في عشاء أقامه رجل الأعمال اللبناني حسن حجيج على شرف المدير العام للأمن العام اللبناني
اللواء إبراهيم: سمو الأمير شيخ الديبلوماسية والقيادة الحكيمة واللبنانيون جميعا أولاده ... لا يفرّق بينهم
اللواء عباس إبراهيم ملقياً كلمته
حسن حجيج مرحّباً باللواء إبراهيم وبالحضور (تصوير نور هنداوي)
اللواء ابراهيم وحرمه يتوسطان مجموعة من المدعوات
مروان عبدالباقي مع السفير اللبناني واللواء إبراهيم وحجيج وزوجته
اللواء إبراهيم متوسطاً حجيج والزميل ربيع كلاس
إبراهيم مستقبلاً الحاج حسان حوحو
إبراهيم وحجيج يتوسطان جوزيف اسطفان وحرمه
لقطة تذكارية مع السفير اللبناني ورجال دين وشخصيات
• حجيج: الكويتي تجذبه عاطفته ومحبته إلى بلده الثاني ويقيم نسرا في أعالي لبنان
اعتبر المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس ابراهيم دولة الكويت بأنها «دولة عظيمة على كل المستويات».
وفي عشاء اقامه على شرفه رجل الاعمال اللبناني حسن حجيج ليل اول من امس، بحضور عدد كبير من ابناء الجالية اللبنانية وشخصيات من السلك الديبلوماسي الكويتي واللبناني، وصف ابراهيم سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح بأنه «شيخ الديبلوماسية والقيادة الحكيمة واميرهما».
من ناحيته، قال حجيج ان اللواء ابراهيم «رجل تعلق عليه الآمال في التخلص من العذابات» مشيرا الى «دوره في تحرير راهبات معلولا (في سورية) اضافة الى تحرير رهائن اعزاز (في سورية) وصولا الى تفكيك خلايا الارهاب يوميا».
واذ نوه بـ «علاقة الكويت المميزة بلبنان»، قال حجيج «ان الاخطار التي تعصف من حول الكويت كما هي حول لبنان، وتشظي المسائل السورية والعراقية واليمنية انما يهدد كل العرب» معتبرا ان «الكويت كما لبنان» فنحن توأما الروح وسط هذه التهديدات».
وقال اللواء ابراهيم: «استهل كلامي بمفارقة لافتة تتقاطع عندها الافكار والمشاعر، ألا وهي دولة الكويت نفسها، وما لها من دور اساسي وريادي في المنطقة عموما، ولوطننا الاول لبنان خصوصا، لجهة وقوفها الدائم مع شعبه ومؤسساته الدستورية، فكانت المعين الذي لا ينضب في العطاء والبذل، ففتحت ابوابها لأهله من دون انقطاع ولهذا انتم ونحن موجودون هنا في حضرة امير الانسانية عناية سمو الامير الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح (حفظه الله)»، وتابع «ان القيمة المضافة للوطن الشقيق الكويت هو التشابه والتماثل في الممارسة الديموقراطية وقبول التنوع كسمة للنظم السياسية المتحضرة، وهذا ما تميزت به الكويت منذ نشأتها وليس ادل على ذلك سوى منعتها الداخلية بوجه الفتنة والارهاب، فكان الابداع الثقافي بشعار (انا كويتي) ردا على الهجوم الارهابي الذي استهدف مسجدا لله».
وتابع: «ليس مبالغة القول وبثقة ان دولة الكويت هي دولة عظيمة على كل المستويات سواء في الحداثة الثقافية والعمرانية والاقتصادية والاستشفائية، فهي علامة الجمع لشعوب عدة متنوعة المنابت والثقافات، ويكاد ينفرد اللبنانيون بحضور خاص في هذه الدولة لعدم شعورهم بالغراب. وقد لفتني امران اساسيان عندما اتحدث الى لبنانيين ممن عاشوا على هذه الارض المعطاءة، وهما: الاول ان كل من التقيته كان يردد عبارة (الكويت لا تنسى)، والثانية هي: يستحيل ان يراودك اي شعور بالقلق وانت في الكويت دولة القانون التي يرأسها سمو الامير الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح.
ان دولة الكويت ومنذ استقلالها نهجت مسلكا واضحا وثابتا في سياستها الخارجية ارتكز على وجوب تقديم المساعدات لكل البلدان المتعثرة ومن دون اي اعتبار لحيثيات جغرافية او دينية او عرقية انطلاقا من قناعة قيادتها منذ ذاك الحين بأهمية ومعنى الشراكة الدولية لذا كان التتويج بلقب امير الانسانية وقائدها الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح واسمح لنفسي بالقول والاضافة ايضا بأنه شيخ الديبلوماسية والقيادة الحكيمة واميرهما.
وقال اللواء ابراهيم «عندما اقف امام هذا الجمع العزيز في بلد شقيق وبحضور ابناء وطني الاحباء تعجز عندها الكلمات عن التعبير عن حقيقة المشاعر التي تختزن في عقلي ووجداني.
الكويت لؤلؤة الخليج وزهرتها هي الدولة الرائدة الساهرة على رفاه شعبها وضيوفها الذين وفدوا اليها من بلدان قريبة وبعيدة، للاسهام في نهضتها والمشاركة في عمرانها، وحرص القيمون عليها على بناء الانسان في دولة حديثة بكل ما تحمل الحداثة من معنى.
اللبنانيون في الكويت ارتحلوا اليها في زمن البدايات وواكبوا تطورها ونموها وكانت لهم اليد الطولى في المساهمة في اطلاق وتنفيذ المشاريع الكبيرة التي اسست لتحولات نوعية في اكثر من ميدان وبرزوا في الكثير من الحقول التربوية، الصحية، الانمائية، الهندسية، والتجارية كما استخراج النفط وتصنيع مشتقاته وسوى ذلك من الاعمال المختلفة.
كما لا ننسى ايضا دور الاعلاميين اللبنانيين منذ نهاية خمسينات القرن المنصرم في اطلاق النهضة الصحافية في هذا البلد وهي نهضة احلته ليس في المرتبة الاولى بين نظرائه الخليجيين بل فتحت له الباب واسعا ليكون في صدارة البلدان العربية ذات التراث العريق في الصحافة وقد استقطب هذا البلد الشقيق العشرات بل المئات من الصحافيين اللبنانيين موفرا لهم سبل العيش الكريم. وهم مازالوا حتى اليوم سواء ظلوا في الكويت او ارتحلوا عنها يذكرونها بالخير، رافضين ان يمسها سوء، او يتطاول عليها مجحف، او يدركها تخريب. ونذكر جميعا كيف تضامن اللبنانيون مع هذا البلد الشقيق عندما تعرض للغزو والاجتياح على يد جيش صدام حسين، معلنين رفضهم المطلق لهذا السلوك المدان».
وقال المدير العام للأمن العام اللبناني: «لا ينسى اللبنانيون عندما يتحدثون عن الاستثمارات الكويتية التي قام بها رجال الاعمال الكويتيون في وطنهم الثاني لبنان، التي ساهمت وانعشت الاقتصاد الوطني عدا اقبال الجالية الكويتية على تنمية قطاع الاصطياف ما وفر الكثير من فرص العمل الموسمية للبنانيين في مختلف المناطق ولاسيما في المناطق الجبلية. وبعد عودة السلام الى ربوع لبنان، ها هو صندوق التنمية الكويتي يمد يدا كريمة للدولة اللبنانية، آخذا على عاتقه تمويل عملية اعادة اعمار الكثير من المدارس وبناء الجسور، وشق الطرق وترميمها والمساهمة في انشاء البنى التحتية عدا ما قام به الصندوق والمؤسسات الكويتية الرسمية على اثر عدوان تموز يوليو 2006 في مجال اعادة ترميم ما تهدم من المساكن والمدارس في القرى الجنوبية، والمنشآت الحيوية كالكهرباء والطاقة والقطاع الصحي».
وقال «اخواني انتم لستم غرباء في الكويت لأن اخوانكم في هذا البلد المضياف والمعطاء، يعتبرونكم كويتيين بالاختيار وتكنون انتم لهم مشاعر الاحترام والوفاء لأنكم اهل وفاء تبادلون المعروف بالمعروف ولا تتنكرون لليد التي امتدت اليكم باخلاص وكنتم محط ثقة وائتمان لأن هذا البلد احتضنكم ورعاكم، وعاملكم معاملة ابنائه وعلى هذا الاساس فإنكم مؤتمنون على العلاقات اللبنانية - الكويتية وعليكم تقع مسؤولية تنميتها ودفعها الى الأمام، والبلوغ بها الى ذروة ما يتمناه ابناء البلدين.
كما يسرني ان اكون اليوم بينكم لأشهد لكم بعصاميتكم، واجتهادكم، والتزامكم قوانين البلد المضيف، واحترامكم تقاليده العربية الاصيلة، ولأشيد بالدور الذي تضطلعون به في خدمة لبنان من خلال تمتين عرى الصداقة مع الكويت: اميرا، مجلسا، حكومة وشعبا. ويسعدني ان احيي باسمكم صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح (حفظه الله)، صديق لبنان والراعي الأمين له، الذي ادى ادوارا لا تنسى في محطات كثيرة لاخراجه من اتون الحرب التي استعرت على ارضه في حقب عدة من تاريخه، الحديث، متمنيا له طول العمر ودوام الصحة معولا على حكمته وبعد نظره وعمق تجربته في التصدي للحال المتفجرة التي تطول عالمنا العربي وتهدده، وهو العليم والخبير بكيفية ورود المناهل من منابعها».
وختم اللواء ابراهيم كلمته بالقول: ان الكويت واحة عمران وازدهار بفضل قدرة الحكم فيها على الاستشراف القائم والتطلع نحو المستقبل، وملاقاة متطلبات الحداثة والمعاصرة من اول الطريق من دون التفكر لموجبات تقاليد ومرتكزات التراث وروح العروبة والاسلام المنفتح الذي يدعو الى كلمة سواء والقبول بالآخر.
ودعوني بكل فخر اقول لكم وبعد هذه الزيارة التي توجب بتشريفي من قبل امير البلاد حفظه الله باستقبال ظهيرة هذا اليوم اول من امس، وبعدما سمعت منه ما سمعت اني بت اكثر اطمئنانا الى غدكم وانكم هنا حقا بين اهلكم وان معيار راحتكم هو معيار احترامكم لهذا البلد الكريم وقوانينه ليس إلا.
فلا فرق لدى سموه بين اي واحد منكم إلا بقدر احترامه للكويت والتزامه قوانينها والمعايير الموضوعة اصلا ليعم عليكم كما على مضيفيكم نعمة الأمن والاستقرار.
فهو يرى فيكم عياله واحبكم الى قلبه واقربكم اليه اكثركم خدمة ووفاء لعياله. اشكر لكم حضوركم وتلبيتكم هذه الدعوة واشكر من ساهم في انجاح هذا اللقاء واخص صاحب الدعوة الكريم الاخ العزيز حسن حجيج، واقول لكم ختاما «ان النصر سيكون حليف لبنان (كررها مرتين) فلا تيأسوا ولا تهنوا فليكن خياركم الوطن والرهان عليه وحده ولن تخسروا، عشتم وعاشت دولة الكويت وعاش لبنان»
حجيج
أما حجيج، فبدأ كلمته بالقول: «للكويت، من لبنان، من سليل مجد الأرز، من مدرسة الصوت واللغة الأولى، من بيروت، مرضعة القوانين، من طرابلس، الأشد تمسكاً بالانتماء، من صيدون وصور عاصمتي المقاومة، من صنين المكلل بالثلج والحكمة، من البقاع وصور عاصمتي المقاومة، من صنين المكلل بالثلج والحكمة، من البقاع سهل الحب والقمح، من كل لبنان الكويت، محبتنا وثقتنا جميعاً».
للكويت التي ترنو بخاطرها إلى لبنان كوردة الحنين وفي ما بينهما لغة تتجدد في الحب وسحائب من وجدٍ واشتياق.
للكويت حبات الودع المضاءة على كف الرمل، التي تبوح باشتياق المراكب للموج، والرحيق للازهار، وبصفاء الفضاء لبستان الصحراء.
للكويت فاتحة النهار المسكونة بالصيادين الأوائل التي نتعلم منها شروق الضوء وحياة الوقت وقيامة اللؤلؤ.
للكويت بيت العرب المشرّع للسيف والضيف والزمن الغادر.
للكويت الهوى الرقراق مفردة المدائن المحمية بالله وبالمحبة.
وللكويت التي تسري بالماء وتحمل حلم الليطاني، حلم ابراهيم عبدالعال وحلم الامام المغيب السيد موسى الصدر أعاده الله، لتفسره في ثاني مراحله ري جنوب النهر، وتنثره على عطشنا وكرومنا في فصول الجفاف والرماد.
وللكويت التي أعمرت حيث دمرت إسرائيل وأعادت بناء بلدات وقرى وأعادت الزهور والفرح الى حقول التبغ والى التين والزيتون في أنحاء الجنوب والبقاع الغربي، بتوجيه من صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير البلاد القائد الإنساني صاحب الكف البيضاء على مستوى قضايا العالم الإنسانية،الذي كرّمته الأمم المتحدة.
وللكويت التي فتحت أبوابها اليوم لعزيز لبنان لواء المحبة مدير عام الأمن العام اللواء الركن عباس ابراهيم، وفتحت ذراعيها لاستقباله، وهو يلبي دعوة كريمة من معالي وزير الدفاع الشيخ خالد الجراح الصباح.
للكويت وللمضيف والضيف وهو في بيته كل المحبة الخالصة. وبعد وبعد، فإنها لحظة سياسية سعيدة أن يأتي إلينا في الكويت اللواء عباس إبراهيم مدير عام الأمن العام اللبناني، الرجل الذي تعلق عليه الآمال في التخلص من العذابات انطلاقاً من أدواره في حفظ أمن لبنان انطلاقاً من جنوبه ومنع التوترات في المخيمات الفلسطينية، ثم من تجربته الرائدة في تحرير راهبات معلولا اللواتي وقعن على صليب العذابات إلى خروجهن أحراراً، ثم إخماد الفتنة المتربصة بالشرق عبر تحرير رهائن أعزاز إلى المحاولات المضيئة المستمرة لتحرير عسكري عرسال وصولاً إلى تفكيك خلايا الإرهاب يومياً والصيد الإرهابي الذي يقع في شباك الأمن العام في كل الجهات إلى مطار بيروت، حيث تم اعتقال وأسر أسيرهم الذي روّع الناس على مداخل الجنوب وقام باغتيال الجيش اللبناني وحاول ضرب التعايش في الجنوب إلى حفظ صيغة التعايش الوطني الذي كان ومازال فخرا وأنموذج لبنان الفريد في هذه القرية الكونية التي تندفع نحو صراع الحضارات». وتابع «إنني وفي حضور أصحاب السعادة والضيف المميز وسعادة سفير لبنان في الكويت خضر حلوة الأديب والديبلوماسي وجسر العلاقات المميزة والحاضر دائماً في قضايا الجالية، أود أن أسجل للكويت أنها بعناية ودراية درست أهم احتياجات لبنان ووصلت مشاريعها إلى أشد المناطق فقراً وبُعداً في كل جهات لبنان، وقامت ببناء بلدات بأكملها وترميم دور العبادة وشبكات الطرق والكهرباء والمستشفيات والمراكز الصحية والمؤسسات التربوية الخاصة، وكان لها الدور الأساس في إعادة الثقة بلبنان ودور الرافعة في حياة الدولة والمجتمع».
