خلال احتفال بذكرى إسقاط حكومته العسكرية في مهرجان شعبي في بيروت

عون: قبل 25 عاماً اتّحد العالم ليحرّر الكويت و«يسمح باحتلال لبنان»

u0639u0648u0646 u062eu0644u0627u0644 u0625u0644u0642u0627u0626u0647 u062eu0637u0627u0628u0647  (u0623 u0628)
عون خلال إلقائه خطابه (أ ب)
تصغير
تكبير
تحوّل الاحتفال الذي أقامه «التيار الوطني الحر»، امس، إحياءً للذكرى 25 للعملية العسكرية السورية التي أسقطت الحكومة العسكرية للعماد ميشال عون في 13 اكتوبر 1990، الى إحدى المفارقات الأكثر تعبيراً عن التبدلات والتحولات الكبيرة التي طبعت مسار عون وصولاً الى مرحلة صراعه الراهن مع الكثير من القوى السياسية من اجل الوصول الى رئاسة الجمهورية.

ذلك ان «التيار الحر» نجح بعد ربع قرن في إعادة إثبات معادلته الشعبية التي برزت امس في الحشد الكبير الذي ملأ الطريق الى القصر الجمهوري في بعبدا كأنه يعيد تزكية زعيمه لرئاسة الجمهورية كرقم أساسي. لكن في مقابل ذلك برزت الدلالات المناقضة لهذه الظاهرة الشعبية والتي تمثّلت في ان عون الذي هزمه النظام السوري قبل 25 عاماً هاجم كل القوى المناهضة لهذا النظام داخلياً وخارجياً وحيّد، بل تجاهل، النظام السوري الذي صار حليفه الاساسي بعد «حزب الله» في لبنان.


وفي ما يؤكد ما اوردته «الراي» قبل يومين من اتجاه الأمور الداخلية الى مزيد من الانسداد والتعطيل في سائر المؤسسات الدستورية بعد سقوط تسوية الترقيات العسكرية، وانسداد أفق اي حلول أخرى تُبقي صهر عون العميد شامل روكز في الجيش بعد إحالته على التقاعد (يدخل حيز التنفيذ منتصف ليل الثلاثاء - الاربعاء)، أطلّ «الجنرال» على الآلاف من أنصاره المحتشدين على طريق قصر بعبدا بخطاب تصعيدي ضد خصومه الداخليين، ولا سيما «تيار المستقبل» دون تسميته، حاملاً بشدّة على التمديد للقيادات العسكرية والأمنية ومقدّما وضع قانون انتخابات نيابية على قاعدة النسبية أولوية أساسية لشروطه في المرحلة المقبلة، التي وعد بمزيد من المحطات الشعبية التصعيدية في ومسمياً في هذا الإطار «شوارع بيروت».

وبرز اتجاهه التصعيدي من خلال تحميله الطبقة السياسية التي تَعاقبت على الحكم منذ 25 عاماً مسؤولية انهيار لبنان، من دون ان يتطرق الى كونه شارك في غالبية العقد الاخير في السلطة، وصولاً الى مجاهرته بأن «اليوم ليس كالأمس وغداً لن يكون كاليوم ونحن امام مرحلة جديدة من النضال، والتغيير سيحصل على أيديكم عبر الانتخابات النيابية وإسقاط عناصر الفساد ثم يأتي دورنا بفرض الإصلاح».

وجاء الانطباع الأولي على خطاب عون انه لم يأت بجديد واقعياً في سياق محطاته التصعيدية التي صاغها بمجملها في إطار متكامل يُفهم منه بوضوح انه وجّه رسالة سلبية صارمة بإزاء كل القوى وكل المؤسسات لا سيما منها الحكومة ومجلس النواب وقيادة الجيش.

ورأت دوائر سياسية ان هذا الأمر يعني ان معادلة التعطيل أخذت جرعة جديدة مقوية لا أكثر ولا أقلّ، على ان تبدأ مرحلة الردّ على سقوط تسوية روكز داخل الحكومة التي تتجه لعقد جلسة لملف النفايات هذا الاسبوع لا يُستبعد ان يغيب عنها وزراء عون فيما يشارك «حزب الله»، بما يتيح تمرير قرارات ضرورية لوضع خطة النفايات موضع التنفيذ فلا يتحمّل «التيار» مسؤولية عرقلة الحلول لهذه «الكارثة» البيئية، ليبدأ بعدها مسار تعطيل الحكومة انطلاقاً من الاصرار مجدداً على رفض بت اي قرار قبل إنجاز ملف التعيينات العسكرية، بدءاً من قيادة الجيش في ضوء اعتبار عون تأجيل تسريح العماد جان قهوجي غير شرعي، وايضاً من خلال مشاركة رئيس الحكومة في وضع جدول الأعمال على قاعدة انه اذا اعترض مكوّنان رئيسيان على اي بند لا يُدرج على الجدول، وصولاً الى عدم صدور اي قرار يعترض عليه مكوّنان (رئيسيان).

