الأرض والجمهور ... «في ذمّة الأزرق»
الجماهير تنتظر فوز «الأزرق» على لبنان في كيفان (تصوير جاسم بارون)
في معايير التفاضل في كرة القدم، يعتبر «الأرض والجمهور» من العوامل المؤثرة في ترجيح كفة فريق على آخر.
وبصرف النظر عن الفوارق الفنية والتاريخية، فإن الأفضلية غالباً ما تنحاز لصحاب الضيافة حتى لو كان يواجه فريقاً أفضل منه.
اللعب في الديار وبين الأنصار يمنح أي فريق القوة المعنوية والنفسية اللازمة لترجيح كفته على منافسيه، وقد تكون السبب الرئيس في تفوقه وتتويجه.
في البطولات المجمعة أو التي تقام بنظام الذهاب والاياب، تعتمد غالبية الفرق على عاملي «الأرض والجمهور» بل وتقوم ببناء استراتيجياتها على أساس عدم التفريط بنقاط مباريات الـHome والاعتماد عليها أكثر من المباريات التي تخوضها على أرض المنافسين، ومن يخسر على أرضه تتضاءل فرصه بشكل كبير.
مع نهاية «الجيل الذهبي» مطلع الثمانينات، بدأت معاناة منتخب الكويت من عدم استفادته من اللعب في الديار في كثير من المناسبات وافتقاده ميزة عاملي «الأرض والجمهور» بالصورة المطلوبة، رغم أن هذين العاملين كان لهما تأثير كبير في إنجازات ذلك الجيل بداية من التتويج بكأس أمم آسيا 1980 كأول منتخب عربي بعد التغلب على كوريا الجنوبية في النهائي الذي أقيم على استاد صباح السالم، ومروراً بالتأهل الى نهائيات كأس العالم 1982 في إسبانيا، بعد تجاوزه ماليزيا وتايلند وكوريا الجنوبية في التصفيات التمهيدية على استاد محمد الحمد، قبل أن يشق طريقه في التصفيات النهائية على حساب السعودية والصين ونيوزيلندا، فجاء إعلان التأهل من الكويت وبعد انتصارين متتاليين على «التنين الصيني» و»الأخضر» السعودي.
بعد هذا الجيل، تغيرت الأمور كثيراً، وبدا أن الارض والجمهور لم يعودا فعالين في ترجيح كفة «الأزرق» في الكثير من المناسبات التي خرجت فيها الجماهير وهي تعاني الحسرة والألم.
كانت تصفيات كأس العالم في المكسيك 1986 هي بداية انتكاسات «الأزرق» على أرضه بعد أن ودع المنافسة من دور المجموعات على يد سورية، قبل أن يخسر بطولة الصداقة والسلام 1989 بخسارته أمام العراق في الدور قبل النهائي، فيما كان تتويجه بلقب «خليجي 10» وسط ظروف استثنائية بعد غياب السعودية وانسحاب العراق.
استمر «الأزرق» في انكساراته على أرضه وبين جماهيره في تسعينات القرن الماضي، وتجرعت جماهيره مرارة الخروج من تصفيات كأس العالم مرتين متتاليتين وبتأثير مباشر لاخفاقه في المباريات التي أقيمت في «الديرة».
في تصفيات مونديال فرنسا 1998، خسر «الأزرق» في اللقاءات الحاسمة على أرضه أمام قطر والصين ولم ينجح في المحافظة على تقدمه على إيران حتى الدقيقة قبل الأخيرة، وفي تصفيات مونديال كوريا الجنوبية واليابان 2002، كان بحاجة إلى التعادل مع «ضيفته» البحرين التي هزمها ذهاباً في سنغافورة لكنه فرط بالفرصة وسقط بركلة جزاء بلا مقدمات تسبب بها الحارس أحمد جاسم ونفذها محمد حسين.
وفي مطلع الألفية، عندما نظمت الكويت «خليجي 16» كانت الاستضافة أشبه بكابوس بعد أن خرج «الأزرق» بهزائم مريرة وتاريخية على الرغم من الحضور الجماهيري الكبير.
لم يتوقف الأمر على المنتخب فقط، بل طال الأندية أيضاً، وفي مقدمها القادسية الذي سقط في مناسبتين مهمتين على أرضه وجمهوره، الأولى في 2006، حين استضاف الكرامة السوري في إياب الدور نصف النهائي لدوري أبطال آسيا، وبعد تعادله في الذهاب سلبياً، عاد «الأصفر» ليخسر بهدف في لقاء لن تنساه جماهيره.
وبعد ثلاث سنوات، أعاد القادسية فتح جراح جماهيره حين هُزم في نهائي كأس الاتحاد الآسيوي أمام ضيفه الاتحاد السوري بالركلات الترجيحية، على استاد جابر الدولي أمام حضور جماهيري هو الأكبر في تاريخ الملاعب الكويتية اذ تجاوز العدد 57 ألف متفرج.
«الأرض والجمهور» كما يبدو ليس له أي تأثير أو مفعول في مسيرة «الأزرق» الحالية، ففي التصفيات المشتركة المؤهلة الى كأس العالم 2018 في روسيا وكأس آسيا 2019 في الإمارات، فاز خارج أرضه على لبنان ولاوس وميانمار، وخسر بين جماهيره أمام كوريا الجنوبية، وأصبح مصيره مرهوناً بما سيقدمه عندما يستضيف لبنان الذي سبق أن هزمه على أرضه في التصفيات الآسيوية المؤهلة الى مونديال 2014.
الأرض والجمهور حالياً ... «في ذمّة الأزرق».
وبصرف النظر عن الفوارق الفنية والتاريخية، فإن الأفضلية غالباً ما تنحاز لصحاب الضيافة حتى لو كان يواجه فريقاً أفضل منه.
اللعب في الديار وبين الأنصار يمنح أي فريق القوة المعنوية والنفسية اللازمة لترجيح كفته على منافسيه، وقد تكون السبب الرئيس في تفوقه وتتويجه.
في البطولات المجمعة أو التي تقام بنظام الذهاب والاياب، تعتمد غالبية الفرق على عاملي «الأرض والجمهور» بل وتقوم ببناء استراتيجياتها على أساس عدم التفريط بنقاط مباريات الـHome والاعتماد عليها أكثر من المباريات التي تخوضها على أرض المنافسين، ومن يخسر على أرضه تتضاءل فرصه بشكل كبير.
مع نهاية «الجيل الذهبي» مطلع الثمانينات، بدأت معاناة منتخب الكويت من عدم استفادته من اللعب في الديار في كثير من المناسبات وافتقاده ميزة عاملي «الأرض والجمهور» بالصورة المطلوبة، رغم أن هذين العاملين كان لهما تأثير كبير في إنجازات ذلك الجيل بداية من التتويج بكأس أمم آسيا 1980 كأول منتخب عربي بعد التغلب على كوريا الجنوبية في النهائي الذي أقيم على استاد صباح السالم، ومروراً بالتأهل الى نهائيات كأس العالم 1982 في إسبانيا، بعد تجاوزه ماليزيا وتايلند وكوريا الجنوبية في التصفيات التمهيدية على استاد محمد الحمد، قبل أن يشق طريقه في التصفيات النهائية على حساب السعودية والصين ونيوزيلندا، فجاء إعلان التأهل من الكويت وبعد انتصارين متتاليين على «التنين الصيني» و»الأخضر» السعودي.
بعد هذا الجيل، تغيرت الأمور كثيراً، وبدا أن الارض والجمهور لم يعودا فعالين في ترجيح كفة «الأزرق» في الكثير من المناسبات التي خرجت فيها الجماهير وهي تعاني الحسرة والألم.
كانت تصفيات كأس العالم في المكسيك 1986 هي بداية انتكاسات «الأزرق» على أرضه بعد أن ودع المنافسة من دور المجموعات على يد سورية، قبل أن يخسر بطولة الصداقة والسلام 1989 بخسارته أمام العراق في الدور قبل النهائي، فيما كان تتويجه بلقب «خليجي 10» وسط ظروف استثنائية بعد غياب السعودية وانسحاب العراق.
استمر «الأزرق» في انكساراته على أرضه وبين جماهيره في تسعينات القرن الماضي، وتجرعت جماهيره مرارة الخروج من تصفيات كأس العالم مرتين متتاليتين وبتأثير مباشر لاخفاقه في المباريات التي أقيمت في «الديرة».
في تصفيات مونديال فرنسا 1998، خسر «الأزرق» في اللقاءات الحاسمة على أرضه أمام قطر والصين ولم ينجح في المحافظة على تقدمه على إيران حتى الدقيقة قبل الأخيرة، وفي تصفيات مونديال كوريا الجنوبية واليابان 2002، كان بحاجة إلى التعادل مع «ضيفته» البحرين التي هزمها ذهاباً في سنغافورة لكنه فرط بالفرصة وسقط بركلة جزاء بلا مقدمات تسبب بها الحارس أحمد جاسم ونفذها محمد حسين.
وفي مطلع الألفية، عندما نظمت الكويت «خليجي 16» كانت الاستضافة أشبه بكابوس بعد أن خرج «الأزرق» بهزائم مريرة وتاريخية على الرغم من الحضور الجماهيري الكبير.
لم يتوقف الأمر على المنتخب فقط، بل طال الأندية أيضاً، وفي مقدمها القادسية الذي سقط في مناسبتين مهمتين على أرضه وجمهوره، الأولى في 2006، حين استضاف الكرامة السوري في إياب الدور نصف النهائي لدوري أبطال آسيا، وبعد تعادله في الذهاب سلبياً، عاد «الأصفر» ليخسر بهدف في لقاء لن تنساه جماهيره.
وبعد ثلاث سنوات، أعاد القادسية فتح جراح جماهيره حين هُزم في نهائي كأس الاتحاد الآسيوي أمام ضيفه الاتحاد السوري بالركلات الترجيحية، على استاد جابر الدولي أمام حضور جماهيري هو الأكبر في تاريخ الملاعب الكويتية اذ تجاوز العدد 57 ألف متفرج.
«الأرض والجمهور» كما يبدو ليس له أي تأثير أو مفعول في مسيرة «الأزرق» الحالية، ففي التصفيات المشتركة المؤهلة الى كأس العالم 2018 في روسيا وكأس آسيا 2019 في الإمارات، فاز خارج أرضه على لبنان ولاوس وميانمار، وخسر بين جماهيره أمام كوريا الجنوبية، وأصبح مصيره مرهوناً بما سيقدمه عندما يستضيف لبنان الذي سبق أن هزمه على أرضه في التصفيات الآسيوية المؤهلة الى مونديال 2014.
الأرض والجمهور حالياً ... «في ذمّة الأزرق».