وأضاف: «وأود أن أسجل ان هذه العلاقة الكويتية المميزة بلبنان استمرت وتجاوزت وهي تتجاوز اليوم على كل قرار رسمي بعدم زيارة لبنان حيث إن الكويتي تجذبه عاطفته ومحبته فيذهب إلى لبنان إلى بلده الثاني ويقيم نسراً في أعالي لبنان».
وقال حجيج موجهاً كلامه إلى ابراهيم: «سيادة اللواء، الحضور الكريم، أنتم الأدرى بما يعصف بالمنطقة من تحديات واخطار وأبرزها التهديد العدواني الإسرائيلي على جبهة الشمال، والذي يستهدف اليوم المسجد الأقصى المبارك ومحاولات تقسيمه مكانياً وزمانياً، ومن أبرز التحديات التي تواجه أمتنا: الإرهاب الذي طاول الكويت وتصدت له البلاد بوحدتها وبالموقف المشرف لأمير البلاد الذي اعتبر ان التفجير الإرهابي الذي استهدف مسجدا إنما يستهدفه شخصياً، هذا التفجير الدموي الذي استنكره وأدانه لبنان الذي ذاق مرارات تفجيرات استهدفت كل شعبه. وعلى المستوى العربي فإنكم أدرى يا سيادة اللواء بالخطر المتمثل بالإرهاب والذي يحتاج إلى خبرتكم والى عمل وجهد مشترك من خلال غرفة عمليات موحدة، خصوصاً وان الإرهاب الموحد في عناصره وأدوات جرائمه وبصماته واعترافاته، وهو عابر للحدود بالسلاح والمسلحين والمال والأفكار الهدامة.
إنكم ونحن اللبنانيين نقف خلف رموز بلادنا وخلفكم فلي اعتبار ان أمن الكويت هو أمن لبنان وأن ما يمس الكويت يمس لبنان،وان المصلحة اللبنانية هي في تأكيد أمن ومنعة الكويت واستقرارها وهذا أمر أنتم ومضيفكم والأجهزة الأمنية وبالتعاون المشترك قادرون على بنائه وصناعته.
إن الأخطار التي تعصف من حول الكويت كما من حول لبنان وتشظي المسائل السورية والعراقية واليمنية، إنما تهدد كل العرب خصوصاً دول الجوار الكويت كما لبنان أو لبنان كما الكويت، فنحن توأما الروح والكويت وسط التهديدات التي تستهدف استقرارها وازدهارها جديرة بأن تكون قاعدة ارتكاز الأمن العربي».
وقال حجيج «إننا بوجود سعادة السفير اللبناني وأقطاب الجالية، نؤكد لكم على وحدة الجالية وعلى أن التوترات التي يعاني منها الوطن أمر تجاوزته الجالية وهي تشكل أنموذجاً وطنياً في التماسك والوحدة والعيش المشترك، وفي التزام القوانين الكويتية المرعية الإجراء، وانني في هذا الاطار أجدد وضع نفسي كما كنت على الدوام في خدمة الجالية والعلاقات اللبنانية - الكويتية. إننا يا سيدة اللواء عباس ابراهيم إذ نتابع إنجازاتكم اليومية وإنجازات الجهاز الذي تقوده نرى أن ما تقدمونه هو أنموذج وطني وليس للأمن فحسب بل للإدارة ومكافحة الفساد، ونرى انكم شجرة الحلم الوليد للبنان غداً ونسأل الله لكم التوفيق. إنه بوجودكم لم نعد نخاف على أمتنا وقد أثبتت التجارب صدق شعاركم: ان الامن في أمان. إننا يا سيادة اللواء ونحن نتابع تنامي المشاعر الوطنية لإنقاذ لبنان من السموم الآتية فإننا لم نعد نخاف أن يستحيل الوقت إلى رماد، وان يتواصل حرق الوقت دون طائل، فيما يتلاشى الحلم اللبناني ويكبر الخوف من فشل الدولة وأدوارها، إننا لم نعد نخاف على المستقبل ونحن نرى المسؤولية الوطنية المستجدة في الحوارات الوطنية والثنائية التي يرعاها دولة رئيس المجلس الأستاذ نبيه بري،والتي تؤكد على ضرورة إنجاز الاستحقاق الوطني المتمثل بانتخاب رئيس للبلاد بما يعزز الثقة بلبنان ويؤمن عودة سريعة لتشريع قانون للانتخابات وتنشيط العمل الحكومي».
وختم حجيج كلمته بالقول: «أهلاً بكم سيادة اللواء في الكويت حيث اجتمعت باقة الورد اللبنانية من كل أطياف لبنان وألوانه من أجل تكريمكم. وأهلاً بك حيث غمرت قلبي بمحبتك وصداقتك وأقول بكل محبة: دائماً أهلاً بكم بين أهلكم وإخوتكم في هذا البلد المميز، شخصية مميزة وقائداً دائماً في المقدمة أنموذجاً للحرص على أن يبقى لبنان موطناً للسلام والأمن والأمان وحديقة للحرية، وأن نحفظ بلدنا وفي قلبه الجنوب وان نحفظ جهات لبنان موحدة في دور دموية واحدة.