وأعلن زعيم «التيار الحر» بوضوح انه «اذا اتُهمنا بالتعطيل، فسنقول صحيح اننا نعطّل ولكن قراراتكم العاطلة وانحراف المؤسسات التي لا تُنتج الا الفساد وتجاوُز الدستور والميثاق»، مشدداً على «اننا سنقاوم ذلك سلباً بالتعطيل وايجاباً بمحاولات إحداث التغيير وستكونون أكبر المساهمين في هذا المسار لأنها مرحلة نضال ولن ننتصر الا بسواعدكم».

وذكّر بأنه قبل 25 عاماً «وعلى هذه البقعة من الأرض، صُلب لبنان امام عيون العالم»، وقال: «هذا النهار المليء بالوجع، لكل منا فيه حصة، وعاشه بطريقة ما، (...) والغريب، أن السماء أمطرت وصحت في نفس الوقت وعلى نفس السطح، والعالم الذي كان يتفرّج علينا، اتّحد ليحرر الكويت وليسمح باحتلال لبنان، هذه «السكيزوفرينيا» الدولية جعلت الشعب اللبناني يفهم جيداً أنه لا يمكنه الاتكال إلا على نفسه».

واذ قال انها «المرة الأولى في التاريخ التي تتحكم فيها طبقة برقاب البلاد والعباد بعد ذهاب الوصي وهذه الطبقة بفضلها صار لبنان هيكلا عظميا ويباسا وعتمة»، أطلّ على مواصفات رئيس الجمهورية موضحاً «نريده رئيساً على صورتكم وقوياً بكم ولا نريد رئيساً دمية او كيفما كان، ولا رئيساً يسمع فقط الكلمة ويحني رأسه ولا رئيساً وفاقياً كما يقصدونه كي يقسم لبنان مناطق نفوذ».

وهاجم بعنف «التلاعب بمؤسسة الجيش التي تَمدّد اليها التمديد غير القانوني ليطاول رأس الجيش بعدما استولى الوزير (الدفاع) على صلاحيات الحكومة»، مهدداً خصومه بانهم «سيدفعون ثمن التلاعب بالقوانين والاستحقاقات والارتهان للخارج» ومعتبراً ان هذه الحكومة «كان يجب ان ترحل منذ زمن» لو حصلت الانتخابات الرئاسية.

وتوجّه الى المشاركين بإحياء الذكرى والذين جاؤوا حاملين أعلام التيار البرتقالية ومرتدين الزي البرتقالي فيما رفع العديد منهم صور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قائلا: «أنتم اليوم أمام منزلكم الذي ينتظر تحريره من الفراغ، صوتكم سيعيده، وسيحرر البيت الذي تعمد باسمكم«بيت الشعب»، مذكراً بـ«اننا حذرنا من وصول الحرب الينا اذا لم يخسر الارهاب في سورية، وبعد 5 سنوات فهموا أن الارهاب هو نفسه، وبعض اللبنانيين يدعمون الشرّ مثلما فعلوا في الحرب مع اسرائيل في حرب يوليو 2006، وحينها خيارنا حمى لبنان، بينما هم كان خيارهم الفتنة»، واضاف:«بحروب الربيع العربي نبهنا من أنه لا يوجد فوضى خلاقة واخترنا أن نكون ضد الارهاب، اما خيار غيرنا فكان العمل على تجميل صور الذبح وتسخيف الخطر، لتشريع أبواب البلد بوجه الفوضى». واذ شبّه جمهوره بـ«رسل المسيح الذين لم يعرفوا اليأس ابدا»، مكرراً«انها الحرب الكونية على العونية»، قال:«سننظف وطننا من كل الوسخ، وقد جاءت ساعة الندم ولا احد يراهن على مللنا، نحن أبناء الرجاء وابواب الجحيم لن تقوى علينا».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي