها نجله تيمور ووزير الصحة وائل أبو فاعور، ليست الاولى التي يقوم بها للمملكة، إلا انها حملت هذه المرة بُعداً استثنائياً مع اعلان ان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز استقبل الزعيم الدرزي والوفد المرافق قبل ان يلتقي جنبلاط الرئيس سعد الحريري ويبحث معه في سبل الخروج من مأزق الانتخابات الرئاسية والعمل على ترسيخ الامن والاستقرار.
واعتُبر استقبال الملك سلمان لجنبلاط، بمثابة تكريس للمصالحة بين الزعيم الدرزي والرياض والتي بدأت مطلع 2011 حين شارك في الانقلاب الذي قام به «حزب الله» على الرئيس سعد الحريري عبر إسقاط حكومته باستقالة وزراء «8 آذار» منها (بينهم عون) وتكليف نجيب ميقاتي تشكيل حكومة جديدة، وهو التطور الذي أغضب المملكة التي أحجمت منذ ذلك الحين عن عقد لقاءات مع جنبلاط على مستوى رفيع.
وماذا سيكون تأثير سياسة «التكافل والتضامن» بين عون و«حزب الله» على الحوار الثنائي بين الحزب وتيار «المستقبل» وعلى «ثابتة» ضرورة «المحافظة على انتظام واستمرار عمل المؤسسات الدستورية» التي لطالما شكّلت نقطة التوافق الأبرز بينهما؟
هذه الأسئلة طُرحت في بيروت أمس، بعد ساعات من الإطلالة التلفزيونية لعون، الذي استفاض في تحديد معالم المرحلة المقبلة بعدما انطوت صفحة التسوية المتصلة بإبقاء صهره العميد شامل روكز في الجيش بعد انتهاء خدمته، منتصف ليل أمس.
والأكيد أنه بحسْم عون انه لن يشارك في أيّ جلسة لمجلس الوزراء قبل ان يُعيّن قائد جديد للجيش والمجلس العسكري ومدير عام قوى الأمن الداخلي مع مجلس القيادة، مشترطاً ان يسمّي هو الضابط الذي سيكون قائداً للجيش، فقد فُتح الوضع اللبناني على جولة جديدة من التصعيد السياسي ومن احتدام لعبة «عض الأصابع»، بدا واضحاً معها محاولة قوى«8 آذار» الاستثمار باكراً في المعنى الاستراتيجي للانخراط العسكري الروسي في الحرب السورية ونقل البلاد الى مرحلة الجهوزية لتلقُّف تداعيات هذا التطور، الذي تعتبر هذه القوى انه يصبّ لمصلحتها، او ربما السعي الى «قطْف نتائجه» قبل ان تفرز التطورات على الأرض مفاجآت يمكن ان تُفقد «8 آذار» أفضليّته الاقليمية.
ورغم ان زعيم «التيار الحر» أشار في حديثه الى محطة «أو تي في» (التابعة له) الى انه لن يعرقل جلسة للحكومة لحسم الحلول لقضية النفايات، من دون ان يقفل الباب امام إمكان المشاركة في جلسة الحوار التي دعا اليها رئيس البرلمان نبيه بري في 26 الجاري، إلا أنّ اوساطاً مطلعة ترى ان «عون أطلق من خلال إحكامه الطوق على الحكومة وهجومه العنيف على تيار (المستقبل) والرئيس فؤاد السنيورة الذي وصفه بـ (أخو الشليتة) كما على الرئيس السابق ميشال سليمان و(حزب الكتائب) باعتبارهم المسؤولين عن إفشال تسوية قائد فوج المغاوير، إشارات بارزة الى ان تحرُّره من عبء هذا الملف سيجعله يركّز معركته على الرئاسة، متفلّتاً من الضوابط التي راعاها في فترة المفاوضات، ومراهناً على العامل الروسي في الأزمة السورية وعلى سواعد حليفه (حزب الله) في الداخل، بعدما كان استنهض رافعته الشعبية قبل ايام». علماً ان عون وصف ايضاً مَن مدّد لقائد الجيش بأنه «كاذب وسعدان جاهل»، معتبراً ان وزير الدفاع سمير مقبل «لقيط في السياسة».
وبهذا المعنى، ترى الأوساط المطلعة ان «لبنان تَقدّم خطوة جديدة الى حافة الهاوية، من خلال إعطاء جرعة اضافية للعبة التعطيل دون الوقوع في الفراغ القاتل، ولكن مع إحداث ربْط نزاع مع مرحلة أشد خطورة» عبّر عنها عون بكلامه عن «اننا مزروكين في حالة استثنائية، فلا يمكن الانسحاب من الحكومة، باعتبار اننا لا نستطيع ايقافها لأنها تحلّ مكان رئيس الجمهورية، لكننا نستطيع ان نعطّل بعض الأمور، والموضوع نفسه يتعلق بمجلس النواب»، ملمحاً إلى «اننا قد نصل إلى مرحلة الانسحاب سواء من الحكومة أو من المجلس النيابي، لكن عندها ستتغير العلاقة على الأرض، وقد نصل إلى صدام ونحنا مقاتلين مش قلال»، ومهدّداً بأن «الشيطان في داخلي سيصحو يوماً ما ولا أعرف ماذا سيفعل».
وفي حين تعتبر هذه الأوساط ان «المنحى التصعيدي في لبنان محكوم في النتيجة، أقله حتى الساعة، بالقرار الدولي المستمر بمنْع انهيار الواقع السياسي والأمني ولو من زاوية الحاجة العالمية الى احتواء أزمة النازحين السوريين الذين يستقبل لبنان العدد الأكبر منهم»، فإنها تعبّر عن مخاوف من ان «استمرار الرقص على الحافة يمكن ان يجعل الأمور تفلت من أيدي الجميع ولا سيما وسط عودة المخاوف من استهدافات أمنية خلال أيام عاشوراء او بعدها».
وانطلاقاً من هذا الواقع المشحون، وفيما توقفت اوساط سياسية عند إشادة عون بالنائب وليد جنبلاط، فقد اكتسبت زيارة الأخير للمملكة العربية السعودية أهمية كبيرة في سياق استكشاف التحولات في المنطقة وتأثير الدخول الروسي على الأزمة السورية ومختلف الملفات الساخنة كما على الوضع اللبناني المقفل.
ورغم ان زيارة جنبلاط للرياض التي يرافقه فيها نجله تيمور ووزير الصحة وائل أبو فاعور، ليست الاولى التي يقوم بها للمملكة، إلا انها حملت هذه المرة بُعداً استثنائياً مع اعلان ان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز استقبل الزعيم الدرزي والوفد المرافق قبل ان يلتقي جنبلاط الرئيس سعد الحريري ويبحث معه في سبل الخروج من مأزق الانتخابات الرئاسية والعمل على ترسيخ الامن والاستقرار.
واعتُبر استقبال الملك سلمان لجنبلاط، بمثابة تكريس للمصالحة بين الزعيم الدرزي والرياض والتي بدأت مطلع 2011 حين شارك في الانقلاب الذي قام به «حزب الله» على الرئيس سعد الحريري عبر إسقاط حكومته باستقالة وزراء «8 آذار» منها (بينهم عون) وتكليف نجيب ميقاتي تشكيل حكومة جديدة، وهو التطور الذي أغضب المملكة التي أحجمت منذ ذلك الحين عن عقد لقاءات مع جنبلاط على مستوى رفيع.