إننا ننتظر منك أن تزيد مساحات الأمل في قلوبنا وتحدثنا عن لبنان القادم، عن لبنان غداً وكلنا سمع لكلماتك. عشتم يا سيادة اللواء عاشت الكويت عاش لبنان».
وفي عشاء اقامه على شرفه رجل الاعمال اللبناني حسن حجيج ليل اول من امس، بحضور عدد كبير من ابناء الجالية اللبنانية وشخصيات من السلك الديبلوماسي الكويتي واللبناني، وصف ابراهيم سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح بأنه «شيخ الديبلوماسية والقيادة الحكيمة واميرهما».
من ناحيته، قال حجيج ان اللواء ابراهيم «رجل تعلق عليه الآمال في التخلص من العذابات» مشيرا الى «دوره في تحرير راهبات معلولا (في سورية) اضافة الى تحرير رهائن اعزاز (في سورية) وصولا الى تفكيك خلايا الارهاب يوميا».
واذ نوه بـ «علاقة الكويت المميزة بلبنان»، قال حجيج «ان الاخطار التي تعصف من حول الكويت كما هي حول لبنان، وتشظي المسائل السورية والعراقية واليمنية انما يهدد كل العرب» معتبرا ان «الكويت كما لبنان» فنحن توأما الروح وسط هذه التهديدات».
وقال اللواء ابراهيم: «استهل كلامي بمفارقة لافتة تتقاطع عندها الافكار والمشاعر، ألا وهي دولة الكويت نفسها، وما لها من دور اساسي وريادي في المنطقة عموما، ولوطننا الاول لبنان خصوصا، لجهة وقوفها الدائم مع شعبه ومؤسساته الدستورية، فكانت المعين الذي لا ينضب في العطاء والبذل، ففتحت ابوابها لأهله من دون انقطاع ولهذا انتم ونحن موجودون هنا في حضرة امير الانسانية عناية سمو الامير الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح (حفظه الله)»، وتابع «ان القيمة المضافة للوطن الشقيق الكويت هو التشابه والتماثل في الممارسة الديموقراطية وقبول التنوع كسمة للنظم السياسية المتحضرة، وهذا ما تميزت به الكويت منذ نشأتها وليس ادل على ذلك سوى منعتها الداخلية بوجه الفتنة والارهاب، فكان الابداع الثقافي بشعار (انا كويتي) ردا على الهجوم الارهابي الذي استهدف مسجدا لله».
وتابع: «ليس مبالغة القول وبثقة ان دولة الكويت هي دولة عظيمة على كل المستويات سواء في الحداثة الثقافية والعمرانية والاقتصادية والاستشفائية، فهي علامة الجمع لشعوب عدة متنوعة المنابت والثقافات، ويكاد ينفرد اللبنانيون بحضور خاص في هذه الدولة لعدم شعورهم بالغراب. وقد لفتني امران اساسيان عندما اتحدث الى لبنانيين ممن عاشوا على هذه الارض المعطاءة، وهما: الاول ان كل من التقيته كان يردد عبارة (الكويت لا تنسى)، والثانية هي: يستحيل ان يراودك اي شعور بالقلق وانت في الكويت دولة القانون التي يرأسها سمو الامير الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح.
ان دولة الكويت ومنذ استقلالها نهجت مسلكا واضحا وثابتا في سياستها الخارجية ارتكز على وجوب تقديم المساعدات لكل البلدان المتعثرة ومن دون اي اعتبار لحيثيات جغرافية او دينية او عرقية انطلاقا من قناعة قيادتها منذ ذاك الحين بأهمية ومعنى الشراكة الدولية لذا كان التتويج بلقب امير الانسانية وقائدها الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح واسمح لنفسي بالقول والاضافة ايضا بأنه شيخ الديبلوماسية والقيادة الحكيمة واميرهما.
وقال اللواء ابراهيم «عندما اقف امام هذا الجمع العزيز في بلد شقيق وبحضور ابناء وطني الاحباء تعجز عندها الكلمات عن التعبير عن حقيقة المشاعر التي تختزن في عقلي ووجداني.
الكويت لؤلؤة الخليج وزهرتها هي الدولة الرائدة الساهرة على رفاه شعبها وضيوفها الذين وفدوا اليها من بلدان قريبة وبعيدة، للاسهام في نهضتها والمشاركة في عمرانها، وحرص القيمون عليها على بناء الانسان في دولة حديثة بكل ما تحمل الحداثة من معنى.
اللبنانيون في الكويت ارتحلوا اليها في زمن البدايات وواكبوا تطورها ونموها وكانت لهم اليد الطولى في المساهمة في اطلاق وتنفيذ المشاريع الكبيرة التي اسست لتحولات نوعية في اكثر من ميدان وبرزوا في الكثير من الحقول التربوية، الصحية، الانمائية، الهندسية، والتجارية كما استخراج النفط وتصنيع مشتقاته وسوى ذلك من الاعمال المختلفة.
كما لا ننسى ايضا دور الاعلاميين اللبنانيين منذ نهاية خمسينات القرن المنصرم في اطلاق النهضة الصحافية في هذا البلد وهي نهضة احلته ليس في المرتبة الاولى بين نظرائه الخليجيين بل فتحت له الباب واسعا ليكون في صدارة البلدان العربية ذات التراث العريق في الصحافة وقد استقطب هذا البلد الشقيق العشرات بل المئات من الصحافيين اللبنانيين موفرا لهم سبل العيش الكريم. وهم مازالوا حتى اليوم سواء ظلوا في الكويت او ارتحلوا عنها يذكرونها بالخير، رافضين ان يمسها سوء، او يتطاول عليها مجحف، او يدركها تخريب. ونذكر جميعا كيف تضامن اللبنانيون مع هذا البلد الشقيق عندما تعرض للغزو والاجتياح على يد جيش صدام حسين، معلنين رفضهم المطلق لهذا السلوك المدان».
وقال المدير العام للأمن العام اللبناني: «لا ينسى اللبنانيون عندما يتحدثون عن الاستثمارات الكويتية التي قام بها رجال الاعمال الكويتيون في وطنهم الثاني لبنان، التي ساهمت وانعشت الاقتصاد الوطني عدا اقبال الجالية الكويتية على تنمية قطاع الاصطياف ما وفر الكثير من فرص العمل الموسمية للبنانيين في مختلف المناطق ولاسيما في المناطق الجبلية. وبعد عودة السلام الى ربوع لبنان، ها هو صندوق التنمية الكويتي يمد يدا كريمة للدولة اللبنانية، آخذا على عاتقه تمويل عملية اعادة اعمار الكثير من المدارس وبناء الجسور، وشق الطرق وترميمها والمساهمة في انشاء البنى التحتية عدا ما قام به الصندوق والمؤسسات الكويتية الرسمية على اثر عدوان تموز يوليو 2006 في مجال اعادة ترميم ما تهدم من المساكن والمدارس في القرى الجنوبية، والمنشآت الحيوية كالكهرباء والطاقة والقطاع الصحي».
وقال «اخواني انتم لستم غرباء في الكويت لأن اخوانكم في هذا البلد المضياف والمعطاء، يعتبرونكم كويتيين بالاختيار وتكنون انتم لهم مشاعر الاحترام والوفاء لأنكم اهل وفاء تبادلون المعروف بالمعروف ولا تتنكرون لليد التي امتدت اليكم باخلاص وكنتم محط ثقة وائتمان لأن هذا البلد احتضنكم ورعاكم، وعاملكم معاملة ابنائه وعلى هذا الاساس فإنكم مؤتمنون على العلاقات اللبنانية - الكويتية وعليكم تقع مسؤولية تنميتها ودفعها الى الأمام، والبلوغ بها الى ذروة ما يتمناه ابناء البلدين.
كما يسرني ان اكون اليوم بينكم لأشهد لكم بعصاميتكم، واجتهادكم، والتزامكم قوانين البلد المضيف، واحترامكم تقاليده العربية الاصيلة، ولأشيد بالدور الذي تضطلعون به في خدمة لبنان من خلال تمتين عرى الصداقة مع الكويت: اميرا، مجلسا، حكومة وشعبا. ويسعدني ان احيي باسمكم صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح (حفظه الله)، صديق لبنان والراعي الأمين له، الذي ادى ادوارا لا تنسى في محطات كثيرة لاخراجه من اتون الحرب التي استعرت على ارضه في حقب عدة من تاريخه، الحديث، متمنيا له طول العمر ودوام الصحة معولا على حكمته وبعد نظره وعمق تجربته في التصدي للحال المتفجرة التي تطول عالمنا العربي وتهدده، وهو العليم والخبير بكيفية ورود المناهل من منابعها».
وختم اللواء ابراهيم كلمته بالقول: ان الكويت واحة عمران وازدهار بفضل قدرة الحكم فيها على الاستشراف القائم والتطلع نحو المستقبل، وملاقاة متطلبات الحداثة والمعاصرة من اول الطريق من دون التفكر لموجبات تقاليد ومرتكزات التراث وروح العروبة والاسلام المنفتح الذي يدعو الى كلمة سواء والقبول بالآخر.
ودعوني بكل فخر اقول لكم وبعد هذه الزيارة التي توجب بتشريفي من قبل امير البلاد حفظه الله باستقبال ظهيرة هذا اليوم اول من امس، وبعدما سمعت منه ما سمعت اني بت اكثر اطمئنانا الى غدكم وانكم هنا حقا بين اهلكم وان معيار راحتكم هو معيار احترامكم لهذا البلد الكريم وقوانينه ليس إلا.
فلا فرق لدى سموه بين اي واحد منكم إلا بقدر احترامه للكويت والتزامه قوانينها والمعايير الموضوعة اصلا ليعم عليكم كما على مضيفيكم نعمة الأمن والاستقرار.
فهو يرى فيكم عياله واحبكم الى قلبه واقربكم اليه اكثركم خدمة ووفاء لعياله. اشكر لكم حضوركم وتلبيتكم هذه الدعوة واشكر من ساهم في انجاح هذا اللقاء واخص صاحب الدعوة الكريم الاخ العزيز حسن حجيج، واقول لكم ختاما «ان النصر سيكون حليف لبنان (كررها مرتين) فلا تيأسوا ولا تهنوا فليكن خياركم الوطن والرهان عليه وحده ولن تخسروا، عشتم وعاشت دولة الكويت وعاش لبنان»
حجيج
أما حجيج، فبدأ كلمته بالقول: «للكويت، من لبنان، من سليل مجد الأرز، من مدرسة الصوت واللغة الأولى، من بيروت، مرضعة القوانين، من طرابلس، الأشد تمسكاً بالانتماء، من صيدون وصور عاصمتي المقاومة، من صنين المكلل بالثلج والحكمة، من البقاع وصور عاصمتي المقاومة، من صنين المكلل بالثلج والحكمة، من البقاع سهل الحب والقمح، من كل لبنان الكويت، محبتنا وثقتنا جميعاً».
للكويت التي ترنو بخاطرها إلى لبنان كوردة الحنين وفي ما بينهما لغة تتجدد في الحب وسحائب من وجدٍ واشتياق.
للكويت حبات الودع المضاءة على كف الرمل، التي تبوح باشتياق المراكب للموج، والرحيق للازهار، وبصفاء الفضاء لبستان الصحراء.
للكويت فاتحة النهار المسكونة بالصيادين الأوائل التي نتعلم منها شروق الضوء وحياة الوقت وقيامة اللؤلؤ.
للكويت بيت العرب المشرّع للسيف والضيف والزمن الغادر.
للكويت الهوى الرقراق مفردة المدائن المحمية بالله وبالمحبة.
وللكويت التي تسري بالماء وتحمل حلم الليطاني، حلم ابراهيم عبدالعال وحلم الامام المغيب السيد موسى الصدر أعاده الله، لتفسره في ثاني مراحله ري جنوب النهر، وتنثره على عطشنا وكرومنا في فصول الجفاف والرماد.
وللكويت التي أعمرت حيث دمرت إسرائيل وأعادت بناء بلدات وقرى وأعادت الزهور والفرح الى حقول التبغ والى التين والزيتون في أنحاء الجنوب والبقاع الغربي، بتوجيه من صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير البلاد القائد الإنساني صاحب الكف البيضاء على مستوى قضايا العالم الإنسانية،الذي كرّمته الأمم المتحدة.
وللكويت التي فتحت أبوابها اليوم لعزيز لبنان لواء المحبة مدير عام الأمن العام اللواء الركن عباس ابراهيم، وفتحت ذراعيها لاستقباله، وهو يلبي دعوة كريمة من معالي وزير الدفاع الشيخ خالد الجراح الصباح.
للكويت وللمضيف والضيف وهو في بيته كل المحبة الخالصة. وبعد وبعد، فإنها لحظة سياسية سعيدة أن يأتي إلينا في الكويت اللواء عباس إبراهيم مدير عام الأمن العام اللبناني، الرجل الذي تعلق عليه الآمال في التخلص من العذابات انطلاقاً من أدواره في حفظ أمن لبنان انطلاقاً من جنوبه ومنع التوترات في المخيمات الفلسطينية، ثم من تجربته الرائدة في تحرير راهبات معلولا اللواتي وقعن على صليب العذابات إلى خروجهن أحراراً، ثم إخماد الفتنة المتربصة بالشرق عبر تحرير رهائن أعزاز إلى المحاولات المضيئة المستمرة لتحرير عسكري عرسال وصولاً إلى تفكيك خلايا الإرهاب يومياً والصيد الإرهابي الذي يقع في شباك الأمن العام في كل الجهات إلى مطار بيروت، حيث تم اعتقال وأسر أسيرهم الذي روّع الناس على مداخل الجنوب وقام باغتيال الجيش اللبناني وحاول ضرب التعايش في الجنوب إلى حفظ صيغة التعايش الوطني الذي كان ومازال فخرا وأنموذج لبنان الفريد في هذه القرية الكونية التي تندفع نحو صراع الحضارات». وتابع «إنني وفي حضور أصحاب السعادة والضيف المميز وسعادة سفير لبنان في الكويت خضر حلوة الأديب والديبلوماسي وجسر العلاقات المميزة والحاضر دائماً في قضايا الجالية، أود أن أسجل للكويت أنها بعناية ودراية درست أهم احتياجات لبنان ووصلت مشاريعها إلى أشد المناطق فقراً وبُعداً في كل جهات لبنان، وقامت ببناء بلدات بأكملها وترميم دور العبادة وشبكات الطرق والكهرباء والمستشفيات والمراكز الصحية والمؤسسات التربوية الخاصة، وكان لها الدور الأساس في إعادة الثقة بلبنان ودور الرافعة في حياة الدولة والمجتمع».
وأضاف: «وأود أن أسجل ان هذه العلاقة الكويتية المميزة بلبنان استمرت وتجاوزت وهي تتجاوز اليوم على كل قرار رسمي بعدم زيارة لبنان حيث إن الكويتي تجذبه عاطفته ومحبته فيذهب إلى لبنان إلى بلده الثاني ويقيم نسراً في أعالي لبنان».
وقال حجيج موجهاً كلامه إلى ابراهيم: «سيادة اللواء، الحضور الكريم، أنتم الأدرى بما يعصف بالمنطقة من تحديات واخطار وأبرزها التهديد العدواني الإسرائيلي على جبهة الشمال، والذي يستهدف اليوم المسجد الأقصى المبارك ومحاولات تقسيمه مكانياً وزمانياً، ومن أبرز التحديات التي تواجه أمتنا: الإرهاب الذي طاول الكويت وتصدت له البلاد بوحدتها وبالموقف المشرف لأمير البلاد الذي اعتبر ان التفجير الإرهابي الذي استهدف مسجدا إنما يستهدفه شخصياً، هذا التفجير الدموي الذي استنكره وأدانه لبنان الذي ذاق مرارات تفجيرات استهدفت كل شعبه. وعلى المستوى العربي فإنكم أدرى يا سيادة اللواء بالخطر المتمثل بالإرهاب والذي يحتاج إلى خبرتكم والى عمل وجهد مشترك من خلال غرفة عمليات موحدة، خصوصاً وان الإرهاب الموحد في عناصره وأدوات جرائمه وبصماته واعترافاته، وهو عابر للحدود بالسلاح والمسلحين والمال والأفكار الهدامة.
إنكم ونحن اللبنانيين نقف خلف رموز بلادنا وخلفكم فلي اعتبار ان أمن الكويت هو أمن لبنان وأن ما يمس الكويت يمس لبنان،وان المصلحة اللبنانية هي في تأكيد أمن ومنعة الكويت واستقرارها وهذا أمر أنتم ومضيفكم والأجهزة الأمنية وبالتعاون المشترك قادرون على بنائه وصناعته.
إن الأخطار التي تعصف من حول الكويت كما من حول لبنان وتشظي المسائل السورية والعراقية واليمنية، إنما تهدد كل العرب خصوصاً دول الجوار الكويت كما لبنان أو لبنان كما الكويت، فنحن توأما الروح والكويت وسط التهديدات التي تستهدف استقرارها وازدهارها جديرة بأن تكون قاعدة ارتكاز الأمن العربي».
وقال حجيج «إننا بوجود سعادة السفير اللبناني وأقطاب الجالية، نؤكد لكم على وحدة الجالية وعلى أن التوترات التي يعاني منها الوطن أمر تجاوزته الجالية وهي تشكل أنموذجاً وطنياً في التماسك والوحدة والعيش المشترك، وفي التزام القوانين الكويتية المرعية الإجراء، وانني في هذا الاطار أجدد وضع نفسي كما كنت على الدوام في خدمة الجالية والعلاقات اللبنانية - الكويتية. إننا يا سيدة اللواء عباس ابراهيم إذ نتابع إنجازاتكم اليومية وإنجازات الجهاز الذي تقوده نرى أن ما تقدمونه هو أنموذج وطني وليس للأمن فحسب بل للإدارة ومكافحة الفساد، ونرى انكم شجرة الحلم الوليد للبنان غداً ونسأل الله لكم التوفيق. إنه بوجودكم لم نعد نخاف على أمتنا وقد أثبتت التجارب صدق شعاركم: ان الامن في أمان. إننا يا سيادة اللواء ونحن نتابع تنامي المشاعر الوطنية لإنقاذ لبنان من السموم الآتية فإننا لم نعد نخاف أن يستحيل الوقت إلى رماد، وان يتواصل حرق الوقت دون طائل، فيما يتلاشى الحلم اللبناني ويكبر الخوف من فشل الدولة وأدوارها، إننا لم نعد نخاف على المستقبل ونحن نرى المسؤولية الوطنية المستجدة في الحوارات الوطنية والثنائية التي يرعاها دولة رئيس المجلس الأستاذ نبيه بري،والتي تؤكد على ضرورة إنجاز الاستحقاق الوطني المتمثل بانتخاب رئيس للبلاد بما يعزز الثقة بلبنان ويؤمن عودة سريعة لتشريع قانون للانتخابات وتنشيط العمل الحكومي».
وختم حجيج كلمته بالقول: «أهلاً بكم سيادة اللواء في الكويت حيث اجتمعت باقة الورد اللبنانية من كل أطياف لبنان وألوانه من أجل تكريمكم. وأهلاً بك حيث غمرت قلبي بمحبتك وصداقتك وأقول بكل محبة: دائماً أهلاً بكم بين أهلكم وإخوتكم في هذا البلد المميز، شخصية مميزة وقائداً دائماً في المقدمة أنموذجاً للحرص على أن يبقى لبنان موطناً للسلام والأمن والأمان وحديقة للحرية، وأن نحفظ بلدنا وفي قلبه الجنوب وان نحفظ جهات لبنان موحدة في دور دموية واحدة.
إننا ننتظر منك أن تزيد مساحات الأمل في قلوبنا وتحدثنا عن لبنان القادم، عن لبنان غداً وكلنا سمع لكلماتك. عشتم يا سيادة اللواء عاشت الكويت عاش لبنان».